عدم تحمل الفركتوز الوراثي.. كل ما تريد معرفته عن هذه الحالة الوراثية النادرة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
تناول الفواكه والخضراوات عادة صحية للغالبية العظمى من الناس، لكنها قد تشكل خطرا على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الفركتوز الوراثي.
ما هو عدم تحمل الفركتوز الوراثي؟
يُعرف بأنه حالة نادرة تسبب خللا وراثيا في قدرة الجسم على معالجة سكر الفركتوز ويتواجد الفركتوز ليس فقط في الفواكه، بل أيضا في العسل وبعض الخضراوات والمشروبات المحلاة والأطعمة المعلبة واللحوم المصنعة ومنتجات الألبان المحلاة.
ويفتقر الأشخاص المصابون إلى الإنزيم الرئيسي "ألدولاز ب"، ما يؤدي إلى تراكم الفركتوز في الكبد والكلى والأمعاء، وبالتالي تظهر مشاكل صحية خطيرة، تصل أحيانا للنوبات والغيبوبة أو فشل الكبد والكلى.
ويحدث هذا الاضطراب عندما يرث الشخص الجين من كلا الوالدين، ويصاب به شخص واحد تقريبا من كل 10000. وعادة ما يُلاحظ عند بدء الأطفال تناول الأطعمة الصلبة، لكن في البالغين قد يُغفل أو يشخّص خطأ على أنه حالات أخرى مثل اضطرابات الأكل أو أمراض الكبد المتكررة، ما يؤدي لتأخر التشخيص لسنوات.
الفرق بين عدم التحمل وحساسية الطعام
يختلف عدم تحمل الفركتوز الوراثي عن حساسية الطعام؛ فالأخيرة تنجم عن تفاعل الجهاز المناعي مع بروتين غذائي، مثل بروتين حليب البقر، وتسبب أعراضا فورية مثل الشرى وتورم الفم وصعوبة التنفس.
وفي المقابل، لا يرتبط عدم تحمل الفركتوز بالجهاز المناعي، لكنه يسبب أعراضا هضمية مزعجة مثل الانتفاخ وآلام المعدة واضطراب الأمعاء. كما يختلف عن سوء امتصاص الفركتوز، وهو حالة أخف تسبب أعراضا مماثلة ولكن بدرجة أقل.
علامات الإصابة
عند الرضع والأطفال الصغار: القيء والنعاس أو التهيج غير المعتاد، ورفض الطعام وعدم اكتساب الوزن الطبيعي. بعض الأطفال يتجنبون الأطعمة الحلوة غريزيا، ما قد يخفي الحالة حتى مرحلة لاحقة.
عند البالغين: ألم مزمن في المعدة وإرهاق وانخفاض غير مبرر في مستوى السكر بالدم وتضخم الكبد أو نتائج غير طبيعية في اختبارات الكبد.
ويُؤكد التشخيص عبر الفحص الجيني أو اختبار تحمل الغلوكوز، وغالبا ما يتأخر التشخيص سنوات بسبب الأعراض المتداخلة.
كيفية الإدارة والعلاج
لا يوجد علاج لعدم تحمل الفركتوز الوراثي، لكن يمكن إدارته بتجنب الفركتوز والسكروز والسوربيتول تماما. ويجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية، فقد تحتوي الصلصات والأدوية ومعجون الأسنان على هذه السكريات.
إرشادات غذائية عامة:
الفواكه: تجنب جميع أنواع الفواكه والعصائر والفواكه المعلبة.
الحبوب: اختر الحبوب العادية غير المحلاة وتجنب الحبوب المنكهة أو المضاف إليها سكريات.
الخضراوات: معظم الخضراوات آمنة، إلا الأكثر حلاوة مثل البازلاء والذرة والشمندر والبصل واليقطين والبطاطا الحلوة والجزر والكوسا.
الخبز والحلويات: تناول الخبز الخالي من السكريات المضافة، وتجنب الحلويات والزبادي المنكه.
البروتين: اللحوم غير المعالجة والدجاج والأسماك والفاصوليا والعدس والبيض، كلها آمنة. تجنب اللحوم المصنعة والمنكهة.
أطعمة أخرى: الحذر من الصلصات والتوابل الجاهزة، مع تفضيل إعدادها منزليا بمكونات آمنة.
وإذا لاحظت تجنب شخص ما أطعمة معينة أو شعوره بالانزعاج بعد تناول الفاكهة، فقد يكون السبب عدم تحمل الفركتوز الوراثي وليس الترف الغذائي.
التقرير من إعداد لورين بول، أستاذة الصحة والرفاهية المجتمعية، جامعة كوينزلاند؛ وإميلي بيرش، أخصائية تغذية وممارسة معتمدة، جامعة ساوثرن كروس؛ وماكنزي ديري، أخصائية تغذية ومرشحة دكتوراه، جامعة كوينزلاند.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفواكه الفواكه والخضراوات الخضراوات المشروبات المحلاة السكريات
إقرأ أيضاً:
توصيات في ختام المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية بصلالة تدعم الاستدامة والابتكار
صلالة – اسمهان بنت سالم البراكة / تصوير – حامد الكثيري
أوصى المشاركون في ختام أعمال المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية بظفار بدعم توجهات سلطنة عُمان نحو تعزيز الاستدامة والابتكار في استثمار مواردها الحيوية حيث اكدو على أهمية التكامل بين البحث العلمي وقطاع الأعمال لتسريع تحويل الابتكارات إلى منتجات تجارية ذات قيمة مضافة ووضع إطار وطني لتنمية الصناعات القائمة على الموارد الوراثية يشمل قطاعات العطور ومستحضرات التجميل والمنتجات الغذائية والصحية.
كما دعوا إلى تشجيع الاستثمار في التقنيات الحديثة للتقطير والاستخلاص، وتطوير معايير جودة وعلامات تجارية موحدة للمنتجات العُمانية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريب وتبادل خبرات مع المراكز العالمية في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمجتمعات المحلية من الاستفادة الاقتصادية من الموارد الطبيعية المستدامة، واعتماد سياسات إنتاج تراعي مبادئ الاقتصاد الدائري بما يعزز مكانة السلطنة كمركز لإنتاج منتجات طبيعية عالية الجودة تراعي المعايير البيئية والأخلاقية الدولية.
كما تضمنت التوصيات أهمية تطوير السياحة البيئية المستدامة والتجارب المبتكرة من خلال تصميم مساحات تفاعلية وتعليمية تبرز تفرّد الطبيعة والثقافة العُمانية وتوظيف التصميم الإبداعي والطاقة المتجددة للحفاظ على البيئة، إلى جانب تقديم تجارب متعددة الحواس ومعارض موسمية تستقطب الزوار محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية عبر تكامل السياحة والطبيعة من خلال استثمار الأراضي غير المستغلة في مشروعات السياحة البيئية والزراعية، وبناء شراكات بين المزارعين والمطورين وابتكار وجهات وطنية مستدامة تعيد ربط الإنسان بالطبيعة والثقافة المحلية وتُسهم في خلق قيمة اقتصادية وثقافية طويلة الأمد.
جاء ذلك في ختام االمنتدى الاقتصادي بفندق روتانا صلالة أعمال المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية “جينو بزنس 3”، الذي شهد في يومه الأخير استمرار جلسات النقاش حول الابتكار في مجالي العطور والجمال، واستدامة الموارد الطبيعية، وتعزيز القيمة الاقتصادية للثروات العُمانية المستمدة من التنوع الحيوي.
لقاءات جانبية
وعلى هامش أعمال المنتدى عقدت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حلقة نقاشية جمعتها بالمشاركين من متحدثين دوليين، وممثلي شركات عالمية، وباحثين محليين، وجهات متخصصة في الموارد الوراثية والنباتية بسلطنة عُمان وتناول اللقاء تشكيل فريق عمل مشترك من الباحثين المحليين والدوليين لتصميم خطة عمل تحدد أولويات المرحلة المقبلة في مجال الموارد الوراثية، إلى جانب بحث إنشاء منصة إلكترونية تُعنى بالموارد الوراثية العُمانية.
كما تطرقت المناقشات إلى تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة، ورفع وعي الطلبة عبر إدراج مقررات اختيارية في مؤسسات التعليم العالي، وتصميم برامج لريادة الأعمال ترتبط بالموارد الطبيعية واستثمارها تجاريًا ضمن بيئة التعليم العالي، مع التأكيد على أهمية تنظيم المنتدى بشكل دوري لتعزيز استدامة الجهود الوطنية في هذا المجال.
كما بحثت معالي الوزيرة سبل تعزيز التعاون مع مؤسسة «بلِنت» الهولندية في مجالات احتضان وتسريع الابتكارات، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتبادل الزيارات بين موظفي الوزارة والمؤسسة، وتنظيم برامج تدريبية داخل سلطنة عُمان وتضمن اللقاء كذلك إمكانية التعاون في إعداد مقرر جامعي متخصص في الابتكار يسهم في دعم بناء القدرات الوطنية وتعزيز منظومة الابتكار وتطوير مشاريع ذات قيمة اقتصادية مضافة.
جلسات نقاشية
وشهد اليوم الختامي عقد جلستين نقاشيتين، تناولت الأولى "الابتكار والهوية في العطور والجمال" من خلال محاور حيوية حول استثمار الموارد الطبيعية والنباتية العُمانية في صناعات مبتكرة ومستدامة. واستعرضت فرص تحويل النباتات المحلية إلى منتجات تجميلية وعطرية ذات قيمة اقتصادية عالية، بمشاركة علامات تجارية محلية مثل الفخامة العُمانية، ولطافة، ومشاريع الصقري الشاملة – وردة الجبل، وشركة الفواح للعطريات المميزة، إلى جانب الشركة الإيطالية العالمية دكتور فرانجيس فيرنزي.
وقدمت الجهات تجاربها في دمج المكونات الطبيعية العُمانية ضمن منتجات عصرية تعكس الهوية الوطنية وتنافس في الأسواق العالمية، مع تسليط الضوء على دور التنوع البيولوجي المحلي في دعم الابتكار والنمو الصناعي المستدام أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان “الابتكار في الاستدامة”، وركزت على توظيف التنوع الحيوي والموارد الطبيعية في دعم الصناعات المستدامة، واستعرض المتحدثون فرص الابتكار في المنتجات التقليدية وإعادة توظيفها اقتصاديًا، وأهمية استثمار النباتات العُمانية في تعزيز الهوية الوطنية وإنتاج منتجات جديدة ذات قيمة مضافة.
كما تطرقت النقاشات إلى دور السياحة البيئية في دعم الاقتصاد المحلي وأهمية حماية الموائل الطبيعية، إلى جانب إسهام التقنيات الحديثة وأساليب البحث العلمي في رفع جودة المنتجات وتنافسيتها.