أجندة إنسانية لمكافحة الفقر في العالم في اجتماع دولي بالدوحة
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
الدوحة– قبل ساعات من انطلاق القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، تحولت العاصمة القطرية إلى مركز دولي للحوار عن مستقبل مكافحة الجوع والفقر، مع انعقاد الاجتماع الأول لقادة التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، في لحظة يصفها المشاركون بأنها حاسمة في مسار التنمية الدولية.
جاء الاجتماع، الذي استضافته دولة قطر والأمم المتحدة بمشاركة أكثر من 350 مندوبا يمثلون نحو 90 وفدا، ليعيد ملف الجوع والفقر إلى صدارة الأجندة الأممية، وسط تفاقم أزمات المناخ والنزاعات وتراكم الديون واتساع الفجوات الاجتماعية في العديد من مناطق العالم.
                
      
				
التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، الذي أطلق خلال قمة العشرين عام 2024 بمبادرة من الرئاسة البرازيلية، يسعى إلى توحيد الجهود الدولية من أجل القضاء على الجوع والفقر بشراكات مبتكرة تربط بين الحكومات والوكالات الأممية والمؤسسات المالية الدولية.
وفي افتتاح الاجتماع، أكدت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، الدكتورة مريم بنت علي المسند، أن استضافة قطر لهذا الحدث تأتي انطلاقا من نهجها الراسخ في تعزيز التنمية من أجل السلام، وإيمانها بأن القضاء على الجوع والفقر مسؤولية جماعية تتطلب تضامنا دوليا وشراكة قائمة على العدالة والمساواة.
وأضافت أن أكثر من 700 مليون إنسان في العالم يعيشون في فقر مدقع، في وقت يواجه 2.3 مليار شخص انعداما في الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة، مضيفة أن هذه المؤشرات تهدد مسيرة التقدم في الدول النامية وتستدعي تحركا دوليا عاجلا.
وأشارت المسند إلى متابعة دولة قطر، بالشراكة مع الأمم المتحدة، تنفيذ برنامج عمل الدوحة 2022-2031، الذي يمثل التزامات معززة من جانب أقل البلدان نموا وشركائها في التنمية، بهدف تمكين هذه الدول من الانتقال نحو مسار التنمية المستدامة.
إعلانوفي هذا الإطار، أعلنت توقيع صندوق قطر للتنمية اتفاقا مع مكتب الأمم المتحدة للممثلة السامية لأقل البلدان نموا، لتمويل مشروعين رئيسيين هما مشروع تعزيز القدرة على الصمود، وإنشاء نظام للتخزين الغذائي لمعالجة انعدام الأمن الغذائي متعدد الأطراف.
وأكدت الوزيرة، أن دولة قطر ماضية في دعم منظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك برامج المنسقين المقيمين والتنمية المستدامة لعام 2030، وبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
واختتمت تأكيد التزام الدوحة بمواصلة العمل مع الشركاء "من أجل عالم خال من الجوع والفقر"، مشددة على أن الاستثمار في الإنسان هو حجر الزاوية لتحقيق السلام والتنمية".
وزير الدولة للتعاون الدولي تفتتح القمة الأولى لقادة التحالف العالمي ضد الجوع والفقر#قنا #قطر https://t.co/CZ155gCJDw pic.twitter.com/brRzbIR4Oe
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 3, 2025
الجوع.. مأساة عالميةمن جانبها، أكدت أنالينا بيربوك، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن استمرار الجوع بهذا الحجم يمثل مأساة إنسانية غير مقبولة، وأن خلف كل رقم طفلا يبكي لأنه لم يأكل، وأم تبحث عن لقمة تسد رمق عائلتها.
وأشارت بيربوك إلى أن عام 2024 شهد معاناة 673 مليون إنسان من الجوع، محذرة من أن ارتفاع درجات الحرارة عالميا قد يؤدي إلى إضافة مئات الملايين إلى دائرة الجوع خلال العقود المقبلة.
وحذرت من أن الجوع "ليس قدرا محتوما بل نتيجة خيارات يمكن تغييرها"، داعية إلى تضامن عالمي يجمع بين الابتكار والمسؤولية المشتركة.
أما وزير التنمية الاجتماعية البرازيلي ويلينغتون دياس، الرئيس المشارك للتحالف، فأكد أن عمل التحالف منذ إطلاقه أعاد مكافحة الجوع والفقر إلى صدارة الأولويات الدولية.
وكشف أن البرازيل تمكنت منذ عام 2023 من إخراج 24.4 مليون شخص من الجوع، ورفع 7.6 ملايين شخص من الفقر بفضل سياسات قائمة على الأدلة وبرامج شاملة للإدماج الاجتماعي.
انطلاق الاجتماع الأول لقادة التحالف العالمي ضد الجوع والفقر في الدوحة بمشاركة دولية واسعة#قنا #قطرhttps://t.co/5hIp7TbIFQ pic.twitter.com/5Ckx1yw6La
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 3, 2025
إسبانيا: نموذج قائم على الحقوقمن جهتها، أكدت إيفا غرانادوس، وزيرة الدولة الإسبانية للتنمية الدولية والرئيس المشارك للتحالف، أن التحالف يقدم نموذجا متقدما في التعاون الدولي يتحرك من خلال الخطط الوطنية للدول، بينما يتوحد المجتمع الدولي خلفها بدعم منسق.
وأعلنت أن إسبانيا ستطلق العام المقبل إستراتيجية تعاون جديدة حول الحق في الغذاء ضمن نهج قائم على الحقوق ومنظور جنساني نسوي.
وبعد عام فقط على تأسيسه، أطلق التحالف سلسلة شراكات وطنية جديدة في إثيوبيا، هايتي، كينيا، فلسطين، زامبيا، وذلك ضمن مبادرة المسار السريع التي تستهدف تنفيذ برامج وطنية متكاملة تشمل الحماية الاجتماعية والزراعة والتغذية والتكيف مع المناخ.
وتزامنا مع الاجتماع، تستعد الدوحة لاحتضان القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي اعتبرتها المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أول اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة يعقد خارج نيويورك أو جنيف وفق النظام الداخلي للجمعية العامة.
إعلانوتؤكد قطر أن استضافتها هذا الحدث تعكس دورها المتنامي كمنصة دولية للحوار والشراكة، وأن مكافحة الجوع والفقر ستكون في صدارة نقاشات القمة التي تختتم خلال أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات التحالف العالمی الأمم المتحدة الجوع والفقر
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 200 دولة ومنظمة.. تحالف عالمي ضد الجوع والفقر يلتقي في الدوحة (شاهد)
انطلقت القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة دولية. ويجتمع قادة ووزراء ورؤساء تنفيذيون من أكثر من 200 دولة ومنظمة عضو، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة في هذا الحدث الذي يستمر ليوم واحد، قبيل انعقاد القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وفقا للتحالف.
 
