سواليف:
2025-12-06@16:03:26 GMT

النّمور في اليوم الـ٧٢٢

تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT

النّمور في اليوم الـ٧٢٢

د. #جودت_سرسك

في الحكاية التي يتغنى بها #الأدباء و #كتاب #السرديات_الأدبية، يُقال إنّ مروّضًا ماكرًا واجه نمرًا قويًا لم يستطع قهره بالقوة، فاختار أن يقهره بالجوع.

 أغلق عليه #القفص ولم يرمش له جفن، وقال له: لن تُطعَم حتى تقول لي: أنا جائع.

مقالات ذات صلة الطفيلة محافظة تصارع الموت.

. 2025/12/06

ظلّ #النمر أيامًا يزمجِر، يرفض أنْ يكسر كبرياءه، يرفض الكلمة التي ستفتح له باب الذل.

 لكنّ #الجوع حين يشتدّ، ينهش ما تبقّى من الإرادة، اهتزّ صوتُ النمرِ وقالها: أنا جائع.

استغلّ المروّض لحظة الانكسار، وصار يطلب منه كلّ يومٍ ما هو أذلّ:

أن يأكل العشب كخروف يساق إلى حتفه، أن يموء كقطة، ومرة أن ينهق كحمار.

وكلّما أذعن النمرُ أنعم المروّض عليه بقطعة من اللحم.

وفي اليوم العاشر، اختفى النمر واختفى القفص ولم يعد النمر نمرًا…

صار مواطنًا، وصار القفص مدينة، وصار صوت الغابة مجرد ذكرى.

إلا أنّ هناك حكاية أخرى لا تشبه حكاية النمر والمروّض.

حكاية نُقشت في قلب الأرض، تحت تراب #غزة الذي تسبّح الملائكة بين جنباته استغفارا لمن خطى فوقه بصدره العاري ولم يموء أو ينهق، حكاية نُقشت في أنفاق دام نظمها  114 يومًا من الجوع والعتمة والخذلان.

تحت تراب غزة، في شبكة أنفاق ضيّقها الظلام ووسّعها الإيمان، عاش أهلها ٧٢٢ يومًا بلا طعام يكفي، بلا ماء يروي، بلا ضوء يهدي، بلا سماء تظلّل.

 عاشوا كما تعيش الأرض نفسها: صامتة، متماسكة، تقاوم كلّ ما يُثقلها.

في نفق رفح، لم يقف مروّضٌ أمام مقاومٍ؛ ولم يكن هناك صوتٌ يقول: قلْ أنا جائع لأعطيك لقمة.

بل كان هناك جوعٌ يفترس الأجساد، وظلامٌ يزداد ثِقَلًا يومًا بعد يوم، ولم يقل أحد منهم كلمة تكسِر هيبتَهم، لم ينحنِ لهم ظهٌر، لم يهتزّ لهم إيمان.

استسلم النمر في الحكاية في اليوم العاشر.

أمّا رجال الأنفاق فكلما مرَّ يوم جديد، زادهم الجوعُ صلابة، وزادهم الخذلان شموخًا، وزادهم الظلام نورًا من الداخل، لبثوا في أنفاقهم مائة يوم وازدادوا تسعا وخمساً عددَ سورِ القرآن، بدأت بالفاتحة وانتهت بالناس وبدأوا بمحمّد الضيف وانتهوا بأبي عبيدة.

في اليوم العاشرفقد النمرُ عنفوانه، وفي اليوم الـ٧٢٢ أصبج رجال غزة العنفوان نفسَه.

حين أعيى الجوعُ النمرَ وأثقله التعب، صار قفصُه مدينةً وهمية.

وأهل غزة حين صبروا، صار نفقهم وطنًا يجوب العالم يهتف لأجلهم الطفل والكهل والإفريقي والآسيوي والأوروبي والأمريكي واللاتيني، صار نفقهم رمزاً يحمل نبض الأرض وكرامة السماء.

حين جاع النمرُ تنازل عن زئيرِه، وحين جاع أبطالُ غزة ازدادت قبضتُهم قوة،

وكلما اشتدّ عليهم الليل اشتدّت عزيمتهم، وكلما حاول العالم محاصرتهم ازدادوا اتساعًا.

في أسطورة النمر، الهزيمة تبدأ بكلمة: أنا جائع.

وفي أسطورة غزة، البطولة تبدأ بكلماتٍ: لن ننحني.

 في غزة، لم تكن المسألةُ صراعَ بقاء فقط، بل كانت فنّاً من فنون الصّبر، ونسخة إنسانية من تلك الحكايات، لكنّها أوسع وأرحب وأكثر نقاءً.

في اليوم الـ٧٢٢ من الحرب والحصار في أنفاق العزة والله أعلم بما لبثوا، لم يتحولوا إلى مواطنين في قفص، بل إلى أيقونات في تاريخٍ لا يكتبه إلا الأحرار.

