غارديان: بريطانيا تجاهلت خططا لمنع الفظائع بالسودان
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
كشف تقرير اطلعت عليه صحيفة غارديان أن بريطانيا سبق ورفضت خطط منع الفظاعات التي تقع في السودان على الرغم من تحذيرات الاستخبارات من أن مدينة الفاشر ستسقط، وسط موجة من التطهير العرقي واحتمال حدوث إبادة جماعية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن مسؤولي الحكومة رفضوا تلك الخطط بعد 6 أشهر من حصار الفاشر الذي استمر 18 شهرا، وفضلوا الخيار "الأقل طموحا" من بين أربعة خيارات مطروحة.
وذكرت أن وثيقة داخلية للحكومة البريطانية، أُعدت العام الماضي، تحدثت عن 4 خيارات لتعزيز "حماية المدنيين، بما في ذلك منع ارتكاب الفظائع" في السودان.
الأقل طموحاوشملت الخيارات، التي قيمها مسؤولون من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في خريف العام الماضي، إدخال "آلية دولية" لحماية المدنيين من الجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسي.
ومع ذلك، وبسبب خفض المساعدات، اختار مسؤولو الوزارة الخطة "الأقل طموحا" لحماية المدنيين السودانيين، بحسب ما كشفه التقرير الذي اطلعت عليه غارديان، ومؤرَّخ في أكتوبر/تشرين الأول 2025.
ونقلت الصحيفة عن شينا لويس -المتخصصة في شؤون السودان في منظمة حقوق الإنسان الأميركية (باييما)- قولها: "الفظائع ليست كوارث طبيعية، إنها خيار سياسي يمكن منعه إذا كانت هناك إرادة سياسية".
وأوضحت شينا لويس أن قرار وزارة الخارجية والتنمية الدولية باتباع الخيار الأقل طموحا لمنع الفظائع "يظهر بوضوح عدم إعطاء هذه الحكومة الأولوية لمنع الفظائع على الصعيد العالمي"، وعلقت على ذلك قائلة: "الآن أصبحت الحكومة البريطانية متواطئة في الإبادة الجماعية المستمرة لشعب دارفور".
اتهم الخبراء قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جماعية والتسبب في أزمة إنسانية كارثية بعد سيطرتها أخيرا على المدينة، وأكدوا أن ملايين الأشخاص لا يزالون محرومين من الحماية أو المساعدة الكافية
فظائعوتبين غارديان أن نهج الحكومة البريطانية تجاه السودان يعتبر مهما لأسباب عديدة، بما في ذلك دورها كـ"حاملة للقلم" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما يعني أنها تقود أنشطة المجلس بشأن الصراع الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم.
إعلانوتم الاستشهاد بتفاصيل ورقة الخيارات في مراجعة للمساعدات البريطانية للسودان بين 2019 ومنتصف 2025 أجرتها ليز ديتشبورن، رئيسة الهيئة التي تراقب إنفاق المساعدات البريطانية.
وقال التقرير إن قيود التمويل أثرت سلبا على قدرة المملكة المتحدة على توفير حماية أفضل للنساء والفتيات. وقد أكد خبراء أمميون أنهم مفزوعون إزاء تقارير واردة عن فظائع جماعية وعمليات قتل وعنف جنسي في الفاشر بالسودان.
واتهم خبراء أمميون قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جماعية والتسبب في أزمة إنسانية كارثية بعد سيطرتها أخيرا على المدينة، وأكدوا أن ملايين الأشخاص لا يزالون محرومين من الحماية أو المساعدة الكافية، وأن السودان يشهد واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
وعبر الخبراء عن قلقهم إزاء استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية مما يجعل الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة أكثر صعوبة.
جلسة طارئةوأظهرت مذكرة دبلوماسية للأمم المتحدة -الخميس- أن مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية سيعقد جلسة طارئة بشأن الوضع في الفاشر بالسودان، في أعقاب مخاوف جدية بشأن عمليات قتل جماعي وقعت خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وأظهرت الوثيقة أن أكثر من 50 دولة أيدت الاقتراح الذي قادته بريطانيا وأيرلندا وألمانيا وهولندا والنرويج، بما في ذلك ثلث الأعضاء الحاليين الذين لهم حق التصويت. وأضافت أن الجلسة ستنعقد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، ولا تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
صور الأقمار الصناعية في مدينة الفاشر تكشف عن مقابر جماعية بعد سيطرة الدعم السريع
أفاد مختبر البحوث الإنسانية في تقريره الصادر الخميس بوجود اضطرابات أرضية "علامات حفر حديث"، في موقعين على الأقل في الفاشر، تتوافق مع وجود مقابر جماعية، أحدهما بالقرب من مستشفى سابق والآخر قرب مسجد.
أظهرت صور بالأقمار الصناعية وجود مؤشرات على "مقابر جماعية" وأنشطة متعلقة بـ"التخلّص من الجثث" في مدينة الفاشر بشمال إقليم دارفور في غرب السودان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وفق تقرير لمختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية.
مجازر واغتصاب ونهب ونزوح جماعيبعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوداني في دارفور، أفادت الأمم المتحدة بوقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب واسعة، بالإضافة إلى نزوح جماعي للسكان.
وأكدت شهادات عدة، مدعومة بمقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقوع فظائع واسعة في المدينة التي انقطعت عنها الاتصالات بشكل كامل.
وأفاد مختبر البحوث الإنسانية في تقريره الصادر الخميس بوجود اضطرابات أرضية "عمليات حفر حديثة للتربة" في موقعين على الأقل في الفاشر، تتوافق مع وجود مقابر جماعية، أحدهما بالقرب من مستشفى سابق والآخر قرب مسجد. وأوضح التقرير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت ما لا يقل عن 34 مجموعة من الأجسام التي يُرجح أنها جثث.
وأشار التقرير إلى وجود خنادق واختفاء أكوام من الأجسام التي تم تحديدها سابقًا خارج مستشفى للولادة، "تستخدمه قوات الدعم السريع حاليا كموقع احتجاز".
كما كشف عن "خندق يبلغ طوله حوالى 7 أمتار وعرضه 4 أمتار" بالقرب من مسجد في حي الدرجة الأولى بالفاشر، قرب المستشفى السعودي، حيث تحدثت منظمة الصحة العالمية عن مقتل 450 من المرضى والطواقم الطبية.
كما أفاد التقرير بوجود أدلة على إعدامات ميدانية جماعية بالقرب من الحاجز الترابي الذي أقامته قوات الدعم السريع أثناء حصار المدينة لأكثر من عام.
تحذيرات دولية: جرائم حرب محتملةأعرب مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين 3 تشرين الأول/نوفمبر عن "بالغ القلق والانزعاج العميق" إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى يُعتقد أنها ارتُكبت خلال هجمات نفذتها قوات الدعم السريع.
وقال المكتب في بيان إنّ هذه الانتهاكات تأتي ضمن "نمط أوسع من العنف" الذي اجتاح دارفور منذ نيسان/أبريل 2023، مشيرًا إلى أنّ هذه الأفعال، إذا ثبتت صحتها، قد تُعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ أكثر من 36 ألف مدني سوداني اضطروا إلى الفرار من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان خلال أسبوع واحد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور المجاور.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنّ 36825 شخصاً نزحوا بين 26 و31 تشرين الأول/أكتوبر، تاركين خلفهم منازلهم ومواردهم في ظل تصاعد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
Related قوات الدعم السريع تعلن اعتقال عناصر متهمين "بارتكاب مجازر" في الفاشرفيديو - نازحون من الفاشر يروون فظائع الحرب: "تركنا أحبتنا تحت الركام""أحداث الفاشر قد ترقى إلى جرائم حرب".. الجنائية الدولية تدعو لتقديم الأدلة عبر منصتها الآمنة البرهان يتوعدوفي وقت سابق اليوم تعهّد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأنّ الجيش السوداني سيواصل القتال حتى تأمين كامل حدود البلاد، مؤكدًا أنّ "الحملة التي تقودها دول البغي والاستكبار ضدنا ستنكسر"، وأنّ "الشعب السوداني سينتصر في النهاية"، في إشارة إلى الدول التي تدعم قوات الدعم السريع
جاء ذلك خلال اجتماع عقده البرهان مع قيادات الوحدات الميدانية المتنقلة، حيث شدّد على أنّ الجيش عازم على "هزيمة الميليشيا المتمرّدة"، التي تخوض مواجهات دامية مع القوات المسلحة منذ أكثر من عام ونصف.
وقال البرهان: "من يقاتل باسم الشعب لا يُهزم، وسنمضي نحو نصر قريب ووشيك."
دعوات لتدخل دوليوبعد إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر، طالب رئيس وزراء السودان، كامل إدريس، المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين والكشف عن مصير النازحين، واصفًا الأحداث في المدينة بأنها "جرائم حرب وتطهير على أساس عرقي". وفي السياق ذاته، دعا حاكم إقليم دارفور، مني مناوي، إلى حماية المدنيين وإجراء "تحقيق مستقل في الانتهاكات"، مؤكدًا أن "كل شبر من أرض السودان سيعود لأهله".
كما اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتصفية عشرات المدنيين على أساس إثني، ووصفت الحوادث بأنها "مجزرة بشعة"، كما نُهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات. ودعت الشبكة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي للتدخل الفوري، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة ضحايا قوات الدعم السريع - السودان الأمم المتحدة مجزرة إبادة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم