صحيفة البلاد:
2025-11-04@06:14:55 GMT

عتبة القرار

تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT

عتبة القرار

تعد تخطي عتبة التردد في اتخاذ القرار لحظة فاصلة في حياة الإنسان؛ إذ تحدد مسار الأحداث القادمة، وتفتح أبوابًا جديدة من الفرص أو التحديات. في هذه اللحظة، يقف الفرد أمام خيارات متعددة، بعضها مغرٍ وبعضها محفوف بالمخاطر، ويشعر بثقل المسؤولية الناتج عن احتمالات النتائج المختلفة. إدراك هذه العتبة والتعامل معها بوعي، يمثل خطوة أساسية نحو اتخاذ قرارات ناضجة تؤثر على المستقبل بشكل إيجابي.


تتسم هذه العتبة بالغموض أحيانًا، لأن العقل والمشاعر يتنافسان في هذه اللحظة. من جهة، يرغب العقل في تحليل جميع الاحتمالات بعناية، بينما تميل المشاعر إلى الانجراف وراء الرغبات أو المخاوف. القدرة على التوازن بين المنطق والعاطفة، تعد من أهم مهارات الشخص في تجاوز هذه العتبة بنجاح. فالحكمة ليست في تجاهل العواطف، بل في فهمها واستثمارها في اتخاذ القرار الصائب.
كما أن التحليل الجيد للمعلومات والظروف المحيطة بالقرار، يساعد على تقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح؛ فدراسة النتائج المحتملة لكل خيار، والتفكير في العواقب طويلة المدى، تضع الفرد في موقع أقوى لمواجهة أي صعوبات لاحقة. كما أن الاستشارة وطلب النصيحة من ذوي الخبرة، يمكن أن تكون أداة فعالة لتوسيع منظور الشخص، وإعطائه رؤى جديدة لم يكن قد أخذها بالحسبان.
وفي كثير من الأحيان، يتعين على الفرد أن يتحلى بشجاعة التخلي عن الراحة أو المألوف، والمخاطرة بما قد يبدو غير مؤكد. فالتردد أو التسويف قد يؤديان إلى ضياع الفرص، بينما الجرأة المدروسة تعزز من نمو الفرد وتطور خبراته. اتخاذ القرار الصحيح ليس مجرد اختيار مسار محدد، بل هو عملية تعلم مستمرة تبني الشخصية، وتزيد من القدرة على مواجهة المستقبل بثقة.
ولا يخفى علينا أن اتخاذ القرار يمثل نقطة التقاء بين الإمكانيات والتحديات، بين الخوف والطموح، بين الماضي والمستقبل. إدراك هذه اللحظة والاستعداد لها يجعل الشخص أكثر قدرة على اتخاذ خيارات واعية ومسؤولة. ومع كل قرار يتخذه الإنسان بحكمة وشجاعة، ينمو ويدرك أن الحياة ليست مجرد مجموعة من الصدف، بل نتاج اختياراته المستمرة وجرأته على مواجهة العتبات الصعبة بثقة وإصرار.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: اتخاذ القرار

إقرأ أيضاً:

أسامة الجندي: صناعة الحضارة تبدأ من الشخص الواعي والعقل سر تكريم الإنسان

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن القوة مصطلح عميق وواسع الدلالات لا ينبغي اختزاله في القوة البدنية وحدها، بل يمتد ليشمل مجالات متعددة مثل القوة الاجتماعية والعسكرية والاقتصادية والتربوية، موضحًا أن كل نوع من هذه القوى يمثل بعدًا من أبعاد صناعة الحضارة.

وأضاف الدكتور أسامة فخري الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن الإنسان الواعي هو الدعامة الأولى في بناء الحضارة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، مبينًا أن سر تكريم الإنسان هو عقله الذي ميزه الله به عن سائر المخلوقات، وجعله أساس التكليف والتفكير والإبداع.

أسامة الجندي: العقل المستنير أرقى المراتب

وأوضح الجندي أن للعقل 3 مستويات: أولها العقل السطحي الذي يقف عند ظواهر الأحداث ولا يتأمل أو يحلل أو يبدع، وهو عقل يغرق في مجريات الحياة اليومية دون إنتاج فكري أو حضاري، أما النوع الثاني فهو العقل العميق، الذي يستخدم الأحداث والوقائع وسيلة للتأمل والتفكير والتحليل وإعادة التركيب، فينتج فكرًا ويبتكر ويصنع عمرانًا، أما العقل الثالث فهو المستنير، وهو أرقى المراتب، لأنه يجمع بين عمق الفكر وربط كل شيء بالله تعالى، فيرى في الكون آيات وإشارات تقوده إلى الإيمان والإبداع في آن واحد.

حكم منع الرجل زوجته من الذهاب للطبيب.. الإفتاء: المعيار هو الضرورة والضابط الشرعيهل يجوز تحديد جنس المولود؟.. أمين الإفتاء: لا مانع منه شرعًا في هذه الحالةبصلي لمجرد الخوف من ربنا فهل يتقبل الله؟.. أمين الإفتاء يوضح حكم الشرعحكم إطلاق عبارة الجمعة السوداء.. الإفتاء: يوم عظمه الله وجعل فيه ساعة استجابة

وشبّه الجندي العقل بوسائل الإدراك الأخرى كالسمع والبصر، فكما أن العين لا ترى إلا ضمن قوانين الرؤية، والأذن لا تسمع إلا ضمن قوانين السمع، كذلك العقل له قانون يحكمه وهو التفكر والتأمل والتحليل، وبه يستطيع الإنسان أن يبتكر ويبدع ويبني حضارة راقية.

وأكد أن صناعة الحضارة تبدأ من الإنسان الواعي المستنير، الذي يُعمل عقله في التأمل والنظر، ويجمع بين الإيمان والعلم، وبين الفكر والعمل، ليكون بحق من أهل القوة التي تبني ولا تهدم، وتعمر ولا تفسد.

طباعة شارك الدكتور أسامة فخري الجندي أسامة الجندي وزارة الأوقاف الأوقاف

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: تطوير شامل لسينما "ديانا" التراثية ومقترح جديد لمداخل مسارح العتبة
  • وزير الثقافة: ندرس مقترحا لتكون مداخل مسارح العتبة الثلاث من حديقة الأزبكية
  • معهد التخطيط يحتفل بتخريج دفعة جديدة من دبلوم اتخاذ القرار القائم على الأدلة
  • كيف يساعد الصمت الانتخابي على اتخاذ القرار الصحيح؟.. تفاصيل
  • أسامة الجندي: صناعة الحضارة تبدأ من الشخص الواعي والعقل سر تكريم الإنسان
  • 6 حقوق يتمتع بها الشخص ذوي الإعاقة مع عقوبات وغرامات كل من يخالف
  • معركة على الهواء.. ترامب يرد على من شبهه بـ"قرد هارب"
  • مدرب نيوكاسل يحذر فولتيماده من «خطط الإيقاف»!
  • نادي سباقات القدرة والتحمل ينظم سباق /الوسمي/ في انطلاقة موسم 2025 - 2026