سلفي متعاون مع الاحتلال.. تعرف إلى شخصية غسان الدهيني المثيرة للجدل
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
بات غسان الدهيني، الشخصية المثيرة للجدل، هو القائد العام لما يعرف بـ"القوات الشعبية" المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي شرقي رفح، بعد مقتل مؤسسها ياسر أبو شباب قبل أيام.
وأظهر الدهيني نهجا إعلاميا أكثر وحشية مع المقاومين، إذ وثّق خلال أقل من 24 ساعة عمليتي تصفية لأربعة أشخاص، قال إنهم ينتمون إلى حركة "حماس"، ونشر مشاهد له وهو يقف ضاحكا إلى جوار جثامينهم.
وبخلاف مسيرة أبو شباب الخالية من أي تجربة سياسية أو عسكرية، فإن غسان الدهيني الذي ينحدر أيضا من قبيلة الترابين (نفس قبيلة أبو شباب)، مرّ بتجارب مثيرة للجدل.
الدهيني الذي انخرط في مراهقته ضمن السلك العسكري في السلطة الفلسطينية (والده كان ضابطا في السلطة)، التحق عقب سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة إلى تنظيم "جيش الإسلام" السلفي الجهادي، ومكث في صفوفه فترة من الزمن قبل أن ينفصل عنه. علما أن التنظيم اشتهر عام 2007 بحادثة اختطاف الصحفي البريطاني آلان جونستون.
ورغم التحول الكبير في مسار الدهيني (38 عاما)، واعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة عام 2020 بتهم متعلقة بالسرقة، إلا أنه لا يزال متأثرا بالتيار السلفي، ويظهر ذلك من خلال بعض منشوراته في صفحته عبر "فيسبوك".
ويتهم الدهيني حركة "حماس" بقتل شقيقه وليد بعد توقيفه من قبل شرطة رفح عام 2018 على قضية مخدرات، حيث أظهرت التحقيقات حينها أنه أقدم على الانتحار. كما قتلت وحدة "سهم" التابعة للمقاومة شقيقه الآخر فتحي خلال الحرب على غزة - كان منضويا ضمن مليشيات أبو شباب -.
تناقضات مثيرة
بحسب ما رصدت "عربي21"، فإن غسان الدهيني يتبنى أفكار ما يعرف بالتيار السلفي "الجامي"، على الرغم من التحاقه سابقا بـ"جيش الإسلام" السلفي الجهادي، وتأثره بشخصية عبد اللطيف موسى "أبو النور المقدسي"، إمام مسجد ابن تيمية، الذي قُتل في مواجهة مع كتائب "القسام" عقب إعلانه "إمارة رفح الإسلامية" عام 2009.
الدهيني وصف عبد اللطيف موسى في تعليق على صفحة نجله نور بـ"الغالي"، علما أن نجل عبد اللطيف موسى يقيم حاليا في سلطنة عُمان، وكان قد دعا أهالي رفح إلى الذهاب نحو مناطق سيطرة مليشيا أبو شباب.
وينشر الدهيني عبر صفحته أحاديث مثل "طوبى لمن قتلهم وقتلوه"، مستدلا بها على قتاله لحركة "حماس" بحجة أنهم من الخوارج، دون الالتفات لتعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي في ذلك.
ونشر الدهيني فيديو للشيخ الإماراتي محمد غيث يتحدث فيه عن قتال الخوارج، وضرورة "قتلهم دون رحمة". وعلق الدهيني على الفيديو: "الإرهابيون الخوارج قتالهم دين فيه لا نلين".
وعند وفاة الشيخ السلفي السعودي ربيع مدخلي، أحد منظّري التيار الجامي، نعاه الدهيني واصفا إياه بـ"شيخ الإسلام"، وأضاف "فقدت الأمة الإسلامية جبلًا من جبال العلم، ورمزًا من رموز المنهج السلفي، وعلمًا ناصر السنة، وجاهد في الله بالحجة والبيان، وذبّ عن حياض التوحيد والسنة سنوات طوال، حتى صار مرجعًا للعلماء وملاذًا لطلاب العلم في النوازل والمهمات".
ولا يبدو تأثر الدهيني بوفاة المدخلي بعيدا عن نشاط الأخير في الحرب الليبية، حيث كان من أبرز داعمي قوات خليفة حفتر. حيث نشر الدهيني قبل شهور صورة للواء ونيس بوخمادة القائد السابق لكتيبة القوات الخاصة المعروفة باسم "القوات الصاعقة"، التابعة لحفتر.
وكتب الدهيني "لروحك السلام" في إشارة إلى بوخمادة الذي توفي في العام 2020، وكان متهما بارتكاب مجازر بحق المدنيين في بنغازي.
كما تغزل الدهيني بمحمود الورفلي أحد أبرز المتهمين بجرائم الحرب في ليبيا، التابعين لقوات حفتر، واصفا إياه بـ"قاهر الخوارج".
ويواصل الدهيني إظهار ميوله السلفية، إذ نعى مفتي عام السعودية الراحل عبد العزيز آل الشيخ، وبارك للمفتي الجديد صالح الفوزان تعيينه بهذا المنصب.
وقال الدهيني "نفع الله بكم الإسلام والمسلمين سعادة المفتي العام صالح الفوزان خلفاً للإمام عبد العزيز ال الشيخ، عرف عن الشيخ تحذيره الدائم من خطر الإرهاب وأهله وقوى الشر ودعواته الدائمة لنشر السلام والتعايش بين الناس جميعاً بقواعد شرعية متينة بعيدة عن أهواء الأحزاب والفرق الضالة".
تغزل بالأكراد ومباركة لليهود
على الرغم من انتهاجه السلفية، إلا أن غسان الدهيني أظهر أن تحالفه مع قوات الاحتلال ليس فقط لوجود مصلحة مشتركة في قتال "حماس"، إذ نشر تهنئة لليهود بحلول رأس السنة العبرية. ونشر الدهيني تهنئة بخط يده باللغة العبرية، متمنيا الخير لليهود في العالم.
وكان لافتا في منشورات الدهيني، تغزلّه بالمقاتلين الأكراد الانفصاليين في تركيا، وسوريا، رغم عدم وجود قواسم مشتركة فكرية تجمعه بهم.
ونشر الدهيني صورة لمقاتلتين من حزب العمال الكردستاني، وعلق عليها "خوفًا من خصلات شعرهن وأفواه بنادقهن، خشي العالم أجمع من عظمة مقاتلات الكرد، من غزة العزة تحية لقاهرات الإرهاب الكرديات، نحو التحرر من الاحتلال التركي البغيض".
ورغم تقلباته الفكرية، إلا أن غسان الدهيني يقر بأنه مؤيد للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، كما أثنى مرارا على رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفلسطينية القسام فلسطين القسام ابو شباب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو شباب
إقرأ أيضاً:
صحيفة: الرواية الإسرائيلية حول مقتل زعيم "القوات الشعبية" تثير تساؤلات
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، إن حركة حماس فوجئت بأنباء مقتل ياسر أبو شباب، الذي أظهر نفسه زعيماً على مجموعات مسلحة تنتشر في مناطق شرق رفح، جنوب قطاع غزة ، من دون أن تصدر أي تعليق على الحدث قبل أن تؤكد قوات أبو شباب مقتله بعيار ناري، فيما بقيت الرواية الإسرائيلية حول الحدث تثير الكثير من التساؤلات في ظل نفيها القاطع من عدة جهات. فيما تعهد غسان الدهيني، المرجح تزعمه «القوات الشعبية، بمواصلة مقاومة حماس.
علاقة الحركة
ووفقاً لمصادر من حماس تحدثت للصحيفة، فإن الحركة لم يكن لها تدخُّل بالحدث، وأنها فوجئت به رغم أن لديها قراراً واضحاً بالتعامل بالقوة مع كل من يتعاون مع الاحتلال، ولديها قرار من أعلى المستويات بالتعامل بشكل خاص مع الحالات المسلحة التي تخدم إسرائيل، مثل جماعة أبو شباب وآخرين.
وحسب المصادر، فإن قيادة الحركة اتخذت قراراً بعدم التعقيب لحين اتضاح صورة عملية قتله، وبعد أن تم التأكد من الملابسات ومقتله، أصدرت بياناً حول الحادثة.
ولم تُخفِ المصادر أن الحركة كانت تأمل أن يُقتل أبو شباب على يد عناصرها ممن بقوا في أنفاق رفح طوال الفترة الماضية، لكنها لا تُخفي في الوقت ذاته أن عملية قتله سيكون لها تأثير كبير على مجرى اعتماد إسرائيل على مثل هذه المجموعات المسلحة، التي أثبتت فشلها في تحقيق أهداف الاحتلال بتحدي الحركة وقوتها داخل القطاع، أو فرض سيطرتها على مناطق شاسعة، وحتى في قدرتها على إحداث انشقاق فلسطيني.
وقالت حماس في تعقيبها على عملية قتل أبو شباب، إن مصيره كان حتمياً لكل من خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة في يد الاحتلال، متهمةً إياه بالقيام بأفعال إجرامية مثلت خروجاً فاضحاً عن الصف الوطني والاجتماعي. مثمنةً موقف العائلات والقبائل والعشائر التي تبرأت من أبو شباب، وكل من تورط في التعاون مع الاحتلال.
وأضافت: الاحتلال الذي عجز عن حماية عملائه لن يستطيع حماية أيٍّ من أذنابه، وأن مصير كل من يعبث بأمن شعبه ويخدم عدوه هو السقوط في مزابل التاريخ، وفقدان أي احترام أو مكانة في مجتمعه.
رواية إسرائيل
وأكدت القوات الشعبية التي كان يتزعمها أبو شباب، مقتله خلال محاولته فض نزاع عائلي بين أبناء عائلة أبو سنيمة، مشددةً على أنه لم يكن لحركة حماس أي علاقة بظروف قتله، واصفةً إياها بأنها "أضعف من أن تنال من القائد العام ورفاقه، وفق نص بيانها".
ولم تتطرق القوات الشعبية في بيانها للرواية الإسرائيلية التي أثارت استغراباً في أوساط الفلسطينيين حول مقتله، والتي تفيد بأنه تعرض للضرب والركل المبرح من قبل مرافقيه وحراسه الشخصيين على خلفية نزاع على المناصب والأموال، وكذلك بسبب تعاونه مع إسرائيل.
واعتبرت مصادر حماس هذه الرواية تخلياً واضحاً من قبل إسرائيل عن كل من يعمل لصالحها، وأنها تتعمد تشويه صورة أبو شباب وظروف قتله بما يخدم مصالحها التي تفضي حالياً إلى إنهاء وجود هذه الحالات المسلحة، التي رعتها وقدمت لها الدعم بعد أن أصبحت تفهم جيداً أنه لا قيمة لوجودها في التأثير على تواجد وقوة الحركة في قطاع غزة، وأن هذه المجموعات كانت عبئاً على الاحتلال لأنها لم تقدم المأمول منها وهو تحقيق انشقاق في أوساط الفلسطينيين والسيطرة على مناطق واسعة وهو ما فشلت به مجموعات أبو شباب وغيره.
وتقدر المصادر أن إسرائيل حالياً معنية بأن يتم إنهاء حالة أبو شباب وغيره، خاصةً في ظل الضغوط الأميركية المستمرة للانتقال للمرحلة الثانية، ما يعني تقليص مساحة سيطرة الاحتلال على القطاع، التي تتواجد بها تلك المجموعات، والتي كان يأمل الاحتلال أن تكون بمثابة الجهة التي ستحكم قطاع غزة.
ووفقاً لما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، فإن مقتل أبو شباب الذي كان البعض يصوره على أنه "قوة صاعدة ستتحدى حكم حماس"، يظهر صورة أكثر إثارة للقلق في ظل التقارير الرسمية داخل إسرائيل عن حرب صامتة ووحشية تدور داخل جماعته المسلحة، معتبرةً قتله ليس مجرد خطوة عادية، بل بمثابة لحظة كشفت مدى تصدع الفكرة الإسرائيلية بتشكيل قوة محلية بديلة من الداخل لملء الفراغ الأمني المدني مكان حماس.
ورغم أن الصحيفة هي من سارعت لنقل الرواية الأمنية الإسرائيلية عن مقتله ضرباً بشكل مبرح، عاودت في تقريرها الإشارة إلى أنه قتل بالرصاص بعد شجار بين مجموعات أبو شباب المسلحة وبعض العائلات، قبل أن يتطور لخلافات داخلية أيضاً.
وقالت الصحيفة العبرية إن "أبو شباب في مقابلة سابقة معها تفاخر بأنه أصبح الرجل الأقوى في قطاع غزة، وكان يرى نفسه بديلاً لحماس، لكن هذا الرجل الذي اعتبر نفسه قائداً للثورة، قُضي عليه من قبل القوى التي ساهم في نموها، وتحطمت رؤيته لـ(غزة مختلفة) بالرصاصة التي وجهت إلى ظهره". وفق تعبيرها.
خليفة ضعيف
ورأت الصحيفة أن مقتل أبو شباب خلق فراغاً خطيراً، ولا يوجد حالياً كيان مستقر قادر على استبدال حماس في قيادة غزة، خاصةً أن الميليشيات الحالية منقسمة وغير منظمة، وأن غسان الدهيني نائب أبو شباب قد يتسلم الزعامة لكن منصبه غير مستقر تماماً.
وأصيب الدهيني بجروح طفيفة في ساقه خلال نفس الحدث ونقل إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان لتلقي العلاج، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي. إلا أنه ظهر في مقطع فيديو صغير بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهو يؤدي إلى جانب عشرات المسلحين صلاة الجنازة على أبو شباب وكان يتقدمهم رجل طاعن بالسن ملتحٍ لم تُعرف هويته.
وتعهد الدهيني في مقابلة مع الصحيفة العبرية، نشرت الجمعة، بشكل مقتضب، بمواصلة مشروع ياسر أبو شباب ومقاومة حماس، من خلال إقامة بديل لحكمها، قائلاً: "بعون الله، ووفقاً لخطة أخي ياسر، سنكون كما كنا تماماً، أكثر تصميماً وقوةً... سنواصل القتال بآخر ما تبقى من قوتنا حتى آخر الإرهابيين صغاراً وكباراً، ولا يهم من هم، اليوم سترى حماس وجهها الحقيقي الذي كان ينبغي أن يراه العالم منذ زمن طويل... سنعيد الأمل لجميع الفلسطينيين والأحرار وكل المظلومين وكل المؤمنين بالسلام".
ووصف الدهيني، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق، حركة "حماس" بأنها أضعف من أن تقوض معنويات أحد. بحسب الصحيفة
وكانت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" قد أكدت مقتل أبو شباب على يد شابين من عشيرتي الدباري وأبو سنيمة، وقد قُتلا بعد أن دخلا في شجار وإطلاق نار مع مسلحين من جماعة أبو شباب الذي كان موجوداً في المكان.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إصابتان خلال اقتحام الاحتلال مخيم الجلزون شمال البيرة إصابات في قصف مدفعية الاحتلال بيت لاهيا شمال قطاع غزة إصابة مواطن بجروح إثر اعتداء الاحتلال عليه شمال جنين الأكثر قراءة إصابة مواطن إثر اعتداء مستوطنين عليه شرق نابلس الجيش الإسرائيلي يعلن قتل أحد أهالي غزة بادّعاء اقترابه من قوّاته قوات الاحتلال تُفجر غرفة في منزل جنوب طوباس إسبانيا: خطة ترامب وقرار مجلس الأمن دليلا لتطبيق حل الدولتين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025