أعادت التطورات الأخيرة في مدينة الفاشر السودانية المقترح الذي تقدمته به الولايات المتحدة للجيش وقوات الدعم السريع بشأن إبرام هدنة إنسانية إلى الواجهة من جديد، وذلك في ظل إعلان لجنة خبراء بالأمم المتحدة عن وصول الأوضاع في الفاشر إلى مستويات المجاعة.

ورغم تباين المواقف السودانية بشأن الهدنة المؤقتة أو ما تُسمى "الإنسانية"، فإنّ المقترح الأمريكي يعود إلى تاريخ 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، وكان مطروحا لمعالجة الأوضاع في الفاشر عندما كانت محاصرة ويموت سكانها جوعا قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع.



⬛️ يركز المقترح على هدنة مدتها ثلاثة أشهر ضمن خطة ممتدة لـ9 أشهر، ويتخللها فتح ممرات إنسانية لضمان وصول المساعدات للمتضررين من الحرب المستمرة منذ نيسان/ أبريل 2023.

تنسيق رباعي
ووفق ما ذكره كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، فإنّه يجري وضع تفاصيل الاتفاق بالتنسيق بين الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.

⬛️ المقترح ضمن حزمة كاملة للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات حول ترتيبات أمنية وعسكرية، ويحاول أن يرتكز على "إعلان جدة" الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أيار/ مايو 2023.

وجرى إبرام اتفاق جدة لتحقيق السلام في السودان، ووقّع على المعاهدة الولايات المتحدة والسعودية والسودان وممثلو الجانبين المتحاربين بتاريخ 20 أيار/ مايو 2023، ودخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة، في 22 أيار/ مايو 203.



ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وتوزيع المساعدات الإنسانية داخل السودان، لكن الاتفاق انتهى فجأة بعد تصاعد الاشتباكات في 23 أيار/ مايو 2023، أي بعد يوم واحد من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مع أن الموعد الفعلي للانتهاء هو 27 أيار/ مايو 203، واتفقت الأطراف على تمديد لمدة خمسة أيام ولكن جرى اختصارها بسبب عدم فعاليّة الاتفاقية.

ترحيب بأي جهد
وبالعودة للمقترح الأمريكي الجديد، فقد عقد مجلس الأمن والدفاع برئاسة عبد الفتاح البرهان جلسة طارئة في ولاية الخرطوم مساء الثلاثاء، وبحضور كاملة عضوية المجلس، وناقش الأوضاع الأمنية في السودان، إلى جانب استعراض الموقف السياسي والعسكري والأمني في جميع جبهات القتال، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية "سونا".

ووفق "سانا"، تطرق الاجتماع إلى المبادرات المقدمة من بعض الدول والأصدقاء، ورحب مجلس الأمن والدفاع بالجهود التي تدعو إلى إنهاء معاناة السودانيين التي سببتها "مليشيا التمرد"، وأعرب عن شركه للجهود الأمريكية بهذا الصدد.

ولم يعلن المجلس عن موقفه من المقترح الأمريكي للتهدئة، لكنه قرر مواصلة التعبئة العامة من أجل إنهاء تمرد قوات الدعم السريع، وتقديم رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في كل أرجاء السودان.



من جانبه، أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد الأعيسر أن " الشعب السوداني سيواصل نفيره تحت إطار قومي ووطني موحد، بعيدا عن العصبية والقبلية والمناطقية داعما لقواته المسلحة".

وقال الأعيسر في تصريحات أوردتها "سونا": "السودانيون يعولون على تماسك وحدتهم وإرادتهم الوطنية، لا على أي جهة أخرى صمتت عن الحق وتخاذلت في إنصاف الضحايا، ولم تجرِّم الميليشيات وداعميها، وتجردت من القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ومارست المراوغة غير آبهة بوحدة البلاد ومصالحها وعدالة قضيتها".

 ‏وشدد على أن "الشعب السوداني سيواصل نفيره تحت إطار قومي ووطني موحد، بعيداً عن العصبية القبلية والمناطقية، مؤكداً دعمه لقواته المسلحة في حماية البلاد والحفاظ على كرامتها، في زحف جديد متصل بالزحف السابق الذي فكك الأجندات وهزم المؤامرات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفاشر السودانية الهدنة الجيش امريكا السودان الجيش الهدنة الفاشر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

لموافقة علي هدنة مع مليشيا التمرد هو الإنتحار بعينه والتوقيع علي التقسيم الفعلي للسودان

■قبل أن يعقد مجلس الأمن والدفاع جلسته المهمة عصر أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم , كانت صفحات الأسافير والتكهنات السياسية تضج بتوقعات متباينة عن ( تشطيب) هدنة ستطول بين الجيش السوداني ومليشيات التمرد التي أنابت عنها صفحات وأكاذيب الداعمين لخطها من المتعاونين والمتماهين معها من سياسيين وإعلاميين وعملاء وسابلة أسافير لايملكون رؤية ولاخطاً سياسياً غير تبني سرديات ذات صلة بالمشروع التدميري للمليشيا والذي ترعاه ذات الدول التي تدفع أجرة الاوركسترا للمتمردين ومن شايعهم في الشق المدني وكلهم في هم العمالة .. سواء !!

