"حوار الحضارتين العربية – الصينية" يختتم فعالياته بمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية
تاريخ النشر: 24th, November 2025 GMT
بكين-ناصر العبري
اختُتمت أعمال الدورة الحادية عشرة من مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، الذي تستضيفه العاصمة بكين، تحت رعاية دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وسط تأكيد مشترك على أن اللقاء يمثّل انطلاقة لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين حضارتين عظيمتين جمعهما التاريخ عبر طريق الحرير، ويوحّدهما في الحاضر السعي نحو التنمية الشاملة وصنع عالم أكثر عدالة واستقراراً.
وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن اللقاء لا يُغلق صفحة، بل يفتح فصلاً جديداً في كتاب الشراكة الاستراتيجية بين حضارتين عريقتين وأمتين كبيرتين، يوحّدهما اليوم السعي نحو التنمية الشاملة وصنع عالم أفضل للجميع.
وقال زكي، في كلمته الختامية لأعمال المؤتمر، إنّه «لم يكن محطة عابرة، بل عكس إدراكاً مشتركاً لدى الجانبين بأن التاريخ ليس مجرد ذاكرة ماضٍ، بل هو بوصلة تهدي مسار المستقبل»، مشيراً إلى أن الدورة الحالية أثبتت أن العلاقات العربية – الصينية تتجاوز المصالح المتبادلة إلى عمق حضاري راسخ، يمثّل نموذجاً عالمياً يُحتذى في التعايش الخلّاق والتفاعل البنّاء. ولفت إلى أن المشاركين خرجوا بإعلان مشترك يرتقي بالتزامات الجانبين التاريخية تجاه حضارتيهما والحضارة الإنسانية ككل، موضحاً أن الإعلان يؤكد الالتزام ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، استناداً إلى الرؤى الاستراتيجية التي طرحتها الصين، والتي لاقت تجاوباً عربياً يُنظر إليه كأساس متين لعلاقات قائمة على الاحترام والانفتاح.
مبادرة الحضارة العالمية
وأشاد زكي بـ«مبادرة الحضارة العالمية» التي طرحتها الصين، مؤكداً أنها تنسجم مع القيم العربية الداعية إلى الحوار والانفتاح، وتمثّل دعوة لرفض منطق الهيمنة الثقافية، وتأكيد حق كل دولة في اختيار مسارها التنموي والتعبير عن قيمها الحضارية، وهو ما جاء واضحاً في الإعلان المشترك.
وأضاف أن "مبادرة الحوكمة العالمية» تشكّل دعامة أساسية لتعزيز التعددية الحقيقية، ودعماً لمطالب دول الجنوب بضرورة إصلاح هياكل الحوكمة الدولية لتكون أكثر تمثيلاً وإنصافاً، مشيراً إلى الجهود التنموية الصينية وما تضمنته نتائج الدورة الكاملة العشرين للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، معتبراً أنها تمثّل «خارطة طريق ستسهم في تعزيز التعاون العملي بين الجانبين ضمن الأطر الخمسة الكبرى للتعاون".
الإعلان المشترك
إلى ذلك، خلص المؤتمر إلى جملة توصيات وإعلان مشترك جاءت كالتالي:
انطلاقاً من الروابط التاريخية العريقة والإرادة المشتركة لتعميق الشراكة الاستراتيجية، وفي إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني – العربي (2024-2026)، انعقدت الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية في مدينة بكين يومي 17 و18 نوفمبر 2025، بحضور رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وقادة الأحزاب السياسية وممثلي الفكر والإعلام من الجانبين الصيني والعربي، إلى جانب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وناقش المشاركون بعمق سبل تعزيز الحوار الحضاري وبناء المجتمع الصيني – العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وتوصلوا إلى ما يلي:
أولاً: يثمّن الجانبان، الصيني والعربي، الزخم التاريخي الذي شهدته العلاقات الثنائية، والذي تجلّى في الانعقاد الناجح للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني – العربي بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية.
وأعرب الجانبان عن اقتناعهما بنتائج تنفيذ «الأعمال الثمانية المشتركة» للتعاون العملي الصيني – العربي التي طُرحت في القمة الصينية – العربية الأولى، ويجدّدان عزمهما الدفع ببناء «المعادلات الخمس للتعاون» بين الصين والدول العربية، ويتطلعان بتفاؤل إلى القمة الصينية – العربية الثانية المقرّر عقدها في الصين عام 2026، مؤكدين أنها ستمثّل علامة فارقة وانطلاقة نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة.
ثانياً: يؤكد الجانبان أن الحضارتين الصينية والعربية، بما تحملانه من إرث تاريخي عظيم وقيم إنسانية أصيلة، تشكّلان مكوّنين أساسيين من مكونات التراث العالمي، ويشددان على أن الحوار الممتد بينهما عبر طريق الحرير التاريخي، والقائم على الانفتاح والتقدير المتبادل، قد أرسى نموذجاً يُحتذى به للتعايش الخلاق والتفاعل البنّاء بين الأمم، وكتب صفحة مضيئة في تاريخ التبادل الحضاري الإنساني"وشاركت جريدة الرؤية وجمعية الصداقة العمانية الصينية في المؤتمر".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الشراکة الاستراتیجیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
مركز الحوار ومكتبة الإسكندرية يختتمان فعاليات مؤتمر الشراكة الإفريقية اللاتينية
اختتمت مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون ومركز الدراسات الاستراتيجية التابع لقطاع البحوث بمكتبة الإسكندرية ومؤسسة أميرة حسن، وجمعية المترجمين واللغويين المصريين مؤتمر «التعاون الإفريقي اللاتيني.. شراكة لبناء المستقبل» بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع للمكتبة في القرية الذكية.
وأكد الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدول الغنية والدول المركزية ما تزال ضالعة في تأسيس منظومات جديدة اقتصادية وغيرها، حتى تظل هي المسيطرة والوسيط الأساسي، وهذه المنظمات دورها في التنمية ضعيف، وكأن التعاون الجنوب- الجنوب لابد أن يمر بمحاذير ورقابة دول الشمال.
وأضاف زايد أن دول الجنوب عندما تحقق التنمية وتنضم إلى دول الشمال تتحول إلى الفكر الاستعماري أيضًا وأن اختلف شكله إلى الاستعمار الناعم، مضيفًا: «ويبقى التساؤل ما هو مستقبل هذا الاستعمار الجديد وكيف سيكون شكله؟».
وقال الدكتور سامح فوزي، كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، إن هناك 8 عوامل تجعل للتعاون التنموي بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية أهمية كبيرة، العامل الأول وجود اعتقاد راسخ في أدبيات التنمية أن تدفق التجارة والتكنولوجيا بين دول الجنوب أفضل من تدفقها بين الشمال والجنوب، والعامل الثاني أنه لا تزال حتى الآن نظريات التنمية الأساسية لها تواجدها.
وأضاف أن العامل الثالث يدور حول العولمة التي تسير الآن على عكاز لوجود انتكاسات كبيرة بها حيث يوجد مشكلات تواجهها الدول النامية وحدها دون دعم عالمي كما أن قضية المناخ مازالت محل خلاف حتى الآن حيث لم تتفق الدول على وقف الوقود الأحفوري، رابعًا: هناك حديث الآن حول السمات والعوامل المشتركة بين دول الجنوب.
ولفت إلى أن الإحصاءات نفسها تثبت أن العلاقات بين دول الجنوب في ازدياد، كما أن التنافسات الإقليمية تفتح الباب لعلاقات أفضل خارج المناطق الإقليمية، وهناك نماذج في دول الجنوب حققت تنمية خارج الإطار التقليدي مثل دول أسيوية، وهناك حديث يدور الأن في العالم حول احترام للتنمية المحلية، وأخيراً أنه لم يعد فصل التنمية المستدامة عن التجارة والعلاقات بين الدول.
عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان «التشابكات الاجتماعية والثقافية والتعليم» أدارتها الدكتورة الشيماء الدمرداش، وتحدث خلالها الدكتور حمادة إسماعيل عن "الأزهر ونشر ثقافة السلام والتسامح في إفريقيا: دراسة تحليلية"، والأستاذ شريف ربيع عن «الإعلام والصورة الذهنية المتبادلة: دراسة تحليلية» والأستاذة ياسمين كمال عن «الفقر واستراتيجيات الحماية الاجتماعية برنامج تآزر في موريتانيا نموذجا» والدكتور أحمد سعيد عن «الإعلام الرقمي وبناء الصورة الذهنية المتبادلة بين قارتي افريقيا وأمريكا اللاتينية».
وأشاد الأستاذ الدكتور أحمد زايد، بالأوراق البحثية، متحدثًا عن دور المؤسسات الدينية في نشر ثقافة التسامح، والأزهر الذي يلعب دور كبير من خلال الأنشطة التي يقدمها، وهي أنشطة متنوعة لخلق ثقافة غير متطرفة.
وأشار زايد إلى أن الثقافة هي صور ومخططات ذهنية ولكن هناك محاذير عن الحديث عن الصور الذهنية لارتباطها بالثقافة الشعبية، مضيفًا أن الإعلام يشارك بجانب الثقافة الشعبية في خلق الصورة الذهنية وكذلك الإعلام الرقمي.
وعن قضية الفقر التي تنتشر في إفريقيا، أوضح زايد أن معالجة قضية الفقر تتم من خلال 3 طرق، إما برامج الدعم التي تنفذها الحكومات أو مشاركة المجتمع المدني وأخيرًا المبادرات القومية، مشددًا على أن حالة الفقر لا تنتهي إلا بنقل الفقير من طبقة اجتماعية إلى أخرى.
وقالت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي، أستاذ على الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الأوراق البحثية جاءت في إطار تعزيز مواجهة التحديات التنموية في دول الجنوب- الجنوب، موصية ببناء بنية تحتية لمقاومة التحديات المشتركة، وإنشاء شبكة إعلامية إفريقية لاتينية، وبناء بنية تحتية اقتصادية اجتماعية تعزز الاستثمار في التنمية الرقمية في المناطق النائية.
اقرأ أيضاًالحوار للدراسات السياسية: نجاح جديد للدبلوماسية الرئاسية المصرية فى ترسيخ الشراكة مع القارة الأوروبية
سفير أذربيجان لمركز الحوار: COP29 خطوة نوعية في العمل المناخي بدعم مصري
سفير فنزويلا في ندوة بعنوان «فنزويلا وبريكس» نظمها مركز الحوار