في تطور غير متوقع، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) يوم الخميس عن إنهاء شراكتها مع اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية (SOPC) في مجال الرياضات الإلكترونية، بعد أقل من عام على توقيع اتفاقية طموحة كان يُنتظر أن تُحدث نقلة نوعية في مستقبل الألعاب الإلكترونية على المستوى الأولمبي.

البيان الرسمي الصادر عن اللجنة الأولمبية الدولية أشار إلى أن الطرفين "اتفقا بشكل ودي على إنهاء الشراكة"، دون الخوض في تفاصيل دقيقة حول أسباب القرار، ومع ذلك، فإن هذه الخطوة جاءت بعد أسابيع قليلة من استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إلى جانب مجموعة من المستثمرين، على شركة ألعاب الفيديو العملاقة EA في صفقة بلغت قيمتها نحو 55 مليار دولار، ما أثار العديد من التساؤلات حول خلفيات الانفصال المفاجئ.

كانت الشراكة بين اللجنة الأولمبية الدولية والمملكة العربية السعودية قد أُعلنت في عام 2024، على أن تمتد لمدة 12 عامًا، في خطوة هدفت إلى دمج الرياضات الإلكترونية ضمن إطار الألعاب الأولمبية بشكل رسمي، وشملت الاتفاقية آنذاك خطة لإطلاق دورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية كل عامين، على أن تُقام النسخة الأولى في 2027 بعد تأجيلها من العام الجاري.

وقد ترددت أنباء في ذلك الوقت عن محادثات بين اللجنة الأولمبية الدولية وعدد من مطوري الألعاب العالمية مثل Rocket League وStreet Fighter وLeague of Legends، بهدف إدراجها ضمن فعاليات البطولة الجديدة، كما كانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ضمن الدول المرشحة لاستضافة النسخ التالية من الحدث.

إلا أن الحلم المشترك يبدو أنه انتهى قبل أن يبدأ، حيث أكدت اللجنة الأولمبية الدولية في بيانها الجديد أنها ستواصل السعي لتحقيق طموحاتها في الرياضات الإلكترونية بشكل مستقل، مع التزامها بنشر فرص المشاركة في الألعاب الأولمبية الإلكترونية على نطاق عالمي أوسع، وأكدت اللجنة أنها لا تزال تخطط لإطلاق النسخة الافتتاحية من دورة الألعاب في أقرب وقت ممكن.

ورغم أن الجانبين وصفا القرار بأنه ودي، فإن التوقيت يثير علامات استفهام كثيرة، فبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، جاء إعلان الانفصال بعد نحو سبعة أشهر من تولي كريستي كوفنتري رئاسة لجنة الرياضات الإلكترونية التابعة للجنة الأولمبية الدولية، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى ربط القرار بإعادة تقييم التوجهات الاستراتيجية الجديدة للجنة تجاه هذا القطاع المتنامي.

اللجنة الأولمبية الدولية كانت قد أبدت في مناسبات عدة رغبتها في جذب الجماهير الشابة عبر الرياضات الإلكترونية، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون هذه الألعاب متوافقة مع "القيم الأولمبية"، مثل الاحترام والتنافس الشريف وعدم الترويج للعنف أو الممارسات غير الأخلاقية.

وفي المقابل، تُعد السعودية من أكثر الدول نشاطًا واستثمارًا في مجال الرياضات الإلكترونية على مستوى العالم، إذ تستضيف بطولة "كأس العالم للرياضات الإلكترونية" التي تجمع أشهر الألعاب التنافسية مثل ألعاب القتال وألعاب إطلاق النار وألعاب الـMOBA، وتجذب آلاف اللاعبين والمشاهدين سنويًا.

 مستقبل غير واضح للألعاب الأولمبية الإلكترونية

يرى محللون أن إنهاء الشراكة قد يؤثر على وتيرة تطوير مشروع الألعاب الأولمبية الإلكترونية، الذي كان يُعوّل عليه ليكون بوابة جديدة للجنة الأولمبية الدولية نحو جيل اللاعبين الرقميين، فبينما تُحاول اللجنة بناء نموذج تنظيمي يحافظ على مبادئها، تواجه تحديات كبيرة في إيجاد التوازن بين روح المنافسة الرياضية والانفتاح على ثقافة الألعاب الحديثة التي تعتمد على الإبداع والسرعة والتفاعل.

ويعتقد خبراء في مجال الرياضات الإلكترونية أن اللجنة الأولمبية الدولية قد تجد صعوبة في المضي قدمًا دون دعم مالي وتنظيمي قوي كالذي كانت توفره السعودية، خصوصًا في ظل النمو السريع لصناعة الألعاب التي تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار عالميًا.

بين طموح اللجنة الأولمبية الدولية في الحفاظ على "صورة نقية" وحرص السعودية على أن تكون في مقدمة الدول الداعمة لصناعة الألعاب، يبدو أن الانفصال يعكس اختلافًا في الرؤى أكثر منه خلافًا سياسيًا، ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع اللجنة الأولمبية الدولية بناء منصة إلكترونية أولمبية تجذب الأجيال الجديدة وتواكب ثورة الألعاب دون أن تفقد جوهرها الرياضي التقليدي؟

الإجابة قد تتضح في الأعوام القليلة المقبلة، مع اقتراب الموعد المنتظر لإطلاق أول دورة للألعاب الأولمبية الإلكترونية — إن تمسكت اللجنة بالفعل بهذا الهدف الطموح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة الدولیة الأولمبیة الإلکترونیة الریاضات الإلکترونیة الألعاب الأولمبیة

إقرأ أيضاً:

بجوائز مالية تتجاوز 10 ملايين ريال.. انطلاق كأس الأولمبية السعودية للهجن

تنطلق منافسات النسخة الخامسة من بطولة كأس الأولمبية السعودية للهجن، غدا، على أرض ميدان رماح لسباقات الهجن، وتستمر لمدة 5 أيام، وبجوائز مالية تتجاوز (10) ملايين ريال.

وقرر الاتحاد السعودي للهجن نقل البطولة من ميدان الجنادرية إلى ميدان رماح، نظرًا لانشغال ميدان الجنادرية في العاصمة الرياض بالتجهيزات لاستضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي.

ويعد ميدان رماح لسباقات الهجن، الذي تأسس عام (2016) واحدًا من بين أكثر من (24) ميدانًا معتمدًا في المملكة، ومساحته (16) مليون متر مربع، ويضم (3) مضامير، الأول بطول (8 كم)، والثاني بطول (5 كم)، والثالث بطول (1500) متر.

وكان الاتحاد السعودي للهجن أعلن في (26) من أكتوبر الماضي، البرنامج الزمني للبطولة، الذي تضمن إقامة (116) شوطًا، من بينها (20) شوطًا على كؤوس البطولة.

ويتضمن برنامج الكأس في يوم البطولة الأول، إقامة (36) شوطًا مخصصة لفئة (الحقايق)، تقطع فيه المطايا المشاركة (144) كم، ومسافة كل شوط (4 كم).

وأنهى الاتحاد السعودي للهجن جميع الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بالميدان، حيث تُقام للمرة الأولى في رماح بعد أن استضافت تبوك النسخ الماضية في سجل البطولة، فيما تعد سابع بطولات تقويم الاتحاد للموسم الرياضي الحالي، الذي انطلق بسباق المفاريد، ثم سباقات موسم الطائف، ثم مهرجان ولي العهد للهجن، يليها سباق اليوم الوطني الـ(95)، وسباقات الميادين وأخيرًا كأس الاتحاد السعودي للهجن.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الهجن السعودية ترفع رصيدها إلى ثلاثة كؤوس في بطولة كأس الأولمبية السعودية للهجن 2025
  • "اللجنة الأولمبية" تعلن تفاصيل مشاركتها في دورة التضامن الإسلامي بـ8 رياضات
  • ليبيا تشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للصم في منافسات ألعاب ‏القوى والكاراتيه‎ ‎
  • الهجن القطرية تسجل ثنائية الحقايق بكأس الأولمبية السعودية
  • انطلاق الجلسات التحضيرية للقمة الأردنية للألعاب الإلكترونية في جرش
  •  الهجن السعودية تفتتح مشاركاتها في” كأس الأولمبية” بكأسين ولقب 20 شوطاً
  • ختام دورة الألعاب الآسيوية الثالثة “البحرين 2025”.. والقدرة والتحمل يختتم الميداليات السعودية
  • بجوائز مالية تتجاوز 10 ملايين ريال.. انطلاق كأس الأولمبية السعودية للهجن
  • غداً.. انطلاق كأس الأولمبية السعودية للهجن في رماح