لو باريزيان: ماذا وراء تصريحات بوتين ضد أوروبا؟
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
أكد الكاتب لينو بريستيموناكو في تقرير نشرته صحيفة لو باريزيان الفرنسية، أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي لا يستبعد فيها وقوع مواجهة مع أوروبا، تهدف خاصة إلى إبعاد الأوروبيين عن طاولة المفاوضات.
وسلط بريستيموناكو الضوء على تصاعد التوتر بين روسيا وأوروبا، وإصرار موسكو على تصوير أوروبا أنها تهديد، واستعمالها التهديد النووي لاستبعاد الأوروبيين من المفاوضات، حسب تفسيره.
ونقل الكاتب عن المتخصص في العلاقات الدولية الجنرال دومينيك ترانكون "إنه برغم الإنفاق العسكري الروسي الضخم الذي يناهز 7% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل نحو 2% فقط في فرنسا مثلا، فإن موسكو ليست في موقع يمكنها من خوض مواجهة مباشرة مع أوروبا".
غير قادرةويضيف ترانكون أن روسيا، التي تعجز عن حسم الحرب في أوكرانيا بعد أربع سنوات، غير قادرة بطبيعة الحال على خوض حرب تقليدية ضد أوروبا.
من جهته أشار أولريش بونات -الباحث المشارك في مركز "أورو كرياتيف"- إلى أن معظم قوات الجيش الروسي البرية لا تزال منخرطة في الجبهة الأوكرانية.
وتابع إن لدى الروس قواعد عسكرية على طول الحدود مع فنلندا، لكنها شبه فارغة لعدم وجود قوات متاحة، مؤكدا أن القدرات البشرية الروسية مستنزفة إلى حد كبير.
روسيا تدرك أن التعامل مع دونالد ترامب يعني التعامل مع رئيس يسعى لتحقيق سلام سريع، ما يجعله مستعدا للقبول بأي تسوية،
ووحدهم الأوروبيون يبدون موقفا أكثر صلابة إزاء التوجه الأميركي
وبحسب بونات، يدرك الرئيس بوتين صعوبة خوض حرب تقليدية في القارة الأوروبية، وهو ما يفسر لجوءه في تصريحاته الأخيرة، إلى التلويح بالورقة النووية.
وفي رأي بونات، فإن هذه الرسالة تهدف قبل كل شيء إلى استبعاد المطالب الأوروبية من أي مفاوضات مستقبلية.
وأضاف: "التلويح بحرب عالمية ثالثة محاولة لدفع الأميركيين إلى الاعتقاد بأن الوقت قد حان لوقف الحرب، وتسوية الملفات الأوكرانية والأوروبية لتجنب استفزاز روسيا أكثر".
إعلانوبحسب لينو بريستيموناكو، يرى ترانكون، أن روسيا تدرك أن التعامل مع دونالد ترامب يعني التعامل مع رئيس يسعى إلى تحقيق سلام سريع، ما يجعله مستعدا للقبول بأي تسوية.
بينما وحدهم الأوروبيون يبدون موقفا أكثر صلابة إزاء هذا التوجه الأميركي، ولذلك يصفهم بوتين بمثيري الاضطرابات.
إضافة إلى ذلك -يتابع الكاتب- ترفض موسكو رفضا قاطعا الضمانات الأمنية التي تطالب بها دول الاتحاد الأوروبي لصالح أوكرانيا، وعلى رأسها إمكانية نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) داخل الأراضي الأوكرانية أو على طول الحدود مع روسيا.
ويوضح بونات، أن فلاديمير بوتين يسعى إلى تصوير الموقف الأوروبي على أنه تشدد مفرط أو تمسك غير واقعي بالمواجهة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات التعامل مع
إقرأ أيضاً:
تقدم بالمباحثات الأميركية الأوكرانية وأوروبا قلقة من مكافأة روسيا
شهدت الساعات الأخيرة في أوكرانيا تطورات سياسية لافتة، تمثّلت في إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التوصل إلى تفاهمات جديدة مع واشنطن حول إطار المفاوضات المقبلة، بالتوازي مع تحرّك دبلوماسي مكثّف على مستوى أوروبا والولايات المتحدة، وذلك قبل أن تشهد البلاد واحدة من أعنف الضربات الروسية منذ أسابيع.
وقال زيلينسكي إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة ومهمة مع المبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر، وصفها بأنها "جوهرية وبنّاءة"، معلنًا التوافق على الخطوات التالية وصيغ المباحثات المشتركة بين كييف وواشنطن.
وأضاف عبر منصة إكس أن أوكرانيا "تؤكد عزمها مواصلة العمل بنية خالصة مع الجانب الأميركي للتوصل إلى سلام حقيقي"، موضحًا أنه ينتظر تقريرًا مفصّلا من كبير المفاوضين رستم أوميروف العائد من محادثات ميامي التي امتدت 3 أيام.
وزارة الخارجية الأميركية أكدت بدورها أن المناقشات مع الوفد الأوكراني كانت "بنّاءة"، وشملت نتائج لقاء الجانب الأميركي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وأضافت أن أي تقدم حقيقي نحو اتفاق سلام يعتمد على التزام روسيا الجاد بخفض التصعيد ووقف أعمال القتل.
وفي موسكو، قال الكرملين إنه ينتظر ردًا أميركيًا حول المباحثات التي أجريت الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى إحراز "بعض التقدم"، لكن مع بقاء "الكثير من العمل" للوصول إلى تسوية نهائية.
مخاوف وضغوط أوروبيةوبدت أوروبا أكثر تحفظًا تجاه المسار الأميركي، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيتوجه الاثنين المقبل إلى لندن للقاء زيلينسكي ورئيسي وزراء بريطانيا كير ستارمر، وألمانيا فريدريش ميرتس، بهدف تقييم المفاوضات الجارية ضمن الوساطة الأميركية.
وشدد ماكرون على أن روسيا تنخرط في نهج تصعيدي ولا تسعى إلى السلام، داعيًا إلى توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، ومندّدًا بالضربات الليلية التي استهدفت منشآت للطاقة والسكك الحديدية.
إعلانوأكد أن "أوكرانيا يمكنها الاعتماد على دعمنا الثابت"، مشددًا على ضرورة "ضمانات أمنية قوية"، إذ "لا سلام دائما بدونها، وأمن أوروبا كلها على المحك".
أما مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس فحذّرت من أن أي "قيود" أو ضغوط على كييف قد تؤدي إلى "مكافأة العدوان"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات جديدة وربطها بمصير الأصول الروسية المجمّدة.
وتعرضت الخطة الأميركية التي تسعى واشنطن لبلورتها لانتقادات أوكرانية وأوروبية عند طرحها الأولي، بعدما تضمّنت تنازلات إقليمية لصالح روسيا مقابل ضمانات أمنية لا تبلغ مستوى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
ومنذ ذلك الحين، خضعت الخطة لتعديلات متعددة في جنيف وميامي، وتم عرض النسخة المحدثة على الرئيس بوتين خلال زيارة ويتكوف وكوشنر لموسكو الأسبوع الماضي.
وحتى اللحظة، لا تزال طبيعة الضمانات الأمنية التي قد تحصل عليها أوكرانيا غير واضحة، وسط خلافات بين واشنطن وبروكسل حول الخطوط الحمراء الممكن قبولها.
هجمات عنيفةوتزامن الحراك السياسي مع تصعيد روسي حاد، حيث أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنّت ليلا هجومًا واسع النطاق شمل 653 طائرة مسيّرة و51 صاروخًا، تم إسقاط معظمها، في حين استُهدفت مواقع للطاقة في كييف ولفيف وتشيرنيهيف وزاباروجيا ودنيبروبيتروفسك.
وقال زيلينسكي إن الضربات استهدفت مرة أخرى منشآت الطاقة لحرمان الملايين من التدفئة والمياه في الشتاء.
وفي المقابل، أعلنت روسيا إسقاط 116 مسيّرة أوكرانية، في حين أكدت سلطات ريازان وقوع أضرار محدودة إثر سقوط حطام مسيّرة قرب مصفاة "ريازان" التي تعد منشأة نفطية إستراتيجية سبق أن استُهدفت بهجمات أوكرانية في الأشهر الماضية.