شارك سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، اليوم، في الجلسة الخاصة رفيعة المستوى "منتدى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية - من الالتزام إلى العمل: النهوض بالإعلان السياسي بشأن التنمية الاجتماعية من خلال التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين من أجل العمل اللائق والعدالة الاجتماعية"، التي تقودها منظمة العمل الدولية، ودولة قطر وسويسرا والبرازيل، وتعد الجلسة من أبرز الأنشطة المدرجة ضمن برنامج مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية المنعقد حاليا بالدوحة.


وتهدف الجلسة الخاصة رفيعة المستوى، إلى تحويل الالتزامات السياسية الصادرة عن القمة إلى إجراءات عملية، من خلال تعزيز التعاون بين الحكومات، وأصحاب العمل، والعمال، والمنظمات الدولية.
وجرى خلال الجلسة مناقشة قضايا محورية شملت، تعزيز الأجور المعيشية العادلة، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية الشاملة، ودعم الانتقال العادل نحو الاقتصاد الأخضر، وتنظيم الاقتصاد غير الرسمي وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتمكين المرأة والشباب وإدماجهم في سوق العمل.
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، في كلمته الافتتاحية للجلسة، أن دولة قطر تستضيف أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، في لحظة دولية فارقة تستدعي من الجميع تجديد الالتزام بالعمل الجماعي من أجل العدالة الاجتماعية، والعمل اللائق، والتنمية الشاملة، والمستدامة، وذلك بعد مضي ثلاثة عقود من قمة كوبنهاغن للتنمية الاجتماعية، التي أرست المبادئ الأساسية للتنمية البشرية المستدامة.
وأوضح سعادته أن مؤتمر القمة ينعقد اليوم في وقت يشهد فيه العالم تحولات هيكلية عميقة، تشمل تسارع الابتكار التكنولوجي، والتغيرات الديموغرافية، والتحديات الاقتصادية والبيئية التي تمس استقرار المجتمعات وقدرتها على تحقيق العدالة والإنصاف.
وأشار سعادته إلى أن الإعلان السياسي بشأن التنمية الاجتماعية يمثل تجديدا للعهد الدولي نحو مكافحة الفقر وتعزيز الإدماج الاجتماعي وتوسيع نطاق العمل اللائق، وهو في جوهره دعوة إلى الانتقال من الالتزام إلى التنفيذ عبر شراكات متعددة الأطراف تضع الإنسان في قلب التنمية.
وقال سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، إن دولة قطر تنطلق من قناعة راسخة بأن العدالة الاجتماعية هي حجر الأساس لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة، وقد تجسدت هذه القناعة في رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في إطار متوازن ومستدام، يضع الإنسان محورا وغاية لكل سياسة تنموية.
وأضاف سعادته أن دولة قطر، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، تعمل على بناء نموذج تنموي متكامل يقوم على الاقتصاد القائم على المعرفة، وتكافؤ الفرص، والتمكين الاجتماعي، والعدالة في بيئة العمل.
وقال سعادته إن وزارة العمل وضعت استراتيجية وطنية شاملة ترتكز على ثلاث ركائز رئيسية، تشمل تعزيز بيئة العمل اللائق، من خلال إصلاحات تشريعية ومؤسسية أسهمت في تعزيز حقوق العمال وترسيخ مبادئ المساواة وعدم التمييز، وتمكين القوى العاملة الوطنية عبر تنمية المهارات المستقبلية، وتطوير منظومات التدريب والتأهيل المهني، إضافة إلى تعزيز الحوار الاجتماعي الثلاثي بين أطراف الإنتاج بما يضمن تحقيق التوازن والاستقرار في سوق العمل.
وأكد سعادة وزير العمل أن هذه الجهود الوطنية قد أسهمت في ترسيخ مكانة دولة قطر كشريك موثوق في منظومة العمل الدولية، ونموذج للإصلاحات التدريجية القائمة على التكامل بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. وإن انضمام دولة قطر إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية الذي أطلقته منظمة العمل الدولية، يعكس التزام الدولة الفعلي بتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الإنصاف في عالم العمل.
وأوضح سعادته أن دولة قطر، تسعى من خلال هذا التحالف، إلى الإسهام بفاعلية في صياغة أجندة عالمية جديدة للعدالة الاجتماعية تعزز التكامل بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتدعم الانتقال العادل نحو الاقتصاد الأخضر، وتعمل على توسيع نطاق الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر هشاشة.
وأضاف سعادته أن هذه الجلسة الخاصة تمثل منصة عملية لتحويل التعهدات السياسية إلى مبادرات واقعية تسهم في تحقيق الأهداف المشتركة، وفي مقدمتها تعزيز العمل اللائق وفرص التوظيف المستدام، وتمكين المرأة والشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، بما يحقق العدالة والكرامة للجميع.
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، أن ما يجمع المشاركين في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، إذ يجسد إيمانا مشتركا بأن العدالة الاجتماعية ليست خيارا، بل واجب إنساني وأخلاقي، مشيرا إلى أن دولة قطر تواصل، انطلاقا من هذا الإيمان، العمل مع شركائها الدوليين لبناء عالم ينصف الإنسان، ويصون كرامته، ويمنحه فرصا عادلة للمشاركة في صناعة المستقبل.
وأضاف سعادته أن استضافة دولة قطر لهذا الحدث الأممي الكبير، تأتي تجديدا لالتزامها الراسخ بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والعمل اللائق للجميع، وتعزيز روح التضامن والمسؤولية المشتركة بين الأمم، مؤكدا أن العمل الجماعي والتعاون الدولي هما السبيل لتحويل الطموحات إلى إنجازات، والالتزامات إلى واقع ملموس ينعكس أثره الإيجابي على حياة الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، يحظى بمشاركة واسعة من قادة الدول والحكومات وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.
ويهدف المؤتمر، الذي يعقد بعد ثلاثين عاما من اعتماد إعلان كوبنهاغن بشأن التنمية الاجتماعية، إلى معالجة الثغرات وإعادة الالتزام بالتنفيذ الفعال لبرنامج العمل، وتسريع العمل على القضاء على الفقر، وتعزيز التوظيف الكامل والعمل اللائق، والإدماج الاجتماعي، لضمان بناء مجتمعات أكثر مرونة وشمولية واستدامة، ومنح زخم عالمي جديد لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويمثل مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، منصة محورية للحوار والتعاون والحلول المشتركة، وإعادة تعريف استراتيجيات التقدم الاجتماعي، وتعزيز الشراكات العالمية، وتعزيز السياسات الشاملة التي توفر الفرص العادلة للجميع، حيث تجمع الحكومات، والمنظمات الدولية، ونظام الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والتعاونيات والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والخبراء لتعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية الاجتماعية الشاملة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة العالمی الثانی للتنمیة الاجتماعیة العدالة الاجتماعیة التنمیة الاجتماعیة القمة العالمی العمل اللائق أن دولة قطر وزیر العمل سعادته أن من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للأمم المتحدة يصل الدوحة للمشاركة في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية

وصل سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الدوحة اليوم، وذلك للمشاركة في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية الذي تستضيفه دولة قطر من 4 إلى 6 نوفمبر الجاري.

وكان في استقبال سعادته لدى وصوله مطار حمد الدولي، سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • التعليم فوق الجميع تنظّم جلستين محوريتين ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية
  • قمة التنمية الاجتماعية.. وزير العمل يؤكد إيمان دولة قطر بأن القطاع الخاص شريك أساسي في مسيرة التنمية
  • "التضامن" تشارك في جلسة حول "مكافحة فقر الأطفال" بمؤتمر القمة العالمية للتنمية الاجتماعية بالدوحة
  • جلسة حول حماية الأسر خلال الحروب والنزاعات بمؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية تبرز دور قطر الريادي
  • سمو الأمير: استضافة دولة قطر لمؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية تأتي انطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية العمل الجماعي
  • سمو الأمير يفتتح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية
  • سمو الأمير يفتتح غداً مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يصل الدوحة للمشاركة في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية
  • رئيس هنغاريا يصل الدوحة للمشاركة في مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية