صحيفة الاتحاد:
2025-12-08@09:16:56 GMT

نوريس من «لاشيئ» إلى «كل شيئ»!

تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT

 
باريس (أ ف ب)

أخبار ذات صلة خالد بن محمد بن زايد يزور فعاليات اليوم الختامي لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 فورنارولي يحسم لقب «الفورمولا-2»


كان الطريق وعراً ومليئاً بالمنعطفات والتقلبات، لكنه أوصل البريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين في النهاية إلى وجهته المنشودة: قمة «الفورمولا-1».


نجح نوريس في حسم لقب السائقين من خلال حلوله ثالثاً في سباق جائزة أبوظبي الكبرى الأحد، خلف زميله الأسترالي أوسكار بياستري والهولندي ماكس فيرستابن الأول.
جاء تتويج السائق البريطاني الشاب ببطولة العالم للسائقين للمرة الأولى في مسيرته بعد ست سنوات على دخوله عالم سباقات «الفورمولا -1» سائقاً يافعاً، عقب احتلاله المركز الثاني خلف مواطنه جورج راسل في بطولة «الفورمولا-2» في عام 2018.
كاد نوريس يشق طريقه بين أصحاب المراكز العشرة الأولى في موسمه الأول المثير، قبل أن يخطف الأضواء الموسم الماضي عندما نازع الهولندي ماكس فيرستابن على اللقب بقوة، مساهماً في الوقت ذاته بفوز ماكلارين بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ عام 1998.
ولم يكن صعود نوريس إلى قمة «الفورمولا-1» مفاجئاً للرجل الذي لاحظ موهبته للمرة الأولى وهو طفل يتسابق على عربات الكارتينج في مضمار «كلاي بيجون» في دورشيستر بجنوب غرب إنجلترا.
وقال روب دودز لصحيفة «ذا جارديان» الشهر الماضي «الأمر جنوني، أليس كذلك؟».
وأضاف دودز بعد مشاهدته ذاك صغير السن يحقق أزمنة أسرع بكثير من فتيان يكبرونه سناً: «كان واضحاً أن الفتى يملك شيئاً مميزاً، حينها لاحظته لأول مرة».
وتابع «عادةً ما ينتظر الأهل حتى يبلغ أطفالهم 10 أو 11 عاماً للمشاركة في البطولات الوطنية، أما لاندو فكان يشارك فيها منذ سن الثامنة».
وُلد نوريس في 13 نوفمبر 1999 من أب إنجليزي وأم بلجيكية، بعد أيام من دفاع الفنلندي ميكا هايكينن بنجاح عن لقبه على متن سيارة ماكلارين في حلبة سوزوكا.
كان على الصانع البريطاني أن ينتظر حتى عام 2008 لإحراز لقبه التالي من خلال البريطاني الآخر لويس هاميلتون، قبل أن يدخل بعدها في فترة طويلة محفوفة بالإحباط.
إلا أن الأفراح والانتصارات وجدت طريقها من جديد إلى أروقة الفريق المدعوم من البحرين، بعد الفوز بلقب الصانعين لعامين متتاليين، قبل أن يظفر نوريس بلقب بطولة العالم للسائقين أخيراً وللمرة الثالثة عشرة في تاريخ الفريق، والأولى لبريطانيا منذ هاميلتون في 2020.
لم يكن تتويج نوريس باللقب مجرد نتاج لموهبته وروحه القتالية، بل كان أيضاً قصة تتعلق بمنافسته الضارية التي جمعته مع زميله في الفريق، الأسترالي أوسكار بياستري.
طوال هذا الموسم الطويل والمُرهق الذي يمتد على 24 سباقاً وانتهى في أبوظبي، ترنحت كفة القوة بين نوريس وبياستري. ومع ذلك، لم يكن هناك في تاريخ الرياضة وصف أكثر سوءاً من استخدام لقب «زميل الفريق» لهذا الأخير.
وبعد العودة القوية المذهلة لبطل العالم أربع مرات، الهولندي ماكس فيرستابن، للمنافسة على اللقب، سيُذكر هذا الصراع كواحد من أعظم المواجهات في التاريخ.
كانت رحلة مليئة بالإثارة جعلت جماهير الفورمولا الواحد تستعيد حماسة طال انتظارها، واختبرت قاعدة ماكلارين المتجددة المعروفة بـ«قواعد بابايا» التي تسمح لسائقيها الموهوبين بالمنافسة بحرية دون تدخل أو أوامر من الفريق.
ففي وقت سابق، بدا أن شيئاً لن يقف في طريق بياستري، بعد ان حقق ثلاثة انتصارات متتالية في البحرين، جدة وميامي، ليبدو في طريقه لإحراز اللقب.
كانت هذه الفترة بالذات مؤلمة جداً لنوريس.
وبخلاف بياستري، كان نوريس يُظهر مشاعره بوضوح، موجهاً انتقادات علنية لنفسه على أقل خطأ، قاصداً بلوغ المثالية.
وبعد أن حطت المنافسات رحالها في موناكو، كان نوريس أكثر هدوءاً وتجرّداً، وأقل نقداً لذاته، ليحقق أفضل زمن على الحلبة ويحرز أول فوز له في الإمارة.
نجح في تجاوز خروجه المأسوي من سباق كندا بعد حادث تصادم مع بياستري، محققاً انتصارات في النمسا وسيلفرستون والمجر.
نوريس الذي يعشق رياضة الجولف، بدت طموحاته في اللقب مهددة على حلبة زاندفورت، بعد تعرضه لعطل أبقاه متأخراً عن بياستري بفارق كبير بلغ 34 نقطة.
لكن مذاك الحين بدا أن التوقعات الملقاة عليه كبطل مرتقب بدأت في التلاعب بعقل بياستري.
فقد تعرّض الأسترالي لحادث في اللفة الافتتاحية في باكو بسبب «خطأ سخيف»، وكأن هالة عدم الهزيمة بدأت تتلاشى عن بياستري.
حسم فريق ماكلارين لقب الصانعين للموسم الثاني توالياً في سنغافورة، لكن هذا الإنجاز تلاشى في ظلال التوتر المتصاعد بين سائقيه، إذ اشتعلت العلاقة بين الثنائي على شوارع سنغافورة، حيث وقع تصادم في مشهد عكس احتدام المنافسة بينهما.
استعاد نوريس أخيراً زمام المبادرة في سباق اللقب بفارق نقطة واحدة للمرة الأولى منذ أبريل، وذلك في جائزة المكسيك. ثم تبع ذلك بأداء مثالي في البرازيل، حيث انطلق من المركز الأول وفاز بسباق السرعة والسباق الرئيسي معاً.
وأدى الخروج المزدوج الدراماتيكي لسائقي ماكلارين في لاس فيجاس إلى فتح باب المنافسة على اللقب أمام فيرستابن الذي فاز بجائزة قطر وأرجأ الحسم إلى الجولة الختامية حيث حلّ في المركز الأول مجدداً، لكنه بقيَ خلف نوريس في الترتيب العام بفارق نقطتين.
كان نوريس، بشخصيته المحبوبة، في صدارة المشهد خلال الزيادة اللافتة في شعبية الفورمولا واحد منذ استحواذ «ليبرتي ميديا» على البطولة عام 2017، ومع الفورة الجماهيرية الكبيرة التي صعنها مسلسل «Drive To Survive» على نتفليكس.
يستمدّ نوريس جانباً من إلهامه من أسطورة رياضة الدراجات النارية، وبطل الـ«موتو جي بي» سبع مرات الإيطالي فالنتينو روسي.
ويقول نوريس: «كانت الـ موتو جي بي شغفي الأول قبل الفورمولا 1، كان فالنتينو روسي دائماً قدوتي، إنه الأفضل، وقد ألهمني دائماً».
وكما هو حال الأسطورة الإيطالية، يحمل نوريس شيئاً من بريق النجوم، ذلك الوميض الذي لاحظه دودز لأول مرة قبل سنوات طويلة على حلبة الكارتينج.
وأوضح: «أعتقد أنه أدّى بشكل جيد جداً، بصراحة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أبوظبي حلبة ياس سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 الفورمولا لاندو نوريس

إقرأ أيضاً:

نوريس.. «الملك الـ11» في تاريخ بريطانيا على قمة الفورمولا-1

لندن (د ب أ)
أصبح لاندو نوريس السائق البريطاني الحادي عشر، الذي يفوز ببطولة العالم للسائقين في سباقات السيارات فورمولا-1، بعد أن توج بلقبه الأول في السباق بعد الجولة الأخيرة في أبوظبي، اليوم الأحد.
وسلطت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) الضوء على قائمة السائقين البريطانيين الذين حققوا لقب بطولة العالم للسائقين.
وكان مايك هوثورن القادم من يوركشاير في (1958) أول بطل عالم بريطاني، عندما تغلب على مواطنه سترلينج موس ليحصد اللقب بفارق نقطة واحدة، قبل أن يعلن اعتزاله بعد فوزه مع فريق فيراري في 1958.
ثم فاز جراهام هيل بأول لقبين له مع فريق بي آر إم عام 1962، قبل أن يتغلب على البريطاني جاكي ستيوارت ليحصد لقبه الثاني مع فريق لوتس في 1968.
فاز هيل بسباق جائزة موناكو الكبرى خمس مرات، وهو السائق الوحيد الذي حقق الثلاثية في رياضة السيارات، بعد فوزه بسباقي إنديانابوليس 500 ولومان 24 ساعة.
وكان جيم كلارك السائق الأسكتلندي ثالث البريطانيين بلقبين في 1963 و1965 خلال ثلاثة مواسم مع فريق لوتس.
وتصدر كلارك ترتيب بطولة السائقين في 1968، لكنه توفي ببلوغه 32 عاماً في حادث خلال سباق فورمولا 2 في هوكنهايم، ليحصد جراهام هيل اللقب.
وكان جون سورتيس الوحيد الذي فاز ببطولات العالم للدراجات النارية، وحقق لقبه الوحيد في فورمولا 1 مع فريق فيراري في 1964، بعدما توج ببطولة العالم للدراجات النارية سبع مرات.
ثم كان جاكي ستيوارت السائق الأسكتلندي الفائز بثلاثة ألقاب مع فريق تيريل في 1969 و1971 و1973، ويبقى ستيوارت البالغ من العمر 86 عاماً أكبر بطل عالم على قيد الحياة، وكان أيضاً مديراً لفريق ستيوارت جراند بريكس.
جيمس هانت تغلب السائق الإنجليزي على النمساوي نيكي لاودا بفارق نقطة واحدة ليهدي فريق مكلارين اللقب في 1976.
واشتهر هانت بحماسه وشعبيته بين الجماهير ثم أصبح معلقاً في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل وفاته عن عمر 45 عاماً إثر أزمة قلبية في 1993.
ويعد نايجل مانسيل ثاني أنجح سائق بريطاني على الإطلاق من حيث عدد الانتصارات، برصيد 31 فوزاً، تسعة منها خلال موسم تتويجه باللقب في 1992.
دامون هيل دامون، ابن جراهام، بطل العالم مرتين، وحقق ثمانية انتصارات ليتفوق على الكندي جاك فيلنوف والألماني مايكل شوماخر ويتوج ببطولة العالم في 1996 مع فريق ويليامز.
ويبقى لويس هاميلتون المتوج أعوام (2008,2014,2015,2017,2018,2019,2020) أنجح سائق بريطاني على مر العصور، بسبع بطولات، ليتقاسم الرقم القياسي مع شوماخر. كما أن هاميلتون يبقى الأكثر تحقيقاً للانتصارات بالفوز في 105 سباقات، وحقق أول بطولة له مع مكلارين في 2008، قبل أن يفوز بستة ألقاب أخرى مع مرسيدس.
جينسون باتون كان أحدث إضافة إلى قائمة الأبطال البريطانيين قبل نوريس، بعد الفوز بلقب وحيد خلال موسم براون جي بي في 2009.

أخبار ذات صلة أبوظبي تتوج نوريس ملكاً جديداً على قمة «الفورمولا-1» نوريس يذرف الدموع في خط النهاية ويبكي معانقاً والدته في أبوظبي

مقالات مشابهة

  • نوريس.. الفوز في «أرض العجائب»!
  • نوريس : فخور بالحصول على اللقب بطريقتي ودون عدائية
  • نوريس يمنح مكلارين الثنائية في 2025
  • نوريس.. «الملك الـ11» في تاريخ بريطانيا على قمة الفورمولا-1
  • أبوظبي تتوج نوريس ملكاً جديداً على قمة «الفورمولا-1»
  • نوريس ينهي هيمنة فيرستابن في «الفورمولا-1»!
  • نوريس يحتفل بأول لقب في «الفورمولا-1»
  • عاجل.. نوريس بطل العالم لـ «الفورمولا-1»
  • نوريس: فرصتي جيدة في أبوظبي