يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب خروقات واسعة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على سريانه، وذلك يشمل انتهاكات جسيمة ميدانية وإنسانية، تنوعت ما بين القصف والتوغل والاعتقال.

ولم تتوقف عمليات القتل الإسرائيلية، إذ استشهد بنيران الاحتلال من 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، 250 فلسطينيا يمثل المدنيون منهم 91 بالمئة، وهم: 97 طفلا يشكلون 39 بالمئة من إجمالي الشهداء، و39 سيدة (15.

5 بالمئة) و10 من كبار السن (4 بالمئة) و80 رجلا مدنيا (32 بالمئة)، إضافة إلى 24 من رجال المقاومة (9.5 بالمئة).

وفيما يتعلق بخط الانسحاب، رُصدت تجاوزات ميدانية لمسافات تتراوح بين 400 و1500 متر داخل المناطق الصفراء، مع إقامة الاحتلال مواقع رصد بطول نحو 35 كيلومترًا مربعًا، إضافة إلى وضع مكعبات إسمنتية خارج الخط الأصفر على مسافات تراوحت بين 400 و1050 مترا.



وعلى الصعيد الإنساني، لم يلتزم الاحتلال ببنود إدخال المساعدات، حيث لم تدخل سوى 9–10 بالمئة من شاحنات الوقود المتفق عليها، إذ دخل فعليًا نحو 50 شاحنة فقط من أصل 99 شاحنة يوميًا نصّ عليها الاتفاق، وذلك بحسب ما ذكرت حركة حماس.

الشهداء
ومنذ وقف إطلاق النار، ارتفعت معدلات الاستهداف المباشر للمدنيين في مناطق "الخط الأصفر" والمناطق المحاذية له، ويقدّر عدد الشهداء الإجمالي وفق الجداول التفصيلية بـ 250 شهيدًا موزعين على عدة محافظات، أبرزها خانيونس، غزة، والوسطى، مع تركز الاستهداف في مناطق الزوايدة، الشجاعية، وبني سهيلا.



وتُظهر البيانات أن أغلب الشهداء قضوا نتيجة القصف الصاروخي والغارات الجوية، تليها حالات إطلاق النار من الطائرات المُسيّرة "كوادكابتر"، ثم الرصاص الحيّ المباشر من القوات المتوغلة شرق القطاع.
من حيث التوزيع العمري، تضمّنت القائمة شهداء من مختلف الفئات، كان بينهم أطفال دون سن 12 عامًا بنسبة مرتفعة، إضافة إلى نساء ومسنّين.

كما لوحظت عائلات بأكملها قضت في قصف واحد، لا سيما في منطقة حي الزيتون ومستشفى العودة بالنصيرات، حيث سُجلت أكثر من عشر حالات متتالية لعائلة واحدة خلال يوم واحد من القصف الجوي.


وتكرّرت وقائع القصف دون تحذير في أكثر من عشرين حادثة، وذلك  في الأيام بين 14 و21 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، وهي الفترة التي شهدت أعلى معدل للشهداء.

المصابون
تسببت خروقات الاحتلال بأكثر من 574 فلسطينيا وغالبيتهم العظمى من المدنيين، وكان أكثر من ثلث المصابين من الأطفال، وقرابة ربعهم من النساء، إلى جانب عدد من كبار السن.

وتوزعت الإصابات بين محافظات غزة، خانيونس، الشمال، والوسطى، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الجرحى في مناطق الشجاعية، الزيتون، جباليا، وعبسان.

وتنوّعت أسباب الإصابات بين قصف جوي ومدفعي، إطلاق نار مباشر، واستهداف بطائرات مسيّرة. وأظهرت بيانات حكومية صادرة من قطاع غزة أن الإصابات تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة والخفيفة، إذ سُجلت نسبة إصابات خطيرة تجاوزت 20 بالمئة من الإجمالي، في حين أصيب آخرون بشظايا وأضرار جسدية دائمة.




وتم تسجيل عدد من الإصابات في صفوف الطواقم الطبية والإسعاف أثناء عملهم في نقل الجرحى، ما يعكس استهدافًا ممنهجًا للقطاع الصحي خلال فترة وقف إطلاق النار.

الأسرى 
أظهرت البيانات أن الاحتلال نفّذ سلسلة من الاعتقالات المنظمة خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، شملت ما لا يقل عن 20 معتقلًا في مناطق شرق رفح، وبحر غزة، وبحر خانيونس.

وتركّزت معظم عمليات الاعتقال في المناطق الصفراء الخاضعة لسيطرة الاحتلال، خاصة أثناء أنشطة الصيد والعمل قرب البحر أو الحدود الشرقية.


