الدكتور بنطلحة يكتب: هكذا يكافئ جنرالات الجزائر أبناء مدينة وجدة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء
ارتبط إسم مدينة وجدة المغربية بالدور الكبير الذي قامت به من أجل تحرير الجزائر، حيث شكلت قاعدة خلفية للثورة الجزائرية، لأن المملكة المغربية دعمت المقاومة الجزائرية، وساهمت في تكوين نواة لحكومة حملت اسم «مجموعة وجدة»، وهي النواة الصلبة للحكم بعد استقلال الجزائر.
لقد تأسس جيش التحرير الوطني الجزائري بعد ستة أشهر من نيل المغرب استقلاله، وكانت مدينة وجدة القاعدة الخلفية لهذا الجيش إلى حدود نيل الجزائر لاستقلالها، ولعل قاعدة العربي بن مهيدي بحي كولوش، شمال شرق المدينة، شاهدة على ذلك.
دون أن ننسى أن معركة إيسلي، والتي دارت رحاها بوادي إيسلي بالقرب من مدينة وجدة المغربية في 14 غشت 1844بين جيش سلطان المغرب المولى عبد الرحمان بن هشام، بقيادة ابنه الأمير محمد والقوات الفرنسية القادمة من الجزائر بقيادة الماريشال طوماس روبير بيجو من جهة أخرى، الراغبة بوضع حد للدعم المتكرر للسلطان المغربي للمقاومة الجزائرية واحتضانه للأمير عبد القادر الذي وجد الملجأ الآمن بالمغرب والدعم من قبل سلطانه، حيث أثار ذلك فرنسا التي اتهمت المغرب بخرق معاهدة الصداقة الفرنسية المغربية، مما أدى إلى وقوع معركة إيسلي، والتي انتهت بانتصار الفرنسيين الذين فرضوا شروطا قاسية على المغرب، تمثلت بالتصديق على معاهدة طنجة المنبثقة من اتفاقية للامغنية الموقعة في عام 1845، والتي نصت أبرز شروطها على اقتطاع فرنسا لبعض الأراضي المغربية وإلحاقها بالجزائر، وفرض غرامة مالية على المغرب، وكانت هذه المعركة أولى بوادر التوغل الأوروبي وإعلان الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912.
إن التاريخ يسجل الدور الكبير الذي قامت به المملكة المغربية في سبيل نصرة أشقائنا بالجزائر رغم محاولات تزوير الحقائق من طرف إعلام العسكر الجزائري وتجاهل وتناسي الدور الفعال والمحوري لمدينة وجدة في نجاح الثورة الجزائرية.
واليوم، يكافئ جنرالات الجزائر، أبناء مدينة وجدة وهم مدنيون عزل، بالقتل الوحشي الرخيص، حيث تعرض خمسة شبان مغاربة لإطلاق الرصاص من طرف حرس الحدود الجزائري وقتل اثنين منهم بعد دخولهم المياه الجزائرية خطأ في المنطقة الفاصلة بين السعيدية ومرسى بن مهيدي، حين انطلقوا من الميناء الترفيهي للسعيدية في رحلة على متن دراجات «جيت سكي» نحو منطقة «رأس الماء» التابعة لإقليم الناظور، غير أنهم في طريق عودتهم نحو السعيدية ضلوا مسارهم وجرفتهم التيارات البحرية ودخلوا المياه الجزائرية عن طريق الخطأ، علما أن أفراد زورق تابع للبحرية الجزائرية أخذوا علما بدخول الشباب المغاربة المياه الجزائرية دون نية في ذلك، إلا أنه تم إطلاق الرصاص عليهم من طرف جنود جبناء.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، نجد أن الكثير من السباحين الجزائريين يعبرون النقطة الفاصلة بين المغرب والجزائر دون أن يستهدفهم حرس الحدود المغربي بالرصاص.
إن هذا التصرف الوحشي والهمجي يعتبر جريمة دولية مكتملة الأركان، لأن رصاص الغدر أطلق دون أي إنذار بمكبر الصوت ولا حتى إطلاق رصاصات تحذيرية كما تقتضيه الأعراف الدولية في مثل هذه الحالات، ويعتبر انتهاكا شنيعا لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين، مما يعرض مقترفيه ورؤساءهم للعقاب والمحاسبة على الصعيد الدولي، لأنه تم خرق قواعد القانون الدولي الإنساني وبالأخص مبدأ الإنسانية ومبدأ التناسب ومبدأ الضرورة الحربية، وكذلك مبدأ التمييز ومبدأ الحماية.
