الجزيرة:
2025-11-17@15:31:04 GMT

حضور صيني بارز بقمة المناخ في غياب الولايات المتحدة

تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT

حضور صيني بارز بقمة المناخ في غياب الولايات المتحدة

مع غياب الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 3 عقود عن مؤتمر المناخ العالمي "كوب 30″، الذي تنظمه الأمم المتحدة في البرازيل هذا العام، تصدرت الصين دائرة الضوء في المؤتمر، وبرزت كقائد جديد للعالم في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

ويعكس انتقال الصين من حضور هادئ في مؤتمرات الأطراف في الأمم المتحدة إلى لاعب أكثر مركزية يسعى إلى جذب انتباه العالم تحولا في المعركة ضد التغير المناخي العالمي منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصين أم الغرب.. من المسؤول الأكبر عن تغير المناخ؟list 2 of 4الصين تنتقد "المعايير المزدوجة" للاتحاد الأوروبي بخصوص أهداف المناخlist 3 of 4بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 4 of 4الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإجراءات مناخية أكثر طموحاend of list

وكان ترامب قد شكك في تغير المناخ واعتبره "خدعة"، وسحب الولايات المتحدة -أكبر مُصدر تاريخي للانبعاثات في العالم- من اتفاق باريس للمناخ، وعزز بأوامر تنفيذية صناعة الوقود الأحفوري. كما رفض هذا العام -لأول مرة على الإطلاق- إرسال وفد رسمي رفيع المستوى لتمثيل المصالح الأميركية في قمة المناخ.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض تيلور روجرز لرويترز إن "الرئيس ترامب لن يعرّض الأمن الاقتصادي والوطني لبلادنا للخطر من أجل تحقيق أهداف مناخية غامضة تقتل دولا أخرى".

لكن المنتقدين يحذرون من أن انسحاب واشنطن من العمل المناخي الدولي يمثل خسارة لأرضية ثمينة في مفاوضات المناخ، خاصة أن الصين -وهي أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم حاليا- تعمل على توسيع نفوذها العالمي في هذا السياق، عبر الطاقة النظيفة، والسيارات الكهربائية وغيرها.

الرئيس ترامب يعرض في الثامن من أبريل/نيسان 2025 أمرا تنفيذيا وقعه لتعزيز تعدين الفحم وإنتاجه (الفرنسية)ملء الفراغ

وقال فرانشيسكو لاكاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة لرويترز إن "المياه تتدفق إلى حيث يوجد الفراغ، والدبلوماسية غالبا ما تفعل الشيء نفسه". وأكد أن هيمنة الصين في مجال الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية تعزز مكانتها في الدبلوماسية المناخية.

إعلان

من جانبه، قال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، خلال زيارته لمؤتمر المناخ في بيليم البرازيلية الأسبوع الماضي، إن "الصين تدرك ذلك. أميركا في وضع تنافسي حرج، إن لم ننتبه لما يفعلونه في هذا المجال، وفي سلاسل التوريد، وكيف يسيطرون على قطاع التصنيع، وكيف يغرقون المنطقة".

وعلى النقيض من الأعوام السابقة، عندما كان لدى الصين جناح متواضع مع عدد قليل من المقاعد المتاحة في الغالب للوحات الفنية والأكاديمية في قمم المناخ، فإن جناحها في مؤتم "كوب 3ر0" يحتل مساحة رئيسية بالقرب من المدخل بجوار البلد المضيف البرازيل.

وقال منغ شيانغ فينغ، نائب رئيس شركة "كاتل" (CATL) الصينية، أكبر شركة لصناعة البطاريات في العالم، أمام جمهور من الحضور الخميس الماضي: "دعونا نكرم هذا الإرث ونحقق رؤية باريس، مسترشدين برؤية المستقبل المشترك.. دعونا نعزز التعاون المناخي ونبني عالما نظيفا وجميلا معا".

وتوفر شركة صناعة البطاريات الصينية العملاقة بالفعل ثلث البطاريات لمصنعي السيارات الكهربائية بما في ذلك "تسلا" و"فورد" الأميركيتين وفولكس فاغن الألمانية.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها شركة "كاتل" حدثا في مؤتمر الأطراف (كوب)، سعيا للوصول إلى جمهور من الحكومات والمنظمات غير الحكومية.

وقال لي غاو نائب وزير البيئة الصيني أمام جمهور غفير من الحضور "إن وضع الصين باعتبارها المنتج الرائد في العالم للطاقة المتجددة يجلب فوائد للدول، وخاصة في الجنوب العالمي".

كما قدمت شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية، وهي أكبر شركة مرافق للكهرباء في العالم، وشركتا الطاقة الشمسية العملاقتان "ترينا" و"لونجي" عروضا جذبت انتباه الجمهور في المؤتمر.

بدورها، قدمت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية العملاقة "بي واي دي" (BYD) أسطولا من المركبات الهجينة القابلة للشحن والمتوافقة مع الوقود الحيوي المصنعة في مصنعها في باهيا بالبرازيل، للاستخدام في مؤتمر المناخ "كوب 30".

