أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة أن شهر نوفمبر يحمل في طياته مجموعة من الظواهر الفلكية اللافتة، مشيراً إلى أنه يُعد من أفضل أشهر السنة لمتابعة السماء ورصد الكواكب والمذنبات وظواهر القمر، سواء في العالم العربي أو سائر مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وقال أبوزاهرة إن ليالي نوفمبر تبدأ بالامتداد تدريجياً في المنطقة العربية، ما يتيح لهواة الفلك مراقبة السماء في وقت مبكر لا يتجاوز السابعة مساءً في كثير من المناطق، مضيفاً أن الأجواء الباردة رغم انخفاض درجات الحرارة توفر ظروفاً مثالية للتأمل ورصد النجوم، بينما في النصف الجنوبي من الأرض تقترب الأجواء الصيفية وتغري بالخروج لمتابعة المشهد السماوي من الهواء الطلق.

اقتران القمر بزحلوأوضح أن القمر سيظهر في مطلع نوفمبر في حالة اقتران جميل مع كوكب زحل بفاصل أقل من ثلاث درجات، قبل أن يكتمل في الخامس من الشهر في ظاهرة تصنَّف ضمن البدور العملاقة لاقترابه من الأرض أكثر من المعتاد.
أخبار متعلقة الجباريات تزين سماء السعودية الثلاثاء وأفضل مشاهدة بين الثالثة للخامسة فجراًمن خارج النظام الشمسي.. مذنب بينجمي نادر يمر قرب الشمس نهاية أكتوبرفلكية جدة: عطارد في أقصى استطالته الشرقية اليوم ويمكن رصده بالعين المجردةورغم أن الفرق في الحجم قد لا يُلاحظ بالعين المجردة، إلا أن القمر سيكون أكثر سطوعاً ولمعاناً من المعتاد.
وبيّن أن القمر في هذه الفترة يظهر مرتفعاً جداً في سماء النصف الشمالي، مما يقلل من إمكانية رؤية النجوم الخافتة بسبب شدة ضيائه، في حين يبدو منخفضاً في النصف الجنوبي نتيجة ميل محور الأرض، وهو ما يفسّر اختلاف موقعه في الأفق بين نصفي الكرة الأرضية.مذنبات شهر نوفمبروأشار أبوزاهرة إلى أن شهر نوفمبر يزدان بظهور مذنبين لامعين هما C/2025 R2 (سوان) وC/2025 A6 (ليمون)، حيث يُرى المذنب ليمون منذ أسابيع في سماء العالم العربي، وسيرتفع تدريجياً في النصف الجنوبي قبل أن يتلاشى مع نهاية الشهر، فيما يمكن رصده بسهولة بواسطة المناظير من المواقع البعيدة عن أضواء المدن.
أما المذنب سوان، فيُرى خلال النصف الأول من الليل في سماء المنطقة العربية، ويبدأ الشهر في كوكبة الدلو متجهاً نحو كوكبة الحوت، ويمكن استخدام كوكب زحل لتحديد موقعه في السماء، إلا أن لمعانه بدأ يخفت تدريجياً ما يجعل رصده يحتاج إلى منظار أو تلسكوب صغير.
وأضاف أن أصحاب التلسكوبات الكبيرة قد يتمكنون في النصف الأخير من الشهر من رصد المذنب بين النجمي 3I/أطلس منخفضاً في الأفق الشرقي قبيل الفجر، في حال نجا من اقترابه الشمسي أواخر أكتوبر، متوقعاً أن يصبح أكثر وضوحاً في ديسمبر.زخة شهب الأسديات منتصف نوفمبروبيّن رئيس الجمعية أن منتصف نوفمبر سيشهد واحدة من أبرز الظواهر الفلكية في العام، وهي زخة شهب الأسديات التي تصل إلى ذروتها فجر 18 نوفمبر، موضحاً أن غياب القمر عن السماء حتى الفجر يجعل الظروف مثالية للرصد، حيث يمكن مشاهدة من 15 إلى 20 شهاباً في الساعة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
وتابع أبوزاهرة أن سماء نوفمبر ستحتفظ ببقايا كوكبات الصيف مثل القيثارة والنسر الطائر في الأفق الغربي قبل أن تختفي كلياً مع اقتراب الشتاء، فيما تتألق في الأفق الشمالي العالي كوكبة بيغاسوس (حصان الجناحين) ترافقها كوكبة المرأة المسلسلة (أندروميدا) التي تضم مجرة أندروميدا الشهيرة – أقرب المجرات الكبرى إلى درب التبانة – ويمكن رؤيتها بالعين المجردة من المناطق المظلمة.
وبالقرب منها تظهر مجرة المثلث الأخفت قليلاً، إلا أنها تُرى بسهولة بواسطة التلسكوبات الصغيرة.
وفي أقصى شمال السماء يظهر الدب الأكبر منخفضاً قرب الأفق، تعلوه كوكبة الدب الأصغر، وتُشاهد كوكبة كاسيوبيه (ذات الكرسي) بشكل واضح على هيئة حرف «W»، وأسفلها العنقود المزدوج في كوكبة برشاوش، وهو من أجمل المشاهد التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو المناظير.ظهور ورصد الكواكبوأشار أبوزاهرة إلى أن كوكب المشتري سيبزغ من جهة الشرق – الجنوب الشرقي حوالي الساعة 11 مساءً في أوائل نوفمبر، ويتقدّم ظهوره تدريجياً ليُرى بعد الثامنة مساءً بنهاية الشهر، مضيفاً أنه ألمع جرم سماوي بعد القمر، ويمكن رصد أقماره الأربعة الكبيرة بسهولة بالمنظار، في حين يشهد يوم 9 نوفمبر اقتراناً جميلاً بين المشتري والقمر الأحدب المتناقص.
أما كوكب أورانوس فسيكون في أقرب نقطة له من الأرض هذا العام يوم 21 نوفمبر، ويمكن تحديد موقعه باستخدام عنقود الثريا كمرجع، حيث يظهر كلطخة خضراء باهتة بالتلسكوب الصغير على بعد نحو 2.7 مليار كيلومتر.
وفي الفجر، يلمع كوكب الزهرة منخفضاً في الأفق الجنوبي الشرقي، مودعاً موقعه كنجم الصباح، قبل أن يقترن بهلال القمر المتناقص في 18 نوفمبر في مشهد فلكي رائع.
وختم المهندس ماجد أبوزاهرة حديثه بالقول: “شهر نوفمبر هذا العام غني بالأحداث الفلكية المميزة، من اقترانات القمر والكواكب إلى ظهور المذنبات وزخات الشهب ومراقبة المجرات البعيدة. إنها فرصة مثالية لعشاق السماء لاستكشاف الكون والاستمتاع بجماله سواء بالعين المجردة أو باستخدام المناظير والتلسكوبات الصغيرة.”

