أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال كلمته بمحافظة الدقهلية، أن مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" تجسد رؤية الدولة التي بدأت في أواخر عام 2018 وبدأ تنفيذها فعلياً في أوائل 2019، بهدف خلق مسار مهني وعلمي لكل مواطن يرغب في الانضمام لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بغض النظر عن خلفيته الأكاديمية أو المهنية.

وأعرب الوزير عن فخره بالنماذج التي شاهدها في مركز إبداع الدقهلية بجامعة المنصورة، بدءاً من الطفلة "ريحانة" في الصف الخامس الابتدائي، وصولاً إلى طلاب الهندسة والحاسبات، والمهنيين المستقلين، ورواد الأعمال، وحتى الموظفين في كبرى الشركات العالمية، مؤكداً أن هذه النماذج ليست سوى "عينات" من آلاف المبدعين في المحافظة، وأن نجاحهم هو الدليل الأكبر على صحة المسار الذي اتخذته الوزارة.
وأشار "طلعت" إلى أن الفرصة الحالية في قطاع التكنولوجيا تتشكل من التقاء ثلاثة عناصر رئيسية؛ الأول هو الطلب المتنامي على مهارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كافة دول العالم، والثاني هو "الثروة البشرية" التي تمتلكها مصر، حيث يتخرج سنوياً حوالي 700 ألف شاب وشابة، منهم ما بين 300 إلى 350 ألف من الكليات العلمية، وحوالي 60 إلى 70 ألف متخصص من كليات الهندسة والحاسبات، وهو مخزون استراتيجي من العقول والكفاءات. أما العنصر الثالث فهو التكنولوجيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتوكيلي، والفنون الرقمية، والأمن السيبراني بشقيه الدفاعي والهجومي.
وشدد وزير الاتصالات على أن سوق العمل قد تغير شكله وطبيعته؛ فلم يعد مرتبطاً بالحدود الجغرافية.

 وأوضح قائلاً: "أصبح من الطبيعي أن تعين شركة في ألمانيا موظفاً يعمل من منزله في مصر، أو تستعين شركة في فيتنام بمبرمج مصري". لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هذا الانفتاح سلاح ذو حدين؛ فبينما اتسعت السوق بشكل هائل، أصبحت المنافسة "بالغة الشراسة".

وجه الوزير رسالة صريحة للشباب، قائلاً: "أنت لم تعد تنافس زميلك في نفس المحافظة أو المدينة، بل تنافس نظيرك في الهند وفيتنام ورومانيا. صاحب العمل، سواء كان في المنصورة أو نيويورك، سيبحث عن الأكفأ والأقل تكلفة، ولن يعنيه مكان تواجده. لذا فإن البقاء في هذا السوق للأكفأ والأكثر تميزاً".
وفيما يخص المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل، أوضح الدكتور عمرو طلعت أن التكنولوجيا تتطور بسرعة مذهلة، وما يتعلمه المرء اليوم قد يصبح تاريخاً بعد سنوات قليلة. وضرب مثالاً بتعلم البرمجة، حيث انتقل الأمر من كتابة الأكواد يدوياً بالأمس إلى تعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للبرمجة اليوم.

وأكد الوزير أن الوظائف لن تختفي بالمطلق، بل ستتغير طبيعتها؛ ستندثر وظائف وتظهر أخرى جديدة، وستتطور وظائف قائمة. والمهارة الأساسية المطلوبة الآن هي "القدرة على التكيف" و"تعلم كيف تتعلم" لمواكبة هذا التغيير المستمر.


كما شدد على أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو الأعلى نمواً في مصر، وأن فرص العمل فيه ثرية ومتاحة وبأجور مجزية، لكنها تتطلب جهداً وعملاً جاداً ومثابرة، مشيراً إلى نجاح مؤتمر "قمة التعليم" الذي عقد الشهر الماضي كدليل على الزخم الذي يشهده القطاع واهتمام العالم بالكوادر المصرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات

إقرأ أيضاً:

تقرير التنمية العربية 2025.. مستقبل أسواق العمل والتحول الأخضر والذكاء الاصطناعي

يتم اليوم إطلاق تقرير التنمية العربية 2025 في إصداره التاسع تحت عنوان: “ مستقبل أسواق العمل العربية في ظل التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي” 

والذي يصدر بالتعاون بين المعهد العربي للتخطيط ومعهد التخطيط القومي والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية والمعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية.

بتنسيق مجمع عمال مصر.. وفد صيني رفيع يلتقي بنائب محافظ الجيزة ومنظومة OMC الاقتصادية لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصاديمساعد وزير الصحة: تمكين الباحثات ركيزة أساسية لدعم الابتكار العلمي في مصر

يُطلق التقرير على ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية والذي ينعقد في الجامعة اللبنانية الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت خلال يومي 5 و6 ديسمبر 2025.

طباعة شارك التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي التخطيط القومي تقرير التنمية

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: صادراتنا الرقمية بلغت 7.4 مليار دولار ولن نتعجل في تشريعات الذكاء الاصطناعي
  • ورشة علمية في صنعاء حول الملتيميديا والذكاء الاصطناعي والتنمية الأكاديمية
  • محافظ الدقهلية ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يفتتحان مكتب بريد المنصورة بعد تطويره
  • %80من الوظائف مهددة.. الذكاء الاصطناعي قد يستبدل الجراحين والرؤساء التنفيذيين
  • وزير التعليم يكشف موعد إدخال مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي في التعليم الفني
  • تقرير التنمية العربية 2025.. مستقبل أسواق العمل والتحول الأخضر والذكاء الاصطناعي
  • القومي للمرأة ينظم ورشة عمل بعنوان “الذكاء الاصطناعي مع أو ضد العنف السيبراني”
  • سراب الذكاء الاصطناعي... الحدّ الفاصل بين الحقيقة والزيف
  • جوجل تختبر عناوين ومُلخصات الذكاء الاصطناعي في Discover