مفتى الجمهورية يصل الدقهلية للمشاركة فى مؤتمر عيد العلم السادس عشر
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
وصل منذ قليل الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية، لديوان عام محافظة الدقهلية، وكان فى استقباله اللواء طارق مرزوق محافظ الإقليم والدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، واللواء عماد عبد الله سكرتير عام المحافظة، وذلك فى إطار زيارة مفتى الجمهورية للمشاركة فى فعاليات مؤتمر عيد العلم السادس عشر بجامعة المنصورة.
ورحّب المحافظ بفضيلة المفتى، مؤكدًا اعتزاز المحافظة بمؤسساتها العلمية والدينية والوطنية، وأن اجتماع العلم بالقيم يرسّخ مسار الدولة نحو بناء الإنسان والإرتقاء بوعيه.
وقال مرزوق " الدقهلية تفتخر بعلمائها وبجامعة المنصوره الرائدة، ونعمل على توفير كل سُبل الدعم لبيئة بحثية تُنتج معرفة نافعة وحلولًا عملية تخدم المواطن الدقهلاوي وتعمل علي مشاكله في كافة القطاعات الخدمية ".
وأكد المحافظ على أن حضور فضيلة المفتى بين أساتذة وطلاب المنصورة يبعث برسالة قوية مفادها أن الأخلاق العلمية جزء لا يتجزأ من التميّز الأكاديمى.
كما أكد المحافظ أن مؤتمر عيد العلم أصبح يرسّخ مكانة المنصورة كعاصمة للعلم فى الدلتا، موجها الشكر لفضيلة المفتى على تشريفه للإحتفال، ولرئيس جامعة المنصورة على الجهد التنظيمى المميز الذى يعكس صورة حضارية لمحافظة الدقهلية.
ومن جانبه أكد مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية أصبحت اليوم مؤسسة علمية رائدة تؤدى رسالتها الدينية والفكرية والتربوية من خلال مراكزها البحثية والرقمية مثل مركز سلام للدراسات ومرصد الفتاوى التكفيرية ومركز الإفتاء الإلكترونى الذى يتلقى آلاف الأسئلة يوميًا من داخل مصر وخارجها مشيرًا إلى أن رسالة الدار لم تعد مقتصرة على الفتوى فحسب بل أصبحت رسالة شاملة تشمل الإرشاد والتثقيف والإصلاح الأسرى والمجتمعى.
وأوضح المفتى أن مواجهة الفكر المتطرف وبناء الوعى الصحيح يمثلان محورًا أساسيًا فى عمل دار الإفتاء المصرية مؤكدًا أن الوعي لا يُبنى إلا على قاعدة علمية راسخة تدمج بين المعرفة الدينية والإنسانية وأن من أخطر ما يواجه المجتمع المعاصر الانسياق وراء المعلومات المضللة المنتشرة عبر الوسائط التكنولوجية دون تحقق أو تمحيص.
وخلال اللقاء أشار فضيلة مفتى الجمهورية إلى أن العلم الذى ينفصل عن الأخلاق لا فائدة فيه مستشهدًا بقول الله تعالى ﴿أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه فمن يهديه من بعد الله﴾ مؤكدًا أن العلم الحق هو الذى يقترن بالقيم والمبادئ السامية التى تحفظ للإنسان إنسانيته.
وحذر فضيلة المفتى من اتباع الآراء الشاذة أو الأقوال التي قيلت في سياقات تاريخية وظروف مغايرة لواقعنا المعاصر موضحًا أن التجديد في الخطاب الديني لا يعني التخلى عن الثوابت بل يعنى تقديم الدين بلغة تناسب عقول الناس وتستجيب لمتغيرات العصر.
وفى ختام اللقاء أكد فضيلة مفتى الجمهورية أن الخير متأصل فى الناس لكنه يحتاج إلى من يرشده ويوجهه مبينًا أن الالتزام الحقيقي بتعاليم الدين يثمر أفرادًا أسوياء صالحين لمجتمعهم وأنه لا يصح أن يُحكم على الدين من خلال سلوكيات بعض المنحرفين عنه.
وأشار فضيلة المفتى إلى أنه لا توجد مسألة من المسائل التى يطعن من خلالها المشككون فى الإسلام إلا وكانت موجودة قبل الإسلام غير أن الإسلام جاء فنظمها وضبطها بضوابط الأخلاق والرحمة والعدل مثل قضايا الرق والتعدد وغيرها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار الدقهلية مفتى الجمهورية محافظ الدقهلية مفتى الجمهوریة فضیلة المفتى
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الإسلام يتخذ موقف الانفتاح الراشد من المستجدات العلمية في الذكاء الاصطناعي
أكد أ.د. نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن العلم في التصور الإسلامي يعد جوهرًا من جواهر الإيمان، لا يُفصل عنه، بل يتممه ويقويه ويهديه. فالإسلام لا ينظر إلى العلم على أنه زينة دنيوية بل عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه وسلوك يفتح آفاق الوعي والمعرفة والعمران، مشيرًا إلى أن الوحي الشريف قد ربط بين نور العلم ونور الهداية في قوله تعالى ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق} ليؤكد أن القراءة والعلم هما مفتاح النهضة، وأن الدين لا يقوم على الجمود بل على الفهم الراشد والوعي العميق والفكر المستنير، فما من حضارة قامت على الجهل إلا وانهارت، لذلك أراد الإسلام لأمته أن تكون أمة العلم والعمران.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في احتفال جامعة المنصورة بعيد العلم السادس عشر، بحضور اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والأستاذ الدكتور، شريف يوسف خاطر، رئيس الجامعة، والسادة نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات،ولفيف من أساتذة جامعة المنصورة وطلابها.
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية، أن الله جعل العلم وسيلة لتحقيق الاستخلاف في الأرض وأداة لإعمار الكون وبناء الحضارة وإصلاح ما فسد، وتشييد ما انهدم، فالاستخلاف في جوهره ليس تكريمًا فقط بل أيضا مسؤولية تقتضي أن يفقه الإنسان سنن الله في الخلق ويحسن تسخير موارد الكون وفق منهج قويم، لأن العلم هو المفتاح الذي يمكّن الإنسان من أداء هذه الأمانة على الوجه الأكمل، إذ أن العلم لا ينفك عن الهداية الربانية التي تضبط مساره وتهذب غاياته.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه رغم التكامل بين العلم والدين فقد شهد الواقع المعاصر جدلًا مصطنعًا يسعى إلى إحداث القطيعة بين العلوم الدينية والعلوم الإنسانية والتجريبية، حيث يشيع بعضهم أن الدين أمر تقليدي لا يواكب الثورة العلمية الحديثة، في حين أن هذا الفكر اللاديني أدى إلى فراغ روحي عميق، يقابله تيار آخر متشدد يتمسك بكل ما هو قديم دون مراعاة لتغير الزمان والمكان والإنسان، رافضًا العلوم الحديثة وساعيًا لإلزام الناس بالجمود.
وحذر فضيلته من تلك الجماعات والتيارات التي تنكر فضل العلوم الإنسانية والطبيعية وتزعم أن العلم الحقيقي يتمثل في علوم العقيدة والشريعة فقط، محاولين استقطاب طلاب الكليات العملية والإنسانية وتوجيههم إلى ترك تخصصاتهم أو الجمع بينها وبين علوم الشريعة على أيدي غير المؤهلين، مؤكدا أن ذلك الفكر المتشدد أنتج عقولًا منغلقة تعادي العلم وتناهض التقدم، رغم أن أصحاب هذه العلوم الإنسانية قد يكونون من أكثر الناس خشية لله، مصداقًا لقوله تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ مؤكدًا أن العلاقة بين العلم والدين في الإسلام علاقة تكامل وتآزر لا تصادم ولا تعارض، فهما نهران يلتقيان في مجرى واحد لعمارة الكون وتحقيق الاستخلاف، مبينًا أن القرآن الكريم زاخر بالآيات الداعية إلى التفكر والتدبر والتجربة، وهي الأسس ذاتها التي يقوم عليها المنهج العلمي الحديث، وأن التاريخ الإسلامي شهد عصورًا ازدهر فيها العلم والدين معًا في وحدة فكرية وحضارية فريدة.
وبين مفتي الجمهورية أن موقف الإسلام من المستجدات العلمية، ومنها الذكاء الاصطناعي، هو موقف الاستخدام الراشد المنضبط لا الرفض الجامد، فالإسلام يحتفي بالعلم ما دام في خدمة الإنسان وعمارة الأرض، مؤكدًا أن الأمة التي تريد الريادة لا بد أن تجمع بين أصالة العلم وقوة العقل والإلمام بالمستجدات العصرية، إذ أن النهضة الحقيقية تقوم على التوازن بين العقل والوحي لا على التصادم أو الإقصاء.
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن الاحتفاء بيوم العلم ليس مجرد تقليد رمزي بل هو احتفاء بيوم من أيام الله التي تدعو إلى النهضة والعمران، وأن العلم في جوهره رسالة والعمل به عبادة وواجب وطني، في زمن تتقاطع فيه التحديات، مشددًا على ضرورة إعداد جيل يؤمن بأن التقدم لا يناقض الإيمان، وأن الإبداع لا ينفصل عن الأخلاق، وأن عمارة الأرض لا تتحقق إلا بالعلم القائم على القيم الراسخة والإيمان العميق سائلا المولى تبارك وتعالى أن يحفظ العلماء وأن يبارك جهودهم وان يحفظ وطننا وأن يوفق قيادتنا لما فيه الخير للوطن والإنسانية جمعاء .
من جانبه رحب أ.د. شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، بفضيلة مفتي الجمهورية، معربًا عن شكره العميق لتشريفه الجامعة، مؤكدًا أن العلم رسالة لبناء الإنسان وصناعة التقدم والريادة، كما أعرب اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية عن تقديره لفضيلة المفتي، مشيدًا بدوره كعالم مستنير يجمع بين أصالة الفكر ونور الإيمان والعلم، مؤكدًا أن العلم في مصر لا يشيخ وأنه القاطرة الحقيقية للتنمية والنهضة.
وفي لفتة تقدير وعرفان أهدى الأستاذ الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، درع الجامعة لفضيلة مفتي الجمهورية؛ تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية.
شهد الاحتفال حضوراللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والأستاذ الدكتور، شريف يوسف خاطر، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور طارق مصطفى غلوش، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والعلاقات الثقافية، والأستاذ الدكتور محمد عطية نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور محمد عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، والأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم الأسبق، ورؤساء الجامعة السابقين ولفيف من القيادات الجامعية والدينية والتنفيذية وعدد من عمداء الكليات ووكلائها وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب.