مصر والإمارات تفتحان أفقاً جديداً للتكامل الجوى .. وتؤسسان لمحور عربى جديد فى صناعة الطيران

شراكة جوية منتظرة تعزز إيرادات الطيران المصرى وتفتح أسواقاً إقليمية جديدة
 

مصر تراهن على شراكات نوعية لتحويل مطاراتها إلى مراكز جذب استثمارى إقليمى
 
فى إطار التحركات المصرية المتسارعة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمى لصناعة النقل الجوى والصناعات المرتبطة به، التقى الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى والطيار أحمد عادل رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران مع وفد رفيع المستوى من مجموعة أبوظبى للطيران، لبحث آفاق التعاون المشترك فى مجالات الطيران المدنى والخدمات الفنية والتدريب والصيانة والدعم اللوجيستى.

. اللقاء، الذى عقد فى توقيت دقيق تشهده صناعة الطيران العالمية، يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز التعاون التقليدى، ليؤسس لمرحلة جديدة من التكامل بين اثنتين من أهم القوى الفاعلة فى قطاع الطيران بالمنطقة.
 
شراكة تتجاوز التشغيل إلى نقل المعرفة والاستثمار
مصادر مطلعة أكدت لـ«الوفد» أن المحادثات لم تقتصر على التعاون التشغيلى بين الجانبين، بل امتدت لتشمل نقل الخبرات الفنية والتكنولوجية الحديثة، خاصة فى مجالات صيانة الطائرات وإصلاح المحركات، وتطوير برامج التدريب المتقدم للطيارين والمهندسين، إضافة إلى بحث فرص الاستثمار المشترك فى مشروعات الخدمات الأرضية والشحن الجوى.. ويأتى ذلك فى ظل امتلاك مصر بنية تحتية متطورة فى مجال الطيران، تشمل عدداً من المطارات الدولية والمراكز الفنية ذات الكفاءة العالية، إلى جانب الخبرات البشرية المتراكمة فى شركاتها الوطنية، وعلى رأسها مصر للطيران.

أحمد عادل 

 
وزير الطيران: التكامل العربى هو مفتاح المنافسة العالمية
أكد الدكتور سامح الحفنى خلال اللقاء أن الدولة المصرية تولى قطاع الطيران المدنى اهتماماً خاصاً باعتباره أحد أعمدة الاقتصاد القومى ومحركات السياحة والتجارة والاستثمار.. وأشار إلى أن تعزيز التعاون مع مجموعة بحجم أبوظبى للطيران يمثل نموذجاً للتكامل العربى القائم على تبادل المصالح والخبرات، مضيفاً أن المرحلة المقبلة تتطلب بناء تحالفات استراتيجية قادرة على المنافسة فى الأسواق العالمية.. وأوضح الوزير أن مصر منفتحة على كل أشكال التعاون التى تخدم خطط التنمية المستدامة وتدعم رؤية الدولة فى التحول إلى مركز إقليمى للنقل والخدمات الجوية.
 
رئيس مصر للطيران: فرص واعدة فى الصيانة والتشغيل والتدريب
من جانبه، أكد الطيار أحمد عادل أن القابضة لمصر للطيران تسعى باستمرار إلى تنويع شراكاتها الدولية والإقليمية، بما يسهم فى تعزيز كفاءة أسطولها الجوى وتطوير خدماتها الفنية.. وأشار إلى أن التعاون مع مجموعة أبوظبى للطيران يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة فى مجالات: الصيانة والإصلاح والعمرة (MRO) وتدريب أطقم الطيران والمهندسين والفنيين.
 
أبوظبى للطيران: مصر شريك استراتيجى ومحور إقليمى
وفد مجموعة أبوظبى للطيران أعرب عن تقديره للدور المصرى فى صناعة الطيران، مؤكداً أن السوق المصرية تمثل واحدة من أهم الأسواق الواعدة فى المنطقة.. وأشار إلى رغبة المجموعة فى توسيع نطاق التعاون الإقليمى عبر مصر بما يخدم عملياتها فى إفريقيا والشرق الأوسط، مستفيدة من الموقع الجغرافى الاستراتيجى لمصر، وشبكة مطاراتها الواسعة.. كما تم استعراض إمكانات إقامة مشروعات مشتركة تتعلق بخدمات الطيران المتخصصة والطائرات ذات الاستخدامات المتعددة، بما يعزز من تنافسية الجانبين.
 
خطوة نحو خريطة طيران عربية أكثر تكاملاً
يرى خبراء أن هذا اللقاء يعكس توجهاً جديداً نحو بناء تحالفات عربية قوية فى قطاع الطيران، بدلاً من الاعتماد المفرط على الشراكات الخارجية فقط.
كما أنه يمثل ترجمة عملية لمفهوم التكامل الاقتصادى العربى، خاصة فى القطاعات الاستراتيجية القادرة على تحقيق قيمة مضافة وفرص عمل ونقل تكنولوجيا.. ويؤكد مراقبون أن اللقاء قد يكون بداية لسلسلة من الاتفاقيات والمشروعات المشتركة التى تعيد رسم خريطة التعاون الجوى فى المنطقة، وتدعم مكانة القاهرة وأبوظبى كقطبين رئيسيين لصناعة الطيران فى الشرق الأوسط.
 

المصدر: بوابة الوفد