■ ليس سراً أن هنالك بعض الشخصيات والأسماء البارزة داخل القاعدة المؤيدة للجيش تري في التوقف عن قتال المليشيا فرصة لالتقاط الأنفاس ريثمايتم ترتيب الصفو مرة أخري لمواصلة القتال .. لكن ما يستسصحبه هؤلاء في موقفهم هذا أن التوقيت الحالي لهدنة مع المليشيا ليس مناسباً لأنه يأتي في ظروف غير مناسبة ولا مواتية من الناحية الميدانية حيث استباحت مليشيات التمرد مدينة الفاشر ودخلت قبلها مدينة بارا وحققت بذلك تقدماً ميدانياً أعلي من روح قواتها المنهارة وغذي في أوساط الموالين لها والمنافقين أيضاً همة رفع الصوت وسقف الطموحات بأن بإمكانهم العودة مجدداً من نقطة البداية وتحقيق أحلامهم بالسيطرة علي السودان كله ..

■ من ناحية أخري كانت أصوات ورغبات الكثرة الغالبة من أهل السودان أن يقول الجيش السوداني كلمة فصلٍ واضحة وبلا تردد أنه لا تعايش ولا هدنة ولاتوقف عن منازلة ومقاتلة عصابات ومليشيات التمرد التي لم تترك محرماً ولا ممنوعاً ولا أمراً فظيعاً إلا أتته ويدها ملطخة ومغموسة في دماء الضحايا والأبرياء من السودانيين بطول البلاد وعرضها ..

■ ماتعرفه كلاب الصيد المؤيدة للمليشيا أنه ليس لها فرصة عودة مرة أخري إلي المشهد السياسي والإجتماعي في السودان .. ليس لمن ساندوا القتلة والمجرمين فرصة العودة مرة أخري لمواجهة اهل السودان ولافرصة السير في الطرقات والأكل في الأسواق ..

■ ومع علمهم بهذا وقناعتهم به إلا أن العملاء لا يخجلون حتي من أنفسهم وعليه لايجد هؤلاء الخونة مشاحة في العودة إلي كراسي الحكم علي فوهة بندقية المليشيا الملطخة بالدماء .. وهو عين ماتخطط له مليشيات ال دقلو التي تري في أي هدنة فرصة تاريخية لشرعنة دولتهم المزعومة وهو أيضاً ما تخطط وتسعي له الدول التي تتبني الخط المليشي الذي يحقق لها أهدافها علي المديين القريب والبعيد ..

■ إن الموافقة علي هدنة مع مليشيا التمرد في هذه الظروف هو الإنتحار بعينه والتوقيع علي التقسيم الفعلي للسودان لصالح مليشيات وعصابات لاتملك أي صفة أخري غير التمرد والعمل حتي مع الشيطان لتخريب السودان ..

■ وما تعلمه قيادة البلاد والجيش أن الرضوخ لهدنة مع مليشيا وعصابات التمرد ستكون عواقبه كارثية علي الجبهة الداخلية .. وعليه ليس أمام الشعب السوداني بكافة طوائفه إلا تجميع صفوفه لمنازلة ومقاتلة هذه العصابات ..
■ إنه الخيار والطريق الصعب .. نعم .. إنه خيار اللحظة التاريخية الراهنة ..
■ والخيار الآخر أن تخضع البلاد كلها لسلطة وقهر الطارئينعلي الدنيا والتاريخ ..
■ هذه الأمة لن تهادن القنلة والمجرمين واللصوص ..
هذه الأمة ستقاتل .. وستنتصر بحول الله وقدرته ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لموافقة علي هدنة مع مليشيا التمرد هو الإنتحار بعينه والتوقيع علي التقسيم الفعلي للسودان
  • التوقيع على هدنة مع مليشيات التمرد يعني عمليًا القبول بتقسيم السودان
  • الجامعة العربية: نرحب بالمقترح الأمريكي لتطبيق هدنة إنسانية في السودان لتخفيف معاناة الشعب
  • السودان.. اجتماع مجلس الأمن والدفاع ينتهي دون الاتفاق على هدنة
  • أحد أبرز مهندسي "حرب العراق".. وفاة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق
  • مبعوث الرئيس الأمريكي يهنئ العراق وتركيا على الاتفاق الإطاري بشأن إدارة الموارد المائية
  • مسؤول أميركي: نعمل للتوصل إلى هدنة في السودان
  • مسعد بولس: نعمل على هدنة إنسانية في السودان لمدة 3 أشهر تليها 9 أشهر
  • هدنة إنسانية تطيح بالسردية العدمية