التحذيرات الأمريكية تعيد العراق إلى مربع الصراع بين واشنطن وطهران
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
5 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: أفاد مراقبون سياسيون في بغداد بأن التحذيرات الأمريكية الأخيرة للفصائل العراقية تمثل “ذروة الضغط” في مسار العلاقة بين واشنطن وبغداد بعد تصاعد التوترات الإقليمية وتبدّل أولويات السياسة الأمريكية في المنطقة فيما أشارت تحليلات إلى أن واشنطن باتت تتعامل مع الملف العراقي بعيون أمنية بحتة، تربط بين أي تحرك للفصائل في الداخل وبين مشهد المواجهات الإقليمية المفتوحة منذ السابع من أكتوبر.
ووفق المتداول فأن واشنطن أرسلت بالفعل أكثر من إشعار رسمي لبغداد خلال الشهر الماضي، تطالب فيه بـ”ضبط السلاح المنفلت” ومنع أي تحركات خارج إطار الدولة.
هذه الرسائل تزامنت مع سلسلة لقاءات واتصالات بين مسؤولين عراقيين وأمريكيين، كان آخرها بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والتي تناولت ضرورة إنهاء دور الجماعات المسلحة في القرار الأمني.
ويواجه رئيس الوزراء معضلة معقدة في تحقيق توازن دقيق بين متطلبات واشنطن وضغوط الفصائل، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية.
لكن الحكومة تحاول طمأنة الأمريكيين بأن العراق لا يسمح بتهديد المصالح الأجنبية على أراضيه، لكنها في الوقت ذاته تدرك أن الفصائل ما زالت تمتلك حضوراً سياسياً وعسكرياً يصعب تجاوزه.
ورأى محللون أن تعيين المبعوث الأمريكي الجديد مارك سافايا يندرج ضمن محاولة واشنطن لصياغة مقاربة “أكثر حزماً” في إدارة الملف العراقي، لافتين إلى أن لغته المباشرة التي استخدمها في بيانه الأول كانت رسالة مزدوجة، هدفها تطمين الداخل الأمريكي وردع الفصائل القريبة من إيران.
ورجّح خبراء في الشأن الإقليمي أن تتجه واشنطن نحو إعادة صياغة سياستها في العراق بحيث تركز على تحجيم النفوذ الإيراني عبر أدوات دبلوماسية وأمنية متوازنة، مشيرين إلى أن زيارات المسؤولين العراقيين لدول الجوار تحمل مؤشرات على رغبة بغداد في تجنيب نفسها أي مواجهة مباشرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
رويترز: تركيا تفرض على العراق اتفاق يتحكم بمشاريع الري ويساوم على النفط
3 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: كشفت وكالة “رويترز” الدولية، الاثنين، عن تفاصيل اتفاق جديد بين العراق وتركيا، يقضي بمنح الشركات التركية حق تنفيذ مشاريع البنى التحتية المائية داخل الأراضي العراقية، مقابل تمويلها من عائدات النفط العراقي المصدَّر إلى أنقرة.
وذكرت الوكالة، أن “الاتفاق الذي وُقع في بغداد بين الحكومة العراقية ووزارة الخارجية التركية، يأتي ضمن مساعٍ لمعالجة أزمة الجفاف وتراجع مناسيب المياه في البلاد، الناتجة عن تقليص الإطلاقات المائية من الجانب التركي خلال السنوات الماضية”.
وبينت أن “الشركات التركية ستتولى إنشاء مشاريع مائية وسدود داخل العراق، على أن يجري تمويل هذه المشاريع من خلال عائدات النفط الذي يبيعه العراق إلى تركيا”، مضيفة أن “الحكومة العراقية ستشكل لجنة مختصة بالبنى التحتية المائية، تتولى دعوة الشركات التركية لتقديم العروض الخاصة بالمشاريع بشكل حصري”.
وأشارت رويترز إلى أن “المرحلة الأولى من هذه الاستثمارات ستتضمن إنشاء سد جديد لحفظ المياه، إلى جانب ثلاث مبادرات لاستصلاح الأراضي الزراعية في مناطق متضررة من الجفاف”، مؤكدة أن “خريطة الطريق الأولية للاتفاق تم وضعها خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد العام الماضي”.
الصفقة المثيرة للجدل ربما، تأتي في وقت يواجه فيه العراق أزمة مائية حادة، وسط انخفاض كبير في تدفق المياه عبر نهري دجلة والفرات، ما يفاقم تحديات الزراعة وتوفير مياه الشرب في مختلف المحافظات.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى في وقت سابق من يوم الأحد (2 تشرين الثاني 2025)، مراسم التوقيع على الآلية التنفيذية الخاصة باتفاقية التعاون الإطارية مع تركيا في مجال المياه، بين وزير الخارجية فؤاد حسين، ونظيره التركي هاكان فيدان.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان تلقته “بغداد اليوم”، أن “الاتفاق سيكون أحد الحلول المستدامة لأزمة المياه في العراق، من خلال حزم المشاريع الكبيرة المشتركة التي ستُنفذ في قطاع المياه، لمواجهة وإدارة أزمة شحّ الموارد المائية”.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى “أهمية متابعة تنفيذ مخرجاته التي اتفق عليها في أثناء زيارة الرئيس التركي إلى بغداد العام الماضي”، مشيراً إلى أن “أزمة المياه هي أزمة عالمية، وأن العراق أحد البلدان التي تضررت بسببها”.
وأوضح السوداني أن “اتفاق آلية التمويل سيعزز العلاقات الثنائية مع تركيا ويسهم في تناميها بمختلف المجالات، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts