على الرغم من كل التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي، لا تزال معظم أنظمة المراقبة بالفيديو تفشل في التعرف على السياق في ظروف العالم الحقيقي. فغالبية الكاميرات قادرة على التقاط لقطات في الوقت الفوري، لكنها تواجه صعوبة في تفسيرها. وتُعد هذه المشكلة مصدر قلق متزايد لمصممي المدن الذكية الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة الأفراد والممتلكات.


تعتقد شركة "لومانا"، المتخصصة في أنظمة المراقبة بالفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أن الخلل في هذه الأنظمة يكمن في أساسيات بنائها.
يقول جوردان شو، نائب رئيس قسم التسويق في لومانا "صُممت منصات الفيديو التقليدية منذ عقود لتسجيل اللقطات، وليس لتفسيرها"، مضيفا أن"إضافة الذكاء الاصطناعي إلى بنية تحتية قديمة يشبه وضع شريحة ذكية في هاتف أرضي قديم دوار. قد يعمل، لكنه لن يكون ذكيًا أو موثوقًا بما يكفي لفهم ما يتم التقاطه أو مساعدة الفرق على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في الوقت الفعلي".
عواقب وخيمة
عندما تدمج أنظمة المراقبة بالفيديو التقليدية الذكاء الاصطناعي في بنيتها التحتية، تنشأ تنبيهات خاطئة ومشاكل في الأداء. ولا تُعد التنبيهات والإنذارات الخاطئة مجرد أعطال فنية، بل هي مخاطر يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة. يشير شو إلى حالة حديثة حيث قام نظام مراقبة في مدرسة، يستخدم ذكاء اصطناعيا للكشف عن الأسلحة، بتحديد جسم غير ضار على أنه سلاح، مما أدى إلى استجابة غير ضرورية من الشرطة.
ويؤكد شو "كل خطأ، سواء كان حدثًا لم يتم رصده أو تنبيهًا خاطئًا، يؤدي إلى استجابة غير صحيحة، ويقوض الثقة. إنه يهدر الوقت والمال، ويمكن أن يسبب صدمة للأشخاص الذين لم يرتكبوا أي خطأ".
بناء أساس أكثر ذكاءً
بدلاً من دمج الذكاء الاصطناعي مع أطر عمل أنظمة المراقبة بالفيديو القديمة، أعادت "لومانا" بناء البنية التحتية نفسها باستخدام منصة متكاملة تجمع بين أجهزة وبرامج المراقبة بالفيديو الحديثة والذكاء الاصطناعي الخاص بها. يربط تصميم الشركة السحابي الهجين أي كاميرا أمنية بمعالجات مدعومة بوحدات معالجة الرسومات ونماذج الذكاء الاصطناعي التكيفية التي تعمل على الحافة، مما يعني أنها تقع في أقرب مكان ممكن من مكان التقاط اللقطات.
اقرأ أيضا... كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دعم الأطباء دون تقويض خبراتهم؟
يقول شو إن النتيجة هي أداء أسرع وتحليل أكثر دقة. تصبح كل كاميرا جهازًا للتعلم المستمر يتحسن بمرور الوقت، ويفهم الحركة والسلوك والأنماط الفريدة لبيئتها. 
ويولي تصميم شركة Lumana، الأولوية للخصوصية. جميع البيانات مشفرة، وتخضع لضوابط الوصول، ومتوافقة مع المعايير. يمكن للعملاء تعطيل تتبع الوجه أو القياسات الحيوية إذا رغبوا في ذلك. وقال شو "ينصب تركيزنا على الإجراءات، وليس على الهويات".
الاستخدام في العالم الحقيقي
نشرت أنظمة Lumana في العديد من الصناعات. أحد أبرز مشاريعها هو مع شركة لتصنيع التغليف تعمل على مدار 24 ساعة وتستخدم كاميرات المراقبة لمراقبة السلامة والكفاءة التشغيلية في منشآتها.
قبل نشر نظام Lumana، كانت الكاميرات تسجل الحوادث فقط لمراجعتها لاحقًا، مما أدى إلى تفويت بعض الأحداث والاستجابة المتأخرة للحوادث. بعد التحديث، أصبح بإمكان نفس الأجهزة الكشف عن الحركات غير الآمنة أو أعطال المعدات أو اختناقات الإنتاج في الوقت الفعلي. وأفادت الشركة بتحسن سرعة التحقيقات بنسبة 90% وتلقي التنبيهات في أقل من ثانية، مما أدى إلى تحسين الاستجابة لحوادث السلامة بشكل كبير، دون الحاجة إلى استبدال أي كاميرا.
في تطبيق آخر، قامت إحدى شركات بيع البقالة بالتجزئة بدمج الذكاء الاصطناعي من Lumana في شبكة الكاميرات الحالية لديها لتحديد الأنشطة غير المعتادة في نقاط البيع. وقد ساهم النظام في تقليل الفاقد وتحسين مساءلة الموظفين من خلال تقديم أمثلة واقعية لانتهاكات السياسات.
بعيدًا عن قطاع التصنيع، استُخدم نظام "لومانا" في الفعاليات العامة الكبيرة، وفي المطاعم، وفي العمليات البلدية. في المدن، يساعد النظام في تحديد عمليات إلقاء النفايات غير القانونية والحرائق. وفي سلاسل المطاعم السريعة، يراقب سلامة المطبخ ومعالجة الطعام.
ويحذر المحللون من أنه مع تولي الذكاء الاصطناعي المزيد من مهام اتخاذ القرار، يجب أن تظل الأنظمة "قابلة للتدقيق وشفافة وخالية من التحيز".
وقال شو إن المرحلة التالية من تطوير "لومانا" تهدف إلى الانتقال من الكشف والفهم إلى التنبؤ.
وأضاف "سيكون التطور القادم لفيديوهات الذكاء الاصطناعي حول الاستنتاج المنطقي. إن القدرة على فهم السياق في الوقت الفعلي، وتقديم رؤى عملية ومؤثرة من بيانات الفيديو المجمعة، ستغير طريقة تفكيرنا في السلامة والعمليات والوعي".
بالنسبة لشركة لومانا، لا يقتصر الهدف على تعليم الذكاء الاصطناعي كيفية الرؤية بشكل أفضل فحسب، بل يمتد ليشمل مساعدته على فهم ما يراه وتمكين المستخدمين، الذين يعتمدون على بيانات الفيديو هذه، من اتخاذ قرارات أذكى وأسرع.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يتنبأ بنوع معقّد من سرطان الثدي «المرأة في الذكاء الاصطناعي» في جلسة حوار مهني برأس الخيمة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كاميرات المراقبة الذكاء الاصطناعي الفيديو الذکاء الاصطناعی فی الوقت