وتُظهر البيانات أن جميع المعتقلين تقريبًا من المدنيين، وأن أغلبهم جرى اعتقالهم أثناء الصيد أو بعد عمليات توغّل ميدانية محدودة، في مخالفة صريحة للاتفاق الذي يضمن حرية الحركة للمدنيين.



وتكررت الاعتقالات الجماعية في شرق رفح بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تم احتجاز ثمانية مدنيين في حادثة واحدة، إضافة إلى سبعة صيادين اعتقلوا على دفعتين لاحقًا في بحر خانيونس وغزة.
الاعتداءات اليومية

وثقت البيانات أن نحو 177 حادثة منفصلة حصلت خلال الفترة من 10 إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بمعدل يومي يتراوح بين 6 و9 حوادث.

توزعت الأحداث بين قصف وغارات (54 بالمئة، إطلاق نار مباشر (34 بالمئة)، وتوغّلات برية (12 بالمئة)، مع تسجيل عدد من حالات النسف والتدمير المتعمد للمنازل.


وكانت أبرز الاعتداءات الإسرائيلية ما جرى توثيقه بين 14 و19 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، وما بين 29 و31 الشهر ذاته، حيث شهد القطاع أعنف الهجمات وأكثرها تدميرًا.

جغرافيًا، تركزت الحوادث في محافظات خانيونس، وشمال غزة، والوسطى، فيما سُجّلت حالات قصف متكررة على الزوايدة وجباليا والنصيرات.

وأشار البيانات إلى استمرار إطلاق النار من الزوارق البحرية تجاه الصيادين، وعمليات قنص متفرقة على طول الخط الفاصل الشرقي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار غزة خروقات الاحتلال إسرائيل غزة الاحتلال وقف إطلاق النار خروقات الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول البیانات أن أکتوبر 2025 إضافة إلى فی مناطق أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير: واشنطن تعتقد أن "الهدنة" بغزة صامدة طالما أن ضحاياها فلسطينيون فقط

غزة - ترجمة صفا

منذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، برهنت "إسرائيل" مجددًا على أن إفلاتها من العقاب لا حدود له.

وبحسب تقرير موقع "كاونتر بنش" التحليلي؛ ففي أقل من عشرين يومًا منذ توقيع وقف إطلاق النار، قتلت "إسرائيل" 226 فلسطينيًا، وجرحت 594، وتواصل هدم المنازل كما يحلو لها.

وفي الفترة نفسها، انتهكت "إسرائيل" وقف إطلاق النار أكثر من 125 مرة؛ كان آخرها في 28 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية مدينتي غزة وخان يونس، ما أسفر عن استشهاد 109 أشخاص، بينهم 46 طفلاً و20 امرأة.

وبرر الرئيس دونالد ترامب قتل الأطفال الفلسطينيين قائلاً: "يجب على إسرائيل الرد".

وفي أحد الأهداف، سُوّيت مبانٍ سكنية بأكملها بالأرض في وسط غزة، ما أسفر عن استشهاد 18 فردًا من عائلة واحدة، مع ذلك، وصف نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الهجمات الإسرائيلية بأنها "مناوشات صغيرة "، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار "صامد".

ووصف متحدث أمريكي استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بأنه "محدود ومُستهدف".

بالنسبة لواشنطن، فإن الهدنة "صامدة" طالما أن الضحايا فلسطينيون، وأن المقاومة لا ترد.

وجاء في التقرير: لم يختلف الوسطاء الآخرون - مصر وقطر وتركيا - كثيرًا. بل ذهب رئيس وزراء قطر إلى حد التباهي بالتزام الطرفين بوقف إطلاق النار. وكأن التظاهر بالالتزام أهم من قتل 226 فلسطينيًا في ثلاثة أسابيع.

والأسوأ من ذلك، أنه بعد ساعات من إعلانه استئناف وقف إطلاق النار، قصفت إسرائيل بيت لاهيا شمال غزة، مما أسفر عن استشهاد اثنين على الأقل. وشنت "إسرائيل" المزيد من الهجمات منذ ذلك الحين.

ومنذ اليوم الأول، تجاهلت "إسرائيل" التزاماتها في الأحكام الرئيسية للاتفاقية. فعلى سبيل المثال، نص البند 7 على "إرسال مساعدات كاملة على الفور إلى قطاع غزة بمستويات تطابق 19 يناير 2025 - أي ما يقرب من 600 شاحنة يوميًا".

ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، رفضت "إسرائيل" 99 طلبًا لتوصيل المساعدات إلى غزة في الأسبوعين الأولين بعد وقف إطلاق النار.

