الثريات النحتية اليدوية.. إبداع تتجاوز قيمته 90 ألف دولار
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما ندخل غرفة ونشغّل الإضاءة، نادرًا ما ننتبه لشكل المصباح نفسه، إلا إذا كانت المصابيح لا تعمل. لكنّ الإبداعات الحرفية لمصمّمة الإضاءة الأمريكية ليندسي أدلمان تقلب هذه الفكرة رأسًا على عقب.
تشير أدلمان في حديثها مع CNN، إلى أنّ الإضاءة التي تُصمّمها تمنح مساحة للإبداع والتعبير الفني، وتشبه المنحوتات لكنها لا تخضع لقيود المكان أو الجاذبية.
عُرضت أعمالها في معارض تصميم حول العالم ونالت إشادة دولية، وبفضل تركيزها الدقيق على الحرفية، تُباع قطعها بأسعار مرتفعة، إذ يبلغ سعر المصباح الجداري الصغير نحو 5,000 دولار، بينما يمكن أن يصل ثمن الثريا الواحدة إلى عشرات آلاف الدولارات.
لم تكن رحلة أدلمان في عالم تصميم الإضاءة مباشرة. ففي مطلع التسعينيات، وأثناء عملها كمساعدة تحرير في مؤسسة سميثسونيان، زارت ورشة المتحف ولاحظت الحرفيين وهم يصنعون مجسّمات فنية بتفانٍ وحضور جسدي كامل، ما أثار شغفها بالإبداع العملي. وتقول: "شعرت حينها أنني أمام مفترق طرق في حياتي المهنية، وعرفت أن هذا هو الطريق الذي أريده."
قادتها تلك التجربة إلى الالتحاق بمدرسة رود آيلاند للتصميم، حيث حصلت على درجة الماجستير في التصميم الصناعي، وتعلّمت تقنيات التصنيع التي أصبحت سمة مميزة لأعمالها لاحقًا. ومنذ ذلك الحين، شكّل الدمج بين الحرفية الدقيقة والدقة الصناعية توقيعها الإبداعي الخاص.
كسر العادات وتشكيل الضوءفي العام 2005، بدأت أدلمان بإعادة التفكير في المكوّنات التقليدية المستخدمة بتصميم الإضاءة الحديثة، كالمعادن والزجاج والوصلات، ورأت فيها إمكانيات جديدة للأشكال والحركة. وبعد عام، قدّمت ثريّا "برانشنغ بابل" التي جمعت بين الهيكل المعدني والكرات الزجاجية المنفوخة يدويًا، لتصبح أول نقطة انطلاق في مسيرتها، وتحوّلها إلى أيقونة في عالم تصميم الإضاءة المعاصر.
وبعد عقدين من الزمن، ما يزال التوازن بين الحِرفيّة اليدوية والدقّة التقنية يُميّز أعمالها التي تُبتكر داخل الاستديو الخاص بها في نيويورك، حيث تُحوّل الضوء إلى فنّ نابض بالحياة.
نهج يرتكز على الحِرفةتجمع أعمال أدلمان بين الهندسة والفنّ، مستلهمةً من تاريخ الفنّ ومبدعيه. فقد أثّر أسلوب الفنان الهولندي بيت موندريان، المعروف بتكويناته التجريدية ذات الخطوط العمودية والأفقية، على تصميمها لثريّا "دروب سيستم" التي توازن بين أنابيب نحاسية مصقولة يدويًا وكرات زجاجية صغيرة منفوخة بعناية، لتتحوّل إلى تركيب هندسي نحتي يُصنع حسب الطلب. وفاق سعر النسخة المؤلفة من 76 مصباحًا أكثر الـ91 ألف دولار.
وتقول أدلمان: "تصميم الإضاءة خدمة في جوهره، فهو يتمحور حول حلّ المشاكل". ومن خلال هذا المسار الإبداعي يظهر جوهر الفنّ في أعمالها.
ويصفها ديفيد الحاديف، مؤسّس غاليري The Future Perfect في نيويورك، بأنها "لا تصمّم الضوء فحسب، بل تعيد تشكيل الطريقة التي نختبره بها"، مشيرًا إلى أن كل قطعة من ابتكارها تجمع بين النحت والوظيفة بأسلوب شخصي وخالد.
وترى أدلمان، التي تعتبر الضوء كائنًا حيًّا، أن رحلتها الإبداعية هي بحث دائم عن طرق جديدة تمنحه شكلًا ومعنى جديدين.
وقد عُرضت تصاميمها في معارض بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، منها غاليري "نيلوفار" في ميلانو و"تريود" في باريس، إضافة إلى جنيف وبيروت.
إلهام من الماضي بروحٍ عصريةاستوحت ليندسي أدلمان مجموعة "أوفر غلو" من مصابيح الزجاج التقليدية التي أضاءت قنوات البندقية في القرن السادس عشر. وتتميّز القطع بكرات زجاجية منفوخة يدويًا تبدو وكأنها تتمدّد داخل إطار معدني ناعم، في مزيج يجمع بين الطابع الكلاسيكي والتجريبي.
ورغم التطور السريع في تقنيات الإضاءة الحديثة، تختار أدلمان النهج البسيط والهادئ، مفضّلةً الإضاءة الدافئة والمصمّمة بعناية على التقنيات المعقّدة. أما مجموعتها المقبلة "أندروميدا" ، فستركّز على استخدام الرخام الرقيق جدًا لمنح الضوء مظهرًا ناعمًا ومتناغمًا.
أمريكاتصاميمفنوننيويوركنشر السبت، 08 نوفمبر / تشرين الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تصاميم فنون نيويورك التی ت یدوی ا
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
كان لنجاح شاب هندي مسلم بالوصول الى رئاسة بلدية المدينة الأهم في العالم (نيويورك)، أثر مدوٍّ، صدم البعض وأفرح آخرين، رغم ان هذا المنصب لا تأثير سياسي له، لا على الصعيد المحلي الأمريكي، ولا الدولي.
لكن ما يجعله حدثا لافتا، أنه ينبئ بدلالات هامة، وفيه إشارة لتغير مفصلي أصاب المجتمع الأمريكي، وسأعرض تاليا لأهم تلك الدلالات:
1 – ليس الأمر هاما كونه مسلما أو غير مسلم، اذ لم يعد اتباع الإسلام تلك التهمة المرعبة، كما خلال الحملة الصليبية الأخيرة التي قادها “بوش” وسماها “الحرب على الارهاب”، فقد دخله الأوروبيون خلال العقدين الآخيرين أفواجا بقناعاتهم بعد أن عرفوا حجم التضليل الذي صنعه التعصب الغربي ضده.
الأهم هو فوز شاب من المهاجرين الجدد، بعد أن تمكن من الوصول الى عقول الناخبين وخاطب مصالحهم وأقنعهم بقدراته، ومع أنه ينتمي سياسيا الى الحزب الديموقراطي، إلا أنه لم ينل دعما منه، بل حدث توافق مع الحزب الخصم (الجمهوري) على الوقوف ضده، حتى ان موقف “أوباما” كان مائعا، فقد ظل مترددا يخشى اعلان تأييده، وذلك لأن كلي الحزبين يسيطر عليهما الطبقة السياسية المسماة (المحافظون الجدد) التي تنتمي الى البروتستانتية.
2 – كما أنه أول تحدٍّ عملي لـ “ترامب” الذي وظف كل امكانياته ضده.
3 – الأمر الهام أنه أول مرشح لنيويورك لم يتلق الدعم المالي المعتاد من “أيباك”، فكل العمدات السابقين ما وصلوا الا بتمويل الأيباك، والتعليل واضح، ففي هذه المدينة يقطن أكبر أثرياء اليـ.ـهود، وهؤلاء هم أكثر من يخشون على أموالهم وعقاراتهم، لذلك يختارون دائما من يحقق مصالحهم وينمي استثماراتهم، في هذه المرة حدث انقلاب في المفاهيم السائدة، فهذا الذي لم يتسول على أبواب الأيباك نجح، لذلك فإن الهالة المرسومة حول القدرات الأسطورية لهذه المنظمة على وشك الزوال.
4 – كان معروفا سابقا أنه من متطلبات الوصول الى هذا المنصب الحج الى حائط المبكى ونطحه بالراس التي هي دلالة ايمانية بخرافات التلمود، لذلك كان يتعمد معارضوه سؤاله عن موعد زيارته الى الكيان اللقيط، فكان يتهرب من اعطاء الجواب، بل كان لا يتورع عن إعلانه دعمه للحق الفلسطيني، ومعروف أن ذلك مقتل لمن يترشح في نيويورك التي تحنوي أهم تجمع يـ.ـهودي في أمريكا.
لذلك فإن احد الثوابت في وصول الطامحين الى تبوأ المناصب السياسية الأمريكية يكون قد تزعزع.
5 – وأخيرا نصل الى الدلالة الأهم في هذا الفوز، والتي تقلق المحافظين الجدد خصوصا، والكنيسة المسيحية الصهيونية عموما، وبشكل جدي، وهي التغير الانقلابي في مزاج الشباب الأمريكي، والذي يمثل المستقبل، فمعروف أن القاعدة الانتخابية العارمة التي أوصلته هي الشباب الذين اعتقدوا أنهم قد روضوه على الانكباب على الملذات والاعراض عن الاهتمام بالأحداث الدولية، واقتصار ثقافتهم فيها على ما يبثه الإعلام الموجه، ومن غير محاولة البحث عن الحقيقة بسماع الرأي الآخر.
هنا يبرز السؤال: كيف حدث ذلك، ومن هو المسؤول عن حدوث هذا التغير؟.
الإجابة الوحيدة هو طوفان الأقصى، فقد كان رد الفعل الغربي عليها مبالغا فيه، يكشف مدى قلقهم على كيانهم اللقيط، وخوفهم من زواله، لأن هذه العملية البطولية كشفت كم هي هشة هذه الفقاعة الموهومة حول الجيش الذي لايقهر، والتي صنعوها وضخمتها الأنظمة العربية لتبرير تقاعسها، لكي يحبطوا أية محاولة جهادية لاستعادة الحق المضاع.
لقد أرادوا تأديب من تجرأ على ما جعلوه مقدسا، وبكل قسوة، لكنهم لم يحسبوا حسابا لعواقب ذلك، فقد عرف شبابهم مدى كذبهم وتزييفهم الحقائق، وحجم تناقضهم مع ما يدعون اليه من مبادئ، فنظموا المسيرات الاحتجاجية، في جامعاتهم وفي شوارعهم، لذلك كان من الطبيعي أن تكون خياراتهم في من يماثلهم من شباب رافض لظلم الآخرين، فكانت أول ثمرة اختيار هذا المرشح.
هذه أول اشارات هذا التغيير، وهم مكروا مكرا كبارا، ولكن الله من ورائهم محيط، ويأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا.