الذكاء الاصطناعي ينقذ تلسكوب جيمس ويب من الرؤية الضبابية
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
نجح باحثون في العاصمة الأسترالية سيدني بإصلاح تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، البالغ تكلفته 10 مليارات دولار، دون أن يغادروا الأرض، مستخدمين برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى AMIGO لإزالة الضبابية الناتجة عن تشوهات إلكترونية دقيقة في صور التلسكوب.
وأعاد هذا الحل البرمجي قدرة التلسكوب على التقاط صور فائقة الوضوح للكواكب الخارجية والظواهر الكونية، في إنجاز يؤكد أن الشيفرة قد تنقذ ما تعجز عنه البعثات الفضائية.
                
      
				
← اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار "شياطين الغبار" في المريخ
من الأرض إلى الفضاء
حقق طالبان في مرحلة الدكتوراه من جامعة سيدني إنجازاً غير مسبوق، إذ تمكنا من تحسين رؤية التلسكوب من الأرض دون الحاجة إلى بعثات إصلاح.
الطالبان لويس ديسدوا وماكس تشارلز طوّرا مع فريقهما حلاً برمجياً أعاد الدقة لأحد أهم أجهزة التلسكوب البصرية، وهو مقياس التداخل بقناع الفتحة (AMI)، المكوّن الأسترالي الوحيد في التلسكوب الذي طوّره البروفيسور بيتر توثيل.
ويتيح الجهاز التقاط صور شديدة الدقة للنجوم والكواكب الخارجية عبر تقنية التداخل الضوئي (Interferometry).
← الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
إصلاح ذكي
عند بدء تشغيل التلسكوب، لاحظ العلماء أن أداء AMI تضرر بتشوهات إلكترونية طفيفة في الكاميرا تحت الحمراء، تسببت بضبابية مماثلة لمشكلة تلسكوب هابل الشهيرة.
لكن بدل إرسال بعثة فضائية، طوّر فريق سيدني أداة AMIGO التي تستخدم محاكاة متقدمة وشبكات عصبية لتقليد أداء التلسكوب وتصحيح التشوهات.
ومن خلال معالجة ما يُعرف بتأثير "الأكثر سطوعاً – الأكثر تضخماً" (Brighter-Fatter Effect)، أعادت الأداة دقة التلسكوب إلى مستواها الأمثل.
وقال البروفيسور توثيل: "بدلاً من إرسال رواد فضاء لتبديل قطع، أصلح الفريق كل شيء بالشيفرة فقط. إنه مثال رائع على الابتكار في خدمة علوم الفضاء".
← نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة
نتائج مذهلة
حققت الأداة نتائج مذهلة، إذ مكّنت "جيمس ويب" من التقاط صور أكثر حدة من أي وقت مضى لأجرام سماوية باهتة، بما في ذلك تصوير مباشر لكوكب خارجي خافت ونجم قزم بني يدور حول النجم HD 206893، الواقع على بُعد نحو 133 سنة ضوئية من الأرض.
وفي دراسة موازية قادها ماكس تشارلز، أثبتت التقنية قدرتها على التقاط صور عالية الدقة لنفثات ثقب أسود، وسطح قمر المشتري النشط "آيو"، والرياح النجمية الغبارية للنجم WR 137، ما يوسع حدود ما يمكن للتلسكوب رصده.
← أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد
مستقبل واعد
قال ديسدوا: "لقد منح هذا العمل تلسكوب (جيمس ويب) رؤية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. من المجزي جدًا أن ترى كيف يمكن لحل برمجي أن يوسّع قدرات التلسكوب العلمية، دون مغادرة المختبر حتى".
ونُشرت نتائج البحث على منصة arXiv، على أن تُنشر النسخة المُحكّمة قريباً في مجلة Publications of the Astronomical Society of Australia.
وأشار الدكتور بن بوب، الذي عرض النتائج في مؤتمر SXSW Sydney، إلى أن الفريق يسعى لتوفير الكود الجديد لعلماء "جيمس ويب" في أسرع وقت ممكن.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدوات الذكاء الاصطناعي تلسكوب جيمس ويب أستراليا الاستكشاف الفضائي الفضاء ناسا وكالة الفضاء الأميركية وكالة ناسا الذكاء الاصطناعي التلسكوب علوم الفضاء سيدني التقاط صور جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
كيف يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر عند استخدامه من الطلبة؟
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المخاطر الكامنة وراء استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدا عند استخدامه من طلبة الجامعات والمدارس.
 
 وأشارت الصحيفة إلى أن أستاذة الفلسفة بجامعة كاليفورنيا أناستاسيا بيرغ، تقول إنها اكتشفت في الفصل الماضي، أن أكثر من نصف طلابها استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة امتحاناتهم النهائية، رغم تحذيراتها الصريحة.
 
 وتضيف بيرغ أنّ "التجربة جعلتها تشعر برعب يصعب وصفه"، قبل أن تصوغ زميلةٌ لها المشكلة بدقة بعبارة: "طلابنا على وشك أن يصبحوا دون قدرة على التفكير".
 
 وترى بيرغ أن الخطر لا يقتصر على فقدان المهارات الأكاديمية، بل يمتد إلى تآكل القدرات الذهنية الأساسية، موضحة أن "اعتماد الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي يحرمهم من فرص تطوير لغتهم، وبالتالي من بناء قدرتهم على الفهم والحكم والتفكير النقدي".
 
 
وتؤكد أن "اللغة ليست مهارة مثل غيرها، بل هي الأداة التي نفكر من خلالها"، وأن الإنسان "لا يُولد بلغته بل يكتسبها عبر تفاعل حي مع الآخرين"، وهو ما لا يمكن أن توفره الآلات.
وتشير الكاتبة إلى أن بعض الأساتذة يميزون بين الاستخدام "غير المشروع" للذكاء الاصطناعي (كتابة نصوص كاملة) والاستخدام "البريء" كالتلخيص أو المساعدة في الأفكار، لكنها تحذّر من أن هذه الوظائف البسيطة هي الأخطر على عقول الناشئة لأنها تفرّغ عملية الفهم من مضمونها.
وتحذّر بيرغ من أن جيلاً لا يطوّر هذه القدرات "لن يستطيع فهم الأخبار أو الوثائق الطبية أو الحجج السياسية"، وسيفقد بالتدريج قدرته على المشاركة الواعية في الديمقراطية.
وتنتقد الكاتبة في ختام مقالها الأصوات التي ترى أن تعليم القراءة والكتابة لم يعد ضرورياً في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن مهمة التعليم العالي هي تكوين عقول ناضجة قادرة على التفكير الذاتي، وأن تحقيق ذلك "لا يتطلب موارد جديدة، بل إرادة حقيقية من المعلمين".