لجريدة عمان:
2025-12-06@18:13:07 GMT

مقاولون مخادعون

تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT

وأنت تبحث عن مقاول تُسندُ إليه مهمة تشييد منزلك، يلزمك أن تضع في حسبانك أنك لن تنجو -شئت أم أبيت-، من دخول عِراك مرير لا يستكين إلا بتدخل الأقربين منك ومنه والأبعدين، وربما تستعين بسلطة المحكمة، رغم وضوح البنود التي تتضمنها اتفاقية البناء.

ورغم توخيك الحذر من الوقوع في شِركِ مقاول «لا يخاف الله»، عبر التحري المُسبق عن التزامه وطبيعة تعامله، إلا أن الاصطدام بمفاجآته قدرٌ يستلزم الفرار من قبضته، وامتلاكك قدرة خارقة على التحمل، و«بارض» واسع، و«جيب عامر»، فقِلّة من المقاولين لا يقفون في منتصف الطريق، بسبب «النجرة» وسوء الإدارة.

شروط البناء عادة معروفة، تتضمن كل ما يتعلق بنوعية المواد الأساسية، كالحديد والرمل والطابوق والأسمنت، والأدوات الصحية والكهربائية والأصباغ، والأبواب والنوافذ وأسعارها، إضافة إلى جزئية مهمة تخص المدة التي سيستغرقها البناء، لكن رغم ذلك الوضوح، لا تسير الأمور على ما يرام، فكثير من المقاولين اعتادوا تمويل مشروع هذا من المبالغ التي استلمها من ذاك، ومشروع ذاك من الدفعات التي حولها له هذا.

غالبًا ما تتوقف مشاريع البناء وتتعثر، لأن «بعض» المقاولين مخادعون، لا يستنكفون من التلاعب ولو من خلال تفاصيل صغيرة، كإنقاص كميات الحديد أو الرمل مثلًا، وتركيب أدوات صحية وكهربائية وأصباغ ذات جودة متدنية، للاستفادة من الفوارق المالية، إلى جانب عدم الالتزام بتوقيت تسليم المشروع، بسبب ازدحام جداولهم بالمشاريع التي يوقعون على تنفيذها، رغم تيقنهم أنهم لن يتمكنوا من الإيفاء بالتزاماتهم.

لي جارٌ اعتدت رؤيته يتفقد مشروع بناء يخص ابنه، صراخه لا ينفك يتعالى كل يوم، زرته مرة في الموقع، فإذا به يطلب من العامل زيادة كمية الإسمنت، قبل أن أُلقي عليه السلام توجه إليّ غاضبًا: «عدوان الله ورسوله، يقولوا ما يوكلوا اللحم، لكنهم عادي يوكلونا نحن»، ويأخذ في عدّ الهنّات التي يجزم أن العمال يرتكبونها عامدين متعمدين بسبب خساسة طباعهم.

بلا شك، سيعلو صوت هذا الرجل ويعلو حتى يجف ريقه ولن يسمعه أحد، سيصرخ ويشتم، لكنه لن يكسب سوى الذنب، سيذهب إلى الاستشاري المُتفق معه على متابعة المشروع شاكيًا «الفورمن»، ليكتشف أن الاثنين ينتميان لجنسية واحدة، وأن مهندس المشروع «متخارد» مع المقاول والاستشاري، سيكتشف أن الجميع غشاشون، سيخرج من المعركة خاسرًا، لأنه يقاتل في أكثر من جبهة، ولن يجد من يحميه من هذه العصابة.

النقطة الأخيرة:

تلزمنا التجارب الحقيقية لمعرفة جوهر من حولنا، نظل بحاجة ماسة لمعايشة الواقع بتفاصيله الصغيرة، فليس من سَمِع كمن اقترب وعايش وجرب.

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«إمستيل» تزود «متحف زايد الوطني» بـ 24 ألف طن من حديد التسليح

ساهمت مجموعة «إمستيل»، في تطوير متحف زايد الوطني الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بحضور أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وذلك تزامناً مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ54.

ويعد هذا المتحف من الصروح الثقافية الرائدة التي تخلد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحتفي بوحدة الإمارات وتراثها العريق ورحلة تطورها.

ووفرت «إمستيل»، خلال مرحلة البناء، الحديد ومواد البناء الأساسية للمشروع، بما في ذلك ما يصل إلى 24,000 طن من حديد التسليح، إلى جانب إمدادات مباشرة من المنتجات الخرسانية تصل إلى 25,000 وحدة، بالإضافة إلى نحو 100,000 طن من الإسمنت غير المعبأ تم توريدها على مدى ثلاث سنوات لدعم أعمال تشييد المتحف.

وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، بهذه المناسبة: «إن افتتاح متحف زايد الوطني في الذكرى الرابع والخمسين لعيد الاتحاد يعد محطة مهمة في تاريخ دولة الإمارات، حيث يجسد رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويبرز مسيرة التقدم الاستثنائية لدولة الإمارات».

أخبار ذات صلة متحف زايد الوطني يفتح أبوابه للزوّار في المنطقة الثقافية بالسعديات افتتاح متحف زايد الوطني يمنح احتفالات عيد الاتحاد الـ 54 بُعدًا استثنائيًا

وأعرب عن فخرهم بأن منتجات إمستيل من الصلب ومواد البناء ساهمت في معلم يحمل هذه الأهمية الثقافية والتاريخية، إذ يعكس هذا المشروع دور المجموعة في دعم التنمية طويلة الأمد لدولة الإمارات، والتزامهم بتعزيز قطاع صناعي يواصل تقوية مستقبل الوطن.

وأدت إمستيل دوراً رئيساً في تشكيل المشهد الثقافي والمعماري في دولة الإمارات، من خلال توريد الحديد ومواد البناء لعدد من أبرز معالمها، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي الذي تم تشييده مؤخراً، ومتحف جوجنهايم أبوظبي المرتقب في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، إلى جانب مشروعات وطنية بارزة مثل جامع الشيخ زايد الكبير، ومتحف المستقبل في دبي.

وتعكس هذه المشاريع مجتمعةً تراث دولة الإمارات وطموحها وحضورها الثقافي العالمي، ومن خلال دورها في تمكين هذه الإنجازات، تعزز إيمستيل مكانتها شريكاً موثوقاً في التنمية الوطنية، وتبقى ملتزمة بدفع الاستدامة من خلال توفير الإمدادات المحلية الموثوقة، وتعزيز التصنيع منخفض الكربون، وتقوية القدرات الصناعية التي تدعم التقدم طويل الأمد للدولة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • قطاع الإعمار يحتضر في ديالى.. 900 شركة غادرت وديون المقاولين تقدر بـ500 مليار
  • بناء عشوائي وأزمة سكن تتفاقم في طرابلس وتكشف عجز الدولة والقطاع الخاص
  • «إمستيل» تزود «متحف زايد الوطني» بـ 24 ألف طن من حديد التسليح
  • أسعار مواد البناء محافظة أسوان ليوم الجمعة 5 ديسمبر2025
  • استلام في 40 يومًا .. خطوات استخراج تراخيص البناء وعدد الأدوار المسموح
  • فيدرا تدافع عن منى زكي بعد الانتقادات التي تعرضت لها بسبب فيلم الست
  • حزب البناء الوطني يدعو إلى دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن
  • أسعار مواد البناء في محافظة أسوان اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025
  • أسعار الحديد في محافظة أسوان اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025