أطلقت وكالة الفضاء الهندية مسبارا اليوم السبت (الثاني من سبتمبر/أيلول 2023) لدراسة الشمس في أول مهمة من نوعها للوكالة، وذلك بعد نجاح هبوط الهند على القمر بمركبة تشاندرايان-3 غير المأهولة.

وأظهر البث المباشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية انطلاق الصاروخ مخلفاً دخاناً وناراً بينما كان العلماء يصفقون.

وتابع البث ما يقرب من 500 ألف مشاهد بينما تجمع الآلاف في صالة عرض بالقرب من موقع الإطلاق لمتابعة انطلاق المسبار.

وقال مسؤول في المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء إن "الانطلاق ناجح"، مؤكدا أن كل الأمور تجري على ما يرام مع مضي الصاروخ نحو الطبقات العليا للأرض.

 وستكون هذه المركبة الأولى لنيودلهي لدراسة الشمس، لتنضمّ الهند بذلك الى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية في اكتشاف النجم المشعّ للمجموعة الشمسية. و سبق لليابان والصين أن أطلقتا مهمات لمراقبة الشمس من مدار الأرض، لكن في حال نجاحها، ستكون المهمة الهندية أول مهمة آسيوية تتمكن من بلوغ المدار حول الشمس.
 

وقال عالم الفيزياء الفلكية سوماك رايشودوري لقناة "أن دي تي في" الجمعة: "هذه مهمة طموحة بالنسبة إلى الهند"، مشيراً إلى أن المركبة التي تحمل معدات علمية تعتزم دراسة انبعاثات الكتلة الاكليلية، وهي ظاهرة دورية تؤدي الى تصريفات هائلة من البلازما والطاقة المغناطيسية المنطلقة من الغلاف الجوي للشمس.

وتظهر هذه الاضطرابات عادة في الأرض على صورة "الشفق القطبي"  وعادة ما تكون هذه التصريفات ضخمة إلى حد الوصول إلى الأرض والتأثير على عمل الأقمار الاصطناعية. وستساعد المركبة على توقع حصول هذه الظواهر و"تحذير الجميع" بشكل يتيح اتخاذ إجراءات وقائية بشأن الأقمار.

وتأتي البعثة الشمسية بعد تفوق الهند على روسيا أواخر الشهر الماضي لتصبح أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر. وبينما كان لدى روسيا مركبة أكثر قوة، فقد تفوقت مركبة تشاندرايان-3 الهندية على لونا-25 الروسية ونفذت هبوطاً نموذجياً.

وتم تصميم المسبار "أديتيا-إل1"، المأخوذ اسمه من كلمة هندية تعني الشمس، بحيث يتمكن من قطع مسافة تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر على مدى أربعة أشهر والوصول إلى ما يشبه ساحة انتظار في الفضاء حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.

وتسمى هذه المناطق نقاط لاغرانج نسبة إلى عالم الرياضيات الإيطالي الفرنسي جوزيف لوي لاغرانج.

وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إنه من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات التي تتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.

وقام برنامج الفضاء الهندي على ميزانية منخفضة نسبياً، رُفعت عقب فشل محاولة أولى لوضع مسبار في المدار حول القمر عام 2008. ويرى خبراء أن الهند قادرة على إبقاء تكاليف برنامجها الفضائي منخفضة من خلال نسخ التكنولوجيا القائمة وتعديلها كما يلزم، وبفضل طفرة المهندسين المهرة الذين ينالون رواتب منخفضة مقارنة بنظرائهم من الأجانب.

وباتت الهند الأسبوع الماضي رابع دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين. وبلغت كلفة "شاندريان-3" 74,6 مليون دولار، أي أقل من الكثير من مهمات بلدان أخرى. وأصبحت الهند في العام 2014 أول دولة آسيوية تضع مسبارا في مدار المريخ.

 ومن المقرر أن تطلق الهند مهمة مأهولة لثلاثة أيام الى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة. وتعتزم خوض مهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار ثانٍ الى القمر بحلول 2025، ومهمة الى مدار الزهرة خلال العامين المقبلين.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

ظاهرة غامضة تهدد الأقمار الصناعية منبعها أفريقيا.. ما القصة؟

أطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تحذيرا عاجل بشأن ظاهرة كونية غامضة آخذة في التوسع، تعرف علميا باسم "الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي" (South Atlantic Anomaly)، وسط مخاوف متزايدة من تداعياتها على البنية التحتية الفضائية حول كوكب الأرض.

