هل تقود عملية نيون إلى توافق بين الفرقاء السودانيين؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
الخرطوم- في خطوة جديدة بمسار الأزمة السودانية، توصل ممثلو قوى سياسية ومدنية خلال حوار غير رسمي جرى في مدينة نيون بسويسرا، إلى ضرورة وقف الحرب والانخراط في عملية سياسية شاملة تمهد لإنهاء الصراع ووضع أسس لحكم مدني ديمقراطي.
ودعت منظمة "بروميديشن" الفرنسية، التي يسرت انعقاد 4 ورش مماثلة في وقت سابق، ممثلين عن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) برئاسة عبد الله حمدوك وتنظيمات من تحالف الكتلة الديمقراطية المساندة للجيش.
                
      
				
وشارك من الكتلة رئيسها جعفر الميرغني وممثلون عن حركة تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي ومبارك أردول رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ونبيل أديب ممثلا للقوى المدنية فيها. كما حضرت كتل أخرى هي تحالف الحراك الوطني برئاسة التجاني السيسي وتحالف التراضي الوطني بزعامة مبارك الفاضل المهدي إلى جانب شخصيات عامة.
القيادي في تحالف "صمود" خالد عمر للجزيرة مباشر: علينا طي صفحة الحرب والتأسيس لسلام منصف وعادل لكل السودانيين pic.twitter.com/L2EQ1pGbzv
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 1, 2025
مراجعات سياسيةوقاطعت بعض أطراف تحالف الكتلة الديمقراطية ورشة نيون وأعلنت في بيان رفضها الجلوس المباشر مع تحالف "صمود"، ووصفته بالحليف السياسي لقوات الدعم السريع بموجب الاتفاق الموقع بينهما في يناير/كانون الثاني 2024 بأديس أبابا.
ومن أبرز المقاطعين حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، والمجلس الأعلى لنظارات البجا، والعموديات المستقلة بشرق السودان برئاسة محمد الأمين ترك، وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور.
ولم تشمل لقاءات نيون التيارات الإسلامية التي رتبت لبعضها المنظمة الفرنسية اجتماعات في العاصمة الماليزية كوالالمبور في أغسطس/آب الماضي، لتوحيد مواقفها ضمن مساعٍ تهدف للتوصل إلى حل شامل للأزمة التي تعيشها البلاد.
إعلانوعدّ مراقبون مشاركة مجموعات ظلت "متشاكسة" مؤشرا على رغبة بعض الأطراف المدنية في مراجعة مواقفها السابقة وتجاوز الانقسامات السياسية، وتقديم رؤية مشتركة لإنهاء الحرب والعملية السياسية.
وأكد المشاركون في ختام الاجتماعات أن إنهاء النزاع يمثل أولوية إنسانية عاجلة، مشددين على أهمية توفير بيئة مناسبة لإطلاق العملية السياسية بما يضمن الوصول إلى اتفاق شامل يوقف معاناة المواطنين ويحفظ وحدة البلاد. كما أكدوا التزامهم بالحفاظ على وحدة الدولة السودانية من خلال حوار سوداني سوداني شامل.
مشروع وطنيوشدد البيان الختامي على أن أي عملية سياسية يجب أن تنطلق من الداخل، وتستند إلى توافق وطني واسع يضمن تمثيل كافة الأطراف. وتضمّن الاتفاق المبدئي مسارين رئيسيين للعمل:
المسار الأمني والعسكري: يتناول قضايا وقف إطلاق النار، والترتيبات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات، إضافة إلى وضع إطار شامل لإطلاق العملية السياسية. المسار السياسي: يركز على تحديد الخطوات القادمة، وبناء توافقات حول القضايا الوطنية الكبرى بين القوى السياسية والمدنية، بما يشمل وضع جدول للحوار الشامل ومناقشة القضايا المرتبطة بالانتقال.واتفق المشاركون على تأسيس مرحلة تحضيرية لبناء الثقة يتم خلالها تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار، إلى جانب تنظيم ورش ومؤتمرات لمواصلة المشاورات بدعم من المجتمع الدولي.
وأفاد البيان ذاته أن اجتماعات نيون تمثل خطوة مهمة نحو مشروع وطني جامع ينهي الحرب ويفتح الطريق أمام تحول سياسي ومدني حقيقي، ودعا جميع القوى السودانية للانضمام إلى هذا المسار والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد على أسس من السلام والعدالة والمواطنة المتساوية.
