اتركوا لنا نافذة نتنفس منها حب الوطن….!!!
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- م مدحت الخطيب
لم أتحدث يوما أو أعمل مقارنة في ذاتي ولا حتى في كتاباتي بين الأردن أو اي بلد آخر، فكفة الوطن على الدوام راجحة ولها الأفضلية الأبدية الى أن يرث الله الارض ومن عليها، نقولها بصدق الانتماء لا التلاعب بالألفاظ، نراه شامخّا كالطّودِ، وصلبا كالصوان وحنونا كصدر الأم، نشتاق اليه كشوق الحجيج الى الوقوف بعرفات، وهذا ليس من باب العصبية للوطن، هو كما تحدثت به غيري الملاذ والأمان والاستقرار، وكل ما نتمناه بأن يكون الأردن كبقية دول العالم انموذج يحترم في تطبيق الأنظمة والقوانين وأن ينعم أبناؤه بالرفاهية والرخاء وأن يتم محاربة الفساد والنيل من الفاسدين.
اقولها بالعلن فقد أصبح الطموح الممزوج بالأحلام ينقسم نصفين في ذلك لأن النفس تبحث عما يريحها ويسعدها لتستقر وتكون قادرة على العطاء دون منغصات.
لأجل ذلك اكتب بالواقع دائما لا بالطموح والأحلام، كتبت كثيرا في حب الوطن والانتماء لترابه وقيادته وأهله، لأننا دونها ستغلق بوجهنا الأماني وتنتهي المفاضلة إلى الأبد.
قالها من قبلي كثر اتركوا لنا الوطن ولكم ما دون ذلك، وأكررها بلسان حالهم فوالله لن نستبدل الأردن الغالي بجنان عدن، وقد سبقنا في حب الوطن معلمنا الأول عليه الصلاة والسلام حين قال لمكة مودعا حزينا وهو يغادرها (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)…
بالحب والانتماء والولاء لهذا الوطن الطيب ذكره ولدنا رجالا وتربينا كراما وعشنا محاربين، وسنموت على ذلك، كبرت معنا الأحلام ورسمت الطموح خطوطا في عيون أطفالنا، فكنا له كالورد الباحث عن الماء النقي، نتحسس بذور الشوك بقلوبنا، فنزيلها بالهدم والردم والعلم والقلم قبل ان ينبت لها جذر او ينمو لها ساق، فهذا الوطن الذي ما شهد علينا يوما بزور ولا نكران ولا خذلان، والله لن نشهد عليه ولا على قيادته وأهله بزور ولا تقصير ولا نكران، فالأردنيون بجلهم ما خلقوا بين عقدة الأخذ ومتاهات الهبات والأعطيات والمقايضات، حتى وأن اشتدت علينا المحن أو تقاسمنا طعم المرار من أبناء جلدتنا…
نعم حب الوطن فطرة زرعت في البشر، وقد يكون بمثابة احتلال شامل للجسد والروح، وان التنكر له أو خذلانه من عزم الأمور، فكيف بمن يخونه أو يصمت عن خيانة أو تقصير وقع عليه وهو قادر على أن يوقف ذلك.
يقال إذا أردت أن تعرف مقدار حبك لأمر ما فابتعد عنه، فإن عاد إليك في أحلامك فإنه ملكك وأنت ملكه، وهذا ديدن الأردنيين في بلاد الاغتراب، فجلهم يحلم- ليل نهار- بوطن أجمل يكملون به حياتهم بعد سنوات التشتت والاغتراب والبعد عن الاهل والاحباب….
ما يزعجني ويسهرني ويدمع عيني حالة التنكر والتقصير التي أشاهدها يوميا وفي كل مناحي الحياة في عيون وردود فعل عدد كبير.
حتى أصبح الواحد منا يستشيط غضبًا؟ عندما يجد مسؤولا يتحدث معك بكل برودة أعصاب وأنت تحدثه بحرقة المواطن الغيور على أهله وأرضه وقيادته….
يستشيط الواحد منا غضبًا ؟ عندما يتقاعس المسؤول عن حماية الوطن ومقدراته ويهدم اقتصاده بقرارات طائشة وغير مدروسة لن تحقق للوطن ولا المواطن أي جديد أو تصحح اي مسار….
تستشيط غضبًا؟ عندما تحذر وتكتب وتتحدث وتصرخ الف الف مرة ولا تجد جوابا من أحد، عندها يسيطر عليك اليأس فتشعر وكأن صوتك بلا صدى.
تستشيط غضبًا، عندما تسمع جلالة الملك وهو يتحدث عن المواطن وهمومه وعن تذليل العقبات أمام الاستثمار والمحافظة على ما هو موجود ومحاسبة الفاسدين ومن يقف خلفهم وتجد من يتصرف خلاف ذلك، لا بل تجد من يزيد الطين بِلَّة فيهدم أكثر مما يعمر، ويضيق الخناق على اقتصادات الوطن ويتقاعس في إعادة حقوق المواطن التي نهبت …
تستشيط غضبا بلا سبب، عندما تدخل في نقاش مع مسؤول كانت قراراته جزءا من المشكلة أو قرارات من سبقه، فيحدثك بتعال وأنه منزه أو من سبقه عن الوقوع في الأخطاء مع أن الطفل الرضيع يعلم تقصيرهم، وأنهم أصل المشكلة ولا يجب أن يكونوا جزءا من الحل …
تستشيط غاضبا بلا سبب، عندما تجد مديرا يتحدث إليك بالمثاليات ويشبعك كلام عن مأسسة الشركات مع أن عنوان الخراب انطلق من داخل أروقته مكتبة….
اليوم أصبح البعض من أصحاب الكراسي يعالج الخلل كمن يدخل إلى بيت تمت سرقة جزء من أثاثه، فلا يكلف نفسه بالبحث حتى عن السارق بل يتجاوز ذلك ويعاقب صاحب البيت فيهدم البيت بكل ما فيه لتنتهي القضية برمتها وتدفن حتى لو كانت على حساب الوطن والمواطن…
كلامي يطول وسافرد لكل ما تحدثت به بالهمس عددا من المقالات تشخص للحالة التي اشاهدها بأم عيني كل يوم، في الختام أقول في فمي ماء وهل يصمت من في فمه ماء…
حمى الله الأردن وطنا وملكا وشعبا والويل للفاسدين ومن لف لفهم أو سهل أمرهم او تخادل في لجمهم ومحاسبتهم..
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة حب الوطن
إقرأ أيضاً:
عندما يتحدث البشر.. هل يفهم الذكاء الاصطناعي ما بين السطور ؟!
أبوظبي (وكالات)
بالرغم من التقدم الكبير الذي حققته أنظمة الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة لدرجة أنها تفوقت على الإنسان في مجالات عديدة مثل الهندسة والطب وعلوم الفضاء بل وألعاب الذكاء مثل الشطرنج وخلافه، كما أنها طرقت أنشطة إبداعية مثل تأليف الشعر ورسم اللوحات الفنية، ورغم القدرات الحوسبية الفائقة ومليارات الدولارات التي أنفقتها شركات التكنولوجيا العالمية، لا تزال أنظمة الذكاء الاصطناعي متأخرة عن البشر في فهم الإشارات الاجتماعية التي تعبر عن المغزى أو الدلالة الحقيقية للتفاعلات الإنسانية، وبمعنى آخر، لا تستطيع هذه الأنظمة الذكية حتى الآن أن تفهم "ما بين السطور" عندما يتحدث البشر مع بعضهم البعض.
اقرأ أيضاً.."أوبن أيه.آي": انتشار الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن تعلم اللغات
كيف تم اختبار منظومات الذكاء؟
بحسب دراسة أجراها فريق بحثي بجامعة جون هوبكنز الأميركية، طلب الباحثون من ثلاث مجموعات من المتطوعين مشاهدة مقاطع فيديو لا يزيد طول كل منها عن ثلاث ثواني، وتقييم التفاعلات الاجتماعية بين الأشخاص الذين يظهرون في هذه المقاطع. وفي الوقت نفسه، تم تحليل نفس المقاطع بواسطة اكثر من 350 منظومة للذكاء الاصطناعي متخصصة في مجالات تحليل اللغة والفيديو والصور بغرض فهم مدلول الإشارات الاجتماعية التي يقوم بها البشر في تلك المقاطع. وأثبتت التجربة أن المتطوعين أنجزوا المهمة المطلوبة بسهولة ويسر، في حين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لم تنجح في تفسير دلالات أو معاني محادثات البشر في مقاطع الفيديو. ويرى الباحثون المشاركون في الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي مازال أمامها شوط طويل قبل أن تصل إلى فهم الإشارات الاجتماعية للبشر في بيئات التفاعل الحقيقية، وهو ما ينطوي على تداعيات خطيرة بالنسبة لصناعات صاعدة مثل السيارات ذاتية القيادة أو الروبوتات وغيرها من المجالات التي تتطلب تفاعلات مستمرة بين الإنسان ومنظومات الذكاء الاصطناعي.
وتقول الباحثة ليلى إيزيك استاذ مساعد العلوم المعرفية بجامعة جون هوبكنز ورئيس فريق الدراسة إنه "إذا كنت تريد أن يتفاعل نظام الذكاء الاصطناعي مع الانسان، فلا بد أن يفهم ما الذي يقصده الانسان، وكيف تتفاعل مجموعة من البشر سويا"، مضيفة في تصريحات للموقع الإلكتروني "بوبيولار ساينس" المتخصص في الأبحاث العلمية: "هذه الدراسة في حقيقة الأمر تسلط الضوء على سبب إخفاق أنظمة الذكاء الاصطناعي في أداء هذه المهمة". ورغم أن دراسات سابقة أثبتت قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على وصف مغزى الصور الثابتة بدرجة تكاد تتساوى مع الانسان، فإن الدراسة الجديدة كانت تهدف إلى قياس ما إذا كان نفس الوضع يسري بالنسبة للصور المتحركة أو مقاطع الفيديو. وتوضح إيزيك أنها اختارت مع فريقها البحثي المئات من مقاطع الفيديو من قاعدة بيانات خاصة، ثم قامت بتقصيرها إلى مدة زمنية لا تزيد عن ثلاث ثواني، مع التركيز على المقاطع التي يظهر فيها شخصان يتفاعلان سويا. وعرض الباحثون مقاطع الفيديو على المتطوعين المشاركين في التجربة ثم استطلاع رأيهم بشأن مغزى التفاعلات بين الأشخاص الذين يظهرون في تلك المقاطع من خلال أسئلة موضوعية على غرار "هل ترى أن الأشخاص في هذه المقاطع يواجهون بعضهم البعض"، واسئلة شخصية مثل: "هل التفاعل بين الأشخاص في مقطع الفيديو يبدو إيجابيا أم سلبيا؟". وتبين من التجربة أن المتطوعين عادة ما يتوصلون إلى إجابات متشابهة تنم عن فهم أساسي مشترك للتفاعلات الانسانية. أما أنظمة الذكاء الاصطناعي، فلم تتوصل إلى نفس درجة الاجماع في تفسير مقاطع الفيديو مقارنة بالمتطوعين. وتقول الباحثة كاثي جارسيا، وهي أحد المشاركين في الدراسة من جامعة جون هوبكنز: "لا يكفي أن يشاهد نظام الذكاء الاصطناعي مقطع الفيديو ويتعرف على الأشكال أو الوجوه، بل نحتاج أن يفهم النظام تطور الأحداث في المشهد، وأن يفهم العلاقات والسياق وديناميكيات التفاعلات الاجتماعية، وهذه الدراسة تشير إلى أن هذا العنصر يعتبر بمثابة نقطة عمياء في تطور منظومات الذكاء الاصطناعي". وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا لدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل عدد متزايد من الأجسام الروبوتية، وهم مفهوم يطلق عليه اسم "الذكاء الاصطناعي المتجسد"، وقد تم اختبار هذا المفهوم في عدة مدن أميركية مثل لوس أنجليس وفينيكس وأوستن من خلال سيارات ذاتية القيادة تسير في الطرق بجانب السيارات التي يقودها البشر.
وقد اثبتت التجارب أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لهذه السيارات تعاني من قصور في فهم بعض مواقف القيادة المركبة مثل القيادة الدائرية أو منحنيات الرجوع للخلف.
أهمية فهم الإشارات الاجتماعية
وبالرغم من أن بعض الدراسات الحديثة أثبتت أن السيارات ذاتية القيادة قد تكون أقل عرضة للحوادث مقارنة بقائدي السيارات، لا تزال السلطات الرقابية المختصة تجري تحقيقات بشأن ما تردد عن مخالفة بعض هذه السيارات لقواعد السلامة. وقطعت شركات تكنولوجية أخرى مثل بوسطن ديناميكس وفيجر إيه أي وتسلا خطوات أبعد نحو تطوير روبوتات على هيئة بشر تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي في أماكن صناعية جنبا إلى جنب مع عمال على خطوط الانتاج. ويرى الباحثون أن تمكين أنظمة الذكاء الاصطناعي من فهم الإشارات الاجتماعية بين البشر داخل البيئات الصناعية ينطوي على أهمية بالغة لتلافي خطر وقوع الحوادث الصناعية. وفي ذات السياق، تقول الباحثة إيزيك إن "هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية دمج علوم الذكاء الاصطناعي وعلم الاعصاب والعلوم المعرفية بشكل أكبر مع عناصر العالم الحقيقي".
الذكاء الاصطناعي يتقن تفسير الكلمات، لكنه لا يعيش التجربة البشرية التي تُكسبنا الحدس والفهم العميق. قد يتمكن من تخمين المقصود بناءً على الأنماط، لكنه حتى الآن يفتقر إلى الوعي الكامل بالسياق الثقافي والعاطفي الذي يجعل الكلام "غير المباشر" واضحًا للبشر.
ومع تطور النماذج اللغوية وزيادة دمجها بالبيانات الواقعية والعاطفية، قد يقترب الذكاء الاصطناعي يومًا من قراءة ما بين السطور كما نفعل، أو ربما بطريقته الخاصة.