أول تعليق لحميدتي على المجازر المروعة بحق المدنيين في الفاشر بالسودان
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
الخرطوم - الوكالات
قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن ما حدث في مدينة الفاشر مؤلم وكارثي لأهل السودان، مضيفًا: “نأسف لما جرى في الفاشر، لكن الحرب فُرضت علينا، وقد شكلنا لجانًا للتحقيق في التجاوزات التي حدثت”.
وأكد حميدتي أن قواته ستغادر الفاشر عقب اكتمال عمليات تأمين المدينة، مشددًا على أن مبدأ الدعم السريع هو السلام، قائلاً: “مهما حققنا من نصر في الفاشر أو الأبيض أو الخرطوم، فلن نغير مبدأنا القائم على السلام”.
وأضاف: “نقاتل جماعات إرهابية مدعومة من دول راعية للإرهاب، وهذه رسالتي للعالم”، مشيرًا إلى أن التفاوض بين الجيش والدعم السريع كان سريًا في بدايته قبل أن يُعلن لاحقًا، وأن حركته “تدعم التحول الديمقراطي الحقيقي وتأسيس حكومة مدنية”.
وفي حديثه عن مستقبل المؤسسة العسكرية، قال حميدتي: “نشترط أن يخضع الجيش الجديد للرئيس المدني، وأن يكون دوره حماية حدود الوطن فقط”، مضيفًا أن “مبدأنا هو تأسيس جيش جديد، ولا يوجد حديث عن أي إصلاح”.
وأكد أنه “سيتم القبض فورًا على أي جندي أو ضابط ارتكب جرمًا، وستُعلن نتائج محاكمته أمام الجميع”، لافتًا إلى أن “الفاشر كانت بمثابة كارثة لأهل دارفور، لأن الإقليم بأكمله كان آمنًا عدا الفاشر”.
وأشار إلى أن “قوات الدعم السريع في الفاشر علمت الجيش فنون القتال التي درسوها في الكليات العسكرية”، مضيفًا: “لسنا سعداء بالحرب، لكن خروج المواطنين العفوي في بارا بعد دخول قواتنا يُعد استفتاءً شعبيًا لصالحنا”.
في المقابل، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم مروعة في الفاشر، شملت إعدامات ميدانية داخل المستشفيات بعد سيطرتها على المدينة التي كانت محاصرة منذ أشهر.
ونقلت الصحيفة عن شهادات ميدانية وصور أقمار صناعية ظهور مركبات عسكرية قرب جثث وبقع دماء مرئية من الجو، مؤكدة أن الحملة تضمنت عمليات قتل جماعي استهدفت المدنيين على أسس عرقية.
وقال أحد عمال الإغاثة إن “مئات وربما آلاف المدنيين قُتلوا في الفاشر”، مشيرًا إلى أن القوات فصلت الرجال والفتيان عن عائلاتهم قبل تعذيبهم أو إعدامهم. كما أفادت لجان المقاومة في المدينة بأن “قوات الدعم السريع نفذت تصفيات داخل المستشفى السعودي، حيث أعدمت جميع الجرحى والمصابين”.
من جانبها، أدانت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ “الجرائم المروعة” المرتكبة بحق المدنيين في الفاشر، ودعت إلى وقف فوري للأعمال القتالية وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات للمحاكمة، محذّرة من أن الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته.
وتدور الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء أكثر من 15 مليون، بحسب تقارير أممية ومحلية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی الفاشر إلى أن
إقرأ أيضاً:
مخاوف على المدنيين بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر في غرب السودان
الخرطوم- دعا حاكم إقليم دارفور الموالي للجيش في السودان الاثنين27 اكتوبر 2025، إلى حماية المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة الإستراتيجية التي تعاني من الجوع منذ أشهر، في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة من "تصعيد مروّع للنزاع".
وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام.
وحذّر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني على إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر القيادة العسكرية في المدينة.
وبحسب نقابة الصحافيين السودانيين، قُطعت كافة اتصالات "ستارلينك"، شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تعمل في المدينة، ما أدخل الفاشر في "ظلام إعلامي تام".
وفي الساعات الماضية، بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصوّرة تُظهر مئات الرجال بالزي المدني جالسين على الأرض ومحاطين بمقاتلين، وقدّمتهم على أنهم أسرى من صفوف الجيش أو القوات المشتركة الحليفة له.
وقال حاكم دارفور مني أركو مناوي في منشور على منصة إكس إن "سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة".
وأضاف "نطالب بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها مليشيا (الدعم السريع) بعيدا من الأنظار".
وحذّر غوتيريش الاثنين من "تصعيد مروّع للنزاع" في السودان، وقال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في ماليزيا إن "مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله".
ولفت غوتيريش إلى أنه "من الواضح أن الأمر لم يعد مجرد صراع سوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل نشهد تدخلا خارجيا متزايدا يقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحلّ سياسي".
- "ممرات إنسانية" -
في المقابل، أوضحت تنسيقية "لجان مقاومة الفاشر" أن المعارك تواصلت الإثنين في محيط مطار المدينة وفي مناطق عدة غربها، مشيرة إلى قصف مكثف" من قبل قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو.
من جهته، قال قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الأحد، إنه بحث "حصار ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر" خلال لقائه السفير التركي في بورتسودان، المدينة الساحلية الواقعة في شرق البلاد.
وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، بتأمين ممرات آمنة للمدنيين، مؤكدا أن "مئات الآلاف من السكان محاصرون داخل المدينة في حالة من الرعب، يتعرضون للقصف والجوع، ولا يستطيعون الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية أو الأمان".
كما دعا المبعوث الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس، قوات الدعم السريع إلى فتح "ممرات إنسانية" لإجلاء المدنيين.
ورغم تصريحات قوات الدعم السريع المتكررة بشأن "حماية المدنيين"، اتهمتها تنسيقية "لجان مقاومة الفاشر" بارتكاب فظائع، قائلة إن "الأبرياء يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي".
وأعربت نقابة الصحافيين عن "قلق بالغ على سلامة الصحافيين المتواجدين في الفاشر في ظل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة".
وقالت إن الصحافي المستقل معمر إبراهيم محتجز لدى قوات الدعم السريع منذ الأحد، مؤكدة صحة صور متداولة على مواقع التواصل تُظهره محاطا بمقاتلين من تلك القوات.
وفي الأشهر الأخيرة، تحولت الفاشر إلى إحدى أبرز جبهات القتال في الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث وأودت بعشرات الآلاف وتسببت بتهجير نحو 12 مليونا، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتقول المنظمة الدولية إن قوات الدعم السريع تحاصر نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، يعانون استشراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات، فيما فرّ أكثر من مليون شخص من المدينة منذ اندلاع الحرب.