ظاهرة غامضة تهدد الأقمار الصناعية وتثير قلق العلماء

وتشير البيانات إلى أن هذه الظاهرة تتمثل في منطقة واسعة من الضعف الشديد في المجال المغناطيسي للأرض، تمتد فوق أجزاء من أميركا الجنوبية والمحيط الأطلسي الجنوبي. 

تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟

ويتيح هذا الضعف تسرب الجسيمات الشمسية عالية الطاقة إلى مستويات أقرب من سطح الأرض، ما يشكل خطراً مباشرا على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية التي تعبر هذه المنطقة.

أسباب الظاهرة ونقطة إفريقية غامضة

بحسب ما أورده موقع Sustainability Times، يرجع العلماء هذه الظاهرة إلى اضطرابات عميقة في حركة المعادن المنصهرة داخل نواة الأرض، وبشكل خاص إلى تكوين جيولوجي يُعرف بـ"الكتلة الإفريقية منخفضة السرعة"، وهي بنية كثيفة تقع أسفل القارة الإفريقية وتؤثر بشكل كبير على توليد المجال المغناطيسي للكوكب.

وتؤدي هذه الاضطرابات إلى حدوث تغيرات محلية في القطبية المغناطيسية، مما يخلق ما يشبه "ثغرة" في الدرع المغناطيسي الذي يحمي الأرض من الإشعاعات الكونية الخطرة.

تهديد للبنية التحتية الفضائية

وتواجه الأقمار الصناعية التي تمر عبر منطقة الانحراف مستويات مرتفعة من البروتونات المشحونة، ما يعرض أجهزتها الإلكترونية الدقيقة للتلف أو الأعطال المفاجئة. وحتى محطة الفضاء الدولية، التي تعبر هذه المنطقة بشكل دوري، تضطر إلى إغلاق بعض أنظمتها مؤقتًا تفاديًا لأي خلل تقني.

وما يثير قلق العلماء أكثر هو أن هذه الظاهرة لا تبقى ثابتة من حيث الموقع أو الحجم، إذ تشير الدراسات إلى أنها بدأت بالتحرك باتجاه الشمال الغربي، مع وجود مؤشرات على انقسامها إلى منطقتين منفصلتين، الأمر الذي يزيد من صعوبة رصدها والتنبؤ بتأثيراتها.

لا انقلاب مغناطيسي وشيك لكن المراقبة مستمرة

ورغم المخاوف العلمية، يستبعد الخبراء أن تكون هذه الظاهرة مقدّمة لانقلاب شامل في الأقطاب المغناطيسية للأرض، وهي عملية نادرة الحدوث تقع عادةً كل مئات آلاف السنين. إلا أنهم يؤكدون في الوقت ذاته على أهمية مراقبة التطورات عن كثب، نظرًا لتأثيراتها المحتملة على التكنولوجيا الحديثة، والاتصالات، والملاحة الجوية.

وتعكف "ناسا" والمؤسسات العلمية حول العالم على تحليل الظاهرة بشكل مستمر، من أجل فهم أعمق لطبيعتها وتداعياتها المستقبلية، في ظل تزايد الاعتماد على الأنظمة الفضائية في الحياة اليومية.

طباعة شارك ظاهرة كونية غامضة ناسا وكالة الفضاء الأميركية ناسا الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي المحيط الأطلسي الجنوبي نواة الأرض

مقالات مشابهة

  • كبسولة تلتحم بمحطة الفضاء حاملة 4 أشخاص
  • 9 دول عربية على موعد مع (كسوف القرن)!
  • ظاهرة نادرة تترقبها 9 دول عربية.. “كسوف القرن” يقترب!
  • قمر التربيع الأول.. توصيات مهمة للحصول على أفضل مشاهدة
  • كسوف نادر بطول 6 دقائق.. كسوف القرن يمر فوق اليمن و10 دول أخرى
  • 9 دول عربية بينها اليمن على موعد مع كسوف القرن
  • تسع دول عربية على موعد مع كسوف القرن
  • ظاهرة غامضة تهدد الأقمار الصناعية منبعها أفريقيا.. ما القصة؟
  • 9 دول عربية على موعد مع “كسوف القرن”!
  • مرصد ناسا يوثق ظاهرتين فلكيتين فريدتين في يوم واحد!