صحيفة البلاد:
2025-11-04@06:15:03 GMT

خلاصة

تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT

خلاصة

الذاكرة أعجوبة في حفظها، وفي غيابها، وفي حضورها؛ وقد سألني سائل قبل سنة: ما هو البيت الذي يرد على بالك إذا طلبته منك؛ فقلت له: البيت الشارد عن الدواوين! قال: ما هو؟ قلت:
يُقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن
وعندما اختار الله زوجتي إلى جواره، تذكرت أننا في هذا الدرب قد شيعنا الآباء والأمهات والأجداد والعشرات من الأقارب- رحمهم الله.

ولذلك لم أملك سوى أن أقول مع الشاعر:
قد كنت تُفجع بالأحباب بعدهمُ
وموتُ نفسِك لا أبا لك افجعُ
لقد كانت هوايتها في الطب البديل، فتركت في مكتبتها عشرات الكتب في هذا المجال. ولما أزّ ضرسي بالوجع بعد منتصف ذات ليلة، ووجع الضرس عذاب، كانت مستعدة بمحلول القرنفل جاهزًا على الرف فقضى على الوجع. ونمت هانئًا. وإلا فأين أجد عطارًا في تلك الساعة؟
في شؤون بيتها وزوجها وأخلاقيات التعامل مع الناس كانت مثلًا عاليًا. كانت تحتفي بطعامي وتقرأ إشاراتي قبل أن أعبّر عنها. ولما ذكرت ذلك لأحد الأقارب، قال: من تحتفي بزوجها فهي بمنزلة الصائم القائم عند الله. وقد جاءتها ذات مرة من كانت المودة مفقودة بينهما طالبة خدمة. فقامت بخدمتها أحسن قيام، كما لو كانت أعز الناس عليها. وكانت ترفض مفاهيم التربية الحديثة، وترى أن التربية لكل عمر ما يناسبه. بالنظرة الغاضبة أو برفع الصوت أو حتى بغيره. وقد وافق شن طبقة.
على أن خصلة كانت أعجب من كل ذلك. كانت في منزلها لا تمد يدها إلى الطعام على وفرته إلا إذا تأكدت أن كل الطاعمين قد نالوا نصيبهم. وتقول للأحفاد: الإسراف حرام، أكملوا صحونكم، فلو بقيت حبة رز لطاردتكم يوم القيامة. ولقد كانت أبعد الناس عن الأنانية. كيف تعلمت هذا الخلق؟ لعله اتباع لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وخلال أيام العزاء وردت إليّ رسالة صديق من أهل العلم، كان قد فقد زوجته، قال: إذا عاودتك الذكرى وزاد الاشتياق؛ فاقرأ ما تيسر من القرآن وهب ثوابه لها يكن اتصالًا بينك وبينها، يدخل على روحها النور والسرور، وعلى قلبك الأمان والرضا. هذه في ظني هي صيغة التواصل مع أهل البرزخ؛ نور لهم يفرحهم وسلوة لنا.
إننا نحاول استخلاص العبرة من حياة من مضوا قبلنا. والرضا بالمقسوم درجة عليا من الإيمان؛ لذلك فإننا نعتصم بما يقوله الصابرون: إنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

حكم محاكاة الزي الفرعوني على صفحات التواصل بمناسبة افتتاح المتحف .. وكيل الأوقاف يوضح

علق  د. أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، وكتب توضيحا بشأن الزي الفرعوني الذي انتشر مؤخراً في صور العديد من المواطنين بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير.

 حيث أوضح د. أبو عمر أن ما يقوم به الناس من تغيير صورهم لارتداء الزي الفرعوني لا يُعتبر أمرًا محرمًا شرعًا، بل هو محاكاة تاريخية وثقافية تهدف إلى إظهار الهوية الوطنية وتعزيز المعرفة التاريخية والموروث الثقافي المصري.

وأكد  أن القاعدة الشرعية المتبعة في هذا السياق هي: “الأصل في الأشياء الإباحة”، وبالتالي لا يوجد دليل شرعي يُثبِت تحريمه، داعيًا إلى ضرورة تحري الدقة في استخدام كلمة "حرام" وضرورة أن يكون ذلك مبنيًا على دليل شرعي صريح.

 وقال أيضًا: "كلمة حرام ليست سهلة، ولا يجوز إطلاقها إلا استنادًا إلى دليل شرعي قاطع، لأن الافتراء على الله بالكذب محرم".

واستشهد وكيل الدعوة بالأوقاف بآية كريمة من القرآن تقول: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ" (النحل: 116).

آية واحدة تدل على أن الدعاء يغير القدر.. وكيل بالأوقاف يكشف عنهاوكيل الأوقاف: دوري الأئمة النجباء نقلة نوعية لصناعة الفكر وتجديد الخطاب الديني


وفي لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي شدد الدكتور أيمن أبو عمر ، على أن رسالة الإسلام لم تُرسل لتكون عبئًا على الناس أو طريقًا إلى الشقاء، بل أنزلها الله تعالى رحمةً للعالمين وسعادةً للإنسان، مؤكدًا أن مطلع سورة طه جاء ليرسخ هذا المعنى العظيم في قوله تعالى: «طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى».

وقال الدكتور أبو عمر ، إن هذه الآية الكريمة تمثل قاعدة قرآنية عظيمة ترد على كل دعاة الغلو والتشدد، وتؤكد أن الإسلام منهج رباني يسير على خطى الرحمة والاعتدال، لا على طريق المشقة والعنت. 

وأوضح أن من ينظر إلى الدين على أنه قيود أو أحمال ثقيلة، قد أساء فهم رسالة القرآن التي جاءت لهداية الناس وتيسير حياتهم.

وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان المثال الأوضح لتطبيق هذا المنهج القرآني، إذ جسد معاني الرحمة واللين في حياته، فكان القرآن سلوكه العملي، كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان خلقه القرآن»، موضحًا أن كل مَن يتبع خطى النبي يجد في الدين راحةً وسكينةً لا مثيل لهما.

طباعة شارك وكيل وزارة الأوقاف أيمن أبو عمر الزي الفرعوني المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف الثقافة المصرية

مقالات مشابهة

  • أسامة قابيل: الإصلاح بين الناس عبادة لا تقل أهمية عن الصلاة والصيام
  • مصطلحات اسلامية: العصمة
  • خلاصة القول في جريمة فيصل
  • احرصوا على التآلف العائلي فإنه هيبة ودواء!!
  • اللواء الغماري رمز العزة وباني القوة
  • الكَمَراتُ ضرورةٌ… ولكن..!
  • عمرو الليثي: عندما تعيش لتسعد الآخرين.. سيبعث الله لك من يسعدك
  • 6 سُبُل لمكافحة الرشوة والمرتشي.. الإفتاء توضح
  • حكم محاكاة الزي الفرعوني على صفحات التواصل بمناسبة افتتاح المتحف .. وكيل الأوقاف يوضح