"تسريب ما حدث في معتقل سديه تيمان تسبب في ضرر كبير لصورة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ولجنودنا. ربما يكون هذا أخطر هجوم إعلامي واجهته إسرائيل منذ تأسيسها، ولا أذكر شيئا بهذه الحدة" (رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ذو الأصول البولندية، تعليقا على تسريب المدعية العامة العسكرية يفعات تومر مقطعا مصورا لوقائع الاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني في سجن تابع للقاعدة العسكرية في صحراء النقب).
"هؤلاء الإرهابيون من وحدة النخبة (التابعة لحماس)، انظروا إليهم يحصلون على الحد الأدنى من الحياة.. بقي أمر واحد يجب تنفيذه وهو إعدامهم" (وزير الأمن في الكيان الصهيوني إيتمار بن غفير، أثناء زيارته لأحد المعتقلات وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين قبل أيام).
"تشير الشهادات التي جمعتها مفوضيتنا وهيئات أخرى إلى مجموعة من الأفعال المؤسفة، مثل الإيهام بالغرق وإطلاق الكلاب على المعتقلين، وأعمال أخرى، في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني" (المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- 31 تموز/ يوليو 2024).
لقد هاجت السلطة في دولة الاحتلال وماجت؛ ليس اعتراضا على ما قام به جنود السجن وقياداته من اعتداء وحشي، ولكن الضجة كانت بسبب تسريب خبر الاعتداء على الأسير الفلسطيني. ولم تستح دولة الكيان أن تسمح للجنود الذين قاموا بالاعتداء أن يعقدوا مؤتمرا صحفيا على الملأ ليعلنوا فخرهم بما فعلوا، وأنهم كانوا يدافعون عن الوطن وبفضلهم وصل الكيان إلى ما هو قائم اليوم، وقالوا إنه لا داعي للتخلي عنهم وأنهم طلقاء وسينتصرون.
قارن هذا بما قام به عرب متصهينون بالتطوع بالدفاع عن دولة الكيان والهجوم على المقاومة الفلسطينية، معلنين أن دولة الاحتلال تواجه إرهاب حماس، وأن حماس قتلت الرضّع وشنقت العجائز وبقرت بطون الحوامل في السابع من أكتوبر 2023، مع أنه لا يوجد حتى اللحظة أي مادة مصورة عن تلك المزاعم والأكاذيب التي انفطر لها قلب بعض الحكام العربي، فصاروا ينددون تلقائيا ويدينون لا إراديا أفعالا لم تحدث ووقائع لم تقع أصلا.
على سبيل المثال، فإن ملك الأردن أدان حماس في أول زيارة له للبيت الأبيض في شباط/ فبراير 2024، وقال بينما كان بجواره الرئيس الأمريكي السابق بايدن: "جميع الهجمات ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال بما في ذلك تلك التي وقعت في 7 أكتوبر لا يمكن أن يقبلها مسلم، يجب علينا التأكد أن فظائع الأشهر الماضية منذ 7 أكتوبر لن تتكرر أبدا ولن يقبلها أي إنسان".
وللأسف استمرت فظائع الاحتلال وجرائمه، وقُتل أكثر من ستين ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، ورغم ذلك لم يتحدث الملك ولا غيره عن تلك الجرائم، ولم يصرح تصريحا واحدا يدعم فيه قرار محكمة الجنايات الدولية التي أدانت مجرمي الحرب نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالنت، وهكذا لم يفعل أي مسئول عربي وكأنه محرم عليهم إدانة جرائم الكيان الصهيوني وحلال عليهم إدانة المقاومة في كل وقت وحين.
لم نر أي تحرك جاد لجامعة الدول العربية التي كان من بين قرارتها في اجتماع تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 توثيق جرائم العدو والتحرك لدى المنظمات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وكل ما شاهدناه هو عجز كامل عن قصد أو غير قصد بقيادة أحمد أبو الغيط الذي يتقاضى قرابة الخمسين ألف دولار شهريا من أجل بضع تغريدات أو تصريحات لا تأخذ من وقته سوى دقائق معدودة؛ معظمها إدانة للربيع العربي وللمقاومة وإشادة بحاكم مصر والنهضة المزعومة التي يحدثها الجنرال، وحتى في مجازر السودان انتظر أبو الغيط طويلا قبل أن يتكلم كلاما يقوله عامة الناس على التيك توك وفيسبوك، ولا يُفهم منه أنه يدين الدعم الإماراتي لقوى التمرد والانفصال في دارفور.
أبو الغيط ليس بدعا من المسئولين، فقد تبين لنا جميعا أن الدول الخليجية ومعها مصر والأردن قدمت مساعدات واضحة وصريحة وتعاونت عسكريا مع العدو الصهيوني؛ بينما طائراته تقصف غزة بلا رحمة وقواته تدخل جنوب سوريا بلا استئذان، فلا الجامعة ولا الملوك ولا الرؤساء أدانوا ذلك، وكيف يدينون وهم أسرى بالمعنى الحرفي وعبيد إحسان العدو الذي راهنوا على دعمه لهم في مواجهة الشعوب التواقة للحرية والكرامة.
أما بالنسبة للكيان فجريمة سديه تيمان ليست سوى رقم في سلسلة جرائم ممتدة عبر عقود ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. فعلى سبيل المثال، كشف فيلم وثائقي (روح شاكيد) أنتجه العدو عن قيام قوات العدو بدفن 250 من الأسرى المصريين أحياء إبان نكسة حزيران/ يونيو 1967، وكشف الفيلم عن قيام دبابات العدو وبأمر من مجرم الحرب أرييل شارون نفسه بدهس 150 جنديا من سلاح المشاة المصريين، وروى جندي مصري ما جرى بأن" الدبابات طاردت الجنود ودهستهم مثل العصافير". وكشف الفيلم عن اسم قائد الكتيبة التي حرقت ودفنت المصريين أحياء في سيناء، وهو بنيامين بن إليعازر المعروف بصديق مبارك، ومع ذلك تُرك بنيامين بن إليعازر بلا ملاحقة كما يُترك بنيامين نتياهو اليوم بلا ملاحقة، بل إن نتنياهو كان من بين من قامت مصر بدعوتهم لحضور مؤتمر عن السلام في شرم الشيخ المصرية ولكنه رفض، فأحرج من دعاه بترفعه عن مد يده للسلام بعد أن رفضوا أن يطاردوه في الساحات الدولية.
وبالمناسبة فبنيامين إليعازر (عراقي المولد) أصبح لاحقا سياسيا معروفا ووزيرا للدفاع والاتصالات والصناعة ووزيرا للبنى التحتية وكان عضوا في الكنيست، أي أن الكيان قام بتكريمه ومكافأته على جرائم الحرب التي ارتكبها ضد جنودنا الأسرى. بقي القول إن بن إليعازر زار الاسكندرية والتقى الرئيس المخلوع مبارك في عام 2002 بينما كانت اسرائيل تقصف غزة، واستمرت الاتصالات والزيارات قبل أن يُكشف النقاب عن الفيلم الذي وضع مبارك وصديقه بن إليعازر في حرج أمام الرأي العام، وكان من المفترض أن يزور إليعازر القاهرة في عام 2007 ولكن الضجة التي أثارها الفليم المنتج في دولة الكيان منعت هذه الزيارة.
وللتاريخ ظل بن إليعازر وفيا لمبارك حتى بعد خلعه، وقال إن نتنياهو في آخر لقاء له بمبارك في شرم الشيخ، في 6 كانون الثاني/ يناير 2011، عرض عليه أن يستضيفه في مدينة إيلات للعلاج والاستشفاء. وهذا يوضح لك مدى متانة العلاقة بين حاكم مصر الذي من المفترض أنه كان قائدا عسكريا كبيرا، وبين مجرم حرب قتل جنوده في 1967، للأسف الدماء رخيصة.
كل مجرمي الحرب الصهاينة تمت استضافتهم بعض العواصم العربية من القاهرة إلى عمان إلى أبو ظبي، وكثير منهم التقوا سرا بمسئولين عرب لبحث ما يسمى بفرص السلام الذي لم تنعم به المنطقة، ويبدو لي أنها لن تنعم قبل زوال السرطان الصهيوني من المنطقة والعالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء سديه تيمان المعتقلين الاحتلال الجرائم احتلال جرائم معتقلين اسرئيل سديه تيمان قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مفتي عمُان: غدر الكيان الصهيوني على غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من العالم الإسلامي
يمانيون |
استنكر مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، استمرار غدر الكيان الصهيوني وإصراره على العدوان على قطاع غزة، محذرًا من تداعيات هذا التصعيد الذي يهدد استقرار المنطقة.
وقال الشيخ الخليلي في تدوينة على منصة “إكس” إنه يشعر بالانزعاج الشديد والقلق البالغ بسبب استمرار الاحتلال في نكث العهود والاتفاقات المبرمة تحت إشراف مجموعة من الدول، مع استمرار العدوان على سكان غزة، مؤكداً أن هذا يعد إصرارًا على غدر فاضح بحق الفلسطينيين.
وأضاف مفتي عمان أنه من العجيب أن الدول التي كان لها دور في الإشراف على اتفاقيات الهدنة لم تتحرك للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي برمته قد ظل صامتًا تجاه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، سواء من قتل الأنفس أو العدوان على الحرمات. وتساءل عن سبب غياب أي رد فعل حازم ضد هذا العدوان المستمر.
وفي دعوته للأمة الإسلامية والعربية، شدد الشيخ الخليلي على ضرورة الوقوف مع الحق ونصرة المظلومين في غزة، مؤكدًا أن الأمل ما زال كبيرًا في الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، مطالبًا إياهم بالتحرك الجاد لدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته.
وأضاف أنه يجب على الجميع أن يتكاتفوا بشكل عاجل من أجل وقف العدوان وقطع يد المعتدي، مشيرًا إلى أن الوقوف مع غزة يتطلب عزيمة حازمة وبلا تردد من كافة الشعوب والدول.