المايسترو إيمان الجنيدي.. بصمة نسائية لافتة في افتتاح المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
جاء افتتاح المتحف المصري الكبير كأحد أضخم الأحداث الثقافية في تاريخ مصر الحديث، إذ اعتبره كثيرون "مشروع القرن" الذي يجسد روح الحضارة المصرية الممتدة عبر آلاف السنين.
وهذا الصرح المهيب، الذي يقع عند أقدام أهرامات الجيزة، لم يكن مجرد متحف، بل رسالة ثقافية للعالم تؤكد أن مصر ما زالت مهد الحضارة ومنارة للفن والمعرفة.
وفي مشهد الافتتاح المهيب الذي شاهده الملايين حول العالم، تألقت موسيقى أوركسترالية عربية مصرية قادتها امرأة استطاعت أن تكتب اسمها بحروف من ذهب في سجل الموسيقى العربية… إنها المايسترو إيمان الجنيدي.
تُعد إيمان الجنيدي أول مايسترو صعيدية على مستوى مصر والدول العربية، بدأت رحلتها الفنية منذ عام 2005، حيث شغلت منصب قائد الفرقة القومية للموسيقى العربية بمحافظة بني سويف، ونجحت في كسر النمط السائد الذي يربط قيادة الفرق الموسيقية بالرجال.
تميزت الجنيدي بأسلوبها الفريد في المزج بين الموسيقى الشرقية والآلات الأوركسترالية الغربية، ما جعلها تحقق شهرة كبيرة في الأوساط الفنية المصرية والعربية.
وقد كرّمتها السيدة الأولى في قصر القبة ضمن احتفالات "المرأة المصرية"، تقديرًا لريادتها ودورها البارز في دعم الموسيقى العربية والمحافظة على التراث الفني الأصيل.
التحضير للمشاركة في حفل الافتتاحكشفت المايسترو إيمان الجنيدي أن دعوتها للمشاركة في قيادة الأوركسترا خلال افتتاح المتحف المصري الكبير كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لها، إذ وصفتها بأنها "أكبر محطة في مسيرتها الفنية".
وأوضحت أنها شعرت بمزيج من الفخر والقلق، كونها ستقف أمام العالم والرئيس عبد الفتاح السيسي في حدث يترقبه الجميع.
ورغم ضخامة العمل، قررت خوض التجربة دون تردد، مدركة أهمية هذا الحدث في مسيرتها، فبدأت سلسلة مكثفة من البروفات مع الأوركسترا، استمرت لساعات طويلة يوميًا.
وقالت الجنيدي إن التجربة كانت مميزة لأنها للمرة الأولى تقود "عملاً أوركستراليًا كاملاً" بموسيقى عربية خالصة تؤديها أوركسترا مصرية تضم فنانات محجبات، وهو ما أضفى طابعًا مصريًا فريدًا على العرض.
وأشارت إلى أن العمل كان ممتعًا رغم صعوبته، وأن النتيجة النهائية كانت "رائعة وخالية من أي أخطاء"، مؤكدة أن التصوير والإخراج كانا على مستوى عالمي.
لم تحضر الجنيدي الافتتاح فعليًا، إذ كانت قد أنجزت تصوير الجزء الخاص بها مسبقًا وشاهدته عبر شاشات التلفزيون، لكنها عبرت عن فخرها الشديد بالمشاركة في هذا الحدث الضخم الذي وصفته بأنه "نقطة تحول" في مسيرتها.
وأضافت أن مشاركتها في افتتاح المتحف المصري الكبير ليست مجرد عمل فني، بل تمثل مسؤولية ثقافية تجاه وطنها، مؤكدة أن نجاح هذا الحدث يعكس مدى قدرة مصر على المزج بين التاريخ العريق والحاضر الحديث، وتقديم صورة مشرقة أمام العالم.