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة الجمعية الفلكية بجدة فلكية جدة المذنبات الظواهر الفلكية البدر العملاق الأجواء الباردة بالعین المجردة شهر نوفمبر فی النصف فی الأفق قبل أن

إقرأ أيضاً:

البشرية تفقد آخر مسبار نشط يدور حول كوكب الزهرة

أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) رسميا انتهاء مهمة المسبار "أكاتسوكي"، آخر مركبة فضائية كانت تدور حول كوكب الزهرة، وذلك بعد فقدان الاتصال به منذ أبريل 2024.

وقالت الوكالة، في بيان رسمي نشر على موقعها، إن المركبة دخلت في وضعية "الحفاظ على الاتجاه" بدقة منخفضة في نهاية أبريل الماضي، ما أدى إلى انقطاع الاتصال معها رغم محاولات متكررة لاستعادته.

وأضافت أن المسبار تجاوز عمره التصميمي بأكثر من عشر سنوات، إذ كان مخططا أن يعمل لأربع سنوات ونصف فقط بعد إطلاقه في عام 2010.

كوكب الزهرة يسمى أحيانا توأم الأرض (شترستوك)مهمة ناجحة

كانت مهمة "أكاتسوكي"، التي تُعرف أيضا باسم "حائم مناخ الزهرة المداري"، قد بدأت رسميا في ديسمبر 2015، بعد نجاحها في دخول مدار الزهرة خلال المحاولة الثانية، عقب فشل أول محاولة في 2010 بسبب خلل في محرك الدفع.

وبانتهاء عمل "أكاتسوكي"، لم يعد هناك أي مسبار نشط حاليا يدور حول الزهرة، بعد أن أنهت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية بعثاتهما السابقة قبل أكثر من عقد.

ومع ذلك، تستعد عدة وكالات، من بينها ناسا وإيسا وجاكسا، لإطلاق جيل جديد من البعثات إلى الزهرة في أواخر هذا العقد لدراسة تاريخه البركاني وغلافه الجوي السميك.

وأكدت جاكسا، في ختام بيانها، أن البيانات التي أرسلها "أكاتسوكي" خلال مهمته ستستمر في تقديم رؤى علمية لسنوات مقبلة، مشيدة بجهود الفريق الذي تمكن من إبقاء المركبة في الخدمة لأكثر من ثلاثة أضعاف عمرها الأصلي.

مسبار أكاتسوكي مع كوكب الزهرة (ناسا)منجزات علمية

ترك المسبار إرثا علميا كبيرا غيّر فهم العلماء لهذا الكوكب الغامض الذي يُعرف بأنه "توأم الأرض" في الحجم، لكنه أكثرها قسوة في المناخ والحرارة.

زمن أبرز اكتشافات "أكاتسوكي" كانت رصده في عام 2016 موجة ضخمة وثابتة في الغلاف الجوي للزهرة، تمتد لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر عبر نصفَي الكوكب.

إعلان

كانت هذه الموجة مدهشة لأنها ظلت ثابتة في مكانها رغم الرياح الفائقة السرعة التي تهب بسرعة تتجاوز 360 كيلومترا في الساعة.

وقد تبين لاحقا أن هذه الموجة تنشأ عندما تصطدم الرياح الجبارة بمرتفعات ضخمة تسمى "أفروديت تيرا"، فتتولّد موجة هائلة تشبه الموجات الجبلية على الأرض، لكنها تمتد عبر الغلاف الجوي كله تقريبا.

مثل هذا الاكتشاف أول دليل مباشر على وجود تفاعل بين سطح الكوكب وغلافه الجوي الكثيف.

كما استطاع أكاتسوكي بفضل كاميراته متعددة الأطياف أن يقدم أول تفسير فيزيائي لظاهرة الدوران الفائق، فكوكب الزهرة يدور ببطء شديد، لكن غلافه الجوي يتحرك بسرعة هائلة تفوق سرعة دوران الكوكب بستين مرة، حيث أظهرت بياناته أن الطاقة تنتقل من الطبقات السفلية إلى العليا عبر موجات جاذبية جوية، وهذه الموجات تعمل كمحرك يحافظ على دوران الغلاف الجوي بسرعة مدهشة.

وبواسطة كاميراته الحرارية رسم أكاتسوكي خرائط دقيقة للغيوم الكبريتية التي تغطي الزهرة، وكشف أنها ليست ثابتة كما كان يُعتقد، بل تتبدل بشكل دوري كل بضعة أشهر.

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن القمر العملاق في نوفمبر: الأكثر سطوعا هذا العام وكيف ترصده
  • "فلكية جدة": نوفمبر يشهد أحداثًا سماوية لافتة وتنوعًا في الظواهر الفلكية
  • فلكية جدة: نوفمبر يشهد أحداثًا سماوية يمكن متابعتها بالعين المجردة
  • أكبر قمر في العام.. لماذا يعتبر القمر العملاق القادم مميزًا؟
  • اتحاد العاصمة يفوز أمام الشلف ويقترب من كوكبة المقدمة
  • البشرية تفقد آخر مسبار نشط يدور حول كوكب الزهرة
  • البدر العملاق يزين سماء الأردن مساء الأربعاء
  • نشاهدها في مصر.. تفاصيل ظاهرة القمر العملاق وموعد ظهورها
  • في هذا الموعد.. قمر عملاق اكبر من البدر يزين السماء ويقترب من الأرض