ملك المغرب يدعو رئيس الجزائر لـ”حوار أخوي” لتجاوز الخلافات
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
الرباط – دعا ملك المغرب محمد السادس، مساء الجمعة، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “حوار أخوي وصادق” بين البلدين لتجاوز خلافاتهما.
جاءت الدعوة في خطاب متلفز وجهه الملك إلى الشعب المغربي، عقب تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار أمريكي يدعم مبادرة الرباط بشأن قضية “إقليم الصحراء”.
وقال في خطابه: “أدعوا الرئيس عبد المجيد تبون لحوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار”.
وأكد في السياق ذاته، التزام بلاده بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل بين دوله الخمس.
والحدود المغربية الجزائرية مغلقة منذ عام 1994، وسط خلافات سياسية بين البلدين.
وأبرز هذه الخلافات بشأن ملف إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو” المدعومة من الجزائر.
وفي عام 2007، اقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا في إقليم الصحراء تحت سيادته، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
لكن مجلس الأمن صوت في وقت سابق الجمعة، على قرار أمريكي يقضي بتمديد ولاية بعثة “مينورسو” لعام إضافي حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2026.
وصوت لصالح القرار الذي دعم “مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء” 11 بلدا، وامتنعت روسيا والصين وباكستان، ولم تشارك الجزائر في التصويت.
وفي خطابه، أكد ملك المغرب عزم بلاده تحديث مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة، لتكون الأساس الوحيد للتفاوض بشأن إقليم الصحراء، واعتبارها “الحل الوحيد”.
وقال: “رغم التطورات الإيجابية لقضية إقليم الصحراء، سيبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب ولا مغلوب، يحفظ ماء جميع الأطراف”.
وأضاف: “سنقوم بتحيين مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض باعتبارها الحل الوحيد لقضية إقليم الصحراء”.
وأوضح العاهل المغربي أن بلاده “تعيش فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء”، مضيفا: “مرتاحون لقرار مجلس الأمن”.
وأشار إلى أنه يتقاسم مع شعبه “مشاعر الارتياح لقرار مجلس الأمن، إننا نعيش مرحلة فاصلة ومنعطفا حاسما لتاريخ المغرب الحديث، هناك مرحلة ما قبل 31 أكتوبر 2025 وهناك ما بعده”.
وقال: “بعد 50 سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ بعون الله فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
وأضاف: “حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية”.
واعتبر أن بلده “لا يعتبر هذه التحولات انتصارا ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات”.
وتقدم ملك المغرب بالشكر للدول التي “ساهمت في هذا التغيير بمواقفها البناءة”، وذكر منها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والدول العربية والإسلامية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إقلیم الصحراء مجلس الأمن ملک المغرب
إقرأ أيضاً:
العاهل المغربي يدعو لحوار مع الرئيس الجزائري.. ثمّن دعم مجلس الأمن للحكم الذاتي
وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الجمعة، خطاباً إلى الشعب المغربي، أعلن فيه دخول المغرب "مرحلة جديدة وحاسمة" في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، مؤكداً أن النزاع المفتعل حول الإقليم "وصل إلى لحظة الحسم النهائي"، وموجهاً في الوقت ذاته رسالة مباشرة إلى الجزائر دعا فيها إلى "حوار أخوي صادق" لتجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على "الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار".
وقال الملك محمد السادس في خطابه إن المغرب "لن يسمح لأي طرف بالتطاول على حقوقه أو حدوده التاريخية"، مشيراً إلى أن ما قبل 31 أكتوبر 2025 ليس كما بعده، في إشارة إلى القرار الأممي الأخير الذي دعم خطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الإطار الوحيد الواقعي لحل النزاع.
وأكد أن المملكة ستقوم بتحيين مبادرتها وتقديمها للأمم المتحدة لتكون "الأساس الوحيد للتفاوض"، داعياً سكان مخيمات تندوف إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية "للعودة إلى وطنهم والمساهمة في تنمية أقاليمهم الجنوبية في إطار المغرب الموحد".
ويأتي الخطاب الملكي بعد ساعات من اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يؤيد خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، حيث صوّت المجلس، بأغلبية 11 صوتاً مؤيداً ومن دون معارضة، مع امتناع ثلاث دول عن التصويت، فيما رفضت الجزائر المشاركة في الجلسة.
ووصف القرار خطة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب عام 2007 بأنها "الحل الأكثر واقعية" لإنهاء نزاع مستمر منذ نحو خمسة عقود حول الإقليم، الذي تعتبره الأمم المتحدة "إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي" منذ انسحاب إسبانيا عام 1975.
ودعا القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص ستافان دي ميستورا إلى مواصلة المفاوضات "استناداً إلى هذه الخطة"، كما نص على تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة عام مع مطالبة الأمين العام بتقديم تقييم استراتيجي خلال ستة أشهر.
ويعد هذا القرار تحولاً جوهرياً في الموقف الدولي من قضية الصحراء، إذ يؤكد تبني الأمم المتحدة للرؤية المغربية المدعومة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وكانت واشنطن قد جددت دعمها الصريح للمغرب منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2020 اعترافه بسيادة الرباط على الإقليم مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهو ما فتح الباب أمام سلسلة من الاعترافات الأوروبية بالمبادرة المغربية.
في المقابل، ما زالت الجزائر وجبهة البوليساريو ترفضان المقاربة المغربية، حيث شدد ممثل الجبهة في تصريحات له اليوم على أن أي حل يجب أن يمر عبر "استفتاء يقرره الشعب الصحراوي".
وفي ختام خطابه، جدّد الملك محمد السادس التأكيد على أن المغرب الموحد من طنجة إلى لكويرة ماضٍ بثبات نحو استكمال سيادته الترابية، مشيداً بجهود القوات المسلحة والدبلوماسية المغربية في الدفاع عن وحدة الوطن، ومعبّراً عن امتنانه للدول العربية والإفريقية "التي دعمت المغرب دون شروط".