الفن كجسر بين الماضي والمستقبلأثبتت المايسترو إيمان الجنيدي من خلال مشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير أن المرأة المصرية قادرة على قيادة أضخم الفعاليات الفنية بثقة واقتدار. لم يكن ظهورها أمام العالم مجرد أداء موسيقي، بل كان رمزًا لتقدم المرأة المصرية واعتزازها بهويتها وثقافتها.
فكما أعاد المتحف المصري الكبير الحياة لكنوز الفراعنة، أعادت الجنيدي تعريف القيادة الفنية في العالم العربي، لتصبح مثالًا للإبداع، والعزيمة، والريادة النسائية في سماء الموسيقى المصرية.
كواليس مشاركة المايسترو إيمان الجنيديومن جانبه، قالت المايسترو إيمان الجنيدى قائدة أوركسترا احتفال افتتاح المتحف المصرى الكبير، إنها تلقت اتصالًا من الجهات المنظمة للحفل، وكان ذلك مفاجأة كبيرة لها أن تُختير للمشاركة في هذا الحدث العالمي العظيم، موضحة أنها شعرت بالقلق لأنها ستقف أمام العالم والرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنها كانت تدرك تمامًا أهمية هذا الحدث في مسيرتها الفنية التي بدأت عام 2005.
وأضافت الجنيدي في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنها كانت تعلم أن المشاركة ستكون إضافة كبيرة لها، خاصة أنها بدأت رحلتها كقائد للفرقة القومية للموسيقى العربية في محافظة بني سويف، وكانت أول مايسترو على مستوى الصعيد ثم على مستوى مصر والدول العربية، مشيرة إلى أنها كُرّمت من قبل السيدة الأولى في قصر القبة ضمن احتفالية تكريم المرأة المصرية في 2022.
وأكدت أنها لم تتردد في قبول المشاركة في حفل المتحف الكبير رغم ضخامة العمل وصعوبته، مشيرة إلى أن الموسيقى المستخدمة كانت عربية مصرية، تُعزف من أوركسترا مصرية جميع أفرادها من السيدات المحجبات، وهو ما جعل التجربة مختلفة ومميزة.
وأوضحت أنها أجرت بروفات مكثفة مع الأوركسترا استمرت لساعات طويلة، ورغم صعوبة التحضير إلا أن العمل كان ممتعًا بالنسبة لها لأنه أول مشروع أوركسترالي تشارك فيه بهذا الحجم، مشيرة إلى أن التصوير كان يومًا رائعًا والإخراج جاء على أعلى مستوى دون أي أخطاء.
واختتمت الجنيدي تصريحها، قائلة إنها لم تحضر الافتتاح بنفسها لكنها شاهدت الحفل على التلفزيون، وشعرت بفخر كبير لمشاركتها في هذا العمل الضخم الذي أضاف الكثير لمسيرتها، خاصة أنها تمتلك فرقة موسيقية كبيرة تضم 50 عازفًا، ما يجعل هذه التجربة علامة فارقة في سيرتها الفنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيمان الجنيدي المايسترو إيمان الجنيدي المتحف المصري افتتاح المتحف المصري المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصری الکبیر المرأة المصریة أمام العالم فی مسیرتها هذا الحدث على مستوى إلى أن
إقرأ أيضاً:
حفل تاريخي للمتحف المصري الكبير بقيادة المايسترو ناير ناجي وهشام نزيه
انطلق حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بقيادة المايسترو ناير ناجي، وبمشاركة الموسيقار هشام نزيه الذي أضفى لمسة موسيقية رائعة على الحدث.
تميز الحفل بتناغم بين الموسيقى والفن، حيث قدم ناير ناجي وفريقه مجموعة من الفقرات التي أبرزت عظمة الحضارة المصرية القديمة، بينما أبدع هشام نزيه بتقديم موسيقى تجمع بين الطابع الكلاسيكي والحديث، مما أسهم في خلق أجواء احتفالية استثنائية للحضور.
مصر على موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير:بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.