وهذه الجريمة النكراء تستهدف الحق في الحياة، الذي هو أساس الحقوق كما هو مضمن في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وهي جريمة ضد الإنسانية وقيم التسامح والجوار والتعايش السلمي، مما يفرض ضرورة محاسبة الجناة وفقا للقوانين الدولية لأن حرس الحدود انتهك كذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، حيث أنه من الواجب عليه تقديم يد المساعدة في البحر كما هو منصوص عليه في المادة 98 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
رصاص الغدر الجزائري، يفرض على المجتمع الدولي إجراء تحقيق دولي مستقل حول ملابسات ما جرى وأن يحال المسؤولون عنه أمام القضاء الدولي. دم الشهداء يسائلنا جميعا…
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
وسط حضور واسع.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي لأمراض الجلدية بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة
انطلقت صباح اليوم في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، أعمال المؤتمر الدولي الأول للأمراض الجلدية، بمشاركة 15متحدثًا من خارج وداخل المملكة، ويحظى المؤتمر باعتماد أكاديمي بواقع “18” ساعة تعليم وتدريب من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
حيث بدأ حفل افتتاح المؤتمر الذي شهد حضوراً كثيفاً، بكلمة للدكتور محمد باوزير رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، رحب في مستهلها بالمتحدثين، والحضور في المؤتمر الذي ينظمه مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، وقدم موجزاً تعريفياً عن المستشفى، مؤكداً أنه يعد الأكبر بالقطاع الخاص في مدينة جدة، ويتميز بأنه رقمي بالكامل Digital Hospital، ويستخدم تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي والأنظمة الصحية الإلكترونية الذكية التي تساعد في رفع جودة الخدمات الصحية، ويعمل به أكفأ الكوادر الطبية، ومزود بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا الطبية من أجهزة وتقنيات.
وأوضح باوزير أن المؤتمر يدير نقاشاً عميقاً حول آخر المستجدات في الطب التجميلي والأمراض الجلدية، ويسلط الضوء على العديد من الموضوعات الهامة مثل الاكزيما، الصدفية ، وحب الشباب، مضيفاً أن المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى أهمية التخصص، والتقدم المستمر في العلاجات التجميلية والوقائية، وتزايد وعي الناس بأهمية العناية بالبشرة، إضافة إلى مشاركة نخبة من الخبراء العالميين.
اقرأ أيضاًالمجتمع200 كم يقطعها متطوعو تبوك يوميًّا لخدمة ضيوف الرحمن في مدينة الحجاج بـ “حالة عمار”
وتابع قائلاً أن المؤتمر يستهدف جميع التخصصات الطبية، نظراً لأن أغلب الأطباء يتردد عليهم مرضى مصابون بأعراض متعلقة بالأمراض الجلدية، حيث يُركز هذا المؤتمر على تزويد الأطباء خارج تخصص الأمراض الجلدية بالأدوات والمعرفة اللازمة، للتعامل الأمثل مع الحالات الجلدية الشائعة من خلال محاضرات قائمة على الأدلة، وجلسات تفاعلية، ومناقشة حالات عملية، إذ سيغطي المؤتمر مجموعة واسعة من المشكلات الجلدية التي يُصادفها أطباء الأمراض الجلدية، وأطباء الباطنة، وأطباء الأطفال، وغيرهم بشكل متكرر، والتي تشمل التعرّف المبكر على العلامات الجلدية، واستراتيجيات العلاج الفعالة لحالات الأكزيما، وحب الشباب، والصدفية، والتهابات الجلد، إلى ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً خاصاً بالمؤتمر.
من جانبه، ألقى الأستاذ الدكتور سليمان الماجد نائب الرئيس التنفيذي الأول للشؤون الطبية بالمجموعة راعي الحفل، كلمة جدد فيها الترحيب بالمشاركين والحضور، مؤكداً حرص المجموعة على دعم وتنظيم مثل هذه الملتقيات العلمية، للوصول إلى أرقى مستويات الرعاية، وتقديم نموذج صحي متفرد، من خلال أكاديمية الدكتور سليمان الحبيب الطبية التي أطلقت أكثر من “43” برنامج زمالة ودبلومة طبية، معترف بها من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وبرامج مميزة منتهية بالتوظيف، لخدمة سوق العمل السعودي، كما أطلقت أكبر برنامج للابتعاث الخارجي بالقطاع الخاص، ووقعت اتفاقيات مع جامعات عالمية للاستفادة من تجاربها، ومع جامعات محلية لاستقطاب وتدريب خريجيها، وبشكل مستمر تخطط الأكاديمية للتوسع في برامجها، وزيادة عدد المستفيدين منها.
وفي ختام الحفل كرمت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية الشركات الراعية، ومن ثم تم التقاط صور جماعية ضمت راعي الحفل أ. د. سليمان الماجد مع المتحدثين وأعضاء اللجنة العلمية، وبعد ذلك تم افتتاح المعرض المصاحب الذي تشارك فيه عدد من كبريات الشركات المعنية بتقنيات وأجهزة تخصص الأمراض الجلدية.