الذكاء الصناعي والألعاب الإلكترونية وخطورتهما
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
حدثني أحد الأصدقاء بأنه يخاف على ابنه المراهق، الذي لا يخرج من غرفته، ولا حتى لتناول الطعام، وأنه لا يترك جهاز الكمبيوتر أبدًا، ويلعب ألعابًا مختلفة عليه طوال الوقت.
هنا تذكرت خبرًا، أن الشرطة العراقية قبضت على مراهق لم يتجاوز الرابعة عشر أقنع 30 شخصاً من دول عربية وأجنبية بالانتحار من خلال موقع ألعاب.
و تذكرت قصصًا عن أشخاص انتحروا بعد محادثات مع بعض شخصيات خلقتها تطبيقات الذكاء الصناعي.
هناك دول عربية قررت حجب بعض المواقع؛ لحماية صغار السن من التأثير السلبي للتطبيقات والألعاب، التي تستدرج المراهقين إلى إيذاء أنفسهم.
الخطير أن هذه التطبيقات تقوم بخلق شخصيات بمواصفات؛ تتوافق مع احتياجات المراهقين، بعد أن تجمع بياناتهم الخاصة، وتصبح هذه الشخصيات خير رفيق للمراهق تتجاوب معه،
وتشاركه كل أفكاره. و بفضل الذكاء الصناعي تستطيع أن تقوده الى ما تشاء وتتحكم به؛
بل وتصبح صديقه الوحيد، الذي يثق به، والذي يتواجد طوال اليوم لسماعه.
في أوربا، قامت الدول بسن قوانين لتجريم شركات الذكاء الصناعي، التي قامت بجمع المعلومات عن المستخدمين، واستغلالها تجاريًا عن طريق الذكاء الصناعي. بل وفرضت الحكومات غرامات بمليارات الدولارات عليها.
نحتاج أن تقوم الدول العربية بسن مثل هذه القوانين، وأن تحجب هذه المواقع وتكبدها خسائر مادية.
والأهم من ذلك هو دور الأسر في حماية أبنائها، وأن تكون خير صديق لهم؛ حتى لا يضطر المراهقون إلى اللجوء إلى شخص خلقه الذكاء الصناعي؛ ليكون أقرب الناس إليهم. لابد أن لا يترك أبناؤنا بالساعات مع أجهزة إلكترونية، وفي محادثات لا نعلم من الطرف الآخر منها.
ولابد للأهل والمدارس من توعية الأبناء بمخاطر الذكاء الصناعي، والشخصيات التي يطلقها بخبث؛ حتى تتمكن من التحكم في تصرفات من يستخدمها.
لابد من إشراك الأبناء في أنشطة مشتركة مع الأهالي، ومع أقرانهم في المدرسة؛ حتى لا تكون هذه المواقع هي الملجأ الأول لهم.
إن ما يتعرض له أبناؤنا من أخطار تتطور بشكل كبير- لم يسبق لنا التعامل معها- يوجب علينا التحرك بسرعه أكبر.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذکاء الصناعی
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تفرض التحقق من العمر قبل دخول المواقع ذات المحتوى الموجه للبالغين
أعلنت هيئة الاتصالات الإيطالية AGCOM عن بدء تطبيق نظام إلزامي جديد للتحقق من السن قبل دخول أي موقع إباحي اعتبارًا من 12 نوفمبر الجاري. وبموجب القاعدة الجديدة، سيُطلب من المستخدمين الإيطاليين المرور بعملية تحقق رقمية دقيقة تضمن أن من يدخل هذه المواقع هو شخص بالغ بالفعل، وليس قاصرًا يستخدم الإنترنت بحرية.
وتشمل القائمة الأولية للمواقع التي ستُطبق عليها القواعد نحو 50 موقعًا شهيرًا من أبرزها Pornhub وXHamster وOnlyFans، وهي منصات تستقطب ملايين المستخدمين شهريًا حول العالم. وبحسب AGCOM، فإن الهدف الأساسي من النظام هو منع وصول الأطفال والمراهقين إلى المحتوى غير المناسب، في إطار خطة وطنية شاملة لحماية القُصّر عبر الإنترنت.
