في عصر الإنترنت والتقنيات الرقمية، لم يعد مكان الفيلم مقتصرًا على شاشة كبيرة في صالة سينما. منصة يوتيوب تحولت تدريجيًا إلى ساحة عرض عالمية تستطيع فيها الأفلام الوصول إلى الملايين دون توزيع تقليدي، وترسم مستقبلًا جديدًا لصناعة السينما نفسها، من الإنتاج إلى الجمهور.

 

 

الأمر أصبح واقعًا واضحًا من خلال آلاف الأفلام التي عُرضت كاملة عبر يوتيوب، بعضها مدعوم رسميًا من شركات الإنتاج، وبعضها الآخر حقق انتشارًا واسعًا بفضل جمهور المنصة.


 

 السينما العربية على يوتيوب  كنوز مجانية بانتظارك

 

أطلق يوتيوب قناة رسمية مخصصة للأفلام العربية تضم أكثر من 1500 فيلم كامل، من الكلاسيكيات إلى الأعمال المعاصرة، بالتعاون مع شركات إنتاج معروفة.

أمثلة لأفلام عربية متوفرة على يوتيوب: "الهلفوت"  فيلم كوميدي كلاسيكي بطولة عادل إمام وإلهام شاهين.

"على شط الهوى"  فيلم رومانسي قديم ما زال يجذب الجمهور.أعمال كلاسيكية لأسماء كبيرة مثل عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة وماجدة الخطيب، التي ما زالت تشهد إقبالًا واسعًا من المشاهدين.

 

 السينما الهندية على يوتيوب  بوليوود في متناول الجميع

على الرغم من أن الكثير من أفلام بوليوود الحديثة تُعرض أولًا في الصالات ثم على منصات مدفوعة، إلا أن هناك قنوات على يوتيوب تعرض أفلامًا كاملة أو أُطلقت مباشرة على المنصة بعد عدم توزيع سينمائي عالمي.

أمثلة بارزة:

Love You Hamesha (2002)  فيلم رومانسي هندي تم طرحه لأول مرة على يوتيوب بعد سنوات من إنتاجه.

قوائم وأفلام بوليوودية كاملة متاحة للجمهور، تشمل الرومانسية والدراما والأكشن والرقصات الموسيقية الشهيرة.


بالإضافة إلى ذلك، تحولت بعض الأفلام الهندية القديمة إلى محتوى مرئي واسع الانتشار، ما سمح لجمهور جديد بالتعرف على الموسيقى والدراما والتراجيديا البوليوودية دون تكلفة.


 السينما الأجنبية على يوتيوب  من الكلاسيكيات إلى اللؤلؤ المغمور

يوتيوب يقدم آلاف الأفلام الأجنبية بشكل قانوني عبر قوائم قنوات متخصصة، بدءًا من الأفلام المستقلة وحتى الأعمال الكلاسيكية الحائزة على إعجاب النقاد والجمهور.

أمثلة أفلام أجنبية مجانية على يوتيوب:

The Truman Show (1998)  دراما فكرية كلاسيكية.

Catch Me If You Can (2002)  فيلم جريمة وتشويق.

Psycho (1960)  تحفة ألفريد هيتشكوك في الرعب الكلاسيكي.


هذه الأفلام تمثل جسرًا بين الأجيال السينمائية وتتيح للمشاهد اكتشاف تراث السينما العالمية مباشرة من الإنترنت.


 

لماذا يوتيوب؟ وما الذي يجذب الجمهور؟

مجانية وسهولة الوصول: الأفلام الكاملة متاحة بنقرة زر، دون اشتراكات أو قيود معقدة.

تنوع هائل: من الكلاسيكيات العربية إلى الإنتاجات الأجنبية المستقلة والهندية الشهيرة، كلها في مكان واحد.

فرصة للمبدعين الجدد: بعض الأفلام المستقلة الموجودة على يوتيوب لم تُعرض في السينما من الأساس، لكنها اكتسبت جمهورها بفضل المنصة.

تجربة المشاهد تتغير: الجمهور اليوم يبحث عن سرعة الوصول، الترجمة، الجودة المقبولة، وعدم التقيّد بمواعيد عرض ثابتة.

