الكبار فقط يفعلون ذلك
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
حسين الراوي
في ليلةٍ باردةٍ من يناير عامَ 1981، كان الملاكمُ محمّد علي يجلس في منزله في لوس أنجلوس يُشاهد التلفاز، حين انقطع البثُّ فجأةً لخبرٍ عاجلٍ: شابٌّ يقف على حافةِ مبنىً مرتفعٍ، يُهدِّدُ بالقفز، والشرطةُ تُحاول إقناعه بالنزول، والجمهورُ ينظر بعيونٍ مشدوهةٍ.
لم يتردَّدْ محمّدٌ عليٌّ لحظةً واحدةً، فقام على الفور وارتدى معطفه، ثم صعد إلى سيارته، وتوجَّه مسرعًا إلى ذلك المبنى.
عندما توقَّفت سيارته، صعد محمّدٌ عليٌّ إلى سطح المبنى بخطواتٍ هادئةٍ، وبدأ الحديث مع الشابِّ الذي كان اسمه جو.
تحدَّث إليه بصوتٍ هادئٍ، بكلماتٍ بسيطةٍ لكنها مليئة بالصدق:
"أنت أخي… حياتك غالية، وأنا هنا لأساعدك".
قال جو: "أنا إنسانٌ بائسٌ، لا أريد الحياة، كلُّ شيءٍ أصبح قاسيًا".
قال محمّدٌ: "كلُّنا لدينا مشاكل، لا توجد حياةٌ بلا صعوباتٍ، ونحن وُجدنا لنُساعد بعضنا. أرجوك لا تدعِ اليأسَ يسيطر على عقلك ويُعمي عينيك، سوف أُقدِّمُ لك المساعدة، ولن أتخلّى عنك".
لم تكن هناك كاميراتٌ ولا أضواءٌ، ولا تصفيق، مجرّدُ رجلٍ يقف بجانبِ آخرَ على حافةِ الخطر، يحمل قلبَه بالكامل.
تردَّد جو ثم فكّر وتأمّل في نفسه وفي الحافةِ وفي الناس الذين تجمهروا، ثم تراجع خطوةً إلى الوراء، خطوةً نحو الحياة، فنظر في عيونِ محمّدٍ عليٍّ ثم استسلم له.
لم يكتفِ محمّدٌ عليٌّ بإقناعه فحسب، بل رافقه إلى سيارته، وأوصله إلى المستشفى ليطمئنَّ على سلامته.
في تلك اللحظة، كان واضحًا للجميع أنَّ الشجاعةَ الحقيقية ليست فقط في القوةِ البدنيةِ وجَبَرُوتِ القبضة، بل في القدرةِ على إنقاذِ حياةِ إنسانٍ آخر.
ساعد الملاكمُ محمّدٌ عليٌّ ذلك الشابَّ جو، حيث دفع عنه كلَّ ديونه، وسدَّد إيجارَ شقّته لعدةِ سنواتٍ، وقدَّم له مبلغًا ماليًّا.
محمّدٌ عليٌّ لم يكن يومها بطلَ الحلبةِ فقط، بل بطلَ الإنسانيّة. وقد قال يومًا:
"خدمةُ الآخرين هي الإيجارُ الذي تدفعه مقابل إنسانيّتِك على هذه الأرض".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نابولي ويوفنتوس تجدد صراع الكبار في الدوري الإيطالي
ميلانو(أ ف ب)
يملك نابولي فرصة ذهبية لتوجيه ضربة قوية إلى يوفنتوس في مواجهة من العيار الثقيل الأحد في المرحلة الرابعة عشرة، في فصل جديد من صراع مشتعل على لقب الدوري الإيطالي.
ويحتل نابولي حامل اللقب المركز الثاني في «سيري أ» برصيد 28 نقطة متأخراً بفارق الأهداف عن ميلان المتصدر، ويملك أفضلية الانفراد بالمركز الأول على الأقل لمدة 24 ساعة، حيث يخوض مباراته قبل أن يحلّ «روسونيري» ضيفاً على تورينو الاثنين في ختامها.
ويسعى النادي الجنوبي إلى الصدارة من بوابة مدينة تورينو، مدركاً أهمية الفوز على فريق «السيدة العجوز» الذي يرمز أكثر من أي ناد آخر إلى هيمنة شمال إيطاليا على الكرة الإيطالية.
وأصرّ مدرب نابولي أنتونيو كونتي، رمز يوفنتوس كلاعب ومدرب، على أنها «مباراة واحدة فقط»، بعد تأهل فريقه بصعوبة إلى ربع نهائي كأس إيطاليا الأربعاء، بفوزه الصعب على كالياري 9-8 بركلات الترجيح عقب تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي.
وقال المدرب البالغ 56 عاماً: «هناك ثلاث نقاط متاحة لنا ولهم... سيحاول الفريقان انتزاعها».
ويغيب عن صفوف نابولي العديد من كوادره، بعدما انضم لاعب الوسط السلوفاكي ستانيسلاف لوبوتكا إلى قائمة المصابين، مع كل من «مايسترو» خط الوسط البلجيكي كيفن دي بروين، ومواطنه المهاجم روميلو لوكاكو والكاميروني أندري-فرانك زامبو أنغيسا.
وأظهر نابولي صلابة في المواجهات الحاسمة، كما فعل في فوزه الصعب على روما 1-0 نهاية الأسبوع الماضي، علماً أن نادي العاصمة وإنتر يتأخران بفارق نقطة عن الصدارة.
ويدخل يوفنتوس اللقاء بعدما فقد سطوته في السنوات الأخيرة، حيث تراجع أمام نابولي المتوج بلقبيه الثالث والرابع في تاريخه في المواسم الثلاثة الأخيرة، وقطبي مدينة ميلانو إنتر وميلان.
ويعاني يوفنتوس منذ تتويجه الأخير والـ36 في تاريخه بلقب الدوري في موسم 2019-2020 خلال جائحة فيروس كورونا، فراكم النتائج السلبية على أرض الملعب والفضائح خارجه.
وتعكس صورة التبدل المستمر في هوية المدربين تخبط نادي تورينو، بعدما توالى ثلاثة منهم على دكة البدلاء هذا العام، آخرهم لوتشانو سباليتي الذي حلّ بدلاً من الكرواتي إيجور تودور في نهاية أكتوبر، ويتأخر عن نابولي بفارق خمس نقاط في المركز السابع.
ويفتقد سباليتي لجهود مهاجمه الصربي دوشان فلاهوفيتش حتى مارس، بسبب إصابة في الفخذ تعرض لها نهاية الأسبوع الماضي، بينما يحتاج قلب دفاع إيطاليا فيديريكو جاتي إلى جراحة في الركبة، بعد إصابته في غضروفه خلال الفوز على أودينيزي 2-0 في الكأس الثلاثاء.