إقرأ أيضاً:

الانتحار يتصدر محادثات الذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز- أظهرت بيانات صادرة عن شركة «أوبن إيه آي»، مطوّرة روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، أن أكثر من مليون مستخدم أبدوا اهتمامًا بالانتحار في أثناء استخدامهم الأداة.

وقالت «أوبن إيه آي» في منشور على مدونتها إن نحو 0.15% من المستخدمين أجروا «محادثات تتضمّن مؤشرات صريحة على نيات أو تخطيط محتمل للانتحار».

ونظرًا إلى أن أكثر من 800 مليون شخص يستخدمون «تشات جي بي تي» أسبوعيًا، فإن هذا الرقم يعادل نحو 1.2 مليون مستخدم، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت الشركة أن 0.07% من المستخدمين النشطين أسبوعيًا أظهروا علامات محتملة على حالات طارئة تتعلق بالذهان أو الهوس، أي ما يعادل أقل من 600 ألف شخص.

وأعادت هذه القضية إلى الواجهة حادثة انتحار المراهق الأميركي آدم رين، مطلع هذا العام في ولاية كاليفورنيا، بعد ما أفاد والداه في دعوى قضائية بأن «تشات جي بي تي» قدّم له إرشادات محددة حول طريقة إنهاء حياته.

وأعلنت «أوبن إيه آي» تعزيز أدوات الرقابة الأبوية، وتطبيق إجراءات حماية إضافية، بينها إتاحة الوصول بشكل أكبر إلى خطوط المساعدة النفسية، وتحويل المحادثات الحساسة تلقائيًا إلى نماذج أكثر أمانًا، وتوجيه المستخدمين لأخذ فترات استراحة خلال الجلسات الطويلة.

وأكدت الشركة أنها حدّثت أنظمة «تشات جي بي تي» للتعرّف بشكل أفضل على الحالات النفسية الطارئة، مشيرة إلى تعاونها مع أكثر من 170 متخصصاً في الصحة النفسية بهدف الحدّ بشكل كبير من الاستجابات غير الملائمة.

مقالات مشابهة

  • التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية
  • تيم كوك : آبل تخطط لزيادة شراكاتها في مجال الذكاء الاصطناعي
  • حتى في أبسط أشكاله.. خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب
  • الذكاء الاصطناعي محور «كتارا تك» 26
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي نظرتنا للهوية والانتماء؟
  • خطط وتكتيكات.. هكذا اخترق الذكاء الاصطناعي عالم كرة القدم
  • تحذيرات من خطر يهدد أولادك | هل تتحرش روبوتات الذكاء الاصطناعي بالمراهقين؟ .. كيف يحدث التلاعب النفسي الرقمي؟
  • هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟
  • الانتحار يتصدر محادثات الذكاء الاصطناعي