كيف تجسست أميركا على السوفيات من خلف جدار برلين؟
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
				
				(الجزيرة)
 فعلى تلة تغطيها الأشجار في غرب برلين، يترسخ مبنى غريب بأبراج بيضاء ضخمة تشبه كرات عملاقة، يبدو المكان اليوم هادئا وجذابا لعشاق التصوير والفن، لكنه في الحقيقة يخفي واحدة من أكثر القصص غموضا في التاريخ الحديث.
فعلى جبل "تويفلسبيرغ" أو "جبل الشيطان" كما يسميه الألمان، أقامت وكالة الأمن القومي الأميركية واحدة من أكبر محطات التنصت في العالم خلال الحرب الباردة.
                
      
				
وفي الذكرى الـ36 لسقوط جدار برلين، لا يزال الألمان يستعيدون تلك اللحظة التي أنهت 28 عاما من الانقسام بين الشرق والغرب الألماني.
ومن فوق القمة الجبلية كانت تلتقط القوات الأميركية الاتصالات العسكرية والسياسية القادمة من الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية، في حين كانت برلين الشرقية تقع على بعد أميال قليلة خلف جدار برلين أو "الستار الحديدي".
وكان الموقع مثاليا للتجسس، فقد كان ارتفاع المبنى يزيد على 80 مترا فوق العاصمة الألمانية، ويتيح رؤية بعيدة المدى لكل ما يدور في الجهة الشرقية، فهناك عمل الأميركيون مع حلفائهم البريطانيين والفرنسيين على مدار سنوات في صمت تام، محاولين اكتشاف أي تحرك عسكري مفاجئ.
وبعد انهيار جدار برلين عام 1989، توقفت أجهزة التنصت وغادر الجواسيس، لتبدأ قصة جديدة للمكان.
وبعد خروج مركز التنصت الأميركي عن الخدمة، تولت مجموعة من الفنانين إدارته وحولته إلى معرض دائم لفنون الشارع، وتحولت القاعات التي كانت تعج بالأسلاك وأجهزة الرادار إلى جدران ملونة، تمتلئ برسومات المانغا والشعارات السياسية وأعمال فنية تعبّر عن الحرية والسلام.
حكايات الجواسيسوخلال حلقة (2025/11/3) من برنامج "المرصد" عاد بعض العاملين القدامى في المحطة ليرووا ما عاشوه، فقال ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد وليام ماكووان "كنا نعمل بلا توقف، مهمتنا كانت التحذير من أي هجوم سوفياتي محتمل على أوروبا الغربية. كنا نلتقط الإشارات ونحلل الاتصالات ونرسل الإنذارات عند الحاجة".
أما الطيار البريطاني السابق فرانك جونستون، فيروي حادثة كادت تشعل أزمة بين الناتو وحلف وارسو، إذ إنه في إحدى الرحلات حاول الروس انتحال صفة موظفين في برج المراقبة ببرلين لإعطائهم أوامر خاطئة بتغيير مسار الطيران، واستدرك قائلا "لحسن الحظ اكتشفنا الخدعة في اللحظة الأخيرة".
إعلانوبمرور السنوات، تحول جبل الشيطان إلى وجهة سياحية وفنية يقصدها الزوار من كل مكان، فأصبحوا يتجولون بين جدارياته، يلتقطون الصور، وقد لا يعرف كثيرون منهم أن هذه الجدران كانت قبل عقود مركزا لواحدة من أخطر عمليات التجسس في القرن الـ20.
وتحول الجدار وأبراج التجسس إلى رموز للحرية والوحدة، لكن التاريخ سيبقى شاهدا دائما على أن الصراع لم يختف تماما، فاليوم -كما يرى كثيرون- يعيد تصاعد التوتر بين روسيا وحلف الناتو إلى الأذهان صدى الحرب الباردة، وكأن جبل الشيطان ما زال يراقب العالم بصمت، كما كان يفعل في الماضي.
Published On 4/11/20254/11/2025|آخر تحديث: 00:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:32 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات جدار برلین
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة: العقود الماضية كانت شاهدة على عمق وتميز العلاقات المصرية اليابانية
أكد محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر أن العقود الماضية كانت شاهدة على عمق العلاقات المصرية اليابانية وتميزها، حيث شهدت تعاونًا متواصلاً في مجالات الثقافة والفنون والتعليم والرياضة، مما أسهم في تعزيز التفاهم والتقارب بين شعبينا الصديقين ، وأننا نعتز بأن تكون القاهرة وطوكيو نموذجًا ناجحًا للتعاون بين العواصم العالمية الكبرى، القائم على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبلٍ حضريٍّ مستدام.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور إبراهيم صابر، اليوم /السبت/ مع محافظ العاصمة اليابانية طوكيو يوريكو كويكي والوفد المرافق لها وذلك ضمن زيارتها لجمهورية مصر العربية للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، لكي تحتفل بمرور 35 عامًا على توقيع اتفاقية التوأمة بين القاهرة وطوكيو.
