صحيفة التغيير السودانية:
2025-11-10@10:13:23 GMT

غنائم ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT

غنائم ما بعد الحرب

غنائم ما بعد الحرب

التقي البشير الماحي

إن أكثر جهةٍ برعت في التفاوض في السودان منذ أن استولت على السلطة هي الحركة الإسلامية وكانت دوماً تعمل على شقِّ الحركات المسلحة وإضعافها.

حصل ذلك مع الحركة الشعبية الأم التي انشقّ منها جناح الدكتور رياك مشار، ونُسبت إليه مقولة ساخرة مفادها أن الحركة الإسلامية إذا فاوضت زوجاً وزوجته لأوقعت بينهما الطلاق.

الحركة الإسلامية اليوم ترفض التفاوض وهي تعلم علم اليقين أنه الطريق الأقصر حتى لهزيمة الدعم السريع، فلها الكثير من العناصر بداخله وتعلم عنه الكثير. والذي يعلمه الجميع أن الدعم السريع في تكوينه يحمل الكثير من التناقضات داخله، وأكثر ما يوحّده اليوم هو وجود عدوٍّ مشتركٍ ظاهرياً يتمثل في النخب الشمالية ولكن في الواقع فإن الدعم السريع عدوه الأول هو القبائل الأفريقية أو غير العربية في دارفور.

قبل اندلاع هذه الحرب كانت هناك الكثير من الخلافات داخل الدعم السريع، وكانت العديد من القيادات الميدانية ذات الثقل القبلي تقبع في السجون أمثال سافنا وقائد مدفعيته الحبيب حريكة وغيرهم. الدعم السريع حتى تاريخ اليوم عبارة عن مجموعة أرقام تمثل قبائل ومجموعات لا رابط بينها غير شعاراتٍ مستلفةٍ من إرث بعض حركات الهامش.

القوة التي ترفض وقف الحرب تعلم ذلك، ولكن تظلّ عيونها على ما بعد إيقاف الحرب والمكاسب التي يمكن أن تحصل عليها بعد أن تضع الحرب أوزارها.

هناك قوى تقف ضد وقف الحرب وترى أن المحافظة على الدولة ومؤسساتها تتطلب سحق هذه الميليشيا وهي نظرة قاصرة فالدولة نفسها اليوم تُسحق ويُعاد تفكيكها إلى عناصرها الأولى. فاليوم أصبح كامل غرب السودان خارج سيطرة الدولة السودانية القديمة، وبذكاءٍ عمل الدعم السريع على الاستفادة من التحالف الذي أنشأه، والذي أطلق عليه “التأسيس”، ليفرض هيمنته المسنودة بهذا التحالف المدني، وقد استفاد من الفشل الذي صاحب استيلاءه على المدن في شمال السودان، وهي سيطرة كان طابعها التخريب لا البناء.

لا السودان اليوم ولا مؤسسات دولته تملك رفاهية الانتظار وتعدّد الخيارات والرغبات وإنما الواقعية السياسية هي التي تتطلب اختيار ما هو متاح وواقعي والمتاح والواقع يفرضان أن تقف الحرب اليوم  لا غداً.

الوسومالتفاوض الحرب الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان تحالف التأسيس جنوب السودان رياك مشار وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التفاوض الحرب الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان جنوب السودان رياك مشار وقف الحرب الحرکة الإسلامیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

"قتل وعنف ونهب".. خوف في مدينة الأبيض من هجوم "الدعم السريع"

أعرب سكان في الأُبيِّض بجنوب السودان عن خشيتهم مع ورود تقارير عن استعداد قوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينتهم، فيما أعلن الجيش اعتراض طائرة مسيّرة أطلقتها الأخيرة على المدينة السبت.
وتقع عاصمة ولاية شمال كردفان والمركز الإقليمي على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الخرطوم، وستكون مكسبا استراتيجيا لقوات الدعم السريع إذا سيطرت عليها في حربها المستمرة مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023.
أخبار متعلقة قطاع غزة.. استشهاد طفل فلسطيني بانفجار جسم من مخلفات الاحتلالقوات الدعم السريع تستعد للسيطرة على مدينة الأُبيّض الاستراتيجيةوأعلنت قوات الدعم السريع الخميس أنها قبلت مقترح الهدنة الذي قدمه وسطاء دوليون، لكن الأمم المتحدة قالت في وقت لاحق إنه "ليس هناك أي مؤشر إلى خفض التصعيد" وحذّرت من مزيد من القتال في المستقبل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الملاجئ التي أقامها النازحون السودانيون الذين فروا من الفاشر - أ ف بعمليات قتل جماعيوقالت سعاد علي وهي من سكان حي كريمة في الأبيض "نحن متخوفون من الوضع خصوصا بعد ما حصل في الفاشر"، في إشارة إلى سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة في إقليم دارفور بغرب السودان.
وأعقبت سيطرة الدعم السريع على الفاشر تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف وخطف ونهب، ما أثار إدانة دولية ومخاوف من تمدد القتال إلى منطقة كردفان الغنية بالنفط.
وتقع مدينة الأبيض على طريق إمداد رئيسي يربط دارفور بالخرطوم، وفيها مطار، وقالت الأمم المتحدة إن 40 شخصا قتلوا في المدينة الإثنين في هجوم على جنازة.
وأدّت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليونا، وتسببت بأزمة جوع حادّة.

مقالات مشابهة

  • مسارات إنهاء الحرب في السودان (2-2)
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع حرق مئات الجثث في الفاشر
  • تظل قناعتي بأنّ الدعم السريع باطل محض
  • "قتل وعنف ونهب".. خوف في مدينة الأبيض من هجوم "الدعم السريع"
  • يوسف الكودة يعترف بدور «الحركة الإسلامية» في تدمير السودان
  • جرائم الدعم السريع تتسبب في نزوح 50 ألف سوداني من الفاشر
  • الدعم السريع يوافق على مقترح لهدنة إنسانية في السودان
  • المرأة السودانية وانتهاكات الدعم السريع
  • مهمتنا القتل فقط.. تحقيق يكشف فظائع قوات الدعم السريع في السودان