في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت ولاية كاليفورنيا، كشفت السلطات تفاصيل مأساة طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات عثر عليه ميتا داخل ثلاجة، بعد سلسلة طويلة من التعذيب المروع على يد والديه وجدته، في واقعة صدمت الرأي العام الأمريكي وأثارت تساؤلات حادة حول دور الجهات المسؤولة في حماية الأطفال من العنف الأسري.

قضية العثور على طفل في مبرد مملوء بالثلج داخل أحد المجمعات السكنية بمدينة لينوود بولاية كاليفورنيا، تحولت إلى محور صدمة في الأوساط الأمريكية بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن الطفل، ويدعى إسياياه هـ.، البالغ من العمر ثماني سنوات، تعرض لتعذيب قاس وممنهج استمر لفترة طويلة قبل أن يفارق الحياة متأثرا بإصاباته.

ووجهت النيابة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس اتهامات رسمية إلى كل من ديستني هاريسون (25 عاما)، ودانييل مونزون (25 عاما)، وآنا كاركمو زارسينو (45 عاما)، وهي جدة الطفل من جهة الأب، بتهم القتل والتعذيب وإساءة معاملة الأطفال المفضية إلى الموت. 

كما وجهت إلى مونزون وزارسينو تهم إضافية بالتواطؤ بعد وقوع الجريمة، بعد أن تبين أنهما ساعدا في إخفاء جثمان الطفل داخل مبرد مملوء بالثلج.

تفاصيل الجريمة وملابسات اكتشافها

أكد المدعي العام لمقاطعة لوس أنجلوس ناثان ج. هوشمان في بيان رسمي أن ما تعرض له الطفل إسياياه يفوق الوصف، مشيرا إلى أن فظاعة الواقعة تتضاعف كونها ارتكبت على يد أقرب الناس إليه، ممن كان من المفترض أن يمنحوه الرعاية والأمان لا العذاب والموت.

وأوضحت السلطات أن الجريمة وقعت في شقة صغيرة بمجمع سكني في مدينة لينوود، حيث كانت الأسرة تقيم مع ثلاثة أطفال آخرين تتراوح أعمارهم بين 16 عاما و13 عاما وتسعة أشهر. وقد تم العثور على هؤلاء الأطفال أحياء ونقلهم فورا إلى رعاية دائرة خدمات الأطفال والأسرة بمقاطعة لوس أنجلوس، حرصا على سلامتهم النفسية والجسدية.

ووفقا لتقارير التحقيق، فقد تم العثور على جثمان إسياياه بعد أيام من وفاته، داخل المبرد المليء بالثلج، في حين لم تعلن بعد السلطات الطبية الشرعية عن السبب الرسمي للوفاة، بانتظار نتائج التشريح الكامل. وأشارت النيابة إلى أن الطفل كان ضحية تعذيب استمر "لفترة طويلة من الزمن" قبل أن يستسلم لجراحه يوم 24 أكتوبر الماضي.

اتهامات مشددة وإجراءات قضائية قاسية

المدعي العام أعلن أن الكفالة المقررة لكل من هاريسون ومونزون وزارسينو بلغت مليوني دولار لكل منهم، في ظل خطورة التهم الموجهة التي قد تؤدي في حال الإدانة إلى السجن لمدة تتراوح بين 32 عاما إلى السجن المؤبد مدى الحياة. 

وأكد البيان أن مكتب الادعاء العام سيعمل بكل قوة لضمان تحقيق العدالة للطفل الضحية، ووضع حد لمظاهر العنف الأسري التي تتكرر في بعض الحالات المماثلة.

وفي سياق متصل، أعربت جانيس هان، المشرفة على مقاطعة لوس أنجلوس، عن حزنها العميق لما وصفتها بأنها "مأساة لا يمكن تصورها"، مؤكدة أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به دائرة خدمات الأطفال والأسرة لحماية الأشقاء الثلاثة المتبقين وضمان عدم تعرضهم لأي شكل من أشكال الإيذاء مستقبلا.

مأساة تثير الغضب وتساؤلات حول الرقابة الأسرية

قضية العثور على طفل بهذه الطريقة المروعة فتحت الباب أمام تساؤلات متزايدة حول الرقابة على الأسر المعروفة بسوابق العنف المنزلي، خاصة أن الأسرة كانت تعيش في منطقة سكنية عادية ولم تظهر عليها مؤشرات مثيرة للريبة في السابق.

التحقيقات الجارية تهدف إلى تحديد مدى علم الجهات الاجتماعية بأي بلاغات سابقة تتعلق بالعنف داخل هذا المنزل، وما إذا كانت هناك إخفاقات في المتابعة أو التدخل المبكر الذي كان من الممكن أن ينقذ حياة الطفل إسياياه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العثور على طفل كاليفورنيا العثور على لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

جريمة فيصل .. قرار جديد من النيابة فى حادث مقتل أم وأبنائها الثلاثة

طالبت النيابة العامة في الجيزة ، شهادات ميلاد الأطفال الضحايا فى واقعة جريمة فيصل الذين لاقوا مصرعهم على يد مالك محل أدوية بيطرية بمنطقة فيصل، في جريمة مروعة أثارت حالة من الصدمة بين الأهالي، حيث حضر دفاع الضحايا وسلم نسخة للنيابة من شهادات ميلاد الأطفال.

 

تطور جديد في جريمة فيصل.. النيابة تفحص هاتف المتهم

كانت النيابة أمرت بـ فحص الهاتف المحمول الخاص بالمتهم، لبيان وجود مكالمات ورسائل متبادلة بينه وبين المجني عليها، وبيان ما إذا كانت هناك محادثات تتعلق بخلافات سابقة أو ترتيبات سبقت ارتكاب الجريمة.

كما أمرت النيابة بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا وإعداد تقارير تفصيلية عن أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وظروفها وملابساتها، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات.

وقال المتهم خلال استجوابه، إن المجني عليها أقامت في شقة مستأجرة يملكها بصحبة أبنائها الثلاثة، قبل أن تنشب بينهما خلافات، فقرر التخلص منها وأطفالها.

النيابة تكشف تفاصيل جريمة فيصل.. القاتل خلط السم بالعصير وقتل أسرة كاملة

وأوضحت التحريات أن المتهم حصل على مادة سامة من المحل الذي يملكه، ووضعها داخل كوب عصير وقدّمها للمجني عليها يوم 21 من الشهر الجاري، ما تسبب في إصابتها بإعياء شديد، فنقلها إلى المستشفى مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار، ثم تركها بعد وفاتها وغادر المكان.

وبعد أيام، قرر المتهم التخلص من الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها، فاصطحبهم في نزهة وقدّم لهم عصائر ممزوجة بالمادة السامة، رفض أحدهم تناول العصير، فقام المتهم بإلقائه في مجرى مائي بدائرة قسم الأهرام، حيث عُثر على جثمانه لاحقًا، بينما لفظ الطفلان الآخران أنفاسهما الأخيرة بعد نقلهما إلى المستشفى.

وبعد جهود مكثفة من فرق البحث الجنائي، تم تحديد هوية المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام. وجارٍ استكمال التحقيقات لكشف باقي التفاصيل.



مقالات مشابهة

  • جريمة فيصل .. قرار جديد من النيابة فى حادث مقتل أم وأبنائها الثلاثة
  • «الفجيرة لكتاب الطفل» يحتفي بالثقافة والتراث والتاريخ الإماراتي
  • العثور على أكبر محتال في تاريخ تركيا مشنوقا في زنزانته.. والنيابة تحقق
  • جريمة مروّعة في لبنان.. قتل طفلة ورميها في البحر بعد الاعتداء عليها
  • الميول الأدبية لدى الأطفال أحدث إصدارات دار الكتب
  • مقتل شاب في جريمة إطلاق نار جديدة بكفر قرع بأراضي الـ48
  • يحيى الفخراني عقب تكريمه: الأطفال المقياس الحقيقي للنجاح
  • تراث الهند في متحف الطفل.. غدًا
  • بعد تسليم طفل العسلية لأسرته.. كيف يحمى القانون الأطفال حال تعرضهم لخطر