قبل أن تنام.. توقف عن تصفح الإنترنت | سيؤثر على مناعتك
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
تصفح الإنترنت قبل النوم عادة يومية شائعة بين فئات واسعة من المراهقين والبالغين، إلا أن الأبحاث الحديثة تنبّه إلى أن هذا السلوك، المعروف باسم Doomscrolling أو "التمرير السلبي"، قد يترك آثارًا سلبية عميقة على صحة العقل والجسد، وذلك وفقًا لما ذكره موقع تايمز ناو.
ما هو التمرير السلبي Doomscrolling؟يشير هذا المصطلح إلى الانغماس في متابعة الأخبار والمحتويات ذات الطابع السلبي لفترات طويلة عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن متابعة الأخبار بشكل مستمر تساعده على البقاء مطّلعًا على أحداث العالم، فإن المتخصصين يؤكدون أن هذه العادة تعزز مشاعر القلق والاكتئاب وترفع مستويات الضغط النفسي.
تزداد خطورة هذه الممارسة عند القيام بها قبل النوم مباشرة، إذ إن التعرض المستمر للأخبار السلبية يربك الإيقاع الطبيعي للجسم، فالضوء الأزرق الصادر عن الشاشات يقلل من إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يعرقل عملية الاسترخاء، كما يؤدي هذا السلوك إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يُبقي الدماغ في حالة تنبّه مستمر.
الأضرار الصحية والنفسيةالأرق وتدهور جودة النوم: إذ يصبح النوم أقل عمقًا ويزداد الإحساس بالإرهاق خلال النهار.القلق والاكتئاب: فالتعرّض الدائم للأخبار السلبية يغذّي المشاعر السلبية ويزيد القلق والحزن.نوبات الهلع والذعر: وقد يؤدي الانغماس في المحتوى المقلق إلى ارتفاع احتمال حدوث اضطرابات مزاجية وشعور متزايد بالذعر.ضعف التركيز والإجهاد الذهني: حيث تتأثر القدرات الإدراكية ويظهر التعب العقلي والجسدي بوضوح.انخفاض كفاءة المناعة: فالتوتر المستمر وقلة النوم يضعفان الجهاز المناعي ويجعلان الجسم أكثر عرضة للأمراض.نصائح للحد من التمرير السلبيتحديد وقت محدد يوميًا لاستخدام الهاتف قبل النوم.إبعاد الهاتف عن غرفة النوم لتجنب التصفح الليلي.ممارسة أساليب الاستخدام الواعي بالتركيز على المحتوى الإيجابي.تخصيص فترات للانفصال عن التكنولوجيا خلال اليوم.الاستعداد للنوم بأنشطة خفيفة مثل القراءة أو التأمل لتعزيز الهدوء والاسترخاء.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانترنت تصفح الانترنت النوم التمرير السلبي المراهقين البالغين
إقرأ أيضاً:
النوم في الظلام مقابل الضوء.. تأثير نمط النعاس على عمر الإنسان
النوم في الظلام ضروري لإصلاح الجسم وتنظيمه، إذ يُعطّل الضوء إنتاج الميلاتونين ووظائف الأجهزة الحيوية. حتى التعرض المعتدل للضوء أثناء النوم يؤثر سلبًا على معدل ضربات القلب وحساسية الأنسولين، مما يزيد من المخاطر الصحية على المدى الطويل. يُعزز إعطاء الأولوية للظلام التام نومًا مُنعشًا، ويُحسّن المزاج والذاكرة ووظائف المناعة لحياة أطول وأكثر صحة.
من السهل تجاهل ما يحدث بعد انطفاء الأنوار، لكن الجسم لا يتجاهل. فبينما ينام العالم، يبدأ هرمون صغير يُسمى الميلاتونين عمله، فيُصلح الخلايا، ويُوازن عملية الأيض، ويُضبط الساعة البيولوجية. إن طريقة نوم المرء، سواءً أكان مُغمرًا بالضوء أم مُستريحًا في الظلام، يُمكنها أن تُغير بهدوء مدة الحياة ومسارها.
أجسام البشر مُصممة للظلام ليلاً. لآلاف السنين، كان إيقاع الشمس هو الذي يُوجه النوم والهضم ودرجة حرارة الجسم. تُفرز الغدة الصنوبرية في الدماغ الميلاتونين فقط عند استشعار الظلام. حتى الضوء الخافت، من شاشة الهاتف أو ضوء التلفزيون أو مصباح الشارع، يُمكن أن يُوهم الدماغ بأننا في نهار. هذا الاضطراب البسيط يُؤخر إفراز الميلاتونين، ويُقصر النوم العميق، ومع مرور الوقت، يُجهد الأجهزة الحيوية كالقلب والتمثيل الغذائي.
عندما يصبح ضوء الليل مصدر ضغط صامتقد يبدو ضوء الليل الخافت غير ضار، لكن الأبحاث أظهرت عكس ذلك. فقد وجدت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة عام ٢٠٢٢ أن النوم حتى مع ضوء متوسط يرفع معدل ضربات القلب أثناء النوم ويقلل من حساسية الأنسولين في الصباح. هذا يعني أن الجسم يبقى في حالة شبه يقظة، غير قادر على الراحة أو التعافي بشكل كامل.
على مر السنين، يمكن لهذا النوع من "تلوث الضوء" أثناء النوم أن يزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي عوامل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعمر الإنسان.
الجانب المظلم للضوء الاصطناعيلقد طمست الحياة الحضرية الحدود بين الليل والنهار. تتسلل أضواء الشوارع من خلال الستائر، وتومض إشعارات الهواتف في ظلمة الليل. التعرض المستمر لهذا الضوء الاصطناعي لا يثبط الميلاتونين فحسب، بل يُخلّ أيضًا بالإيقاع اليومي، أي الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم على مدار 24 ساعة. وقد رُبط هذا الاختلال بقصر التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية للحمض النووي التي تقصر بشكل طبيعي مع التقدم في السن. وكلما تآكلت أسرع، زادت سرعة عملية الشيخوخة.
لماذا يشفي الظلام الدامس من الداخلالنوم في ظلام دامس يُتيح للجسم دخول مرحلة الانتعاش القصوى. ينخفض ضغط الدم، وتتعافى العضلات، ويتخلص الدماغ من السموم المتراكمة خلال النهار. تعمل عملية التخلص من السموم هذه، والتي تُسمى "الجهاز اللمفاوي"، على أكمل وجه أثناء النوم العميق المتواصل. في الظلام، يُعيد الجسم ضبط نفسه بكفاءة أكبر، مما يُحسّن المزاج والذاكرة، وحتى قوة المناعة. الأمر لا يقتصر على الراحة فحسب، بل هو تجديد ليلي.
أصحاب النوم الخفيف يعيشون حياة مختلفةغالبًا ما يعاني من ينامون مع إضاءة أو شاشات مضاءة من نوم متقطع دون أن يدركوا ذلك. قد يستيقظون في حالة نعاس، أو يشتهون السكر، أو يشعرون بالانفعال، وهي كلها علامات خفية على اختلال التوازن الهرموني. مع مرور الوقت، قد يُضعف هذا من حدة الإدراك والاستقرار العاطفي. في المقابل، يميل من يلتزمون ببيئة نوم مظلمة إلى الإبلاغ عن مستويات طاقة أكثر استقرارًا، وتوازن عاطفي أفضل، وعلامات شيخوخة بيولوجية أبطأ.
تغيير صغير، حياة طويلةلا داعي لأن يكون التغيير جذريًا. فإسدال الستائر، أو خفض إضاءة الأجهزة الإلكترونية، أو ارتداء قناع نوم، كفيلٌ باستعادة إيقاع الجسم الطبيعي في غضون أيام. هذا الالتزام البسيط قد يضيف سنوات، ليس فقط في العدد، بل في الجودة أيضًا. فطول العمر لا يقتصر على العيش لفترة أطول؛ بل على حياة أفضل، بجسم يرتاح، ويتعافى، ويستيقظ مستعدًا كل صباح.
المصدر: timesofindia