مجندون رغما عنهم في الجيش الروسي يضعون جنوب أفريقيا في موقف محرج
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
قالت صحيفة لوتان إن قضية محرجة تتفاعل في جنوب أفريقيا بسبب تجنيد عدد من مواطنيها دون علمهم في صفوف الجيش الروسي، مما أثار أزمة سياسية ودبلوماسية داخل البلاد.
وأوضحت الصحيفة السويسرية أن مجموعة من الرجال جرى تضليلهم وإقناعهم بأنهم متجهون إلى روسيا للحصول على تدريب مهني في مجال الحماية الخاصة، ولكنهم وجدوا أنفسهم في جبهة دونباس الأوكرانية مشاركين من دون قصد في الحرب ضمن الوحدات الروسية.
وتفجرت القضية -كما تقول الصحيفة- بعدما تلقت الحكومة نداءات استغاثة من 17 من رعاياها، وسرعان ما اتجهت الأنظار نحو النائبة دودوزيلي زوما سامبودلا، ابنة الرئيس السابق جاكوب زوما، التي اتُهمت بخداع هؤلاء الرجال.
وقد أظهرت رسائل واتساب -التي حصلت عليها وسائل إعلام دولية- أن الرجال بدؤوا يشكون في مهمتهم بعد توقيعهم عقودا باللغة الروسية وتجريدهم من هواتفهم وبطاقاتهم البنكية، قبل أن تنقطع اتصالاتهم عن عائلاتهم منذ أغسطس/آب الماضي.
ومع ذلك، واصلت زوما سامبودلا طمأنتهم بأن الأمر مجرد تكتيك لإخافتهم، وأنهم لن يُرسلوا إلى القتال، ولكنهم -كما تقول الصحيفة- وزعوا إلى مجموعات صغيرة بلا تواصل في ما بينها.
وفي مواجهة الضغوط، أنكرت زوما سامبودلا أي نية للخداع، وأكدت تحت القسم أنها كانت ضحية تضليل مماثل، وأن 22 رجلا -بينهم أفراد من عائلتها- سافروا معها إلى روسيا لحضور تدريب كانت تعتقد أنه مشروع.
غير أن هذه التصريحات لم تمنع -حسب الصحيفة- تصاعد الشبهات حول النائبة عن حزب والدها في البرلمان، خصوصا مع تاريخها في ترويج الدعاية الموالية لروسيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وتأتي القضية -حسب الصحيفة- في سياق معقد يتداخل فيه الإرث التاريخي لعلاقات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بموسكو منذ الحقبة السوفياتية، مع واقع سياسي يشهد تقاربا دبلوماسيا واضحا بين جنوب أفريقيا وروسيا، التي وصفها الرئيس سيريل رامافوزا مرارا بأنها حليف وصديق ثمين.
جنوب أفريقيا في مأزق قانوني وإنساني، لأن القتال لصالح دولة أجنبية يعد جريمة وفق القانون المحلي منذ 1998
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب أفريقيا -التي شاركت في مناورات عسكرية مع روسيا والصين عام 2023- تتعرض لانتقادات متكررة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن حكومتها لا تبدو مستعدة للتراجع عن تحالفاتها الشرقية.
إعلانوتضع قضية هؤلاء "المرتزقة رغما عنهم" جنوب أفريقيا في مأزق قانوني وإنساني -حسب لوتان- لأن القتال لصالح دولة أجنبية يعد جريمة وفق القانون المحلي منذ 1998، في حين تضغط عائلات المفقودين على الحكومة لفتح قنوات تفاوض مع موسكو لإعادتهم.
وتشير بيانات وزارة الخارجية الأوكرانية إلى أن الظاهرة ليست معزولة، إذ جرى التعرف على أكثر من 1400 أفريقي يقاتلون ضمن القوات الروسية، كثير منهم وقعوا في فخ الخداع والاستغلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا تندد باستبعاد ترامب لها من قمة مجموعة العشرين
نددت جنوب أفريقيا اليوم بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب استبعادها من قمة مجموعة الـ20 المقرر عقدها في ميامي العام المقبل عام 2026، معتبرة موقفه خطوة "عقابية ومدفوعة بالتضليل الذي يقوّض التعاون العالمي".
وأفاد ترامب بأنه لن تتم دعوة جنوب أفريقيا إلى اجتماع العام المقبل الذي ينوي استضافته في منتجعه للغولف في ميامي.
جاء ذلك بعد إعلان ترامب أمس، الأربعاء، أن جنوب أفريقيا لن تكون مدعوّة لحضور قمة مجموعة العشرين المقررة العام المقبل في ميامي، في خطوة من شأنها مفاقمة الهجوم الدبلوماسي الذي يشنه الرئيس الأميركي على البلاد.
وكتب ترامب على شبكته "تروث سوشيال" يقول إن جنوب أفريقيا "أظهرت للعالم أنها ليست دولة تستحق أن تكون عضوا في أي شيء"، مكررا اتهاماته لها باضطهاد المزارعين البيض بشكل مميت.
وردت بريتوريا في بيان لها، قائلة إن جنوب أفريقيا عضو في مجموعة الـ20 باعتبار أنها مستحقة لذلك ومشيرة إلى أن باقي الدول الأعضاء تقرر موقعها ضمن التكتل.
وأكدت رئاسة جنوب أفريقيا أنها "دولة ديمقراطية دستورية ذات سيادة ولا تقدر الإهانات من دولة أخرى بشأن عضويتها وجدارتها في المشاركة في المنابر العالمية"، متعهدة بمواصلة المشاركة في جميع اجتماعات مجموعة الـ20.
وثمة خلافات بين البلدين بشأن مجموعة من السياسات الداخلية والخارجية، بلغت مستوى الأزمة بعدما تغيبت واشنطن عن قمة مجموعة الـ20 في جوهانسبرغ الأسبوع الماضي.
كما اختلف البلدان على مسائل من بينها قضية رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة في غزة.
وفي حين رفض ترامب أن تسلم جنوب أفريقيا رئاسة قمة مجموعة الـ20 رمزيا إلى الولايات المتحدة في ختام قمة جوهانسبرغ سلمت جنوب أفريقيا الثلاثاء الماضي رئاسة قمة المجموعة في مراسم هادئة أقامتها وزارة الخارجية لممثل للسفارة الأميركية، مشددة على ضرورة أن تمثل واشنطن "بالمستوى المناسب".
إعلانوتعامل ترامب بشكل متشدد مع جنوب أفريقيا في عدة قضايا منذ عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي لا سيما مزاعمه الخاطئة عن "إبادة تستهدف البيض" في البلاد.
وقالت بريتوريا "من المؤسف أنه رغم الجهود والمساعي العديدة للرئيس سيريل رامافوزا وسعيه لإعادة إطلاق العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، يواصل الرئيس ترامب فرض تدابير عقابية ضد جنوب أفريقيا مبنية على معلومات مضللة وتحريفات تتعلق ببلادنا".
في الأثناء، فرض ترامب رسوما جمركية نسبتها 30% على جنوب أفريقيا، كانت الأعلى على أي دولة في أفريقيا جنوب الصحراء.
يذكر أن مجموعة الـ20 تضم 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وتسهم دولها في 85% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم وتمثّل ثلثي سكانه.