وحتى 1 نوفمبر، سمحت "إسرائيل" في المتوسط، بدخول 145 شاحنة فقط يوميًا إلى القطاع، أو 24٪ فقط من "المساعدات الكاملة" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، علاوة على ذلك، منعت "إسرائيل" الأونروا من توفير المأوى والإمدادات الغذائية لـ 1.3 مليون إنسان، وهذا يتعارض مع حكم محكمة العدل الدولية الذي يأمر "إسرائيل" على وجه التحديد بالسماح للأونروا بالعمل بحرية.

وتُعدّ الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاقيات نمطًا إسرائيليًا مألوفًا. ففي جنوب لبنان، طالب اتفاق وقف إطلاق النار إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية بحلول 26 يناير/كانون الثاني 2025. وبعد عشرة أشهر، لا تزال "إسرائيل" تحتل مواقع داخل لبنان وتشنّ هجمات يومية على أهداف في جميع أنحاء لبنان.

وكما هو الحال في غزة، يبدو أن الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين توسطتا في ذلك الاتفاق، غير مكترثتين بالانتهاكات الإسرائيلية. ومن المفارقات أن هاتين الدولتين ستُبديان، كما هو متوقع، "الغضب والإدانة" إذا ردّت المقاومة اللبنانية على "إسرائيل".

فبالنسبة للكيان، الاتفاقيات تُعقد حسب الطلب، تأخذ ما يناسبها، بينما ترفض الوفاء بالتزاماتها. كل ما أرادته إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار هو عودة أسراها. بمجرد تأمين ذلك، حصلت على حرية التصرف في غزة كما تشاء.

وقال التقرير إن وقف إطلاق النار ليس سوى واجهة تسمح لإسرائيل بإدارة "نظام غذائي جوع" لأكثر من مليوني إنسان.

وبتقليل أهمية الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، حوّلت الولايات المتحدة وشركاؤها العرب ما كان ينبغي أن يكون التزامًا متبادلًا إلى رخصة حرب من طرف واحد.

وعندما لا تُواجَه الخروقات الإسرائيلية، تُحوّل إدارة ترامب والوسطاء العرب تلك الانتهاكات إلى سياسة مقبولة.

وقال إن استراتيجية "إسرائيل" هي خلق "وضع طبيعي جديد"، والاختباء وراء وقف إطلاق النار للحفاظ على الوضع الراهن، وترسيخ احتلال دائم، و"مناطق أمنية"، وجعل قتل الفلسطينيين أمرًا روتينيًا.

وأكد أن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد، حيث تُنفذ "إسرائيل" توغلات منتظمة في سوريا وتهاجم لبنان، والآن غزة، دون أي اعتراض. في هذا الإطار، تُصبح وقف إطلاق النار تكتيكات خادعة لترسيخ الاحتلال وتطبيع العدوان.

واختتم التقرير بالقول إنه ما دامت واشنطن ودكتاتوريوها العرب التابعون لها يُبرئون الانتهاكات الإسرائيلية ويصفونها بـ"المناوشات"، وما دامت أرواح الفلسطينيين قابلة للتضحية بها في ظل نظامٍ تُعلن فيه "وقفات إطلاق النار" في البيانات الصحفية فقط لتباهي بأنا ترامب النرجسية، وحيث يمكن لأحد الطرفين انتهاك الاتفاقيات دون عواقب، فإن "وقفات إطلاق النار" تُشرعن حربًا أحادية الجانب دائمة. وهكذا، يُكشف "سلام" ترامب كأداةٍ تفاوضية تُعيد لإسرائيل نفوذها في التجويع وارتكاب الفظائع الجماعية دون عقاب.

مقالات مشابهة

  • معهد البحوث الصناعية يعلن نتائج تقييم المنتجات المستوردة في تشرين الأول
  • استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • شهيد و87 حالة اعتقال - انتهاكات الاحتلال في القدس خلال شهر أكتوبر 2025
  • شهيد و87 حالة اعتقال و15 عملية هدم وتجريف و10822 مستعمرًا اقتحموا الأقصى خلال تشرين الأول
  • شهيدان في رفح بفعل استمرار خرق الاحتلال لوقف إطلاق النار
  • تقرير: واشنطن تعتقد أن "الهدنة" بغزة صامدة طالما أن ضحاياها فلسطينيون فقط
  • الثوابتة: "إسرائيل" ارتكبت 194 خرقا لاتفاق وقف النار منذ 10 أكتوبر
  • الاحتلال ينسف مباني بجباليا وخان يونس والأونروا تحذر من كارثة إنسانية
  • الأمم المتحدة: 24 ألف طن مساعدات دخلت غزة منذ بدء الهدنة