تقريب المواقفمن جانبه، أوضح المتحدث باسم تحالف "صمود" جعفر حسن أن مشاورات نيون ضمت فاعلين سياسيين من أطراف الحرب، وحققت تقدما في تقريب مواقف المشاركين بعدما كانت متباعدة.
وأضاف حسن -في تصريح نشره موقع التحالف- أنه شارك في هذه اللقاءات التي وصفها بأنها مشاورات غير رسمية لكنها مؤثرة، وأن عملية نيون مستمرة منذ نحو عام وشهدت 5 جولات ناجحة أسهمت في تضييق فجوة الخلاف بين القوى المدنية السودانية.
ووفقا له، فإن اللقاءات الأخيرة نجحت في تقريب المواقف بين المكونات المدنية بعد أن كانت المسافات شاسعة في الرؤى والمطالب، وتابع "لا يمكن القول إننا توصلنا إلى اتفاق نهائي، لكننا أنجزنا خطوات مهمة تمهد الطريق لحوار سياسي يمكن أن يؤدي إلى وقف الحرب بشكل دائم".
بدوره، يرى الباحث السياسي محمد أمين أن عملية نيون في دورتها الخامسة حققت تقدما محدودا بمشاركة أطراف مساندة للجيش وأخرى ترفع شعار الحياد وشخصيات قريبة من تحالف "تأسيس"، وغاب عن البيان الختامي -برأيه- الدعوة لإقصاء أي طرف من العملية السياسية كما ظل يطالب تحالف "صمود".
وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن القضايا العامة التي أقرها المشاركون في الورشة إطار عام ليس محل خلاف، وثمة قضايا جوهرية لم يتم حسمها بعد، مثل الأطراف التي ستشارك في الحوار السوداني ومكان انعقاده ودور الأطراف الإقليمية والدولية، ومستقبل المكون العسكري في مجلس السيادة وقيادة الدعم السريع والمكونات السياسية المتحالفة معها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يتعهد بإعادة بناء المنشآت النووية التي دمرتها الحرب
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده ستعاود بناء مواقعها النووية التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة في شهر يونيو الماضي، في وقت دعا فيه الوسيط العُماني طهران وواشنطن إلى استئناف المفاوضات بينهما.
 وكانت إيران والولايات المتحدة بدأتا في أبريل مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي يُشكّل مصدر توتر مع الدول الغربية.
أخبار متعلقة واشنطن تهدد بزيادة الرسوم الجمركية إذا لم تلتزم بكين بتعهداتهادون خسائر.. زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب شمال أفغانستانلكنّ تلك المفاوضات توقفت بعدما شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 يونيو، ما أشعل فتيل حرب استمرت 12 يومًا، نفذت خلالها أيضًا الولايات المتحدة ضربات على مواقع إيرانية.
وفي 22 يونيو، قصفت القوات الأمريكية موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، بالإضافة إلى منشآت نووية في أصفهان ونطنز وسط البلاد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أشهر إن تلك المواقع "دُمّرت بالكامل"، من دون أن تُعرف حتى الآن مدى الأضرار الفعلية.تلبية احتياجات الشعبوقال بزشكيان خلال زيارة إلى مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران: "سنعاود بناء المنشآت النووية وبالمزيد من القوة".
وأضاف: "هدفنا من توسيع هذه الصناعة هو تلبية احتياجات الشعب وتحسين رفاهية البلاد، وليس إنتاج الأسلحة".
 .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان - وكالات
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أكد في أكتوبر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واهم باعتقاده أنه دمّر المنشآت النووية.تكنولوجيا نووية لأغراض مدنيةوردًا على سؤال عن المبادرة العُمانية، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني يوم الأحد، إن طهران تلقت رسائل بشأن استئناف المفاوضات، من دون أن توضح مضمونها أو الجهة التي أرسلتها.
وتتهم الدول الغربية وإسرائيل، طهران بالسعي لتطوير أسلحة نووية، غير أن الجمهورية الإسلامية تنفي بشدة طموحات مماثلة، وتؤكد أنها تطور تكنولوجيا نووية لأغراض مدنية.