وأشاد كل من أندريه كوريا دو لاغو رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وآنا دي توني الرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الـ30 (كوب 30)، بدور الصين باعتبارها رائدة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

وقالت دي توني لوكالة رويترز إن "الصين أظهرت قيادة ليس فقط من خلال تنفيذ ثورتها في مجال الطاقة، ولكن بفضل قدرتها على نطاق واسع، يمكننا الآن أيضا شراء الطاقة المنخفضة الكربون بأسعار تنافسية".

وأضافت أن الصين عازمة للغاية ليس فقط على مواصلة دورها القيادي المستقر في اتفاق باريس، وتعزيز حوكمة المناخ، ولكن أيضا على اتخاذ إجراءات عملية للغاية لدعم البلدان الأخرى.

وحسب تقرير لمختبر سياسات صافي الصفر في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، تجاوزت استثمارات التصنيعية في مجال الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم ما مجموعه 225 مليار دولار منذ عام 2011.

الحضور الصيني في "كوب 30" كان الأكبر في تاريخ مؤتمرات المناخ  التي تنظمها الأمم المتحدة بشكل سنوي (رويترز)خلف الكواليس

ويقول متابعون إن الصين تلعب دورا أكثر "دهاء" خلف الكواليس في المفاوضات من خلال ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، والتي كانت معروفة بقدرتها على حشد الحكومات نحو الاتفاق، وفقا لدبلوماسيين حاليين وسابقين شاركوا في المفاوضات.

إعلان

وقال دبلوماسي رفيع المستوى من إحدى الدول النامية لوكالة رويترز: "تدريجيا، تتصرف الصين كضامن لنظام المناخ.. لقد استثمروا كثيرا في الاقتصاد الأخضر، وإذا حدث أي تراجع فسيخسرون".

من جهته، أكد أحد الدبلوماسيين البرازيليين أن الصين لعبت دورا رئيسيا في المساعدة على التوصل إلى اتفاق بشأن جدول أعمال "كوب 30" حتى قبل بدء المفاوضات، في حين أن دبلوماسييها في السنوات السابقة لم يكونوا يتدخلون إلا إذا كانت هناك قضية رئيسية بالنسبة لهم.

وأكدت سو بينياز -التي شغلت منصب نائبة المبعوث الأميركي للمناخ، وكانت من أبرز مهندسي اتفاقية باريس- أن الصين قادرة على جمع مصالح العالم النامي على نطاق واسع، بدءا من الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل مجموعة البريكس وصولا إلى الدول النامية الصغيرة.

لكن بينار تضيف أنها لم تقتنع بعد بأن الصين تلعب دورا قياديا خارج أجنحة المعرض في بيليم، قائلة "إنهم لو أرادوا لكانوا قد حددوا هدفا أكثر طموحا لخفض الانبعاثات"، وهي تشير بذلك إلى إعلان الصين في سبتمبر/أيلول أنها ستخفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 7% و10% فقط من ذروتها بحلول عام 2035.

من جهته، رد لي شو، وهو مراقب مخضرم للصين في محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة، والذي يرأس مركز المناخ الصيني في معهد سياسات جمعية آسيا، بأن موقف الصين التكنولوجي كان بالفعل بمنزلة استعراض للقيادة السياسية، لأن شركاتها كانت تجعل تعهدات الأمم المتحدة المناخية قابلة للتحقيق.

وأضاف أن "الدولة الأقوى ليست الدولة التي تمتلك الميكروفون الأعلى صوتا في مؤتمر المناخ، بل الدولة التي تنتج وتستثمر بالفعل في التقنيات المنخفضة الكربون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات مبادرات بيئية الولایات المتحدة الأمم المتحدة مؤتمر المناخ فی العالم فی مؤتمر أن الصین

إقرأ أيضاً:

من هايتي إلى إثيوبيا: شهادات المهجرين بسبب المناخ في قمة بيليم

 

تجبر الفيضانات وموجات الحر والجفاف والعواصف ملايين البشر على النزوح من ديارهم كل عام. ورغم أن معظمهم لا يعبرون الحدود، حيث يظلون نازحين داخليا، إلا إنهم يقتلَعون من أراضيهم. ويحذر الخبراء من أنه في المستقبل القريب، قد تختفي دول بأكملها تحت مياه البحار المرتفعة أو تصبح غير صالحة للسكن بسبب الجفاف.

التغيير _ وكالات
هذه القضية محل نقاش في مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ (كوب – 30) المنعقد في مدينة بيليم في البرازيل. وحثت المنظمة الدولية للهجرة المفاوضين على اعتبار التنقل المناخي جزءا أساسيا من أجندة التكيف في مواجهة تغير المناخ.

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، شددت نائب المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، أوغوتشي دانيلز على ضرورة “أن يكون الأشخاص والمجتمعات الذين يختارون البقاء آمنين، ويتعين أن يكون لدى أولئك الذين يقررون الانتقال خيار القيام بذلك بكرامة”.

في 80 دولة، تدير المنظمة الدولية للهجرة مشاريع حول التنقل المناخي تضع المجتمعات المحلية في الصدارة، وتقدم حلولا متجذرة في الواقع الخاص لتلك المجتمعات.

تأمل دانيلز أن يمثل مؤتمر المناخ “نقطة تحول لوضع التنقل البشري كمجال رئيسي للعمل المناخي”، لا سيما في خطط التكيف الوطنية وتمويل الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث.

“عشر ثوان غيرت حياتي للأبد”

بالنسبة لروبرت مونتينار، من هايتي، فإن هذه القضية شخصية للغاية. لم يستمر زلزال عام 2010 في بلاده سوى 10 ثوانٍ، لكنه حطم حياة أجيال. بحثا عن الأمان، فر إلى البرازيل كلاجئ. واليوم، يقود جمعية ماوون، ويساعد الآخرين على إعادة الإعمار بعيدا عن ديارهم. في مؤتمر الأطراف الثلاثين، يصر روبرت على أمر واحد: أن تُسمع أصوات اللاجئين.

وقال لأخبار الأمم المتحدة: “نريد أن نكون جزءا من الحل. نريد أن يسمَع صوت المهاجرين واللاجئين. المتضررون من عواقب تغير المناخ – بمن فيهم اللاجئون، والشعوب الأصلية، والمجتمعات السوداء، والنساء – لديهم الحلول. نحمل رسالة مقترحات تحول معاناة الناس إلى أفعال”.

هذا الأسبوع، سلم روبرت مقترحا إلى السيدة الأولى في البرازيل، روزانجيلا جانجا دا سيلفا، ووزيرة البيئة مارينا سيلفا، يدعو إلى تشكيل مجالس مناخية بلدية، واتخاذ إجراءات ضد العنصرية البيئية، وتشكيل لجان مجتمعية للاستجابة للكوارث.

ووصف روبرت محنة هايتي بأنها “ظلم مناخي”. وقال إن الأعاصير التي ضربت فلوريدا تخلف دمارا في وطنه، ولكن بينما تعيد الولايات المتحدة البناء بسرعة، لا تزال المباني التي دمرها زلزال هايتي عام 2010 تحت الأنقاض.

أزمة تغذي الصراع في إثيوبيا

من مكان آخر في الجنوب العالمي، يرى ميكيبيب تاديسي النمط نفسه في إثيوبيا، حيث تفاقم ضغوط المناخ الصراعات على الأراضي والموارد.

وأشار إلى “دورة متواصلة من العنف والنزوح” مع ندرة الغذاء والماء. في شمال إثيوبيا، مسقط رأسه، يضاهي تأثير تغير المناخ الآن – أو حتى يفوق – دمار الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1974 و1991. وقال: “يدفع تغير المناخ الناس إلى مغادرة إثيوبيا بطرق لم نشهدها من قبل”.

يذكر أن روبرت وماكبيب عضوان في وفد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مؤتمر المناخ، إلى جانب زعيمة السكان الأصليين الفنزويلية غاردينيا واراو.

انفتاح على استقبال اللاجئين

ألفونسو هيريرا، الممثل المكسيكي وسفير النوايا الحسنة لأمريكا اللاتينية لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يساهم في إيصال رسائل اللاجئين وصوتهم، حيث قال لأخبار الأمم المتحدة “لقد أُسكِتت أصوات اللاجئين، ويجب أن تُسمع”.

سافر هيريرا عبر المنطقة – من المكسيك إلى فنزويلا وهندوراس والسلفادور – ليشهد على التكلفة البشرية للنزوح الناجم عن تغير المناخ وجهود الأمم المتحدة لاستعادة الأمل من خلال التعليم والدعم القانوني. ويعتقد أن انفتاح البرازيل على استقبال اللاجئين يستحق التقدير، خاصة “في ظل اتخاذ العديد من الدول الأخرى موقفا معاكسا تماما”.

بينما يناقش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كيفية التكيف مع كوكب متغير، يذكر النازحون العالم بأن العمل المناخي لا يقتصر على إنقاذ النظم البيئية فحسب – وإنما يتعلق أيضا بحماية الأرواح، والحفاظ على الكرامة، وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب بسبب المد المتصاعد.

الوسومأوغوتشي دانيلز ؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ المناخ شهادات المهجرين قمة بيليم كوب 30 نائب المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة

مقالات مشابهة

  • تركيا تتمسك باستضافة كوب 31 وأستراليا تستبعد الرئاسة المشتركة
  • تركيا تسعى لاستضافة مؤتمر المناخ في 2026
  • كيف باتت الصين مفتاح تحول العالم نحو الطاقة النظيفة؟
  • النفط والغاز تشارك في مؤتمر المناخ والطاقة بالبرازيل
  • الولايات المتحدة تختبر قنبلة نووية
  • الصين تحث الولايات المتحدة على التعامل مع مسألة تايوان بأقصى حذر
  • أستراليا تضغط خلال قمة المناخ بالبرازيل لاستضافة مؤتمر العام المقبل
  • البيت الأبيض يتهم علي بابا بدعم الصين في استهداف الولايات المتحدة
  • من هايتي إلى إثيوبيا: شهادات المهجرين بسبب المناخ في قمة بيليم