نيويورك، الخرطوم (الاتحاد، وكالات)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، إلى وقف فوري للعنف في السودان، محذراً من تدهور الوضع، فيما حض طرفي النزاع إلى التفاوض.
وقال غوتيريش على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة: «ضعوا حداً لكابوس العنف هذا الآن»، مضيفاً «أدعو طرفي النزاع للعمل مع مبعوثي الشخصي إلى السودان للتوصل إلى تسوية تفاوضية، أقبِلوا على طاولة المفاوضات».


وأضاف: «يموت الناس بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف».
وأفاد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، أمس الأول، بانتشار المجاعة في مدينة الفاشر.
وقال غوتيريش: «كانت الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور بؤرة للمعاناة والجوع والعنف والنزوح، وقد حوصر مئات الآلاف من المدنيين».
إلى ذلك، أعلنت مصادر محلية سودانية، أن عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل في مدينة «بارا» بولاية شمال كردفان بوسط البلاد، مشيرةً إلى أن أطراف القتال تمنع ذوي الضحايا من الاقتراب منها. وقالت «شبكة أطباء السودان» في بيان صحفي، أمس، إنها «تتابع بقلق ما يجري في مدينة بارا من جرائم بحق المدنيين العزل، في مشهد يلخص أبشع صور الانتهاك الإنساني والقتل الممنهج». 
وأشارت إلى أن «التقارير الميدانية تفيد بأن عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل بعد أن مُنع ذوي الضحايا من دفنهم، ليبقى الموتى محاصرين في بيوتهم، والأحياء محاطين بالرعب والجوع والعطش»، لافتةً إلى «تزايد أعداد المفقودين يومياً، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام أي وجود طبي أو إنساني فاعل في المدينة». 
وأضافت: «في ظل هذا الجحيم، تتواصل موجات النزوح الجماعي من بارا في ظروف بالغة القسوة، حيث يفر المدنيون سيراً على الأقدام نحو المجهول، دون غذاء أو دواء أو مأوى، بينما تنهار الخدمات الصحية تماماً، وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن». 
وطالبت الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والطبية، والمجتمع الدولي كافة، بالتحرك الفوري والجاد لوقف الانتهاكات، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة. 
وفي سياق متصل، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من ارتفاع أعداد الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في السودان. 
وقالت اللجنة: إن «الفتيان والفتيات ينفصلون عن أسرهم أثناء الفرار من بلدة طويلة في منطقة دارفور». 
وأوضحت اللجنة أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم تسجيل 170 طفلاً بمفردهم من دون ذويهم في «طويلة».  وأشارت اللجنة إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون حتى ذكر أسمائهم أو مكان إقامتهم، كما لا يوجد أثر لمكان أسرهم.

أخبار ذات صلة عون: إجماع وطني على خيار  التفاوض مع إسرائيل لإنهاء الاحتلال تحذيرات من تفاقم أزمة الأمن المائي في اليمن

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دارفور كردفان السودان الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدوحة

إقرأ أيضاً:

تصاعد العنف وتحركات دبلوماسية مكثفة.. الحكومة السودانية تدرس مقترحاً أمريكياً لوقف النار

البلاد (الخرطوم)
يعيش السودان مرحلة حرجة مع تصاعد المعارك واتساع رقعة الدمار الإنساني والعسكري، فيما يبحث مجلس الأمن والدفاع برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وبمشاركة رئيس الوزراء كامل إدريس، مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر تمهيداً لحوار سوداني شامل.
وأعلن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس أن واشنطن وضعت خارطة طريق لهدنة إنسانية، بمشاركة المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وفي الوقت نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للعنف، محذراً من أن الأوضاع في السودان تتدهور بسرعة وتخرج عن السيطرة، مطالباً طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء ما وصفه بـ”كابوس العنف”. كما حث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأطراف المتقاتلة على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وإنهاء مأساة المدنيين، بعد تقارير عن فظائع ارتكبت في مدينة الفاشر.
في غضون ذلك، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق رسمي في الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في الفاشر، مؤكدة أن بعض الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب. كما دعت المحكمة الأفراد والمنظمات إلى تقديم أدلة حول الأحداث الأخيرة، فيما كشفت شبكة أطباء السودان عن تعطل شبه كامل للمستشفيات في المدينة جراء القصف العنيف، ووصفت استهداف مستشفى الأطفال في كرنوي بأنه عمل إرهابي وعدواني، مطالبة المجتمع الدولي بكسر صمته حيال ما يتعرض له المدنيون.
ميدانياً، تصاعدت المواجهات في شمال وغرب كردفان، حيث شن الطيران الحربي السوداني غارات مكثفة على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في بارا وأم بادر والنهود، ما أدى إلى تدمير آليات قتالية وتشتيت صفوف القوات المهاجمة. وتكتسب بارا أهمية استراتيجية كونها تربط العاصمة الخرطوم بإقليم كردفان، فيما أكد والي جنوب دارفور بشير مرسال أن الجيش قادر على صد أي هجوم يستهدف مدينة الأبيض.
سياسياً، تستعد منظمة”برو ميدييشن” الفرنسية لعقد جولة مشاورات جديدة بين القوى السياسية السودانية في القاهرة منتصف نوفمبر الجاري، في محاولة لتعزيز الحوار وإنهاء الحرب. وأوضح الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير أن اللقاء المقبل يأتي استكمالاً للنقاشات السابقة في سويسرا؛ بهدف التوصل إلى توافقات حول إطلاق العملية السياسية.

مقالات مشابهة

  • تصاعد العنف وتحركات دبلوماسية مكثفة.. الحكومة السودانية تدرس مقترحاً أمريكياً لوقف النار
  • الأمم المتحدة: الحرب تخرج عن السيطرة.. والجيش السوداني يدرس مقترح هدنة أمريكي
  • الأمم المتحدة تدعو إلى وقف العنف في السودان
  • غوتيريش: جرائم الحرب في السودان لا يمكن أن تمر دون مساءلة
  • عاجل. دعوات لوقف كابوس العنف في السودان.. وحكومة البرهان تدرس مقترحًا أميركيًا لوقف النار
  • الأمين العام للامم المتحدة: كابوس العنف في السودان يجب أن ينتهي
  • الأمين العام للأمم المُتحدة: كابوس العنف في السودان يجب أن ينتهي
  • غوتيريش: أي قوة في غزة يجب أن تحصل على تفويض من الأمم المتحدة
  • عاجل. غوتيريش يدعو إلى وقف كابوس العنف في السودان