بسبب عجز الموازنة.. بريطانيا تستخدم طابعات صينية ثلاثية الأبعاد لصنع مسيرات
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن أن الجيش البريطاني استخدم طابعات ثلاثية الأبعاد صينية الصنع، من إنتاج شركة "Bambu Labs" ومقرها مدينة شينزن، لتصنيع أسلحة خلال مناورات عسكرية جرت في كينيا مطلع العام الجاري.
وأكد التقرير أن الجنود البريطانيين اعتمدوا على هذه التقنية في صناعة طائرات مسيّرة انتحارية تستخدم في مهام هجومية، في حين يدرس ضباط الجيش توسيع التدريب على هذه التكنولوجيا بهدف تزويد الوحدات العسكرية بإمدادات "تكاد تكون غير محدودة" من الطائرات القتالية منخفضة التكلفة.
طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة
وقال الرائد ستيفن واتس، قائد السرية "إف" في الكتيبة الثالثة من فوج البنادق البريطاني، في مقابلة مع مجلة "Soldier" العسكرية، إن الطائرات المصنّعة باستخدام الطابعات أثبتت فعاليتها، مضيفا: "أتطلع إلى أن يكون لدينا عشرات، إن لم يكن مئات، من طائرات "FPV" المصنعة ذاتيا، ما سيجعل قواتنا أكثر فتكا بشكل غير مسبوق".
وأوضح واتس أن هذه الطائرات قادرة على التحليق بسرعة تصل إلى 190 ميلا في الساعة لمدة ثلاث دقائق ونصف، أي ما يعادل قطع نحو 15 ميلا، ما يجعل اعتراضها "مهمة بالغة الصعوبة".
مخاطر الاعتماد على تقنيات صينية
لكن هذا التطور أثار مخاوف خبراء الأمن القومي البريطاني، الذين أعربوا عن قلقهم من الاعتماد على معدات صينية الصنع في تصنيع أسلحة حساسة، خاصة في ظل قانون الاستخبارات الوطني الصيني الذي يلزم الشركات بمشاركة بياناتها مع الحكومة عند الطلب.
ووصف خبير الدفاع روبرت كلارك استخدام المعدات الصينية في الجيش بأنه "فضيحة" و"أمر مخجل"، مضيفا: "كأننا نسلمهم مفاتيح الباب الخلفي لأنظمتنا الأمنية".
واتهم كلارك وزارة الدفاع باللجوء إلى حلول رخيصة في ظل عجز مالي يقدر بـ2.5 مليار جنيه إسترليني في موازنة العام المقبل، قائلا: "الوزارة تبحث عن التوفير على حساب الأمن".
تساهل الحكومة البريطانية مع بكين
يأتي هذا الجدل في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لانتقادات بسبب ما يصفه خصومه بـ"التساهل" مع الصين في محاولة لتحسين العلاقات الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة البريطانية، الشهر الماضي، أسقطت محاكمة بريطانيين متهمين بالتجسس لصالح بكين داخل البرلمان، بعد رفضها تصنيف الصين تهديدا للأمن القومي.
وأشارت المعارضة إلى أن هذه الخطوة تمثل المرة السادسة التي تغلب فيها الحكومة تحسين العلاقات مع بكين على ملفات الأمن وحقوق الإنسان، وفق تقرير "ذا تليجراف".
كما لم تنشر الحكومة بعد مراجعة شاملة لطبيعة العلاقات مع الصين، واستبعدت بكين من قائمة الدول الخاضعة لقواعد أكثر صرامة ضمن برنامج تسجيل النفوذ الأجنبي.
الصين خامس أكبر شريك تجاري
وتعتبر الصين خامس أكبر شريك تجاري لبريطانيا، بحصة 5.5% من إجمالي التجارة، فيما شهدت الصادرات البريطانية إلى الصين انخفاضا بنسبة 12% خلال العام حتى آذار/مارس الماضي، وهو ثاني أكبر تراجع بين أكبر 20 شريكا تجاريا للمملكة المتحدة منذ تولي حزب العمال السلطة في تموز/يوليو الماضي. كما لم تتجاوز الاستثمارات الصينية في بريطانيا 0.2% من إجمالي الاستثمارات الواردة.
ويحذر خبراء أمن ومستشارون تجاريون سابقون من أن تعزيز العلاقات الاقتصادية مع بكين في ظل حرب الرسوم الجمركية العالمية يعد مسارا محفوفا بالمخاطر، خاصة مع اتهام الصين سابقا باستخدام "القوة الاقتصادية" للضغط على الدول التي تختلف معها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية كينيا الصيني بريطانيا بريطانيا الصين كينيا مسيرات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مع تزايد تأييد اليمين.. الحكومة البريطانية تقلّص هامش الحماية للاجئين
أعلنت الحكومة البريطانية ليل السبت تقليص هامش الحماية الذي يتمتّع به اللاجئون على نحو كبير، والحد من التقديمات الاجتماعية التي يستفيد منها تلقائيا طالبو اللجوء، بموجب تعديل لنظام اللجوء.
يأتي الإعلان عن الخطوة في حين يواجه رئيس الوزراء العمّالي كير ستارمر ضغوطا متزايدة لكبح الهجرة غير النظامية مع تزايد التأييد لليمين المتطرف.
أخبار متعلقة ويلز.. العاصفة "كلوديا" تغرق مدينة مونماوث وإجلاء عشرات السكانوفاة 3 سياح واحتجاز 7 أشخاص.. تفاصيل حادث تسمم بفندق في إسطنبولوجاء في بيان لوزيرة الداخلية شبانة محمود: "سأضع حدا لتذكرة طالبي اللجوء الذهبية إلى المملكة المتحدة".مراجعة منتظمةيحق حاليا للمستفيدين من وضعية لاجئ البقاء في البلاد لمدة خمس سنوات، ويمكنهم بعد ذلك تقديم طلب للبقاء في البلاد إلى أجل غير مسمى ومن ثم طلب نيل الجنسية. لكن وزارة الداخلية لفتت إلى أنه ستخفّض هذه المدة إلى 30 شهرا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يواجه ستارمر ضغوطا لكبح عمليات عبور المهاجرين بحر المانش - أرشيفية
وقالت إن هامش الحماية هذا سيخضع لـ"مراجعة منتظمة"، كما سيُجبر لاجئون على العودة إلى بلدانهم بمجرّد اعتبارها آمنة.طالبو اللجوءكذلك قالت الوزارة إنها تعتزم إخضاع أولئك الذين يُمنحون وضعية لاجئ لفترة انتظار تمتد لعشرين عاما قبل أن يُسمح لهم بالتقدّم بطلب للإقامة في المملكة المتحدة على المدى الطويل، بدلا من فترة السنوات الخمس المعمول بها حاليا.
مفوضية اللاجئين تتّخذ إجراءات احترازية بعد تجميد الدعم الأميركي#اليومhttps://t.co/BVhdtTO4ry— صحيفة اليوم (@alyaum) January 29, 2025
إلى ذلك أعلنت الحكومة أنها ستحدّ من التقديمات الاجتماعية التي يستفيد منها تلقائيا طالبو اللجوء.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الخطوة تندرج في إطار تعديل شامل لنظام اللجوء مستوحى من سياسات الهجرة الصارمة المتّبعة في الدنمارك.عمليات عبور المهاجرينيواجه ستارمر الذي فاز حزبه بالانتخابات في الصيف الماضي، ضغوطا لكبح عمليات عبور المهاجرين القناة (بحر المانش) إلى أراضي بريطانيا انطلاقا من فرنسا على متن قوارب صغيرة، ما تسبّب بمتاعب لحكومة المحافظين السابقة، لا سيما على مستوى الانتخابات.
وصل منذ مطلع العام أكثر من 39 ألف شخص بشكل غير قانوني عبر القناة على متن قوارب غير آمنة، وهو رقم يتخطى ما سجّل على هذا الصعيد في العام 2024 لكنه يبقى أقل من العدد القياسي المسجّل في العام 2022.طلبات لجوءعمليات العبور تزيد شعبية حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج والذي تقدّم بفارق كبير على حزب العمال في غالبية استطلاعات الرأي التي أجريت هذا العام.
وتقدّم أكثر من 111 ألف شخص بطلبات لجوء في المملكة المتحدة بين يونيو 2024 ويونيو 2025، وهو أعلى رقم يسجّل على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات عام 2001، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.