الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية في الأعلى للثقافة
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
في لحظة تتعانق فيها الكلمة بالصورة، والعقل بالإبداع، ينطلق مؤتمر "الرواية والدراما المرئية" في دورته الثانية، تحت عنوان مقومات الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية، دورة السيناريست أسامة أنور عكاشة، ويأتي هذا المؤتمر ليعيد طرح السؤال الأزلي حول العلاقة الجدلية بين السرد والمرئي، بين الحكاية المكتوبة وتجسيدها على الشاشة.
المؤتمر ينظمه نادي القصة برئاسة الكاتب السيناريست محمد السيد عيد، وجمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية برئاسة الأستاذ عصام عزت، ويُقام المؤتمر بالمجلس الأعلى للثقافة يومي الأحد والإثنين 9 و10 نوفمبر، عند الخامسة مساءً، برئاسة المخرج الكبير عمر عبد العزيز، وأمانة الدكتورة زينب فرغلي.
في الجلسة الافتتاحية التي يشارك فيها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي، يتجلى الحس الثقافي في أبهى صوره، إذ تمتزج أصالة الإبداع بروح التكريم، كما يحضر الأستاذ حمدان القاضي منسق عام المؤتمر، ليؤكد على عمق التعاون بين المؤسسات الثقافية التي ترى في الفن مرآة للوعي الجمعي وذاكرة الأمة.
ويشهد الافتتاح تكريم رموز شكلوا ملامح الدراما المصرية والعربية، حيث يُكرم السيناريست الكبير محمد جلال عبد القوي، والفنانة القديرة سهير المرشدي، والفنان المتألق رياض الخولي، والمخرجة والكاتبة الكبيرة هالة خليل، اعترافًا بإسهاماتهم في إثراء المشهد الدرامي العربي، كما يُوزع خلال الحفل جوائز مسابقة السيناريو، وتُكرم لجنة التحكيم برئاسة الكاتب الكبير سمير الجمل، في احتفاءٍ يليق بمسيرة من أخلصوا للفن كتابةً وصورة ووجدانًا.
أما الجلسة البحثية الأولى، فتتخذ طابعًا فكريًا عميقًا، إذ يتحدث فيها الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور حسن حماد، أستاذ فلسفة الجمال وعميد آداب الزقازيق الأسبق، إلى جانب السيناريست اللامع عبد الرحيم كمال، في حوار يربط بين فلسفة الجمال وتحولات السرد البصري في الدراما.
وفي الجلسة البحثية الثانية، يلتقي الفكر بالنقد التطبيقي، حيث يتحدث السيناريست سمير الجمل، والدكتورة رشا صالح، والدكتور عادل ضرغام، والدكتور حسام جايل، في جلسة يديرها الكاتب عبده الزراع، لتتجلى الرؤى المتعددة حول آليات تحويل النص الروائي إلى رؤية درامية قادرة على حمل المعنى الإنساني والجمالي.
أما اليوم الثاني، الإثنين 10 نوفمبر، فيشهد الجلسة الثالثة التي يشارك فيها الدكتور حسين حمودة، والدكتورة سحر شريف، والدكتور محمد عبد الله حسين، والدكتور طارق مختار، بإدارة الأستاذ حسن الجوخ، حيث تُناقش ديناميات التلقي وتحولات السرد في الدراما المرئية المعاصرة.
ثم تأتي الجلسة الرابعة التي تضم الدكتور خيري دومة، والدكتورة عزة بدر، والدكتورة هويدا صالح، والدكتورة ندى يسري، ويديرها الدكتور منير فوزي، لتتناول جدلية العلاقة بين النص الأدبي والدرامي في ضوء المتغيرات الثقافية الراهنة.
ويُختتم المؤتمر بجلسة ختامية تُتلى فيها التوصيات على لسان الدكتورة زينب فرغلي، وتتخللها التكريمات التي تقدمها القاصة منى ماهر، في لحظة احتفائية تُكرس للإبداع كقيمة وجودي عليا، وللثقافة كجسر بين العقل والحلم.
هذا المؤتمر لا يكتفي بأن يكون فعالية ثقافية تقليدية، بل يُعيد التأكيد على أن الرواية والدراما وجهان للوعي الإنساني نفسه، فالرواية تصوغ الوجدان بالحروف، والدراما تجسده بالضوء والصوت، وبين الكلمة والمشهد، تنبثق أسئلة الفن الكبرى: كيف تُصاغ الحقيقة في الخيال؟ وكيف تتحول الحكاية إلى وعي جمعي يرى ذاته في المرآة المرئية؟.
إنه مؤتمر يجمع الفلسفة بالسرد، والعلم بالخيال، والفكر بالفعل، في تلاق يؤكد أن الإبداع هو الشكل الأسمى من أشكال الوعي، وأن مصر كعادتها ما زالت تُنجب منابر الفكر والجمال وتفتح أبوابها للحوار والتنوير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشخصية المصرية نادي القصة الأعلى للثقافة
إقرأ أيضاً:
بحضور محمد بن راشد.. منصور بن زايد يُكرِّم الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع في نسخته الثانية
بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كرَّم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع في نسخته الثانية، وذلك ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025، والتي تنعقد في العاصمة أبوظبي.
وقال سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: الثقافة والإبداع يُشكِّلان ركيزة أساسية في رؤية دولة الإمارات وتوجّهاتها التنموية، فهما جوهر الهوية الوطنية وروح الانفتاح الحضاري التي تتميز بها الدولة.. وسيظلان أولوية استراتيجية في القوة الناعمة التي تعزّز مكانة الإمارات عالمياً، وتفتح أمامها آفاقاً جديدة للتواصل مع الشعوب والتأثير الإيجابي في تنمية المجتمعات.
وأضاف سموّه: وسام الإمارات للثقافة والإبداع هو تكريم وتقدير مستحق لنخبة مُلهمة تساهم بإنجازاتها الثقافية والإبداعية في ترسيخ هذا التوجّه المهم، وهذا التكريم يمثّل حافزاً للمبدعين على مواصلة العطاء لتعزيز مكانة الإمارات الحضارية والإنسانية، ومضاعفة حضور الثقافة والإبداع والاعتزاز بالهويّة الوطنية في مسيرتنا التنموية الرائدة.
حضر الحفل، سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة عجمان، وسموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وسموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسموّ الشيخ أحمد بن سعود بن راشد المعلا، نائب حاكم أم القيوين، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.
ويحتفي وسام الإمارات للثقافة والإبداع، المبادرة الوطنية التي تنظمها وزارة الثقافة، والذي يُعتبر أرفع وسام من نوعه، بالأفراد المتميزين الذين أثرَت أعمالهم ومساهماتهم الفنية والإبداعية المشهد الثقافي في دولة الإمارات، وعزّزت حضوره في الساحتين الإقليمية والدولية، وعكست منجزاتهم مكانة وأصالة الهوية الثقافية والوطنية لدولة الإمارات.
ويأتي هذا التكريم في إطار تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي، والاحتفاء بالمبدعين والمساهمين الروّاد والمُلهمين في هذا المجال، وتشجيع الأجيال الناشئة على تبنّي العمل الثقافي والإبداعي، مما يُسهم في رفع جودة الحياة الثقافية، وترسيخ مكانة الإمارات على الخريطة الثقافية والإبداعية وتعزيز الدبلوماسية الثقافية للدولة على المستوى الدولي.
وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: يساهم وسام الإمارات للثقافة والإبداع في دعم الكفاءات الثقافية الإماراتية، ويُجسِّد التزام دولة الإمارات بتعزيز منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، ويعبّر عن إيمانها العميق بدور الثقافة في بناء الإنسان والمجتمع.
وأضاف معاليه أن هذا الوسام يُشكِّل حافزاً استراتيجياً يدفع صُنّاع الثقافة وداعميها نحو آفاقٍ غير مسبوقة من التميّز، ويؤسِّس لنماذجَ فريدة تُحوِّل الإبداع إلى إرثٍ متجدّد، ويمثّل انعكاساً لرؤية الدولة في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار الثقافي، وبيئةً حاضنة للتميّز الفكري والفني.
وتشمل قائمة الحائزين على وسام الإمارات للثقافة والإبداع عن طبقة العطاء كلاً من: المهندس رشاد بوخش، عن فئة التصميم والعمارة، والذي يُعد أحد أبرز المتخصصين في حفظ التراث المعماري في دولة الإمارات، أشرف على ترميم أكثر من 215 مبنى تاريخياً في الإمارات، وقاد مشاريع بارزة لتوثيق التراث المعماري المحلي وتنميته.
والموسيقي والملحن إبراهيم جمعة عن فئة الموسيقى، والذي يُعد من الرموز المؤثرة في تشكيل الذاكرة الوطنية الموسيقية والاحتفالية لدولة الإمارات، وممن ساهموا في كتابة وتلحين العديد من الأعمال الوطنية والتراثية.
والسيد إسماعيل عبدالله الحمادي عن فئة الفنون الأدائية والمسرح، حيث يُعد من أبرز روّاد الحركة المسرحية والفنون الأدائية في دولة الإمارات والعالم العربي، وصاحب البصمة العميقة في المشهد الثقافي من خلال أدواره المتعدّدة كمؤلف ومخرج ومدير ثقافي، والدكتور عارف الشيخ عن فئة الأدب واللغة العربية، وهو مبدع كلمات السلام الوطني لدولة الإمارات، وأحد أبرز الشخصيات الثقافية والأدبية في الدولة، جمع بين الشعر والفكر والتربية، وساهم في تطوير المناهج التعليمية الوطنية، بما يخدم بناء جيل معتزٍّ بتراثه وقيمه.
بالإضافة إلى تكريم الفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف الحمادي، عن فئة الفنون البصرية والرقمية، أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية في الإمارات، ومن المؤسسين الأوائل لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى إسهاماته العلمية والأكاديمية البارزة.
في حين تشمل قائمة الحائزين على وسام الإمارات للثقافة والإبداع عن طبقة الرائد كلاً من: الفنان القدير جابر سلطان نغموش عن فئة الفنون الأدائية والمسرح، وهو من روّاد الحركة الفنية في الإمارات، ويُعد من أعمدة الدراما الكوميدية، أثرى الساحة الفنية بأعماله المميزة التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة المشاهدين، بالإضافة إلى تكريم السيدة شيخة مبارك الناخي عن فئة الأدب واللغة العربية، والتي تُعد من أوائل الرائدات في مجال الأدب الإماراتي، خاصةً في كتابة القصة القصيرة، كانت عضواً مؤسساً في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وساهمت في تأسيس رابطة أديبات الإمارات بأندية الفتيات بالشارقة، وتكريم الفنان التشكيلي والخطاط محمد مندي عن فئة الفنون البصرية والرقمية، ويُعد أحد أبرز مصممي الخط العربي في المنطقة، صمّم الخط المستخدم على العملات الورقية وجواز السفر الخاص بدولة الإمارات وعدد من الدول الخليجية.
ويهدف الوسام إلى إرساء منظومة ثقافية وإبداعية متقدمة على المستويين المحلي والدولي. ومن خلال الاحتفاء بالمساهمات الاستثنائية في المجالات الثقافية والإبداعية، يُعزِّز الوسام الهوية الثقافية والوطنية لدولة الإمارات، والتزامها الراسخ بتقدير الثقافة والإبداع.
وعلى الصعيد العالمي، تُرسِّخ هذه المبادرة مكانة دولة الإمارات بوصفها دولة رائدة في مجال الثقافة والإبداع، كما تُلهم التعاون والاعتراف ضمن المجتمع الإبداعي الدولي، وتعمل المبادرة أيضاً على تأسيس إرث من الفخر الثقافي والطموح، للأجيال الناشئة، وتُشجِّع المبدعين الشباب على اللحاق بشغفهم، والمساهمة بشكل فعّال في المشهد الثقافي المتطور لدولة الإمارات، بحيث يعمل ذلك كله على استدامة قيم التعبير الفني وحفظ التراث في تشكيل مستقبل دولة الإمارات.
وتم تصميم وسام الإمارات للثقافة والإبداع من وحي التراث والهوية الثقافية الراسخة والعناصر الرمزية لدولة الإمارات، حيث يجمع بين خمسة عناصر أساسية، يعكس كل منها جانباً فريداً من التقاليد والهوية الإماراتية، حيث يأتي الصَّقر في قلب التصميم ليمثّل الرؤية والقوة والمثابرة، ويُجسِّد روح الإصرار والطموح، وحول الصَّقر، ترمز الشمس إلى الحياة والحيوية والطاقة، في تجسيد للإيقاعات اليومية التي تغذي الحياة الإماراتية، والتأثير الدائم لقوى الطبيعة على تراث المنطقة، ويحيط الحصن بهذه العناصر الأساسية، ليمثّل الحماية والإرث والحفاظ على التقاليد، ويؤكد الجذور التاريخية لدولة الإمارات، وقوة مجتمعاتها.
كما يتضمن التصميم حباتٍ من الخرز ترمز إلى الإمارات السبع، في تأكيد لقوة الاتحاد، فيما يتزّين شريط الوسام بنقوش السدو، مع ألوان مستوحاة من سباقات الهجن والطبيعة الصحراوية، تكريماً للحِرَف اليدوية التقليدية والتراث الإماراتي العريق. وفي مركز الوسام، تتألق قطعة نقدية لتُعطي الوسام رمزية تُلهم أجيال المستقبل.
ويمثّل المزج بين القيم التقليدية والحداثة في تصميم الوسام منارة للتميز الثقافي والتطور الإبداعي، والتطلع إلى مستقبل حيوي مُتجذِّر في التراث.