 
 واعتبر التحالف هذا الحدث "لحظة محورية في الكفاح العالمي ضد الجوع والفقر"، وتأتي القمة الأولى للتحالف، بعد نحو عام من تأسيسه رسميا خلال قمة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بمبادرة من الرئاسة البرازيلية التي احتضنتها، وكان من بين أبرز مخرجاتها "تنظيم الدوحة، القمة الأولى للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر", كما تأتي القمة الأولى للتحالف ضمن برنامج قمة أممية للتنمية الاجتماعية هي الأولى من نوعها بالدوحة.
 
وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطري مريم بنت علي المسند، قالت إن استضافة الدوحة للاجتماع تأتي انطلاقا من نهجها الراسخ في تعزيز التنمية من أجل السلام، وإيمانها بأن القضاء على الجوع والفقر يمثل مسؤولية جماعية تتطلب تضامنا دوليا وشراكة قائمة على العدالة والمساواة، وأشارت إلى أن أكثر من 700 مليون إنسان حول العالم ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، فيما تتفاقم آثار النزاعات وتغير المناخ وتراكم الديون وضعف التنمية، مما يهدد مسيرة التقدم في العديد من الدول النامية.
مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قال خلال مشاركته في القمة: "لا يزال الجوع والفقر من أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا، مشيرًا إلى وجود أكثر من ملياري شخص حول العالم يُعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجاتٍ متفاوتة، بينما يعاني شخص من بين كل خمسةٍ أشخاص في أفريقيا من الجوع يوميًا، وأوضح مدبولي أن المجاعة في غزة تُجسد بوضوح كيف تُدمر الصراعات حياة الأشخاص، وتحرمهم من حقوقهم الأساسية.
من جانبها، أكدت أنالينا بيربوك، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن استمرار الجوع في العالم يمثل مأساة إنسانية غير مقبولة، تعكس فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور النزاعات، والتصدي لآثار تغير المناخ، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد.
وقالت في كلمتها خلال الاجتماع: "وراء كل إحصائية طفل يبكي لأنه لم يأكل منذ ساعات، وأم تبحث يائسة عن طعام لعائلتها، وحلم بأن تنتهي الحرب يوما ما. هذه ليست قصة عائلة واحدة، بل حكاية ملايين الأسر في مناطق الصراع والمجاعة حول العالم". وأضافت أن عام 2024 شهد معاناة نحو 673 مليون إنسان من الجوع، فيما يواجه 2.3 مليار شخص درجات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدة أن هذه الأرقام "تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية عاجلة"، خاصة وأن جزءا كبيرا من الطعام يهدر يوميا في مناطق أخرى من العالم.
بدوره، أوضح ويلينغتون دياس، وزير التنمية الاجتماعية البرازيلي والرئيس المشارك للتحالف، أن عمل التحالف تجاوز أثره الموجة الأولية لبلدان "المسار السريع"، حيث أعاد مكافحة الجوع والفقر إلى الأجندة العالمية، مبيناً أن البرازيل تمكنت منذ عام 2023 من إخراج 24.4 مليون شخص من الجوع ورفع 7.6 مليون من الفقر بفضل سياسات قائمة على الأدلة ومبادرات شاملة لتحقيق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.
من جهتها، أكدت إيفا غرانادوس، وزيرة الدولة الإسبانية للتنمية الدولية والرئيس المشارك للتحالف، أن التحالف يقدم نموذجا مميزا في العمل الدولي، مشيرة إلى أن "البلدان الأعضاء تقود بخططها وأولوياتها الوطنية، فيما يتوحد المجتمع الدولي خلفها بدعم منسق"، لافتة إلى أن هذا النهج يسرع التقدم من خلال شراكات متكاملة تعزز النظم الوطنية وتحقق نتائج ملموسة.
وفي 31 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، قالت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد بن سيف آل ثاني إن القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي ستعقد في الدوحة تعتبر أول اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة يُعقد خارج نيويورك أو جنيف وذلك وفقاً للنظام الداخلي للجمعية العامة للمنظمة الدولية.