وعبّر محافظ القاهرة - في كلمته - عن بالغ تقديره لتلك الزيارة التي تأتي في مناسبة عالمية حيث تستقبل فيها الدولة المصرية أكبر حدث ثقافي وعلمي وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي تزامن مع مناسبة مرور خمسةٍ وثلاثين عامًا على توقيع اتفاقية التآخي بين القاهرة وطوكيو في عام 1990، تلك الاتفاقية التي أرست دعائم صداقة متينة وتعاون مثمر بين المدينتين في مختلف المجالات.
وأكد محافظ القاهرة أنه منذ تولي محافظ طوكيو منصبها عام 2016، حرصت على جعل تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع محافظة القاهرة من بين أولوياتها الرئيسية، وقد شهدت تلك الفترة بالفعل طفرات هائلة وقفزات نوعية في مسار التعاون المشترك بين المحافظتين في مجالات التنمية الحضرية، والثقافة، والتعليم، والرياضة، مما يعكس رؤيتها الواسعة وإيمانها العميق بأهمية الشراكات الدولية بين المدن.
وأشار إلى اللقاء المثمر الذي جمعه بعمدة طوكيو في نوفمبر الماضي على هامش المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، والذي استضافته القاهرة العام الماضي، حيث تبادلا فيه وجهات النظر حول قضايا التنمية الحضرية المستدامة، وسبل تعميق التعاون بين المدينتين.
وعبّر محافظ القاهرة عن اعتزاز وفخر الشعب المصري بشخص محافظ طوكيو الكريم، وتاريخها المتميز، مشيرًا إلى فترة إقامتها بالقاهرة ودراستها في جامعة القاهرة العريقة، وهو موضع تقدير واعتزاز كبير في قلوب المصريين.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن زيارة اليوم تأتي أيضًا تزامنًا مع الحدث التاريخي المتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أكبر المشاريع الثقافية في العالم، ورمزًا جديدًا للتعاون الدولي في حفظ التراث الإنساني ، مثمنًا في هذا السياق الدور البارز الذي قامت به الحكومة اليابانية، ممثلة في وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA)، كأحد أكبر وأهم المساهمين في بناء هذا الصرح الحضاري العظيم، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر واليابان ، حيث أنشئ مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر"جايكا" عام 1977 لتصبح الجهة المنوطة بالإشراف على التعاون بين البلدين، ويعتبر أهم مشروعات التعاون بين مصر واليابان هو إنشاء دار الأوبرا المصرية، ومستشفى جامعة القاهرة التخصصي للأطفال مستشفى أبو الريش الياباني، والخط الرابع لمترو الأنفاق، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وأخيراً المتحف المصري الكبير، وغيرها الكثير.
وتمنى محافظ القاهرة أن يستمتع الجميع بحضور هذا الافتتاح الأسطوري المرتقب بعد بضع ساعات، لما يشمله من رمزيةٍ ثقافيةٍ وإنسانيةٍ كبيرة، تعكس روح التعاون الدولي والتقدير العالمي للحضارة المصرية الخالدة.
كما أعرب محافظ القاهرة عن رغبته الصادقة في أن تستمر هذه اللقاءات الثنائية بين القاهرة وطوكيو، لما تمثله من أهمية في تعزيز آفاق الصداقة والتعاون والتفاهم المتبادل بين محافظتينا، ودفع العلاقات بينهما نحو مزيد من الازدهار والتكامل في مختلف المجالات.
من جانبها، عبرت عمدة طوكيو عن سعادتها بأن يتزامن الاحتفال بمرور 35 عاما على اتفاقية الصداقة مع القاهرة مع الاحتفال بهذا الحدث الكبير الذي تشهده مصر بافتتاح المتحف الكبير والذي أكدت أنها تشرفت بدعوتها لحضور الحفل الخاص به.
وأكدت أن افتتاح المتحف هو يوم عظيم للبشرية أجمع وليس لمصر فقط، مشيرة إلى أنها ستكون فرصة لزيادة معدل الزائرين لمصر الراغبين في مشاهدة هذا التاريخ العظيم.
وأعربت عمدة طوكيو عن سعادتها للتواجد بمحافظة القاهرة التي تحرص علي زيارتها دائما، كما أبدت إعجابها بمبنى المحافظة التراثي.. مشيرة إلى أن هذا العام يوافق مرور 35 عاما على اتفاقية الصداقة وهي فرصة لإعادة التأكيد على روابط التعاون بين القاهرة وطوكيو.
وفي نهاية اللقاء، أهدى محافظ القاهرة لعمدة طوكيو تمثالا تذكاريا يمثل الملك توت عنخ آمون الفرعون الذهبي، ويصور هذا النوع من التماثيل الملك شابًا مرتديا غطاء الرأس الملكي ويحمل الصولجان والسوط وهي رموز للسلطة والحكم في مصر القديمة.