إلى رجالٍ علّموا العالم أن الجوع لا يروّض الشرفاءَ، وأنّ الظلامَ لا يطفئ مَن رفعوا جذوة النور والأمل، وأنَّ القفصَ لا يمْكن أنْ يصير مدينة إلا لِمن فقد روحَه.

وأهلُ غزة أرواحُهم أكبرُ من كلِّ الأقفاص.

في غزة لا تكتب الحكاية بالحبر بل بوميض عيون المقاومين الذين لم يكشفوا وجوههم المباركة سبعمائة يوم أو يزيد.

 سيشهد لهم القاصي والداني والشريف والدنيء أنّهم أعادوا تعريف المعجزة، لا بالانتصار في معركة، بل بالبقاء واقفين في معاناة تفوق أخدود نجران في الجزيرة العربية  ولا تشبه أي أخدود.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأدباء كتاب السرديات الأدبية القفص النمر الجوع غزة أنا جائع

إقرأ أيضاً:

الشاعرة أميمة إسماعيل: ثقافة شرم الشيخ حكاية شغف وإبداع


استضاف قصر ثقافة شرم الشيخ حديثًا مع الشاعرة أميمة إسماعيل، مديرة القصر، التي تحدثت عن رحلتها الطويلة في العمل الثقافي منذ بداياتها كأستاذة تربية، مرورًا بمسيرتها في الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى وصلت لإدارة قصر ثقافة شرم الشيخ، مؤكدة أن شغفها بالشعر كان نقطة الانطلاق في حياتها المهنية.


جاء ذلك على هامش فعاليات ملتقى فتيات أهل مصر الـ22 المقام بمحافظة جنوب سيناء.

أوضحت مدير قصر ثقافة شرم الشيخ أن التنظيم وإدارة الوقت هما السر في تحقيق التوازن بين الحياة العملية، الإبداعية، والاجتماعية، رغم ضغوط العمل والالتزامات الأسرية. كما أشارت إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها في مدينة صغيرة مثل شرم الشيخ، أبرزها قلة الموظفين المتخصصين وصعوبة توفير السكن لهم، مما يؤثر على استمرارية الأنشطة الثقافية.

وعن أهم أنشطة القصر، أكدت على نشاط نادي الأدب للكبار والصغار، بالإضافة إلى المسرح الذي تم تطويره رغم صعوبات البداية. كما تحدثت عن نادي التكنولوجيا الذي يستقطب الأطفال والشباب بأسعار رمزية ويتيح لهم التعلم والممارسة العملية.

ولفتت أميمة إلى نجاح القصر في تطوير المواهب، مشيرة إلى أمثلة بارزة مثل الشاعرة أميرة التي تحولت إلى ممثلة مسرحية وحصلت على جوائز، والمطربة كندة التي أصبحت واحدة من أبرز الأصوات في شرم الشيخ. وأكدت على أهمية متابعة الموهوبين منذ بداياتهم حتى تحقيق تطورهم الكامل.

كما تحدثت عن الأنشطة القادمة، ومنها الاحتفالات بالمتحف الفرعوني، مؤتمر المناحل، والفعاليات الخاصة باليوم العالمي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الرحلات التعليمية التي تعزز الانتماء الثقافي للشباب.

وأشارت إلى أهمية جذب الجمهور المصري والأجنبي من خلال تقديم عروض موسيقية واستعراضات متعددة اللغات، منها العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، والروسية.

ووجهت مدير قصر ثقافة شرم الشيخ أميمة إسماعيل نصيحتها للشباب والفتيات: "لن تنجح إلا فيما تحب، فاختار هوايتك، واحترف شغفك، وسيكون النجاح حليفك.

يذكر  أن ملتقى فتيات أهل مصر ينفذ من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، برئاسة الدكتورة دينا هويدي ، والتابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة  حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، وفرع ثقافة جنوب سيناء.

ويأتي الملتقى ضمن مشروع "أهل مصر"، أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، والمنفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني وتعزيز قيم الانتماء ودعم الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.

مقالات مشابهة

  • فيديو مسرب بين الأسد ولونا الشبل.. شتم الغوطة وسخرية من النمر
  • الشاعرة أميمة إسماعيل: ثقافة شرم الشيخ حكاية شغف وإبداع
  • رئيس كولومبيا يحذر ترامب: "لا توقظ النمر" (فيديو)
  • خالد النمر: 7 أسباب تؤدي إلى الشعور بالكسل والخمول
  • اعتراف إسرائيلي بمعاناة الأسرى الفلسطينيين من الجوع الحاد الظروف الصحية القاسية
  • حياة آلاف الأطفال في غزة مهددة بالخطر وسط معاناة من الجوع والمرض
  • وسط تهديد بضربات عسكرية.. رئيس كولومبيا يحذر ترامب: لا توقظوا النمر
  • استشاري: ارتفاع احتمالية الإصابة بالقلب لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية بنسبة 33%
  • استشاري: هبوط الضغط الانقباضي أخطر إشارة في جلطة القلب