الجزيرة:
2025-12-08@23:07:33 GMT

هل ينفرط عقد العصابات المتعاونة مع الاحتلال في غزة؟

تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT

هل ينفرط عقد العصابات المتعاونة مع الاحتلال في غزة؟

غزة- ما إن أعلنت إسرائيل مقتل ياسر أبو شباب -رئيس العصابة التي أشرفت على تشكيلها في قطاع غزة– حتى ظهرت خلافات علنية بين أفرادها بالتزامن مع رفع العائلات والعشائر الفلسطينية الغطاء عن أبنائها المنتسبين للعصابات التي ارتكبت جرائم بحق سكان غزة بتوجيه من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفتح جهاز أمن المقاومة باب التوبة أمام العملاء المنتسبين للمليشيات المدعومة من الاحتلال وذلك عقب الضربات التي وجّهتها الأجهزة الأمنية لعدد من عناصرها، مما يرجح أن يسرّع ذلك في انفراط عقد العصابات التي تحتمي بالجيش الإسرائيلي داخل منطقة الخط الأصفر التي لا يزال الاحتلال يسيطر عليها رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

ملاحقة العملاء

وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إن الاحتلال لجأ إلى تشكيل العصابات الإجرامية بهدف إحداث وزرع الفوضى داخل المجتمع الفلسطيني، لكنها لم تتمكن من تحقيق النتائج التي خطط لها الاحتلال.

ويرى المصدر المسؤول، في حديثه للجزيرة نت، أن العامل الأساسي في فشل خطة الاحتلال، أن هذه العصابات منبوذة ومعزولة شعبيا ولم تجد ظهيرا أو سندا داخل المجتمع، حيث شكّل موقف العائلات والعشائر والقبائل برفع الغطاء عن أي شخص يقوم بالتعاون مع الاحتلال صمام أمان للمجتمع الفلسطيني.

وأكد المصدر أن "مقتل المجرم ياسر أبو شباب، أبرز من كانوا يتزعمون تلك العصابات، هو نهاية طبيعية ومتوقعة له"، مشددا على أن "عوامل فشل العصابات الإجرامية تتزايد يوما بعد يوم، ولن تنجح في تحقيق مساعي الاحتلال الخبيثة".

وقال المصدر المسؤول في وزارة الداخلية إن "العصابات تضع نفسها في مواجهة المجتمع الفلسطيني بمختلف أطيافه، وليس مع الأجهزة الأمنية فقط، ونعمل من أجل المحافظة على حالة الأمن ووأد أي محاولات لخلق الفوضى التي سعى لها الاحتلال".

وبحسب المصدر، فإن الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية على مدى عامين من الحرب وقدمت خلالها مئات الشهداء، أدت لضعف العصابات التي تمر بحالة من التفكك مع مرور الوقت.

إعلان

وكشف المسؤول بوزارة الداخلية أن عددا من عناصر تلك العصابات سلموا أنفسهم مؤخرا للأجهزة الأمنية، التي بدورها تعالج ملفاتهم في إطار القانون.

ودعا المصدر من تبقى منهم لتسليم أنفسهم على الفور، "لأن نهاية الطريق التي يسلكونها معروفة ومصيرهم محتوم، وعليهم أن يعودوا لحضن شعبهم ومجتمعهم قبل فوات الأوان، وأن يتراجعوا عن خيانة شعبهم ووطنهم ومخالفتهم للقانون والأعراف والقيم الفلسطينية".

وشدد المصدر المسؤول على أن الأجهزة الأمنية تتعامل بمسؤولية -وفق القانون- مع كل من يسلّم نفسه من العناصر التي ارتمت في أحضان الاحتلال وتوهمت بأنه يمكن أن يشكل لها الحماية والأمان.

ومن الجدير بالذكر أن مصدرا أمنيا كان قد كشف للجزيرة نت أن الأجهزة الأمنية حاولت خلال الأسابيع الماضية تصفية "العميل" حسام الأسطل، ولكن تم إلغاء العملية في اللحظات الأخيرة "نظرا لظرف ميداني خطير".

الأهالي في قطاع غزة يوزعون الحلوى احتفالا بمقتل ياسر أبو شباب (مواقع التواصل)جهود عشائرية

وتتخذ العصابات المتعاونة مع الاحتلال من المناطق الشرقية لقطاع غزة أماكن لتمركزها، حيث توجد عصابة أبو شباب التي بات يديرها الآن غسان الدهيني شرق مدينة رفح، في حين تقيم عصابتا حسام الأسطل وشوقي أبو نصيرة شرق خان يونس، بينما تقبع عصابة رامي حلس شرق مدينة غزة، وتتخذ عصابة أشرف المنسي من شمال القطاع موقعا لها.

وقال رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر الفلسطينية علاء الدين العكلوك، إن الاحتلال لجأ إلى توظيف مجموعة من الأشخاص المرتبطين بسجلات إجرامية، محاولا إضفاء صبغة قبلية وعشائرية عليهم.

ليؤكد في حديثه للجزيرة نت أن الأمر فشل سريعا بعد أن تبرأت منهم قبائلهم وعشائرهم وعوائلهم، ونبذت أفعالهم التي تحولت لاحقا إلى أدوات ضمن تشكيلات جيش الاحتلال الإجرامية في إبادة شعبنا، والسطو على المساعدات ولقمة العيش، واستخدامها في هندسة تجويع الناس وقتلهم.

وأوضح العكلوك أن العشائر تواصلت مع جميع عوائل المتورطين في هذه العصابات، سواء من شكّلها أو من انضم إليها، ومدت يد العون لمن يرغب منهم في العودة إلى أحضان شعبه، ونجحت في إعادة عدد منهم عبر عائلاتهم وقبائلهم، وسجلت "مواقف مشرفة" لعائلات فضّلت أن تُقصف وتنزح على أن ترتكب خطيئة التعاون مع الاحتلال.

وأشار إلى أن العشائر تواصلت مع عائلات كثيرة لإنهاء ملفات أمنية شائكة وكبيرة، وعاد قرابة 70 شخصا غُرر بهم للعمل ضمن العصابات المرتبطة بالاحتلال، وتمت تسوية أوضاعهم مع الجهات المختصة، وكشفوا عن فظائع وجرائم ترتكبها هذه العصابات، ورفضوا أن يكونوا جزءا منها، خاصة أنها تعمل بشكل مباشر مع قوات الاحتلال.

وكشف العكلوك عن ترتيبات اتخذتها العشائر الفلسطينية مؤخرا لإنهاء ملفات عدد من الشباب الذين سلّموا أنفسهم عبر عائلاتهم وعشائرهم، وتتوسط لدى الجهات المختصة لإنهاء ملفاتهم، التي استجابت لفتح باب التوبة لمدة 10 أيام.

وشدد العكلوك على أن أصحاب الملفات والسجلات الأمنية "القذرة" لا يمكن أن يصنعوا قيادة يلتف حولها الشعب، كما أنهم لا يمكن أن يكونوا العنوان الأمثل لليوم التالي (ما بعد الحرب)، لذا فمصيرهم الحتمي هو "مزابل التاريخ"، على حد تعبيره.

بداية التفكك

ويعتبر مدير "مركز الدراسات السياسية" رامي خريس، أن مقتل ياسر أبو شباب، باعتباره أحد أبرز قادة المجموعات المنفلتة المتعاونة مع الاحتلال، شكّل هزة داخلية لهذه العصابات، لكنه لا يعني بالضرورة بداية تفككها الكامل.

إعلان

ومع ذلك، يقول خريس إن مقتله مؤشر واضح على هشاشة بنيتها، لأنها بطبيعتها مجموعات بلا عقيدة أو تنظيم حقيقي، وإنما تلتقي مصالح أفرادها في إطار ضيق يخدم نفوذا معينا.

وقال خريس، في حديث للجزيرة نت، إن هذه العصابات تعتمد على شخصيات محورية في مناطق محددة، لذلك فإن مقتل القيادي الذي يشكل مركز الثقل يؤدي إلى فراغ داخلي وصراعات نفوذ، رغم أن المجموعة سارعت لتعيين بديل عنه، لكن في مثل هذه اللحظات تنكشف التناقضات الداخلية، وتبدأ كل جهة بصياغة روايتها ومحاولة تبرئة نفسها، وهو بحد ذاته علامة على ضعف بنيتها.

ياسر أبو شباب في مقابلة مع موقع واللا الإسرائيلي: سلاحنا ليس ضد إسرائيل#حرب_غزة pic.twitter.com/On83PHa8k5

— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 19, 2025

وأوضح خريس أن هناك عدة عوامل تجعل هذه المجموعات عرضة للتفكك أبرزها:

غياب الرؤية الموحدة؛ فهي ليست تنظيمات ذات خلفية فكرية أو سياسية، بل تتحرك بدافع حماية مصالح أفرادها، وكثير من عناصرها لديهم تاريخ من القضايا الجنائية أو ملفات عمالة (تعاون مع الاحتلال)، مما يدفعهم للالتحاق بهذه العصابات بحثا عن حماية أو نفوذ أو مال. التنافس على التمويل والحماية الإسرائيلية؛ إذ تعتمد هذه المجموعات بشكل أساسي على دعم مباشر أو غير مباشر من الاحتلال، وتتنافس فيما بينها على توسيع حصتها من هذا الدعم، ما يخلق صراعات داخلية متكررة. ضعف البنية القيادية؛ إذ لا تمتلك هذه العصابات هيكلا تنظيميا ثابتا، ومقتل القيادي الذي يشكل مركز الثقل يؤدي إلى فراغ داخلي وصراعات نفوذ​ بل تقوم على مجموعات صغيرة مرتبطة بأشخاص محددين، لذلك تؤدي الاغتيالات أو الاختراقات الأمنية إلى انهيار الروابط بسرعة. ضغط المقاومة والأجهزة الأمنية الوطنية؛ مما يخلق حالة خوف وارتباك داخل صفوفها، ويدفع بعض العناصر للانسحاب أو التعاون أو تسريب المعلومات. انعدام الثقة؛ فطبيعة هذه المجموعات قائمة على الشك والخيانة، ولا تربط أفرادها أي قيم أو مبادئ مشتركة، مما يجعل كل عنصر يتوقع أن يتخلى عنه زميله عند أول اختبار. تخلي العشائر؛ وتبرؤ العائلات من أفراد تلك العصابات ورفضها تغطيتهم اجتماعيا، يجعلهم بلا حاضنة، ويعمّق عزلتهم، ويمنع تمددهم، ويغذي الانشقاقات داخل صفوفهم بسبب الخوف من "العار العشائري". كما أن الإجماع الشعبي على رفض الفوضى والنظر إلى هذه المجموعات باعتبارها أدوات للاحتلال، يجعل أفرادها يدركون أن استمرارهم معها أشبه بانتحار اجتماعي وسياسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الأجهزة الأمنیة هذه المجموعات یاسر أبو شباب هذه العصابات مع الاحتلال للجزیرة نت على أن

إقرأ أيضاً:

بعد مقتل أبو شباب.. مسلحون من المليشيات المدعومة إسرائيليا يسلمون أنفسهم لـ"حماس"

غزة - الوكالات

بدأ عدد من المسلحين المنتمين إلى مليشيات عشائرية معارضة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الساعات الـ48 الماضية بتسليم أنفسهم طوعًا للأجهزة الأمنية في قطاع غزة، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية.

وقالت المصادر إن وتيرة عمليات التسليم الذاتي ارتفعت بشكل لافت منذ يوم الجمعة، خصوصًا في رفح وخان يونس، وهي المناطق التي تنشط فيها أبرز المليشيات التي كانت تحظى بدعم مباشر من الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل مراسل الجزيرة نت عن مسؤول في وزارة الداخلية بغزة، أن عددًا من عناصر هذه المجموعات سلّموا أنفسهم مؤخرًا، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع ملفاتهم "ضمن إطار القانون". ودعا المسؤول من تبقى من عناصر المليشيات إلى تسليم أنفسهم فورًا، قائلاً إن "نهاية الطريق التي يسلكونها معروفة ومصيرهم محتوم"، ودعاهم للعودة إلى مجتمعهم وترك "خيانة شعبهم ووطنهم".

كما ذكر موقع "قدس برس" نقلًا عن موقع "المجد الأمني" المقرب من حماس، أن قياديًا في أمن المقاومة أكد مبادرة 8 من عناصر المليشيات المدعومة من الاحتلال لتسليم أنفسهم خلال الساعات الماضية، وذلك عقب إعلان فتح باب التوبة لمدة 10 أيام. وأوضح القيادي أن العملية تمت طوعًا بعد تواصل مباشر من عائلات المطلوبين، ورفع وجهاء العشائر للغطاء الاجتماعي عنهم.

وكانت وزارة الداخلية في غزة قد أعلنت الجمعة أنها ستُخفّف إجراءات محاكمة من يسلمون أنفسهم خلال المهلة المحددة، مؤكدة أن "مظلة حماية الاحتلال لن تدوم طويلًا". وأضافت أن محاولات الاحتلال لإثارة الفوضى عبر "عصابات إرهابية" بقيت معزولة بلا دعم شعبي.

وفي السياق، أوضح علاء الدين العكلوك، رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر الفلسطينية، أن الاحتلال جنّد مجموعات من ذوي السوابق الجنائية وحاول منحها صبغة عشائرية. وقال إن العشائر تواصلت مع جميع عائلات المتورطين، ونجحت في إعادة عدد منهم، مؤكدًا وجود "مواقف مشرفة" لعائلات رفضت التعاون مع الاحتلال رغم تعرضها للقصف والنزوح.

وأشار العكلوك إلى ترتيبات تعمل عليها العشائر لإنهاء ملفات الشباب الذين سلّموا أنفسهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة التي استجابت لفتح باب التوبة.

وجاءت هذه التطورات بعد مقتل ياسر أبو شباب، قائد إحدى المليشيات المسلحة المدعومة من الاحتلال، والذي قُتل الأربعاء الماضي على يد مجهولين شرقي رفح، بحسب ما أعلنته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي. ولم تتضح بعد ملابسات مقتله، وسط تضارب الروايات المتداولة في الإعلام الإسرائيلي.

ويُذكر أن أبو شباب، المولود عام 1990 في رفح والمنتسب إلى قبيلة الترابين، كان معتقلًا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بتهم جنائية، قبل أن يُفرج عنه عقب قصف الاحتلال لمقار الأمن في غزة. وبرز اسمه بعد اكتشاف خلية من العملاء كانت تعمل برفقته ضمن قوة "مستعربين" استهدفتها كتائب القسام شرق رفح في 30 مايو/أيار 2025.

مقالات مشابهة

  • بعد مقتل أبو شباب.. مسلحون من المليشيات المدعومة إسرائيليا يسلمون أنفسهم لـ"حماس"
  • عشرات المسلحين يسلمون أنفسهم لحماس بعد مقتل أبو شباب
  • 8 أفراد من العصابات المتعاونة مع الاحتلال يسلمون أنفسهم للمقاومة بغزة
  • مركز: جرائم القتل التي ارتكبتها العصابات المسلحة بغزة تستوجب التحقيق والمساءلة
  • سلفي متعاون مع الاحتلال.. تعرف إلى شخصية غسان الدهيني المثيرة للجدل
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس
  • "السقوط في بئر الخيانة".. أبو شباب صنيعة إسرائيلية خبيثة
  • "السقوط في بئر الخيانة".. أبو شباب صنيعة إسرائيلية مصيرها إلى الهاوية
  • داخلية غزة تدعو عملاء الاحتلال تسليم أنفسهم فوراً