ازاى تتصرف أثناء احتجاز النار لك داخل الشقة.. اعرف التفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
شدد إدارة الحماية المدنية على اتباع تعليمات للمواطنين حال احتجازهم اثناء اندلاع النيران داخل شققهم السكنية، حيث إلزمتهم بتعليمات للأمن والسلامة حرصا على قاطنى العقارات ومنها :
- اتصل بـ 180 وأعط العنوان بالتفاصيل لغرف الحماية المدنية
- اتصل على رقم غرف عمليات النجدة 122
- انزع الستائر وافتح النافذة للتهوية وطرد الدخان وإذا كان الدخان كثيفا ضع منشفة مبللة على انفك وفمك وابق قريبا من سطح الأرض
- اقترب من النافذة ولوح بأى شيء يلفت لا تفكر فى القفز من النافذة، إلا إذا كنت ستقفز من الطابق الأول لأنك قد تصاب أثناء محاولة القفز.
- أغلق الباب خلفك جيدًا سد الفتحات فى أسفل الباب باستخدام بطانية أو سجادة لمنع دخان من دخول الغرفة.
- تحسس الباب من أسفله وأعلاه وتحسس قبضته بظهر اليد فإذا كان أى منهما دافئًا أو ساخنًا ولا تحاول فتح الباب فإذا لم يكن الباب ساخنًا عند ملامسته افتحه بحذر واستمر فى الزحف تحت مستوى الدخان.
- التصرف بهدوء لأنه اثثناء الحركة ستزداد سرعة تنفسك وسيزداد بالتالى استنشاقك للدخان والغازات السامة التى قد تسبب الحروق لرئتيك أو تفقدك الوعي.
- إذا لم يكن لديك شريط لاصق بلل بعض الملاءات أو المناشف أو الملابس وسد بها الفراغات الموجودة حول الباب لمنع الدخان من الدخول.
- فى حالة إمكانية خروجك من الغرفة، ولم تكن هناك فرصة للخروج من المبنى أنتقل إلى غرفة آمنة، ومن المفضل أن تكون على الشارع.
- لا تضطرب ولا تحاول القفز من المبنى فالمساعدة ستكون فى الطّريق بعد الاتصال بالحماية المدنية.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: امن الجيزة حريق شقة اخبار عاجلة الحماية المدنية
إقرأ أيضاً:
إبادة الثقافة، ثقافة الإبادة
هذا هو ما يفكر به أي اللص، حين يستولي على بيت ليس له، يقف صاحب البيت الأصلي أمام بيته المسروق، يراه السارق الذي لا ينام من النافذة، يطلق عليه النار، يبتعد صاحب البيت متفاديا الرصاصة، التي تنجح في إصابته بالكتف، لكنه يعود بعد دقائق ليقف أمام النافذة، فيلقي عليه السارق قنبلة، تفتت يده، يتراجع صاحب البيت ويده معلقة بخيط لحمي، يعود بعد نصف ساعة مع أبنائه وأشقائه، وأبناء أشقائه، يدخلون إلى الحديقة ليلقطوا شجرات الزيتون التي زرعها أجدادهم قبل آلاف السنين، يجن جنون السارق، يخرج مع أولاده وأحفاده، يفاجأ صاحب البيت وأهله بدبابة تخرج من غرفة نوم السارق، فوهتها كانت مصوبة نحو عائلة صاحب البيت، القذيفة التي أطلقت، قتلت صاحب البيت وعددا من الأحفاد وشقيق، وعشرين شجرة زيتون، ثمة أحفاد استطاعوا الهرب بعد إصابات طفيفة.
عاد اللص وأهله إلى البيت المسروق، أقفل الباب بإحكام، خبأ دبابته في خزانة الملابس نام بعمق، لكن أحد أبنائه بقي يقظا حسب اتفاق المناوبة على الحراسة، يراقب ويترصد أي صوت خارج البيت، سمع صوت نقر ملح، أزاح الستارة، فتح النافذة ونظر: كانت هناك حمامة تنقر زجاج النافذة، أيقظ أباه: أبي أبي، ماذا أفعل بحمامة تنقر زجاج نافذتنا؟.
ارم لها حبوبا، ثم اقبض عليها واخنقها فورا فهي من حمامات صاحب البيت، التي رباها في زاوية الحديقة.
وهكذا فعل الابن، سقطت الحمامة على الأرض، حملها فيما بعد أحد الأحفاد الناجين من قذيفة الدبابة.
الليلة اللاحقة، أيقظ أحد أحفاد اللص وقد كانت مناوبته: أبي أبي، ثمة فراشة تخبط بجناحيها، زجاج النافذة، جحظ اللص عينيه، وهمس يا الله حتى الفراشات؟؟. حاول أن تمسكها يا بني، وحين تمسكها اسحقّها، حتى تختفي من بين يديك.
تعب اللص من الطرق التقليدية في صد عودة العرب إلى بيتهم، ففكر حفيده زئيف جابتونسكي بحل سحري: يا جدي، صاحب البيت لن ييأس ولا يتوقف عن التفكير باسترجاع البيت، لو كنت محله لفعلت ذلك، الحل هو: نقطع عنهم الأمل، نشوه أرواحهم، نقصف مسارحهم، ومخطوطاتهم، ندمر مدارسهم وأرشيفهم، ونهشم آلاتهم الموسيقية، ونقلب ملاعبهم الرياضية رأسا على عقب، نحطم مكتباتهم ولوحاتهم ونسحق أدبهم ومؤسساتهم الثقافية ونذبح صلتهم بماضيهم وتاريخهم، سترى كيف سينشغلون بلقمة العيش، وكيف سيرتعبون منا، ويفضلون السلامة الشخصية، على رفض وجودنا في بيتهم، حضن اللص حفيده، الذي سيصبح فيما بعد قائدا صهيونيا شهيرا، وبدأ بوضع خطة لتنفيذ نظريته.
تسلل هو وأشقاؤه إلى مكتبة بيت صاحب البيت المسروق، الذي سكن في شقة مستأجرة قرب بيته القديم، اقتحموا البيت من النافذة، احرقوا المكتبة ولوحات فن تشكيلي وهشموا الآلات الموسيقية.
كبر الحفيد الصهيوني صار جنرالا للخراب، أعجب به الكثيرون، من وحوش القتل، عينوه قائدا لمعركة إبادة غزة.
على جبهة غزة يقود الآن زئيف جابوتنسكي حرب إبادة تماما حسب خطته، التي تتلخص بأنه يرى أن العرب لن يقبلوا قيام دولة يهودية طوعًا، لأن أي شعب يرفض أن تُنتزع منه أرضه. لذلك اعتبر أن الحل الوحيد لنجاح المشروع الصهيوني هو بناء "جدار حديدي" من القوة العسكرية والسياسية يجعل العرب يقتنعون بأن المقاومة غير مجدية. عندها فقط -بعد أن يفقدوا الأمل في تغيير الواقع بالقوة.
خطب الحفيد المتوحش أمام كبار ضباط جيش الكيان: وضعت أمامكم قائمة أهداف، مهمة، لا علاقة لها بالبيوت، لقد دمرنا آلاف البيوت للأعداء لكن هذا لن يجبرهم على الخنوع، أمامنا 260 هدفا: مساجد وكنائس أثرية قديمة وجامعات ومكتبات ومتاحف ومسارح وجداريات وقلاع ومؤسسات ثقافية.
تدمير هذا الجانب من حياتهم، سيحولهم إلى كائنات بلا معنى، تبكي وتتذكر وتقف على بقايا إنجازاتهم، دون أن تجرؤ على المقاومة، سنسمح لهم بالبكاء، والتذكر لكننا لن نسمح لهم بمقاومة وجودنا عمليا، سأكون صريحا معكم، نحن نشتري الوقت، لا ضمانة لنجاح خطة الجدار الحديدي، التي ابتكرتها أنا، لأنني أعرف بصفتي شاعرا بخيال واسع، أن العرب سيحاولون استرداد مصادر قوتهم، من أجل هذا الفهم أقول لكم: لا تتوقفوا عن تخويفهم وقتلهم واعتقالهم وإرباك حياتهم.
الملل أو التراخي يعني بداية هزيمة لنا، وستنهض مخطوطاتهم من جديد من رماد حريقنا، حين أسمع كلمة مخطوطة في مركز أرشيف فلسطيني يجن جنوني، لذلك أمرت طائراتنا بقصف كل مراكز الأرشيف في غزة: أرشيف مكتبة بلدية غزة،
مكتبة جامعة الأزهر، أرشيف مركز رشاد الشوا الثقافي، أرشيف مكتبة الجامعة الإسلامية، الأرشيف المركزي لغزة، أبدنا سجلات ورسائل ووثائق عمرها 150 عاما، أرشيف مكتبة الجامع العمري، انهينا حياة مخطوطات عمرها 700 سنة، مكتبة مركز الملتقى الثقافي، مكتبة دير اللاتين، تم تدمير 85 مدرسة تدميرا شاملا، مع مئات المدارس التي قصفنا مكتباتها وآلاتها الموسيقية وملاعبها الرياضية، وأربعة وعشرين مركزا ثقافيا وقاعات مسارح، وقصور قديمة تحولت لمؤسسات ثقافية مثل قصر بيت السقا، وبيت الغصين وهو مركز ثقافي في غزة القديمة، ومتحف قصر الباشا، ومتحف دير البلح ومتحف القرارة في خان يونس. بقصف هذه المراكز وتفتيت المخطوطات وإفناء الآثار، نستطيع أن نعزز سرديتنا أمام سرديتهم المدمرة، الآن هم هائمون على وجوههم، تشويهم شمس أغسطس في خيامهم، وتعصف بهم رياح سبتمبر الباردة، لنبقيهم في الخيمة، يعانون ويموتون، لن تسمع -فيما يتكلمون به- كلمة مخطوطة، أو آثارا أو مركزا أو قصرا أو مسرحا، أو موسيقى، أو رقصا، أو مدرسة أو كتابا أو مكتبة، أو ذاكرة او قصص تراث، فقط سنسمع: خبزا، فولا، خيمة، بطاطا، وماءءءءءءءءءءء...
بعد سنتين من الإبادة استغرب جنود زئيف جابوتنسكي، من الملامح المعتمة والمرعوبة في وجهه، حين تقدم منهم بوهن ليخبرهم أن ثمة خبرا سيئا، وقاتلا لنا.
قال: وصلنا خبر مؤكد قبل قليل بأن الهائمين على وجوههم الراكضين بيأس تحت طائرات الطرود، وسكان الخيام الأجلاف بدؤوا بقيادة شخص اسمه عبد اللطيف هاشم مدير عام دائرة المخطوطات والآثار في وزارة أوقافهم، بترميم آلاف المخطوطات التي تضررت بشكل جزئي، وأن العشرات من الغزيين والغزيّات من سكان الخيام يتطوعون الآن، في عملية البحث عن المخطوطات تحت الأنقاض وترميمها.
لكننا منذ سنتين وحتى الآن دمرنا علاقتهم مع سرديتهم، وشوهنا إنسانيتهم، وعزلناهم عن ذاكرتهم، وقتلنا أملهم في النهوض، وجربنا معهم نظرية الجدار الحديدي التي ابتكرتها أنت يا سيدي؟ ماذا نفعل الآن.؟ ما الحل.؟ قال جندي.
لم يجب القائد. غادر سريعا وسط ذهول الجنود.