تأتي الزيارة غير المسبوقة منذ 14 عاما، التي أجراها وفد مجلس الأمن إلى سوريا الخميس، في توقيت بالغ الأهمية، حيث تزامنت الزيارة مع الذكرى الأولى لسقوط النظام المخلوع.

كذلك تأتي أهمية توقيت الزيارة من كونها جرت بعد انتهاء التوتر في الساحل السوري، مع استمرار حالة الجمود السياسي في ملفي السويداء و"قوات سوريا الديمقراطية".



وبعد لقاء الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع، قال رئيس وفد مجلس الأمن الدولي صامويل زبوغار، إن هدف الزيارة "دعم سيادتها ووحدتها وتأكيد استقلالها وسلامة أراضيها".



وأضاف "التقينا خلال هذه الزيارة الرئيس الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وفعاليات من المجتمع المدني، وقيادات دينية، وأفرادا من المجتمعات المتأثرة بأحداث منطقة الساحل ومحافظة السويداء، وذوي المفقودين".

وفي ختام الزيارة قال زبوغاز: "نأمل لسوريا المضي قدما نحو مستقبل أفضل لكل السوريين، والأمم المتحدة ستدعمها لتحقيق هذا الهدف".

من جهته، وجه وزير الخارجية السوري الشكر لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الزيارة، وقال: "تعد هذه الزيارة لحظة تاريخية لإعادة بناء الثقة، بدعم المجتمع الدولي للشعب السوري، والتأكيد على إزالة جميع العقبات في طريق نهضته وبناء وطنه الذي يطمح إليه".

ما أبعاد الزيارة؟

وتعليقا على الزيارة، قال الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، إن زيارات وفود مجلس الأمن عادة هدفها، جمع المعلومات بشأن قضية مستجدة، أو دعم مسارات السلام، ويتم التفاهم عليها بين الدول الأعضاء بشكل غير رسمي، بما يشمل الاتفاق على الأجندة وجدول الأعمال.

وبخصوص زيارة سوريا، يضيف لـ"عربي21" أن هناك حالة من التوافق بين أعضاء مجلس الأمن على دعم الاستقرار في سوريا وإتاحة فرصة لعودة اللاجئين وتمكين السلطة الانتقالية من أداء مهامها، وقد ساهم هذا التوافق في تيسير قرار رفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية.

ويشير خليفة إلى الالتزامات التي حددها قرار مجلس الأمن الأخير على سوريا، وهي الالتزام بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، ومكافحة الإرهاب، وحماية حقوق الإنسان وسلامة وأمن جميع السوريين بغض النظر عن العرق أو الدين، ومكافحة المخدرات، وتعزيز العدالة الانتقالية، ومنع انتشار الأسلحة الكيميائية والقضاء على مخلفاتها، والأمن والاستقرار الإقليميان، بالإضافة إلى عملية سياسية شاملة بقيادة سورية.

وتأسيسا على ما سبق، يؤكد خليفة أن للزيارة بُعد إنساني يرتبط بتمديد آليات إدخال المساعدات، وبُعد سياسي يهدف إلى تفعيل القرارات الدولية المتعلقة بالسلام والأمن ومسار الانتقال السياسي.

فك العزلة المفروضة على سوريا

ووفق خليفة، تعد الزيارة في حد ذاتها إشارة أولية إلى فك العزلة المفروضة على سوريا، ويستدرك: "غير أن تحقيق أثر فعلي يظل مشروطا بالتزام مشترك دولي وسوري بتنفيذ الالتزامات الواردة في قرارات مجلس الأمن، بما يسمح بالانتقال من الرمزية إلى الفعل".

على جانب مواز، يرى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من دمشق باسل المعراوي، أن الزيارة تكرس شرعية الحكومة السورية، كونها الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا والتي يتم التعاطي معها.

وكان الوفد الأممي قد زار بلدة بيت جن بريف دمشق، وهي البلدة التي تعرضت لعدوان من الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام، خلق قتلى وجرحى، وهنا يرى المعراوي أن الوفد الأممي عبر عن تضامنه مع دمشق بمواجهة التعديات "الإسرائيلية".

وقال المعراوي لـ"عربي21" إنه بعد عام من الدبلوماسية السورية الناجحة، تحولت سوريا إلى دولة طبيعية غير مصدرة للإرهاب، وكان لابد على المجتمع الدولي أن يعبر عن دعمه لحكومة دمشق الجديدة وأن يعترف رسميا بشرعية التغيير في سوريا ويبارك خطواته.

زيارة رقابية

أما الصحفي السوري المعارض، نضال معلوف، فقال إن "زيارة سفراء دول مجلس الأمن إلى سوريا لا تعتبر سابقة نادرة في العمل الدبلوماسي الدولي، بل هي أداة معروفة يستخدمها مجلس الأمن في الدول التي تعاني من الحروب والصراعات".

وأضاف على صفحته في "فيسبوك" أن "زيارة سوريا تأتي ضمن ما يوصف سياسيا وقانونيا باسم "مهمة رقابية ضاغطة"، والهدف منها وضع آلية تطبيق عملي "شرطية" لقرارات مجلس الأمن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مجلس الأمن سوريا الشرع سوريا مجلس الأمن الشرع سوريا الجديدة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

وفد من مجلس الأمن يصل سوريا في أول زيارة من نوعها

وصل ممثلو الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس إلى سوريا، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، في زيارة هي الأولى من نوعها للمجلس إلى هذا البلد، وتأتي بعد نحو عام من إطاحة حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن "وصول وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى سوريا" عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، على أن يلتقوا عددا من المسؤولين السوريين وفعاليات المجتمع المدني".



وتوجه الوفد فور وصوله إلى حي جوبر، أحد أكبر الأحياء المدمرة خلال الحرب في محيط دمشق، بهدف الاطلاع على "حجم الدمار والتخريب الذي طاله".

ومن المقرر أن يلتقي الوفد في دمشق مع المسؤولين في السلطات الجديدة على أن يشكل لبنان المحطة الثانية في جولتهم.

ويأتي وصول الوفد بالتزامن مع مساعي الأمم المتحدة لإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، بعدما رفع مجلس الأمن مؤخرا العقوبات المفروضة على الشرع الذي قادت قواته هجوما أطاح الأسد في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي. وكانت الأمم المتحدة دعت إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا بعد قرابة 14 عاما من النزاع المدمر.

وقال السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة سامويل زبوغار، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، في مؤتمر صحافي الاثنين إن هذه هي "الزيارة الرسمية الأولى لمجلس الأمن للشرق الأوسط منذ ستّ سنوات، والأولى لسوريا على الإطلاق".

وأوضح أن الجولة تأتي "في وقت حاسم"، في ظل الجهود التي تبذلها السلطات الجديدة لترسيخ المرحلة الانتقالية في سوريا، "والتحديات" التي تعترض وقف إطلاق النار القائم منذ عام في لبنان بين إسرائيل وحزب الله.




واعتبر زبوغار أن الزيارة مهمة لـ"إبداء الدعم والتضامن مع البلدين (سوريا ولبنان)، والتعرف إلى التحديات القائمة، وإيصال الرسائل المتعلقة بالطريق الذي يريد المجلس أن يسلكه البلدان في المرحلة المقبلة".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء إن الأمم المتحدة "تأمل بشدة أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأمم المتحدة وسوريا".

مقالات مشابهة

  • وفد أممي يصل إلى سوريا ويلتقي الشرع في دمشق
  • مصطفى بكري: لا بد من وجود موقف قوي للشعب السوري العظيم تجاه الضربات الإسرائيلية
  • وفد مجلس الأمن يزور دمشق لتأكيد التضامن الدولي مع سوريا
  • وفد مجلس الأمن يؤكد من دمشق تضامن المجتمع الدولي مع سوريا
  • وفد من مجلس الأمن يؤكد تضامن المجتمع الدولي مع سوريا
  • وفد من مجلس الأمن يصل سوريا في أول زيارة من نوعها
  • دمشق تستقبل ممثلي الأمن الدولي في زيارة تاريخية
  • في أول زيارة.. وفد من مجلس الأمن يصل سوريا
  • ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي يزورون دمشق