آلية التحقق من الهوية دون المساس بالخصوصية
النظام الجديد سيعتمد على ما وصفته الهيئة بـ"التحقق عبر جهات خارجية معتمدة"، أي شركات أو مؤسسات مخوّلة مثل البنوك أو مشغلي شبكات الهاتف المحمول أو مزودي الهوية الرقمية، ستتولى هذه الجهات التأكد من سن المستخدم باستخدام بياناتها الموجودة مسبقًا، ثم تُصدر رمز تحقق رقمي يمنح المستخدم حق الدخول إلى الموقع المطلوب.
وبحسب الهيئة، فإن النظام سيستخدم ما يُعرف باسم "إخفاء الهوية المزدوج" لضمان عدم انتهاك الخصوصية. إذ لن يعرف الموقع الإباحي هوية المستخدم، بل فقط أنه بالغ، في حين أن الجهة التي تحققت من العمر لن تعرف الموقع الذي تمت زيارته، هذه الخطوة تأتي ردًا على الانتقادات الواسعة التي وُجهت لمشروعات مشابهة في دول أخرى اتُهمت بتعريض المستخدمين لمخاطر انتهاك الخصوصية أو تسريب البيانات الحساسة.
لكن رغم هذه الضمانات، يرى بعض الخبراء أن النظام الجديد قد يفتح الباب لمشاكل تقنية وأمنية، خصوصًا أن المستخدم سيُطلب منه اجتياز التحقق في كل مرة يحاول فيها دخول أحد هذه المواقع. كما حذر آخرون من أن ذلك قد يدفع المستخدمين إلى استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) لتجاوز القيود، ما يُضعف فعالية القانون في تحقيق هدفه الرئيسي.
عقوبات صارمة على المخالفين
أكدت AGCOM أن جميع المواقع الإباحية التي لا تمتثل للنظام الجديد بحلول الموعد المحدد ستواجه غرامات مالية تصل إلى 250 ألف يورو، مع إمكانية حظر الوصول إليها داخل الأراضي الإيطالية. كما أعلنت الهيئة أنها ستراقب مدى التزام هذه المنصات بالتعليمات الجديدة بشكل دوري، وستتعاون مع السلطات القضائية لضمان التنفيذ الكامل.
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الإجراءات الأوروبية المتزايدة للحد من وصول القاصرين إلى المحتوى الحساس. فقد سبقت فرنسا إيطاليا بتطبيق نظام مشابه خلال الصيف الماضي، يعتمد على التحقق من السن عبر مزودي الهوية الرقمية، بينما تبنّت المملكة المتحدة نظامًا أكثر تشددًا يفرض على المستخدمين تقديم بطاقة هوية حكومية أو صورة شخصية لإثبات أعمارهم.
لكن نتائج التجربة البريطانية كانت مثيرة للانتباه، إذ كشف موقع Pornhub أن عدد زواره من المملكة المتحدة انخفض بنسبة 77% منذ تطبيق نظام التحقق، ما أثار تساؤلات حول مدى تقبل المستخدمين لمثل هذه الإجراءات وتأثيرها على حركة الإنترنت بشكل عام.
بين حماية القاصرين وحرية المستخدمين
رحبت جمعيات حماية الطفل في إيطاليا بالقرار، معتبرة أنه “خطوة متأخرة لكنها ضرورية” في ظل سهولة وصول المراهقين إلى المحتوى الجنسي عبر الإنترنت. في المقابل، حذرت منظمات مدافعة عن الخصوصية من أن النظام قد يُشكل سابقة خطيرة لتوسيع المراقبة الرقمية، حتى وإن كانت النية المعلنة نبيلة.
ويرى محللون أن هذا التشريع يضع إيطاليا في طليعة الدول الأوروبية التي تحاول إعادة ضبط العلاقة بين حرية الإنترنت وحماية القُصّر. لكنه في الوقت ذاته يكشف عن تحدٍ كبير أمام الحكومات في إيجاد توازن حقيقي بين الرقابة الأخلاقية والخصوصية الرقمية، خاصة في ظل اعتماد الحياة اليومية بشكل متزايد على المنصات الإلكترونية.
ومع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق النظام في 12 نوفمبر، يترقب الإيطاليون ما إذا كانت التجربة الجديدة ستنجح في الحد من وصول القاصرين إلى المحتوى الإباحي دون المساس بحرية وخصوصية المستخدمين البالغين، أم أنها ستفتح فصلاً جديدًا من الجدل حول حدود التدخل الحكومي في الفضاء الرقمي.