عبد الله اللداوي ” أبو عبيدة”… ثائر من جباليا صمد حتى آخر اللحظات
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
#سواليف
ودّعت #جباليا في شمال قطاع #غزة القائد المقاوم #عبدالله_يوسف_اللداوي #قائد_كتيبة_عماد_عقل، أحد أبناء المخيم الذين عرفهم الجميع بخلقهم وهدوئهم، بعد إصابته في قصف استهدف المنطقة خلال أكتوبر/تشرين أول 2025، ليغادر الحياة بعد ثلاثة أيام من مقاومته لإصاباتٍ خطيرة في المستشفى.
واستشهاد القيادي في #كتائب_القسام عبد الله اللداوي الأربعاء الماضي متأثرا بإصابته في #قصف نفذه #طيران_الاحتلال على قطاع #غزة قبل أيام وقد أصيب في عدة محاولات اغتيالات سابقة.
يقول شقيقه مصطفى: ارتقى الليلة أخي الأصغر “أبو عبيدة” عبد الله يوسف اللداوي، شهيداً بعد تسعة أيامٍ من إصابته التي تعرض لها خلال الخرق الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، يوم 19 أكتوبر/تشرين أول الجاري، رفقة الشهيد تاج الدين الوحيدي، وكان قد فقد ذراعيه من الكتفين في الغارة التي تعرض لها في مدينة غزة، وشاء الله عز وجل أن يستفيق من الإصابة ويودع أهله، ويستقبل زواره، ويتحدث معهم، قبل أن تتدهور حالته الصحية، ويدخل غرفة العناية المشددة ثلاثة أيامٍ قبل استشهاده.
مقالات ذات صلةوأضاف: أخي عبد الله الأصغر بيننا، والأشجع فينا، قائد كتيبة الشهيد عماد عقل في لواء الشمال، كان قد نجا من محاولتي اغتيالٍ في مخيم جباليا، إثر غاراتٍ إسرائيلية عنيفة على مناطق متفرقة في مخيم جباليا، فقد عينه في واحدةٍ منها، وفي إحداها أغلق عليه وإخوانه في الكتيبة داخل نفقٍ مظلمٍ، بلا طعامٍ والقليل من الماء مدة 22 يوماً، قبل أن يخرجوا من النفق في حالةٍ صحيةٍ سيئة، إذ حرموا الطعام والنور وعاشوا خلالها على بقايا الماء الذي كان معهم، وبعد عملية ترميم استغرقت أياماً استعاد عافيته، وعاد وإخوانه إلى جبهات القتال من جديد.
رحمة الله عليك أخي عبد الله، وسلام الله عليك وعلى اخوتنا الشهداء فتحي وفؤاد ورائد، وعلى أبينا الذي سبق وأنت الأحب إلى قلبه، والأقرب إلى نفسه، وآخر أولاده وأكثرهم دلالاً عنده، فرحمة الله عليك وعلى شهداء شعبنا الفلسطيني كلهم، الذين سبقوا بالشهادة وصنعوا بدمائهم مجد قضيتنا الفلسطينية.
ابن المخيم والمسجد
نشأ عبد الله (40 عاماً) في مخيم جباليا بين الأزقة الضيقة والبيوت المتلاصقة، حيث تكبر الحكايات وترتبط الأرواح بالمكان. كان اسمه حاضرًا في ذاكرة أبناء المخيم كأحد شبابه الناشطين اجتماعيًا ومرتادي المساجد.
وصفه من عرفوه بأنه هادئ الطبع، حسن الخلق، دائم الابتسام، قريب من الناس، لا يتوانى عن مساعدة المحتاج أو المشاركة في مبادرات الخير داخل الحي.
يروي الناشط أحمد سرداح موقفًا جمعه به خلال هدنة سابقة، حين قال ممازحًا: “ما ضلّ قائد بجباليا غيرك!”
فأجابه عبد الله بابتسامة هادئة: “إن شاء الله الجولة الجاية”.
نجاة سابقة وذكرى لا تُنسى
قبل سنوات، تعرّض عبد الله لمحاولة اغتيال مباشرة فقد خلالها إحدى عينيه، لكنه ظلّ ثابتًا، يحمل أثر إصابته دون أن تتغير ملامح سكينته. بقي قريبًا من أهله ورفاقه، ولم يغادر المخيم إلا للضرورة.
كما أصيب خلال هذه الحرب عدة مرات، ورغم جراحه ووضعه الصحي الذي وصل إليه بعد حرمانه من الماء والطعام لأيام طويلة بعد أن أغلق نفق عليه مع مجموعته إلا أنه شارك في مختلف المعارك مع المقاومة.
شهادات من الذاكرة
يقول معاذ، أحد شباب المخيم: “عبد الله من خيرة شباب جباليا، عطوف، نبيل، متواضع، يحب الناس ويقف مع الجميع”.
ويضيف لمراسلنا: “كان كتومًا للغاية، لا يتحدث عن تفاصيل يومه، محبًا لوطنه ومتمسكًا بمخيمه الذي تربى فيه”.
وبين ميادين القتال والكتابة كان القائد اللداوي يقتنص بعض اللحظات ليدون ويكتب وألف كتاب غراس حماس الذي يوصف بأنه عبارة عن رحلة فكرية وجهادية تتبّع مسار الحركة حتى وصولها لحظة “طوفان الأقصى” موضِّحًا العوامل التي قادت إلى تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الأمة.
يروي الكاتب مسيرة حماس منذ النشأة وحتى يوم “الطوفان” كاشفًا أسرار التربية الإيمانية والجهادية التي أنبتت أجيالًا ومجتمعًا مقاومًا استقبل الشهادة بـ”الحمد والرضا” وقاتل الميركافا من مسافة الصفر.
وداع وذكرى باقية
برحيل عبد الله، يضيف مخيم جباليا اسمًا جديدًا إلى سجل أبنائه الذين بقيت ذكراهم حاضرة في القلوب والأحاديث والمساجد.
رحل بهدوء، تاركًا أثرًا طيبًا وسيرة شاب عاش صمودًا وقلبًا مفعمًا بالأمل رغم قسوة الحرب، وحلم حتى اللحظة الأخيرة بوطنٍ أفضل لأهله ومخيمه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف جباليا غزة كتائب القسام قصف طيران الاحتلال غزة مخیم جبالیا عبد الله
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب.. مشاركة اللحظات السعيدة مع الشريك مفيدة لصحة كبار السن
كشفت أبحاث جديدة أن مشاركة اللحظات السعيدة مع الشريك قد تكون مفيدة لصحة كبار السن، حيث تساهم في خفض مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) في أجسامهم.
وأوضحت الباحثة الرئيسية توميكو يونيدا من جامعة كاليفورنيا ديفيس، في الورقة البحثية المنشورة في مجلة Personality and Social Psychology: "نعلم من أبحاث عديدة أن المشاعر الإيجابية كالسعادة والفرح والحب والحماس مفيدة للصحة، بل وارتبطت بإطالة العمر. لكن معظم هذه الأبحاث تدرس المشاعر وكأنها تحدث بمعزل عن الآخرين
بينما في الحياة الواقعية، فإن أقوى مشاعرنا الإيجابية غالبا ما تنشأ عندما نتواصل مع الآخرين. وأردنا أن نفهم مدى تكرار مشاركة كبار السن هذه اللحظات الإيجابية في حياتهم اليومية، وما إذا كان لهذه اللحظات المشتركة تأثير ملموس على الجسم".
وللبحث في هذه الظاهرة، حللت يونيدا وفريقها بيانات ثلاث دراسات شملت 642 مشاركا (321 من الأزواج) تتراوح أعمارهم بين 56 و89 عاما من كندا وألمانيا.
وخلال الدراسات التي تمت تحت إشراف الجمعية الأمريكية لعلم النفس، قام المشاركون بتعبئة استبيانات إلكترونية قصيرة عن حالتهم الشعورية بين 5 إلى 7 مرات يوميا لمدة أسبوع، إلى جانب جمع عينات من اللعاب في كل مرة. وبتحليل 23931 قياسا منفصلا، وجد الباحثون أن لحظات المشاركة العاطفية الإيجابية بين الشريكين ارتبطت بانخفاض ملحوظ في مستويات الكورتيزول، حتى بعد حساب العوامل المؤثرة الأخرى مثل العمر والجنس والأدوية والتقلبات اليومية الطبيعية للهرمون.
وعلقت يونيدا على النتائج قائلة: "كان هناك تأثير فريد لمشاركة تلك المشاعر الإيجابية معا. والأكثر إثارة أننا وجدنا مؤشرات على أن هذه اللحظات المشتركة لها تأثيرات مستدامة، حيث استمر انخفاض مستويات الكورتيزول حتى وقت لاحق من اليوم".
ومن اللافت أن هذا التأثير ظهر بغض النظر عن مستوى الرضا العام عن العلاقة بين الشريكين، ما يشير إلى أن مجرد مشاركة اللحظات الإيجابية قد يكون له فائدة فسيولوجية مستقلة.
وتخطط يونيدا مستقبلا لدراسة تأثير مشاركة المشاعر الإيجابية خارج نطاق العلاقات الزوجية، ليشمل الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد العائلة، مؤكدة أن نظرية "الرنين الإيجابي" تشير إلى إمكانية تعزيز الرفاهية العاطفية والفسيولوجية من خلال أي تواصل إيجابي متزامن بين الأشخاص، وليس فقط بين الشركاء العاطفيين.