الخاتمة 

أصبحت منصة يوتيوب أكثر من مجرد موقع لمقاطع الفيديو القصيرة، إنها ساحة عرض سينمائي رقمية حقيقية. من الأفلام العربية الكلاسيكية والمحبوبة، إلى الأعمال الهندية التي كان من الصعب مشاهدتها عالميًا، وحتى الأفلام الأجنبية الحائزة على إعجاب النقاد والمشاهدين، جميعها تطل على جمهور جديد خارج إطار صالات السينما التقليدية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني منوعات مشاهير هوليود

إقرأ أيضاً:

نجحت الصين وفشلت أمريكا

 

حاتم الطائي

الصين تحقق لأول مرة فائضًا تجاريًا يتخطى تريليون دولار

◄ تحويل الأزمات إلى فرص يعكس نهجًا صينيًا اقتصاديًا متوازنًا

◄ العولمة والانفتاح والمصالح المتبادلة.. مثلث التفوق الاقتصادي في عالم اليوم

 

الصعود الصيني الكبير خلال العقدين الماضيين لم يتحقق صدفةً أو نتيجة لظروف دولية مُتداخلة، وإنما كُتب بجُهد وعبقرية الإرادة الصينية، التي تستمد طاقتها الكامنة من جذورها الضاربة في أعماق الحضارة الإنسانية؛ فالصينيون انطلقوا في مسيرة تطورهم على ما يملكونه من موارد غنية وعقول لامعة، وانتهجوا فلسفةً تتسم بالحكمة والهدوء والانفتاح على الآخر، مع الاحتفاظ بهويتهم الأصيلة كأحد أقدم الشعوب في الأرض.

أقولُ ذلك، وقد تابعت باهتمام شديد ما كشفت عنه الأرقام الرسمية؛ حيث تجاوز الفائض التجاري للصين تريليون دولار لأول مرة، وهو الأمر الذي عزاه المحللون والخبراء إلى اتجاه المُصنِّعين الساعين لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى شحن مزيد من صادراتهم إلى أسواق غير أمريكية، ما أسهم في تسجيل قفزة كبيرة في الصادرات الصينية إلى أوروبا وأستراليا وجنوب شرق آسيا.

هنا نستطيع أن نكتشف ملمحًا رئيسًا من ملامح النمو الصيني، والمُتمثِّل في تحويل التحديات إلى فرصٍ، فعندما عاد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا في 2024، سارع بشن حرب تجارية على الصين، تحت مزاعم "التدابير الحمائية"، وتمثَّلت في فرض رسوم جمركية وصلت في بعض محطاتها إلى أكثر من 155%، ما يعني استحالة التصدير تقريبًا. في المُقابل، تعاطت الصين مع الأزمة برؤية نِديّة، وفي كل مرة اتخذ فيها ترامب قرارًا برفع الرسوم الجمركية، أعلنت بكين عن قرار مُماثل، ردًا على القرار الأمريكي. لكن على عكس التفكير الأمريكي العقيم والمحدود، سعت الصين إلى البدائل فورًا، وبدأت في تغيير بوصلة صادراتها، واتجهت بقوة إلى الأسواق الأوروبية والأسترالية، وكذلك الآسيوية والعربية.

الموقف الصيني الشُجاع الذي واجه الأزمة بحلول غير تقليدية، انعكس على الأداء الاقتصادي؛ إذ لم تتأثر المصانع الصينية جرّاء الحرب التجارية الأمريكية؛ بل على العكس سجّلت نموًا في الإنتاج والصادرات، فقد كشفت بيانات جمركية أنَّ الصادرات الصينية نمت بمقدار 5.9% على أساس سنوي في نوفمبر، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى نموها بمقدار 3.8% فقط! هذا التحول اللافت يؤكد أن القرارات الأمريكية لم تكن أبدًا قائمة على أُسس اقتصادية، وإنما استندت إلى رغبات وأهواء رئيس نرجسي ينظر إلى القضايا بنظرة شخصية، تعتمد على رؤيته الذاتية للأمر، وليس على رأي مؤسسات الدولة، وهو ما تجّلى بوضوح في عديد القضايا الأخرى، سواء في العلاقات مع أوروبا أو قضايا الشرق الأوسط، أو حتى في الأزمة التي تتفاقم حاليًا مع فنزويلا، والتي لا أساس منطقيًا لها سوى شخصنة القضية بسبب مواقف الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، المناهضة للاستعمار والإمبريالية في صورتها الأمريكية المُعاصرة.

القرار الصيني بالتوسع في الأسواق الأخرى خارج أمريكا؛ حيث كثفت جهودها لتنويع أسواق صادراتها، وسعت إلى توطيد العلاقات التجارية مع جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي، كما استفادت من الانتشار العالمي لشركاتها لإقامة مراكز إنتاج جديدة تُتيح لها وصولًا برسوم جمركية منخفضة إلى الأسواق. وتؤكد الإحصاءات الرسمية ذلك؛ إذ انخفضت الشحنات الصينية إلى الولايات المتحدة بواقع 29% على أساس سنوي في نوفمبر الماضي، في حين نمت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 14.8%، وارتفعت الشحنات إلى أستراليا 35.8%، واستقبلت اقتصادات جنوب شرق آسيا سلعًا صينية بزيادة 8.2%.

هذه الأرقام تُؤكد أنَّ إيمان الصين بمفاهيم وتطبيقات العولمة يتحقق على أرض الواقع؛ فالصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تؤمن أنَّ النمو العالمي لا يتحقق إلّا بتكاتف الجهود والتعاون الدولي القائم على المصالح المتبادلة، لا على الحروب التجارية والرسوم الجمركية المُبالغ فيها.

الصينيون يقرأون التاريخ جيدًا ويُدركون الأبعاد الحضارية في مختلف المراحل، باعتبارهم شعب صاحب حضارة، وليس طارئًا على الإنسانية كما هو الحال بالنسبة للأمريكيين الذين لم يؤسسوا أبدًا حضارة بمفهومها الصحيح، وإنما استطاعوا- بفضل الإمكانيات المالية وتوافد المهاجرين من كل أنحاء العالم- بناء منظومات متطورة في مختلف المجالات. في المُقابل، ما يزال ترامب وإداراته يؤمنون بالأفكار الاستعمارية القائمة على فرض الإرادات وإجبار الخصوم على الخضوع تحت عصا الابتزاز والترهيب تارة، والتهديد بأعمال عسكرية ومخابراتية تارةً أخرى. وما يؤكد على عنجهية وحماقة هذا التوجه، أنهم لم يُدركوا أنَّ مثل هذه السياسات القذرة لا تصلح مع حضارة كبيرة مثل الحضارة الصينية، التي نجحت قبل آلاف السنين في عبور البحار والمحيطات والوصول إلى أبعد نقطة، في لحظة تواصل حضاري ربطت العالم بأسره شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالًا، وهو ما يُعرف باسم "طريق الحرير"، الذي لم يكن مجرد طريق للقوافل التجارية وحسب، وإنما سبيلًا نحو البناء الحضاري القائم على الرؤية الإنسانية السامية للعالم، باعتباره كيانًا واحدًا، أو بلغة اليوم "قرية عالمية صغيرة".

ويبقى القول.. اليوم وبعد قرابة عامين من حرب تجارية شنَّها الرئيس الأمريكي منذ عودته إلى البيت الأبيض، فإنَّ الصين انتصرت في هذه الحرب العبثية، فيما تكبدت أمريكا الخسائر واحدة تلو الأخرى. انتصرت الصين لأنها رفضت سياسة العصا والجزرة، ورفضت أن تخضع وتنكسر في حرب إرادات سياسية واقتصادية لا حرب إيرادات جمركية، وعلى الدول الساعية لبلوغ مكانتها بين الأمم أن تُحافظ على الندية في التعامل مع القوى العالمية، لا سيما تلك القوى التي ترتكز على أفكار استعمارية واستعلائية، وأن السبيل الوحيد للنجاح هو العمل والإنتاج، وليس التكاسل والتخاذل، وأنه إذا ما قررت أمة من الأمم أن تتفوق مع الأخذ بأسباب هذا التفوق؛ فالنجاح حليفها والانتصار رفيق دربها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ختام العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية بتشريف أمير منطقة الرياض
  • الخيالة السلطانية تفوز بفضية في بطولة جمال الخيل العربية
  • مسابقة أيام قرطاج السينمائية.. أفلام عربية مستهلكة للعرض في تونس
  • عرض الأفلام الفائزة بمهرجان العين السخنة.. الليلة
  • أسعار العملات العربية الأجنبية في مصر اليوم.. الأحد 14-12-2025
  • نجحت الصين وفشلت أمريكا
  • عرض الأفلام الفائزة بمهرجان العين السخنة.. غدًا
  • مسؤول بهيئة الأفلام: 3 أهداف لمبادرة «أفلام للجميع»
  • منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية