4 نونبر، 2025
بغداد/المسلة:
تمتدّ الخيانة كظلٍّ طويل فوق ضفاف دجلة، حين وقّعت حكومة العراق اتفاقاً يسلّم فيه روح العراق إلى يدٍ تركيةٍ لا تعرف سوى لغة السيطرة.
وتبدو اللحظة انحناءة مذلة أمام التاريخ، إذ يختار من يفترض أن يحمي السيادة أن يكتب وثيقة استسلامٍ جديدة تُمنح بموجبها سيادة الأرض والماء لمستعمرٍ يتقن كيف يلبس عباءة “الشراكة” ليُخفي تحتها أنيابه التي تقضم تبادلا تجاريا بنحو ٣٠ مليار دولار سنويا، يستطيع العراق من خلاله خنق تركيا.
يتحول الماء، إلى أداة خضوع، في صفقةٍ سوداء تفضح عجز السلطة عن استخدام ثروتها النفطية وتبادلها التجاري، سلاحاً يحميها من ابتزاز الجار.
ويبدو المشهد كاريكاتيرياً حتى الألم: دولةٌ تُموّل من ثروتها مشاريع تُدار من قبل دولة أجنبية تحتل شمال العراق، وتختاره مأوى لمقاتلي حزب العمال الاتراك، أصلا.
الاتفاق، في جوهره، إعلانَ إفلاسٍ سياسي وأخلاقي، فالحكومات التي تفقد شجاعتها لا تبحث عن حلول بل عن كراسٍ تبقيها في الواجهة.
الحكومة ترهن مستقبل العراق كي يشتري حاضراً هشّاً، وسط تصفيق من باعوا الوطن.
تتحول “الشراكة” المزعومة إلى احتلال ناعم، يدخل من بوابة التنمية ليفرض وصاية كاملة على السيادة، التي لم يبق منها سوى الاسم.
الصفقة ليست اتفاقية فنية بل وثيقة إذعان، تُفرغ معنى الاستقلال من محتواه، وتحوّل العراق من دولةٍ ذات سيادة إلى مزرعةٍ تسقي الآخرين بعرقها وتُعطش نفسها بجهلها.
لا توجد أمة في العالم تقبل ان تحتكر دولة اجنبية مشاريع الماء الحيوية.
ما أقسى أن يُسجّل التاريخ أن من حكم باسم العراق، سلّم ماءه وقراره طوعاً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تركيا مازالت تضحك على حكومة السوداني..أيهما الأصح وثيقة ام إتفاقية بشأن حصة العراق المائية؟؟
آخر تحديث: 2 نونبر 2025 - 3:19 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الأحد، توقيع وثيقة في إدارة ملف المياه بين العراق وتركيا، واصفا هذه الوثيقة بأنها الأولى من نوعها بتاريخ العلاقات بين البلدين.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مبنى الخارجية العراقية في بغداد.وقال حسين خلال المؤتمر، إنه بحث مع نظيره التركي والوفد المرافق له “العلاقات الثنائية وكيفية تقويتها بين البلدين، مردفا بالقول إن “هذه العلاقات قوية وهي تستند الى التاريخ والجغرافية، وكذلك تستند الى المصالح المشتركة والعلاقات التجارية والاقتصادية وفي مختلف المجالات”.وأضاف أن “وجود الوزير فيدان مع الوفد المرافق له في بغداد اليوم هو من أجل مناقشة موضوع مهم يخص البلدين، ويخص المواطن العراقي والمواطن التركي”، مشيرا الى أن “الموضوع الأول حول قضية المياه، وقد كانت لنا اجتماعات موسعة في أنقرة قبل فترة وجيزة، وتوصلنا خلالها هناك الى تفاهمات تم ترجمتها الآن إلى وثيقة”.وتابع وزير الخارجية العراقي القول، إن هذه الوثيقة تخص ادارة ملف المياه بين الدولتين، وسيتم توقيعها بعد ساعات قليلة من الآن، وهي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين.وتطرق حسين في المؤتمر إلى قضية حزب العمال الكوردستاني، وقال، إنه سيتم حل الحزب، وبالنتيجة حل قوته العسكرية وعناصره المسلحة.ومضى الوزير العراقي بالقول: نحن نتمنى ان يصل الطرفان (تركيا والحزب) الى حلول ملموسة، لكي يكون هناك أمان في المناطق التي فيها العمال الكوردستاني في مخمور وسنجار، منوها الى ان هذه النقاط تم طرحها ومناقشتها خلال لقائه الوفد التركي اليوم.ومن المنتظر أن يعقد فيدان لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين خلال الزيارة، وأن يتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات الإقليمية، وفقا لوكالة الأناضول الرسمية التركية.كما سيؤكد فيدان خلال لقاءاته، بحسب المصادر نفسها، على أن تركيا تعد شريكا طبيعيا في “مشروع طريق التنمية”، فضلا عن إشادته بدعم السلطات العراقية لهدف “تركيا بلا إرهاب”. ومن المنتظر أيضا، أن يشدد فيدان على أن تركيا تنظر إلى قضية المياه العابرة للحدود من منظور إنساني، وتعتبرها مجالا للتعاون مع دول الجوار.!!!!!!!كما سيعرب فيدان عن استعداد تركيا للتعاون التقني والعلمي لمواجهة التحديات المشتركة في مجال المياه، ودعم مشاريع البنية التحتية التي تضمن الاستخدام المستدام للمياه في العراق.كما من المنتظر أن يؤكد على أن إعادة تشغيل خط أنابيب النفط الخام بين العراق وتركيا في سبتمبر/ أيلول الماضي شكّل تطوراً إيجابياً على صعيدي أمن إمدادات الطاقة والعلاقات التجارية الثنائية.