خبراء الأمم المتحدة: تقارير عن فظائع واسعة النطاق وقتل للمدنيين واغتصاب للنساء في الفاشر
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
“أعرب عدد من خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان عن بالغ قلقهم إزاء التقارير التي تفيد بارتكاب قوات الدع..م الس..ريع فظائع واسعة النطاق في مدينة الفاشر بما في ذلك قتل المدنيين واستخدام العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات.“
“واستنكر الخبراء “حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر، بما في ذلك مستويات واسعة النطاق ومنهجية وسادية من العنف الجنسي تُستخدم عمداً كاستراتيجية للهيمنة والإذلال وتهدف إلى تدمير المجتمعات” وفق ما قاله الخبراء في بيان صحفي.
وأضافوا: “لقد هالنا بوجه خاص ما يرد من التقارير التي تفيد بتعرض نساء للاغتصاب أمام أقاربهن واحتجازهن لأيام في ظروف قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وأشاروا إلى إفادات شهود عيان تفيد بأن قوات الدع..م ال..سريع قامت عند دخولها إلى ملاجئ النازحين بالقرب من جامعة الفاشر باختيار نساء وفتيات تحت تهديد السلاح، واغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 منهن، ثم قامت بإجبار ما لا يقل عن 100 أسرة نازحة على الفرار وسط إطلاق النار، كما جرى ترهيب كبار السن.
وأفادت التقارير بأن الفارين تعرضوا لتفتيش جسدي مهين، وأعمال ترقى إلى الاختفاء القسري والاختطاف مقابل فدية، كما تعرضت النساء اللاتي حاولن الفرار لاعتداءات جنسية إضافية، ولا يزال العديد من الناجيات من العنف في عداد المفقودين دون الحصول على الرعاية الطبية أو النفسية الاجتماعية. وأُفيد أيضا باعتراض مجموعات بأكملها على طريق طويلة، وتعرضها للضرب والإساءات ذات الطابع العنصري.
وتحدث الخبراء عن تقارير موثوقة تشير إلى تنفيذ إعدامات ميدانية على أساس عرقي بحق مدنيين في الفاشر على أيدي قوات الدع..م الس..ريع، وهي أفعال محظورة بموجب القانون الدولي وتشكل جرائم حرب وقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية. وشددوا على ضرورة توقفها فورا وإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة بشأنها.
وأضاف الخبراء أن هذه الجرائم تذكّر بحملات قوات الدع..م الس..ريع العسكرية السابقة في زمزم والجنينة وأردمتا، حيث قُتل آلاف الأشخاص وتعرضت النساء للاغتصاب المنهجي. وقالوا: “إن الاستهداف المتعمد للسودانيين المنتمين إلى جماعات الفور والمساليت والزغاوة- بما في ذلك من خلال العنف الجنسي- يجري بوضوح بنيّة ترهيبهم وتهجيرهم وتدميرهم كلياً أو جزئياً”.”
“وناشد الخبراء المجتمع الدولي استخدام جميع الوسائل المتاحة لوضع حد لإراقة الدماء فوراً ودعم حماية المدنيين، وكشف مصير وأماكن وجود المختفين، وتسهيل الوصول الإنساني وحماية العاملين في المجال الإنساني، “ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم (بما في ذلك أولئك الذين قدموا الدعم والمساعدة من خلال نقل الأسلحة وغيره من أشكال الدعم اللوجستي).
الخبراء الذين أصدروا البيان هم:
ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، وأسبابه وعواقبه
أشويني ك. بي، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب
موريس تيدبال-بينز، المقرر الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً
باولا غافيريا، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للأشخاص النازحين داخلياً
مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء
أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة المعنية بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة
كلوديا فلوريس (الرئيسة)، إيفانا كريستيتش (نائبة الرئيسة)، دوروثي إسترادا تانك، هاينا لو، ولورا نيرينكندي، الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات
غابرييلا ستروني (الرئيسة المقررة)، غرازينا بارانوفسكا (نائبة الرئيسة)، أوا بالدي، آنا لورينا، ديلغاديو بيريز، ومحمد العُبيدي، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي
جورج كاتروغالوس، الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام دولي ديمقراطي ومنصف
بن سول، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية أثناء مكافحة الإرهاب”.
مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقررة الخاصة المعنیة بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من "مجازر" جديدة في الفاشر
الخرطوم- حذرت الأمم المتحدة، الجمعة 7 اكتوبر 2025، من وقوع "مجازر" جديدة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، حيث ارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق مؤسسات محلية ودولية، كما أقر قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" في المدينة، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وفي بيان صحفي الجمعة، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن "المدنيين المصدومين لا يزالون محاصرين داخل الفاشر ويُمنعون من المغادرة".
وأضاف: "أخشى استمرار الفظائع المروعة داخل المدينة مثل الإعدامات بإجراءات موجزة (قتل متعمد خارج إطار القانون) والاغتصاب والعنف بدوافع عرقية".
وأوضح أن من تمكنوا من الفرار يتعرضون لـ"عنف لا ينتهي في طرق المغادرة التي تعد مسرحا لقسوة لا يمكن تصورها"، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".
والأربعاء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 81 ألف شخص من الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر الماضي.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من أحداث تتكشف في إقليم كردفان جنوبي السودان.
وأشار إلى "تزايد أعداد الضحايا المدنيين والتدمير والنزوح الجماعي في جنوب كردفان منذ السيطرة على الفاشر.
وقال: "في ظل عدم وجود أي علامات على تهدئة التصعيد، بل على العكس تشير التطورات على الأرض بشكل واضح إلى الاستعدادات لتكثيف الأعمال القتالية".
وأضاف أنه "نظرا للعنف الكارثي في الفاشر، فإن الدول وخاصة المتمتعة بنفوذ لدى أطراف الصراع، تُنذَر بأن مزيدا من المجازر والفظائع ستحدث، إذا لم تتحرك بسرعة وبشكل حاسم".
والخميس، أعلنت "شبكة أطباء السودان" مقتل 6 أشخاص بينهم طفل بقصف مدفعي نفذته قوات "الحركة الشعبية" المتحالفة مع "الدعم السريع" على مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان.
وتتعرض مدينة الدلنج لحصار خانق، حيث تسيطر "الدعم السريع" على المناطق الشمالية والشرقية حول المدينة، بينما توجد قوات الحركة الشعبية/ شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في الجهة الغربية والجنوبية.
وشدد المفوض الأممي على أن "تقديم الدعم العسكري المستمر لتواصل الأطراف ارتكاب الانتهاكات الجسيمة، يجب أن يتوقف"، وفق البيان، ودون تفاصيل.
وجدد مناشدته للوقف الفوري للعنف في دارفور وكردفان، وشدد على ضرورة اتخاذ "تدابير عاجلة وجريئة" من المجتمع الدولي حيال ما يحدث.
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حرباً دامية بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليا، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء بعض المناطق الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، وتشمل محليات كرنوي وأمبرو والطينة، إضافة إلى مناطق خاضعة لـ"حركة تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور، من بينها منطقة طويلة التي تضم أكبر عدد من نازحي الفاشر.
في المقابل، يسيطر الجيش السوداني على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية من أصل 18 ولاية، في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.