نفى شيخ العكيدات، إحدى العشائر العربية الكبرى في سوريا، وجود هدنة بين العشائر وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، بعد أسبوع من القتال بين الطرفين خلّف قتلى وجرحى وامتد إلى مناطق جديدة خلال اليومين الماضيين.

وقال شيخ قبيلة العكيدات في سوريا إبراهيم الهفل، إنه لا توجد هدنة بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك رغم محاولة واشنطن التوسط بين الطرفين لإخماد الاشتباكات في المنطقة الغنية بالنفط والغاز وتوجد بها قواعد أميركية.

واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع قرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد اعتقال قوات سوريا الديمقراطية قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل ما دفع مقاتلين محليين موالين له إلى شن هجمات ضدها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمت إليها العشائر العربية التي ينتمي إليها سكان المنطقة الممتدة حتى الحدود مع العراق شرقا.

وتخشى الولايات المتحدة من اتساع الاشتباكات في مناطق نفوذها بشرق سوريا حيث تسيطر على عدد من أكبر حقول النفط والغاز في البلاد وتعتمد على قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على مناطق بشمال وشرق سوريا بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منها عام 2019.

وفي مستجدات الاشتباكات، أفادت مصادر محلية في سوريا بأن القتال بين مقاتلي العشائر العربية وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية امتد إلى ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المجاورتين لمحافظة دير الزور التي بدأت منها الاشتباكات الأسبوع الماضي.

وبث مقاتلو العشائر صورا، قالوا إنها لسيطرتهم على قريتي "الطركي" و"تل الطويل" بريف الحسكة، إضافة إلى قرية "صكيرة" في ريف الرقة. كما هاجموا نقطة في بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي. وبثوا كذلك صورا قالوا إنها لهجوم قرب بلدة "سلوك" بريف الرقة الشمالي.

كما اشتبكوا مع قوات النظام السوري وقطعوا الطريق الدولي "إم أربعة" M4 على محور "صكيرو"، جنوب تل أبيض بريف الرقة.

وذكرت مصادر محلية أن مقاتلي العشائر سيطروا على حاجز لقوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف تل تمر شمال الحسكة بينما أفادوا بمقتل مدنيين وجرح آخرين إثر قصف شنته قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة البصيرة بريف دير الزور.

وطرد مقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية تقول إنها بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.


وساطة أميركية

في سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون ومصادر أمنية وسكان إن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين زارا محافظة دير الزور أمس الأحد، في محاولة لنزع فتيل الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إيثان غولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون سوريا والميجر جنرال جويل بي فاول قائد العملية الأميركية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، اجتمعا مع شيوخ العشائر العربية وقادة قوات سوريا الديمقراطية واتفقوا على "نظر المظالم المحلية" و"وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن".

كما أفادت المصادر بأن المسؤوليْن الأميركيين أكدا ضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأهمية الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية في جهود دحر تنظيم الدولة.

وواجهت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية انتقادات من سكان المناطق العربية التي تسيطر عليها ووجهت إليها اتهامات بالتمييز العرقي كون قياداتها وعمودها الفقري من وحدات حماية الشعب الكردية رغم حرصها على تعيين قيادات من باقي المكونات موالين لها.

وأوردت مصادر محلية أن العشائر العربية طلبت من الولايات المتحدة بعد الاشتباكات الأخيرة طرد قوات سوريا الديمقراطية من دير الزور كون سكان المحافظة من العرب، وتشكيل تحالف مع العشائر مشابه لتحالفها مع تلك القوات.

ونددت قوات سوريا الديمقراطية بـ"دعايات متعمدة تحاول إظهار أن ما يجري على أرض الواقع هو حرب ما بين قواتها والعشائر العربية"، مؤكدة أن هذا هدفه "خلق الفتنة".

وأضافت في بيان "على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وعشائر المنطقة، ونحن على تواصل دائم معهم".

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة لم تدخل كطرف في القتال إلى جانب حليفتها قوات سوريا الديمقراطية كونها تخشى من زعزعة الاستقرار في المنطقة وأن تتحول حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها ويوجد فيها جنود أميركيون إلى جزر واقعة في محيط معادٍ لها كونها تقع في منطقة العشائر العربية.

وتتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور التي يقسمها نهر الفرات قوات تابعة للنظام السوري مدعومة من روسيا ومليشيات إيرانية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة من الولایات المتحدة العشائر العربیة دیر الزور فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لترامب بعد هجوم مميت استهدف قوات أمريكية في سوريا

(CNN)-- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، أن الولايات المتحدة سترد على هجوم وقع قرب مدينة تدمر في وسط سوريا، الذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "سنرد". وأضاف أن البلاد تنعى "فقدان ثلاثة من الوطنيين الأمريكيين العظماء" وتدعو بالشفاء العاجل للجرحى الثلاثة، الذين "يبدو أن حالتهم جيدة".

وأوضح الرئيس أن الهجوم نفذه تنظيم داعش، مشيرًا إلى تعاون الولايات المتحدة مع القوات السورية.

وقال ترامب: "سوريا، بالمناسبة، كانت تقاتل إلى جانبنا"، مضيفًا أن الرئيس السوري الجديد "مصدوم مما حدث".

مقالات مشابهة

  • ترامب يتوعد منفذي الهجوم على قوات أميركية في سوريا
  • الجامعة العربية تدين الهجوم على قوات الأمم المتحدة في جنوب كردفان
  • سوريا.. انفجار في مصفاة نفط بدائية بريف دير الزور الشرقي
  • أول تعليق لترامب على هجوم سوريا.. ماذا قال عن الشرع؟
  • أول تعليق من ترامب على هجوم سوريا.. ماذا قال عن الشرع؟
  • أول تعليق لترامب بعد هجوم مميت استهدف قوات أمريكية في سوريا
  • ترامب: مقتل ثلاثة أميركيين بكمين في سوريا
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • قوات أمريكية تقطع طريق دير الزور دمشق إثر تعرض وفدها لهجوم ووقوع إصابات
  • "العربية": فريق سعودي إماراتي يناقش ترتيبات خروج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة